تسعى العواصم الأوروبية جاهدة لتجنب الصدام مع قوى الشرق الأوسط بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، والتي قد تثيره قمة السلام في القاهرة يوم السبت والتي تهدد بكشف الانقسامات الصارخة حول الصراع.

 

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفقا لما نشرته فاينانشال تايمز، زعماء أكثر من اثنتي عشرة دولة لمناقشة الأزمة، لكن الزعماء الأوروبيين منقسمون بشأن الحضور في ظل الضغط الذي تبذله الدول العربية الرائدة لإصدار إعلان قمة يطالب بوقف إطلاق النار.

 

لا تشير مسودة إعلان القمة إلى حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، ولا تنتقد صراحة حماس، وفقاً لأشخاص مطلعين على الوثيق ة تحدثوا مع فاينانشال تايمز.

 

لن يحضر المستشار الألماني أولاف شولتز، في حين كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا يزال يقيم ما إذا كان سيفعل ذلك، حسبما قال أشخاص مطلعون على خططهم لصحيفة "فاينانشيال تايمز". 

 

قال ماكرون يوم الثلاثاء إنه لن يسافر إلى إسرائيل والمنطقة في الأيام أو الأسابيع المقبلة إلا إذا كانت هناك طريقة للرحلة للمساعدة في التوصل إلى اتفاق ملموس بشأن عدم التصعيد أو المساعدات الإنسانية أو الوضع العام. 

 

ما زال المسؤولون الفرنسيون يناقشون يوم الجمعة ما إذا كان ينبغي لماكرون أن يذهب إلى القاهرة، نظرا لمخاطر الارتباط بانتقاد إسرائيل أو فشل القمة في تحقيق أي نتائج مهمة.

 

قال مسؤولون في روما يوم الجمعة إن رئيس الوزراء الإيطالي جيورجيا ميلوني سيحضر القمة. وسترسل المملكة المتحدة وزير الخارجية جيمس كليفرلي بدلاً من رئيس الوزراء ريشي سوناك.

 

قالت أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، إن المشاركين في القمة متحدون بالرغبة لضمان ألا يتحول هذا إلى حريق إقليمي. قالت إنها ستكون فرصة لتوضيح أن الإرهاب لا يفيد أحدا في هذه المنطقة. لكنها قالت إنه من الواضح أن الدول المشاركة كان لها وجهة نظر مختلفة للغاية حول هذا الوضع في الأيام القليلة الماضية.

 

قال مسؤولون ألمان إن محادثات القاهرة ستكون "صعبة"، لكن برلين تأمل في أن تؤدي المشاورات على هامشها على الأقل إلى حل لمشكلة معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر يسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والسماح لمزدوجي الجنسية للخروج. 

 

كان المعبر محور مفاوضات محمومة بعد أن قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والغذاء والوقود عن القطاع في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر، مما أدى إلى ما وصفته جماعات الإغاثة بكارثة إنسانية تلوح في الأفق.

 

قال دبلوماسيون إن الزعماء الغربيين كانوا مترددين جزئيا بسبب الرغبة في عدم انتهاك الموقف المشترك المتفق عليه للاتحاد الأوروبي بأن لإسرائيل الحق في الرد على هجوم حماس، في إطار القانون الدولي.

 

قال أحد كبار الدبلوماسيين الأوروبيين المشاركين في المفاوضات: يمكنك أن تكون على يقين من أن العديد من الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي الحاضرة، فضلاً عن الشركاء ذوي التفكير المماثل، لن يوقعوا ولن يتمكنوا من التوقيع على إعلان يتعارض مع موقف الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن المناقشات بشأن إعلان قمة القاهرة لا تزال مستمرة.

 

قال الناس إن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس يعتزمان الحضور إلى جانب رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي تشارلز ميشيل. ومن المقرر أن ينضم إليهم كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.

 

قال دبلوماسي ثانٍ من الاتحاد الأوروبي مشارك في المفاوضات لصحيفة "فاينانشيال تايمز": تُبذل الجهود من أجل إصدار بيان مشترك، مضيفًا أنهم متشككون بعض الشيء في إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن بيان يمكن أن يلبي مصالح جميع الأطراف. 

 

من المتوقع أن تحضر الدول غير الأوروبية قطر وتركيا والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا والعراق، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

 

اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرون، الذين تشاجروا في الأيام الأولى من الصراع حول الرد المناسب، هذا الأسبوع على بيان موقف مشترك يؤكد بقوة على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بما يتماشى مع القانون الإنساني والدولي. 

 

أراد السيسي مناقشة التطورات الراهنة ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام، بحسب ما قال أشخاص مطلعون على الخطوط العريضة للحدث، وكيفية احتواء الأزمة الحالية بما يجنب المنطقة والعالم من تداعياتها. 

 

قال دبلوماسي أوروبي ثالث: من المؤكد أن المسودة قيد التفاوض ليست سببا لإلغاء المشاركة في اجتماع مهم يعطي فرصة لتمرير رسائل واضحة ونقل موقف الاتحاد الأوروبي. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحرب إسرائيل إنهاء الصراع غزة الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

شولتس: وقف إطلاق النار في أوكرانيا لا يزال بعيد المنال

قال المستشار الألماني أولاف شولتس إنه يتعين على أوروبا ضمان بقاء أوكرانيا قادرة على الدفاع عن نفسها حتى في حال التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار.

وقال شولتس في تصريحات لمحطة "زد دي إف" التلفزيونية الألمانية عندما سئل عما إذا كانت ألمانيا ستشارك بجنود في مهمة محتملة لحفظ السلام في أوكرانيا: "ما زلنا بعيدين كل البعد عن وقف إطلاق النار... الحرب لا تزال مستمرة كل يوم بأقصى قدر من الوحشية"، موضحاً أنه حتى التوصل إلى وقف لإطلاق النار يتعين على ألمانيا وأوروبا ضمان عدم ترك أوكرانيا بمفردها.

وذكر شولتس أنه من غير الواضح تماماً ما إذا كان يمكن لقوات دولية أن تضطلع بدور في أوكرانيا في حال وقف إطلاق النار - "وما إذا كان الأمر سيصل إلى هذا الحد".

وعقدت الولايات المتحدة وروسيا محادثات أولية هذا الأسبوع بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا. ولم يحضر ممثلون من أوكرانيا أو داعميها الأوروبيين.

#عاجل| الكرملين: لدينا أهداف تتعلق بأمن روسيا ومستعدون لتحقيقها من خلال المفاوضات pic.twitter.com/DJEbwcZW1M

— 24.ae | عاجل (@20fourLive) February 21, 2025

وهناك مخاوف من أن أوكرانيا قد تضطر إلى تقديم تنازلات مؤلمة، وأن الأوروبيين وحدهم سيكونون مضطرين إلى تأمين وقف إطلاق نار محتمل.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تقصف مناطق حدودية بين لبنان وسوريا
  • حماس تعرض أسرى أحياء يشاهدون عمليات التسليم رغم إعلان إسرائيل موتهم (فيديو)
  • سمير فرج: إسرائيل مستمرة في اتفاق غزة رغم تأخير إطلاق الأسرى الفلسطينيين
  • «البث الإسرائيلية»: مشاورات أمنية لبحث التزام تل أبيب بوقف إطلاق النار في غزة
  • شولتس: وقف إطلاق النار في أوكرانيا لا يزال بعيد المنال
  • «بن جفير» يتهم حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار ويطالب بوقف المساعدات إلى غزة
  • في عرض موحد للدعم.. قادة الاتحاد الأوروبي في كييف الأسبوع المقبل
  • بعد إعلان إسرائيل.. أول تعليق أمريكي على الجثة المجهولة
  • لماذا تصر إسرائيل على خرق البروتوكول الإنساني في غزة؟
  • مصر وإسبانيا ترحبان بوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن وتحرير الأسرى