بعد تقديمه فروض الطاعة… بايدن يغير مسار عشرات آلاف القذائف المدفعية من أوكرانيا إلى (إسرائيل)
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
واشنطن-سانا
لم يكن لأي مجزرة ترتكبها “إسرائيل” بحق المدنيين والأطفال في قطاع غزة بما فيها مذبحة مشفى الأهلي المعمداني أن تثني الرئيس الأمريكي جو بايدن عن توجهه إلى كيان الاحتلال، وتقديم فروض الطاعة الأبدية وتجديد نذور الدعم بالمال والسلاح والذخيرة بما فيها عشرات القذائف المدفعية التي يعتزم بايدن دفعها إلى “إسرائيل” بعد أن كانت مخصصة في الأصل لأوكرانيا كما كشف موقع إخباري أمريكي.
موقع اكسيوس الإخباري أوضح أن “إسرائيل” أبلغت وزارة الدفاع الأمريكية بحاجتها لقذائف مدفعية تحضيراً لعدوان بري على غزة فما كان من واشنطن إلا أن لبت الأوامر لترسل عشرات الآلاف من قذائف المدفعية من عيار 155 ملم كي تسهل مجازر الاحتلال بحق الفلسطينيين.
الكاتب الأمريكي أندريه ديمون وصف زيارة بايدن لكيان الاحتلال الإسرائيلي بعد يوم واحد من مجزرة مشفى الأهلي المعمداني بأنها مؤشر على تصعيد خطير واستفزاز واضح ولا سيما بعد تأكيد الرئيس الأمريكي دعمه المطلق لـ “إسرائيل”.
ديمون قال في مقال نشره موقع وورلد سوشاليست الأمريكي: إن بايدن لم يكلف نفسه عناء الحديث عما يرزح تحته الفسطينيون في غزة من قصف وإجرام إسرائيلي متواصل منذ 13 يوماً وعن آلاف الشهداء الذين ارتقوا جراء ذلك والعالقين تحت الأنقاض ويقدر عددهم بـ 150 شخصاً على الأقل معظمهم أطفال.
بايدن لم ينطق وفقاً لديمون بكلمة إدانة واحدة لاستهداف “إسرائيل” مئات المواقع المدنية والمشافي وعمال الإغاثة والبنى التحتية، ولم يلق بالاً لتهجير الفلسطينيين في شمال غزة، ولم يدع حتى لوقف إطلاق النار أو التهدئة فتصريحاته كانت بياناً واضحاً لدعم أمريكا ما ترتكبه “إسرائيل” من إبادة وجرائم ما يجعله شريكاً في جرائم الحرب بشكل مباشر.
وسخر ديمون من الأكذوبة التي روجت لها “إسرائيل” وساق بها بايدن حول مسؤولية المقاومة عن استهداف مشفى المعمداني وتجرؤهم على الادعاء بأن الفلسطينيين قتلوا أنفسهم مؤكداً أن هذه الاكذوبة قوبلت بالسخرية والغضب في جميع أنحاء العالم وأن الفيديوهات التي حاولت فيها “إسرائيل” التنصل من مسؤوليتها عن هذه الجريمة تثبت أن قوات الاحتلال استهدفت عمداً جزءاً معيناً من المشفى حيث يحتشد ما يقارب الألف شخص من نساء وأطفال وشيوخ ممن لجؤوا للمشفى للاحتماء من قصف “إسرائيل” الهمجي لمنازلهم.
باسمة كنون
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
واشنطن بين رئيسين.. سياسة بايدن تترك الشرق الأوسط مشتعلًا.. ولا أمل في السلام الأمريكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أثارت سياسة الرئيس جو بايدن في الشرق الأوسط مقارنات بالتحديات التي واجهها أسلافه مثل جيمي كارتر وجورج دبليو بوش، على الرغم من اختلاف الظروف بشكل كبير، كما تطرح سؤالًا عن تطورات الأوضاع بالمنطقة فى ظل إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي خوان كول: "على عكس تورط كارتر في أزمة الرهائن الإيرانيين أو صراعات بوش مع حركات المقاومة في العراق، تنبع صعوبات بايدن من تصرفات حليف رئيسي للولايات المتحدة: إسرائيل. لقد أثار دعم إدارته للحملات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك في غزة ولبنان وإيران، انتقادات واسعة النطاق، محليًا ودوليًا".
إرث معقدخلال السنوات الأولى لبايدن في منصبه، سعت إدارته إلى إعادة معايرة السياسة الأمريكية في المنطقة. وشملت الجهود البارزة رفع العقوبات المفروضة على حركة الحوثيين في اليمن من قبل الإدارة السابقة، وتسهيل المفاوضات بين الأطراف المتصارعة في اليمن، والحفاظ على الحد الأدنى من التدخل العسكري في العراق وسوريا لمحاربة بقايا تنظيم الدولة الإسلامية.
ولكن كانت هناك فرصة ضائعة كبيرة تمثلت في الفشل في استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة لعام ٢٠١٥ مع إيران. فقد فككت إدارة ترامب هذا الاتفاق النووي، الذي كان يهدف في الأصل إلى منع طهران من تطوير الأسلحة النووية في مقابل تخفيف العقوبات. وعلى الرغم من الإشارات المبكرة للاهتمام بإحياء الاتفاق، احتفظ فريق بايدن بالعديد من عقوبات ترامب، مما أعاق التقدم الهادف. ونتيجة لذلك، سعت إيران إلى إقامة علاقات أوثق مع الصين وروسيا، مع عواقب جيوسياسية كبيرة. وقد أكدت عضوية طهران في منظمة شنغهاي للتعاون وشراكتها العسكرية مع موسكو على التحالفات المتغيرة استجابة للسياسات الأمريكية.
تصاعد التوتراتكانت الأحداث التي أعقبت هجمات حماس على إسرائيل في أكتوبر ٢٠٢٣ بمثابة نقطة تحول في سياسة بايدن في الشرق الأوسط. وقد أثار دعم الولايات المتحدة للرد العسكري الإسرائيلي في غزة، والذي اتسم بغارات جوية واسعة النطاق، إدانة من العديد من البلدان، وخاصة في الجنوب العالمي. لقد أدت الأنباء عن ارتكاب جرائم حرب وإصابات غير متناسبة بين المدنيين إلى تآكل الدعم الدولي للسياسات الأمريكية في المنطقة.
واتسع نطاق الصراع مع انخراط إسرائيل في أعمال عدائية مع حزب الله في لبنان وتنفيذ ضربات على أهداف إيرانية. وأثارت التوترات المتصاعدة مخاوف بشأن حرب إقليمية أوسع نطاقا، حيث تكافح إدارة بايدن للتعامل مع الأزمة. وقد اعتُبرت الجهود المبذولة للتوسط مع إيران والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى غير كافية، حيث سلط المنتقدون الضوء على الافتقار إلى المساءلة عن الأفعال الإسرائيلية.
تداعيات متعددةوكان لعدم الاستقرار المستمر في الشرق الأوسط تداعيات عالمية كبيرة. فقد أدت الاضطرابات في طرق الشحن في البحر الأحمر وقناة السويس، والتي تفاقمت بسبب الهجمات الصاروخية الحوثية، إلى إجهاد سلاسل التوريد العالمية وساهمت في ارتفاع التضخم.
كما تؤكد الأزمات الإنسانية في غزة واليمن ولبنان على التحديات التي تواجه المنطقة. ويرى المراقبون أن سياسات بايدن، في حين كانت تهدف إلى الحفاظ على النفوذ الأمريكي، أدت إلى تفاقم التوترات. لقد أصبح الاعتماد على المساعدات العسكرية والتحالفات الاستراتيجية محل تدقيق، مع دعوات إلى اتباع نهج أكثر توازنًا لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع. مع استعداد بايدن لمغادرة منصبه، تظل سياسته في الشرق الأوسط موضوع نقاش مكثف. إن الإدارة المقبلة سوف ترث منطقة تتسم بالانقسامات العميقة والتحالفات المعقدة. وسوف يتطلب التصدي لهذه التحديات إيجاد التوازن الدقيق بين المصالح الأمنية، والمخاوف الإنسانية، والسعي إلى تحقيق الاستقرار في الأمد البعيد.. فهل يمكن أن يتحقق ذلك على يد إدارة ترامب؟.. مجرد سؤال تظل إجابته موضع تساؤل كبير أيضًا.