عمليات دون تخدير ومقابر جماعية.. مستشفيات غزة شاهدة على مأساة القطاع الإنسانية
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
عمليات دون تخدير ودماء في كل مكان ومفاضلة بين المرضى من يستحق العلاج أولا قبل قدرة على مداواة هذا الكم الهائل من الأعداد دفعة واحدة، مشاهد تلخص الوضع الحالي في مستشفيات قطاع غزة.
فريق طبي صامد لأكثر لما يقرب من 15 يوما كاملة يواصل العمل ليلا ونهارا بلا هوادة فلا يسعهم التوقف لالتقاط الأنفاس، مرضى وشهداء بالمئات والمستشفيات تحولت إلى ملاجئ اعتقادا أنها آمنة ولكن لا شيء آمن مع احتلال لا يعرف سوى القتل ولا يكترث بالإنسان وحقوقه.
يقول الدكتور عدنان البرش، استشاري ورئيس قسم العظام بمستشفى الشفاء في غزة، إن الوقت ضيق جدا لديهم ويترددون ما بين العمليات والاستقبال والطوارئ على مدار 24 ساعة في اليوم.
ويضيف "البرش"، في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن مستشفى الشفاء هو أكبر مستشفى في فلسطين وعدد الأسرة فيه نحو 700 سرير ولكن بسبب الظروف الحالية لا يمكنه استيعاب الحالات الواردة إليه.
"بتيجي إصابات كثيرة جدا ولدينا نحو 2500 مصاب ولذلك اضطررنا إلى وضع 6 أسرة في الغرفة التي يوجد بها سريرين أو ثلاثة في الأوقات الطبيعية كما فرشنا الأرض بين الأسرة وعشرات المرضى بين الأسرة وفي ممرات المستشفى بسبب العدد والكم الهائل من المصابين"، مشهد يومي يعيشه الدكتور عدنان البرش.
ويتابع: في الحروب بييجي خلال ساعة 100 شهيد إلى جانب 300 أو 400 أو 500 مصاب دفعة واحدة ونكون في حالة اضطرار للتعامل مع هذه الحالات وطبعا في الحروب نعمل بمبدأ الإنقاذ ويتم انتقاء الحالات الأولى فالأقل أولوية وهكذا حسب مستوى الإصابات ومدى القدرة على البقاء لفترة زمنية أطول.
حسب الدكتور "البرش" فالمستشفى توجد به 12 غرفة عمليات وفي بعض الأوقات يستقبل نحو 40 حالة دفعة واحدة جميعهم في حاجة إلى عمليات فورية وهذا يسبب ضغطا كبيرا جدا على الأطقم الطبية، وبسبب الضغط ومحدودية الأماكن يتم وضع سريرين وثلاثة في غرفة العمليات الواحدة وفي بعض الأحيان يتم إجراء العمليات في الممرات وفي أماكن الإفاقة.
يستمر الدكتور "البرش" في سرد المعاناة، قائلا: آخر فترة لم نجد سوى أدوية المسكنات نعطيها للمرضي خلال العمليات الجراحية بسبب نفاذ أدوية التخدير.
إشكالية أخرى تواجه مستشفى الشفاء وباقي المستشفيات أن المرضى أو المصابين معظمهم تهدمت منازلهم فوق رؤوسهم وليس لديهم مكان إعاشة وكثير من المواطنين نزحوا إلى المستشفيات بسبب أن المنازل هدمت وليس لهم مأوى ووجدوا أن المستشفيات مكان آمن للجوء إليه.
ويواصل استشاري ورئيس قسم العظام بمستشفى الشفاء في غزة: الناس بتيجي تنام في المستشفيات بخلاف المرضى بعد تلقي العلاج يظلون في المستشفى بسبب عدم وجود أماكن يمكنهم البقاء فيها وهذا سبب أزمة كبيرة في الأسرة تتفاقم بشكل يومي.
وفي ظل هذا الضغط غير المسبوق يواصل طاقم المستشفى العمل دون توقف: الطاقم الطبي منهك جدا ونعمل 24 ساعة في اليوم ومنذ بداية الحرب لم نذهب إلى منازلنا ومعظم الطواقم أسرها في مناطق خطرة ولم يروا ذويهم ويتم التواصل فقط عبر الموبايل التي وهو أيضا أمر صعب جدا بسبب قصف أبراج الاتصالات.
ينتظر مستشفى الشفاء في غزة مصيرا مشابها لمصير مستشفى الأهلي المعمداني، فيقول الدكتور "البرش": الاحتلال قبل أسبوع هدد إدارة المستشفى بالقصف وطلب إخلائها لكن الجميع أكدوا أنه لا إخلاء للمستشفى سوى على أجسادهم وكل يوم يجدد الاحتلال تحذيره وباقي مستشفيات غزة تم إنذارها.
وعن الحالات التي يستقبلها المستشفى، يوضح أن 60% من الحالات أطفال ونساء وحالتهم صعبة جدا جدا وأنهم يتعاملون وفق ما هو موجود لديهم من إمكانيات وأدوية وعلاجات ومعظم المرضى يحتاجون إلى الرجوع لإجراء عمليات أخرى.
لينا أبو عكر، أحد أفراد الطاقم الطبي بمستشفى ناصر في غزة، تؤكد أنهم يعلمون في ظروف غير إنسانية فلا مياه ولا كهرباء ولا مستلزمات طبية كافية: الوضع غير إنساني بالمرة.
وتضيف لينا، في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن الأدوات والمستلزمات الطبية في حالة نقص شديد وقاربت على النفاذ كليا في ظل عدم وجود إمدادات لذلك يلجأون إلى العمل بأقل الإمكانيات للحفاظ على ما تبقى منها لأطول فترة ممكنة.
وعن عدد الشهداء والضحايا، تشير إلى أنهم من كثرتهم يتم دفن الجثث مجهولة الهوية في مقابر جماعية فكثير من الحصص لا يتم التعرف عليها.
تتفق لينا أبو عمر مع الدكتور عدنان البرش، في أن الغالبية من الأطفال والنساء والحالات بين متوسطة وخطيرة فلا توجد إصابات بسيطة في هذه المجزرة.
وتؤكد أن 140 أسرة تم محوها بالكامل من السجل المدني بسبب استشهادهم جميعا فلم يبقى منهم أحد في ظل إبادات ومجازر في حق رضع وأطفال وحتى الأجنة لم يسلموا من هذا العدوان.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة مستشفيات غزة قصف المستشفيات الاحتلال الاسرائيلي مستشفى ناصر مستشفى الشفاء مستشفى الشفاء فی غزة
إقرأ أيضاً:
د. المساد يحذر .. مأساة حريق الطفل في منارة تعليم ليست الأولى لكنها الأهم
#سواليف – خاص
قال الخبير التربوي الدكتور #محمود_المساد ، أن #حريق #الطفل في #منارة_تعليم يشرح الواقع المتردي به، ويُنذر بموجة عدوى التذمر والاحتكاك التي لا تحمد عقباها.
وأضاف الدكتور المساد في حيث خاص بسواليف الإخباري ، أن هذه #الحادثة ليست #المأساة الأولى،لكنها الأهم والأعمق في العقد الأخير. وتنذر بسيل من التحديات أمام الهدف الأساس لمؤسسة التعليم.فهل من منقذ يتحلى بالجرأة والحكمة والمرونة!!!!؟
وتابع : #داعش، هي الوحيدة التي مارست الحرق بالنار، فهل وصلنا إلى هذا الحدّ !!! أيها الناس نعذر من لا يتكلم، نعم،فالأنياب كثيرة، ومتعددة المصادر، والقانون جاهز…..حتى الذي يعيش المأساة نفسها من عامة الشعب قد يقول: ” الله أعلم ” رُبّ ما عمله هذا الطفل يستحق عليه هذا العقاب. وهذا بالتأكيد الرأي الظاهر المكشوف؛ تجنّبا لعقاب ما، ومجاملة لجهة ما. إننا في وقتٍ الأنسب فيه هو أن تميل إلى القول الشائع: ” سكّن تسلم”.
وتساءل الدكتور المساد في معرض حديثه لسواليف : ما الذي يستطيع الناس فعله هذه الايام، والكل يعلم مستوى القدرات الاقتصادية الهزيلة، والظروف العمياء، فهل من سبيل إلى التعليم الخاص،في ظل البؤس الاجتماعي، والتراجع الثقافي الذي نعيشه؟ وبمَ ننصح أولياء أمور الطفل المجني عليه،ونحن نتفق معه أن المكان لم يعدْ ذات المكان، وأن هدف المكان لم يعد ذات الهدف، خاصة بعد هذه الفاجعة، فهل ننصح هذا الطفل بالتسرب بهذا العمر المبكر، والجلوس بالبيت، والبحث عن سبيل في أماكن غير لائقة ؛ حفاظًا على حياته؟!! أم ننصحه بالرضوخ، وتقبيل أيدي الجُناة، ومَن يقف خلفهم؟!!.
وختم الدكتور محمود المساد مخاطبا الطفل الضحية: حقيقة، نحن نتوه معك أيها الطالب ،ونعيش وجع مصيبتك، فهذا هو زمان التيه! وزمان بيات الأخلاق! وزمان #صمت_الضمير،والإنسانية!! بل هو حقاً زمان الخوف الذي يلوذ فيه الإنسان إلى الاستسلام، بينما ينهض في هذا الزمان التسلط واللعب على الحبال لا غير!!
وتساءل أخيرا : متى نغادر ثقافة الصّمت؟ بل متى تغادرنا #ثقافة_الخوف؟!!