قال الكاتب الإسرائيلي، جوناثان سباير، إن وتيرة الأحداث في الجبهة الشمالية بين إسرائيل وتنظيم "حزب الله" اللبناني تتصاعد، وأصبحت محاولات التوغل وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات حدثاً يومياً.

تهديدات إيرانية

أضاف سباير في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تحت عنوان: "في خضم الحرب التي تخوضها إسرائيل مع حماس ربما يكون الشمال هو الجبهة الأكثر أهمية"، أنه في يوم الإثنين الموافق 16 أكتوبر الماضي، أصدر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان ما بدا وكأنه تهديد مباشر، بأن تنظيم "حزب الله" التابع لإيران في لبنان سيتدخل في الحرب ضد إسرائيل.

وقال عبد اللهيان في تصريحاته لوكالة "إيرنا" الإيرانية، إن "محور المقاومة" (المصطلح المفضل للكتلة الإقليمية التي تقودها إيران) قد ينفذ إجراءات وقائية ضد إسرائيل في غضون ساعات قليلة، مضيفاً أن "كل الخيارات مفتوحة، ولا يمكننا أن نقف موقف اللامبالاة إزاء جرائم الحرب المرتكبة ضد سكان غزة". 

كاتب إسرائيلي: "إسقاط النظام الإيراني" مفتاح النصر على #حماس و #حزب الله https://t.co/GDBVtuAGje

— 24.ae (@20fourMedia) October 17, 2023 فتح جبهات أخرى

وأصدر عبداللهيان عدداً من التحذيرات الواضحة، بأنه إذا لم يتم اغتنام "الفرص المحدودة الممنوحة للأمم المتحدة"، فإن فتح جبهات أخرى ضد إسرائيل سيكون "لا مفر منه"، مختتماً تصريحاته بتذكير القراء بأن إيران لا تعطي أوامر لقوى المقاومة في المنطقة ولكن هي تتخذ قراراتها بنفسها.

وقال الكاتب، إنه من الطبيعي أن يركز الإسرائيليون بشكل رئيسي على الجبهة الجنوبية، حيث إنه لا تزال قوة ضخمة منتشرة على الحدود بانتظار أمر الدخول إلى قطاع غزة بهدف القضاء على حركة حماس، لافتاً إلى أنه إذا تم فتح جبهة ثانية في لبنان، فإن العواقب سوف تذهب إلى ما هو أبعد من إسرائيل، أو غزة، أو منطقة المشرق العربي.

وحدة الساحات

وفقاً للكاتب، أصبح مصطلح "وحدة الساحات" مألوفاً لدى الكثيرين الآن، وأنها عبارة مفضلة لدى إيران وحلفائها في سياق الجهود الرامية إلى جمع كل القوى المسلحة المحتشدة ضد إسرائيل تحت قيادة إيرانية واحدة، مشيراً إلى أن هذا الجهد وصل إلى مرحلة متقدمة بسبب ظروف المنطقة خلال العقدين السابقين. 

OPINION: Israel's main focus on Gaza is understandable. But the northern front may yet prove to be the most consequential.

By @jonathan_spyer | #Israel | #Gaza | #Lebanonhttps://t.co/AeboqugcTi

— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) October 20, 2023 سيطرة إيرانية

وأضاف أن إيران تمتلك الآن منطقة سيطرة متجاورة تمتد من محافظة القنيطرة السورية المتاخمة لمرتفعات الجولان، عبر جنوب سوريا إلى العراق التي تسيطر فيها على بعض الأحزاب، وبالتالي تتمتع الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران مثل الحشد الشعبي بحرية العمل، وبذلك تعمل بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

مخاطر هائلة

وكانت تقارير نشرت الأيام الأخيرة في وسائل الإعلام المتمركزة في منطقة شرق سوريا التي يسيطر عليها الأكراد، عن تحرك الميليشيات المرتبطة بإيران في محافظة دير الزور السورية غرباً نحو الحدود مع إسرائيل، بأنه إذا اندلعت الحرب نتيجة لعمل وقائي من جانب حزب الله اللبناني، فهناك فرصة معقولة لأن يجلب هذا الصراع بعد ذلك ميليشيات إيرانية من سوريا والعراق، وربما بمشاركة مباشرة من أفراد إيرانيين، وبالتالي فإن "المخاطر هائلة". 

لماذا لم يدخل الجيش الإسرائيلي #غزة برياً حتى الآن؟ https://t.co/uP1hFoEKDV

— 24.ae (@20fourMedia) October 19, 2023 التحرك الأمريكي

ويرى الكاتب أنه من أجل منع مثل هذا الاحتمال على وجه التحديد، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإحضار مجموعتين من حاملات الطائرات، مع مجموعة هائلة من القوة النارية، إلى البحر الأبيض المتوسط، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التي تتدخل فيها الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر باستخدام القوة العسكرية الصارمة، لردع تهديد ضد إسرائيل في الشرق الأوسط.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حزب الله حماس إيران ضد إسرائیل حزب الله

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية إيران يصل إلى مطار بيروت في طائرة إيرانية

وصل وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، الجمعة، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، في زيارة هي الأولى لمسؤول إيراني منذ اغتيال إسرائيل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وتكثيف غاراتها على مناطق عدة في البلاد.

وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان: "وصلت في هذه الأثناء، إلى مطار رفيق الحريري الدولي، طائرة إيرانية تقل وزير الخارجية، عباس عراقجي".

وأظهر بث مباشر لتلفزيون رويترز، طائرة تحمل العلم الإيراني تهبط بمطار رفيق الحريري في بيروت، بعد ساعات فقط من ضربات جوية استهدفت محيط المطار ليلا.

ومن المقرر أن يلتقي عراقجي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري.

وشهدت ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، ليل الخميس الجمعة  سلسلة غارات مكثفة تواصلت حتى الصباح، كانت من الأعنف التي يشنها الجيش الإسرائيلي منذ كثف حملة قصفه الجوي على لبنان في 23 سبتمبر.

وأفاد مصدر مقرب من حزب الله، أن إسرائيل شنت "11 ضربة متتالية" أحدثت دويا قويا اهتزت معه الأبنية ووصل صداها وفق شهود عيان إلى مناطق تقع خارج نطاق بيروت وضواحيها، حسب وكالة فرانس برس.

من جانبها، أوردت الوكالة الوطنية للإعلام أنه "سجلت حتى الساعة أكثر من 10 غارات متتالية، من أقوى الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على لبنان".

وأظهرت لقطات لمصوري وكالة فرانس برس، كرات ضخمة من اللهب ترتفع من أحد المواقع المستهدفة بأعنف الضربات، مع تصاعد سحب الدخان الكثيف.

محاولة استهداف صفي الدين

أورد موقع أكسيوس الأميركي نقلا عن 3 مسؤولين إسرائيليين لم يذكر هوياتهم، أن إحدى الضربات الإسرائيلية استهدفت هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي للحزب والذي يرجح أن يعين أمينا عاما جديدا له خلفا لحسن نصر الله.

ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي هذه المعلومات حتى الآن، ردا على أسئلة فرانس برس.

وعند الفجر، استهدفت غارة إسرائيلية منطقة المصنع في شرق لبنان عند الحدود مع سوريا، مما أدى إلى قطع الطريق الدولية بين البلدين، وفق الوكالة الوطنية للإعلام وما أفاد وزير النقل، علي حمية، لفرانس برس.

وقُتل 37 شخصا وأصيب 151 بجروح جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت، الخميس، مناطق متفرقة في لبنان، على ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أنه استهدف "15 هدفا لحزب الله في منطقة بيروت"، تشمل "مواقع إنتاج أسلحة ومستودعات أسلحة وبنى تحتية". ومن الأهداف أيضا "مقر استخبارات" عائد للحزب في بيروت.

وكان مصدر مقرب من حزب الله أفاد سابقا بأن غارة "استهدفت مكتب العلاقات الإعلامية في حزب الله" في الضاحية الجنوبية، مؤكدا أنه كان "أخلي" قبل مدة.

وطال القصف أيضا مناطق في الجنوب وبيروت وضواحيها، وصولا إلى منطقة عاليه شرق بيروت ومنطقة المعيصرة شمال بيروت، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.

وتوعدت إسرائيل، الخميس، بمواصلة شن "ضربات قوية" على حزب الله في لبنان.

وبموازاة حملة القصف الجوي المكثف الذي خلف أكثر من ألف قتيل في أنحاء مختلفة من لبنان منذ حوالى 11 يوما، ينفذ الجيش الإسرائيلي منذ الإثنين "عمليات برية محدودة ومركزة" في نقاط عدة على طول الحدود، أسفرت عن مقتل 9 ضباط وجنود، الأربعاء.

وكثفت إسرائيل منذ 23 سبتمبر ضرباتها على حزب الله الذي فتح في الثامن من أكتوبر 2023 جبهة إسناد لحماس مع تبادل إطلاق النار بصورة يومية بينه وبين إسرائيل عبر الحدود، غداة هجوم الحركة الفلسطينية غير المسبوق على إسرائيل واندلاع الحرب في قطاع غزة، في 7 أكتوبر.

وأعلنت إسرائيل في منتصف سبتمبر نقل القسم الأكبر من عملياتها إلى الجبهة الشمالية مع لبنان، مؤكدة أنها تريد وقف نيران حزب الله باتجاه شمال أراضيها للسماح بعودة عشرات الآلاف من السكان الذين فروا من المنطقة هربا من هذا القصف.

وتعهد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الخميس، مواصلة استهداف مواقع حزب الله في لبنان.

وقال "لن نسمح لحزب الله بترسيخ حضوره في هذه المناطق مستقبلا"، مشددا "ستتواصل الضربات القوية على حزب الله في كافة المناطق، في بيروت وفي سهل البقاع وجنوب لبنان".

وتترافق الحرب في لبنان مع تصعيد بين إسرائيل وإيران، التي أطلقت، الثلاثاء، نحو 200 صاروخ، بينها صواريخ باليستية على إسرائيل، مما أدى إلى تصاعد التهديدات المتبادلة والمخاوف من اشتعال الشرق الأوسط برمته.

وأعلنت إيران أن هذه الضربة الصاروخية جاءت "ردا" على قتل حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في 27 سبتمبر، وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في 31 يوليو في طهران في ضربة نسبت إلى إسرائيل.

ووسط التصعيد المتزايد والمخاوف الدولية، أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس "لا أعتقد أنه ستكون هناك حرب شاملة، أعتقد أن بإمكاننا تجنبها".

وكان سئل في وقت سابق في البيت الأبيض إن كان يوافق على "توجيه إسرائيل ضربات تطال منشآت نفطية إيرانية" فأجاب أنه يجري "نقاشات" بهذا الشأن.

من جانبهم، أعرب قادة دول مجموعة السبع، الخميس، عن "قلقهم العميق" جراء "تدهور الوضع" الإقليمي، محذرين في بيان من "دورة خطيرة من الهجمات والردود الانتقامية تهدد بإذكاء تصعيد لا يمكن السيطرة عليه في الشرق الأوسط، وهو ما ليس في مصلحة أحد".

وحسب الأرقام الرسمية، فقد قتل أكثر من ألفي شخص في لبنان منذ أكتوبر 2023، بينهم أكثر من ألف منذ بدء القصف الجوي المكثف في 23 سبتمبر على جنوب لبنان وشرقه وكذلك ضاحية بيروت الجنوبية.

من بين القتلى نحو 97 عامل إسعاف وإنقاذ قتلوا بنيران إسرائيلية، بينهم 40 قضوا خلال الأيام الثلاثة الماضية، على ما أفاد وزير الصحة، فراس الأبيض، الخميس.

وقدرت الحكومة اللبنانية، الأربعاء، عدد النازحين هربا من العمليات العسكرية بحوالى 1,2 مليون يفترش عدد كبير منهم الشوارع في مناطق عدة من بيروت.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ربما تتورط في لبنان.. قراءة عالمية عن الحرب مع حزب الله
  • صحيفة: أبو ظبي تدعم فصل جبهة لبنان عن غزة ومستعدة لتقديم مساعدات سخية
  • صحف عالمية: التاريخ يوحي بأن إسرائيل ربما تتورط في لبنان
  • بالفيديو.. إيران تعرض الصواريخ التي قصفت إسرائيل وخامنئي: ما قمنا به الحدّ الأدنى من العقاب
  • وزير خارجية إيران يصل إلى مطار بيروت في طائرة إيرانية
  • تعهد بحماية إسرائيل.. بايدن يستبعد الحرب الشاملة وأنباء عن هجوم إسرائيلي وشيك على إيران
  • ‏وسائل إعلام إيرانية: مقتل أحد مستشاري الحرس الثوري في هجوم إسرائيلي على سوريا
  • مصادر إيرانية: خامنئي حذر نصر الله من مخطط إسرائيلي لاستهدافه وطلب منه مغادرة لبنان
  • الحرب قاسية.. مصدر إسرائيلي يؤكد إصابة قاعدة جوية بضربة إيران
  • وول ستريت جورنال: رد إسرائيل على هجوم إيران سيحدد مسار الحرب