الدول العربية المتحدة، حلم ملايين العرب من المحيط إلى الخليج منذ وقت طويل، خاصة مع ظهور التكتلات الغربية والدولية على المستويين الاقتصادى والسياسى، ما جعل هذه التكتلات وتلك الدول قائدة، متحكمة، متجبرة إذا لزم الأمر، تملك الأساطيل والجيوش وتحكم العالم من فوق أعالى البحار، تستنزف ثرواتنا، وتسرق خيراتنا، وتسلب أرواحنا، وتنصر علينا الأعادى وتتحكم فى الأرض والعرض، وتفتت الدول وتسرق الممتلكات.
وبنظرة بسيطة إلى محيطنا العربى عبر عقود مضت فتت الاستعمار أوصال وطننا العربى وقسمه إلى دول، ووضع الحدود، وأشعل النزاعات والفرقة بين الإخوة، وبدأ خريطته الاستعمارية بوعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو، وكبرت أحلامه فوضع أقدامه، ونسى الإخوة وصية لقمان لأبنائه عن حزمة الحطب التى إذا تكتلت صعب على الغير كسرها، وإذا تفرقت إلى عيدان منفردة سهل تحطيمها، فكانت البداية العراق، ثم ليبيا، وسوريا، واليمن، ولبنان وما يحدث فى فلسطين الآن، وما زال العدو يتربص، وما زالت المحاولات مستمرة بقوة وشراسة لا مثيل لهما.
وبحسبة سريعة لعالمنا العربى، فهو عبارة عن 22 دولة بالتمام والكمال- فى عين الحسود- منها 12 دولة فى قارة آسيا و10 دول فى قارة إفريقيا، ففى آسيا تقع دول «فلسطين– الأردن– سوريا- العراق- لبنان– الكويت– السعودية– قطر– الإمارات– البحرين– سلطنة عمان– اليمن»، وفى إفريقيا تقع دول «مصر– ليبيا– السودان– الجزائر– الصومال- المغرب– موريتانيا– تونس– جيبوتى– جزر القمر».
والوطن العربى الكبير يمتد من المحيط الأطلسى غرباً إلى بحر العرب والخليج العربى شرقاً، ويمتد الجزء الجنوبى منه إلى القرن الإفريقى والمحيط الهندى بمساحة تقدر بنحو 13 مليون كيلو متر مربع.. أما الثروات الطبيعية فهى كثيرة مثل الغاز الطبيعى والنفط والثروات السمكية والحيوانية والزراعية، وتمتلك الدول العربية ما يزيد على 55% من احتياطى النفط فى العالم، كما تستحوذ على أكبر احتياطى من الغاز الطبيعى عالمياً وهناك العديد من المعادن غير المكتشفة وغير المستغلة مثل الحديد والفحم الحجرى والنحاس، وتعتبر من أهم الدول المتصدرة فى الثروات الحيوانية بأكثر من 345 مليون رأس من الجاموس والأبقار والأغنام والإبل والماعز، وتطل أغلب الدول العربية على المياه مثل البحر الأبيض المتوسط، والخليج العربى وبحر العرب والبحر الأحمر والمحيط الأطلسى، ويقدر إنتاجها من الأسماك بنحو 5 ملايين طن سنويا.
وبلغ عدد سكان المنطقة العربية نحو 468 مليون نسمة، أما الجيوش العربية فقد جاء ترتيب أقوى 10 جيوش منها فى العام الجارى، محلياً ودولياً وفقاً للترتيب التالى حيث احتل الجيش المصرى الأول عربياً والـ14 عالمياً، فيما جاء الجيش السعودى فى المرتبة الثانية عربياً والـ22 عالمياً، وتلاه الجيش الجزائرى فى المرتبة الثالثة عربياً والـ26 عالمياً، واحتل الجيش العراقى المرتبة الرابعة عربياً والـ45 عالمياً، وجاء ترتيب الجيش الإماراتى الخامس عربياً والـ56 عالمياً، فيما جاء جيش المغرب فى المرتبة السادسة عربياً والـ61 عالمياً، أما الجيش السورى فقد جاء فى المرتبة السابعة عربياً والـ64 عالمياً، بينما جاء الجيش القطرى فى المرتبة الثامنة عربياً والـ65 عالمياً، والجيش التونسى فى المركز التاسع عربياً والـ73 عالمياً، واحتل الجيش اليمنى المركز العاشر عربياً والـ74 عالمياً.
كل هذه الثروات والخيرات والجيوش التى تملك القوة والعتاد قادرة حال توحدها على أن تتحول إلى تكتل دولى منفرد يقف أمامه العالم رافعاً القبعة، ومؤدياً التحية العسكرية.
بهذه الطريقة وعبر هذا الحلم العربى الذى نأمل أن يتحقق ننشئ الأمم العربية المتحدة ومجلس الأمن العربى، ويكون لنا اقتصادنا الموحد المشترك وقواتنا العسكرية المشتركة التى نحفظ بها وحدتنا، ونرعى أمتنا، ونؤمِّن حدودنا، ونقهر عدونا، ونحافظ على أرضنا ونصون عرضنا، ويخشى العالم كله غضبنا.
وأخيراً، فإن الذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية، وما أكثر القواصى فى بلادنا، وما زال الذئب يلتهم دولة تلو أخرى من العراق إلى فلسطين، فمزق خريطة أمتنا، وهدد أمننا واستقرارنا.. نحن نملك ونستطيع وليس عيباً أن نفيق ونبدأ متأخرين، فالعيب كل العيب ألا نبدأ وألا نصحو من سباتنا إلا على صيحات نهاية العالم، ونكون قد خسرنا الدنيا والآخرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدول العربية المتحدة الأرض والعرض الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
مصعب الحوسني رئيساً للجنة الاتصال المؤسسي بالمنظمة العربية للطيران المدني
دبي (الاتحاد)
شاركت دولة الإمارات، ممثلة في الهيئة العامة للطيران المدني، في الاجتماع الأول للجنة الدائمة للاتصال المؤسسي للمنظمة العربية للطيران المدني، الذي عُقد بمقر المنظمة بالرباط بالمملكة المغربية.
وتم خلال الاجتماع انتخاب مصعب الحوسني، مدير الاتصال المؤسسي في الهيئة العامة للطيران المدني، ليكون أول رئيس للجنة الاتصال المؤسسي بالمنظمة، وذلك بإجماع أصوات أعضاء اللجنة.
جاء انعقاد هذا الاجتماع الأول للجنة، التي تأسست بقرار الجمعية العمومية للمنظمة رقم 28، بعد سلسلة من الاجتماعات التشاورية للفريق التحضيري. وتهدف اللجنة إلى تطوير آليات العمل الإعلامي المشترك بين الدول الأعضاء، لتعزيز مكانة الطيران المدني العربي على المستويين الإقليمي والدولي.
وقال سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، إن دولة الإمارات حريصة على دعم كافة الجهود التي من شأنها تعزيز أطر التعاون العربي في مجال الطيران المدني، ويمثل تطوير آليات التعاون الإعلامي والمؤسسي محوراً مؤثراً لتعزيز الأثر الإيجابي للجهود العربية المشتركة في قطاع الطيران، بما يدعم رؤية وأهداف المنظمة ويخدم مصلحة الدول الأعضاء.
وقال السويدي: انتخاب مصعب الحوسني كأول رئيس للجنة الاتصال المؤسسي هو شهادة على كفاءة الكوادر الإماراتية وقدرتها على تقديم إضافة نوعية، كما أنه يعكس الثقة الكبيرة والشراكة القوية التي تربط دولة الإمارات بأشقائها من الدول العربية.