مخطئ من يعتقد أن مصر تتحمل العبء الأكبر فى القضية الفلسطينية، بل مصر تتحمل كل العبء، وليس اليوم فقط، بل منذ بداية القضية 1948.
لذلك؛ نحن بين «شِقَّيّ الرَّحى»، قلوبنا ودعمنا، آلامنا، ومعاناتنا، دائما وأبدا مع الأشقاء فى فلسطين، وفى الوقت نفسه محددات الأمن القومى المصرى ممثلة فى حماية الأرض، وصون العرض مهمة مقدسة.
حمدان كان يستشف المستقبل عندما قال أيضاً: إن سيناء أهم وأخطر مدخل لمصر على الإطلاق، وأنه من المهم استراتيجياً أن ندرك أن سيناء ليست مجرد فراغ، أو حتى عازلاً، أنها عمق، وإنذار مبكر، أنها خط الدفاع الأخير عن الدلتا ووادى النيل بعامة. وإن التجربة قد علمتنا أن مصير مصر مرتبط دائما بمصير فلسطين خصوصاً، وسوريا عموماً، وأن الدفاع عن مصر والقناة إنما يبدأ فى فلسطين على الأقل.
لذلك؛ موقف مصر الراسخ إنما ينطلق من ثوابت وطنية خالصة تجاه القضية الفلسطينية، وبما يعمل على حماية الأمن القومى المصرى وبسط السيادة الوطنية على كل الأراضى المصرية؛ أهمها وأولها وآخرها أرض الفيروز سيناء. الثوابت الوطنية المصرية تجاه القضية الفلسطينية عبرت عنها وجسدتها قرارات مجلس الأمن القومى، والتى نصت على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار. ومع تأكيد تام وبات بأن أمن مصر القومى خط أحمر ولا تهاون فى حمايته.
الرئيس فى لقائه مع المستشار الألمانى، كان واضحاً لأبعد حد، وضع العالم أمام مسئولياته، وفضح المخطط، والهدف سيناء، لكنه كان حاسماً أيضاً فيما يتعلق بحماية الأمن القومى المصرى، مع استمرار الدعم التام والكامل للأشقاء فى غزة، ومع استعداد إسرائيل لاجتياح برى لقطاع غزة، تزداد الضغوط أكثر على الحدود المصرية، ومن ثم ترتفع معها وتيرة المزايدات خارجياً، والأكثر سوءا منها المزايدات الداخلية. وفى مثل هكذا ظرف؛ نجد البعض يستغل هذه الأوضاع المتوترة للمزايدة السياسية، لكن أمن الأوطان ليس محلاً للمزايدة أو المقامرة، وليس هذا وقت الصراعات والتنافسات السياسية الصغيرة الضيقة.
الشباب المصرى عامة، والكيانات الممثلة لشباب مصر ومنظمات العمل الأهلى والمدنى فى كل المحافظات الجمهورية، كانوا أكثر وعياً من بعض ممن يطلق عليهم النخبة السياسية، انطلقوا بحماس كبير، ودافع وطنى أصيل، دون حشد أو توجيه، لدعم وتأييد القيادة السياسية، استناداً إلى قناعة تامة من الكيانات وكل جموع الشباب المصرى من أن دعم مشروع ٣٠ يونيو الوطنى هو حماية للأمن القومى المصرى، بل العربى أيضاً؛ شجبوا وأدانوا ورفضوا كل الممارسات الإسرائيلية فى قطاع غزة، لكنهم فى الوقت نفسه كانوا أكثر وعياً بتحديات ومهددات الأمن القومى المصرى، وما يحيط بمصر من مخاطر، ولم لا وهم نبتة هذه الأرض الطيبة، هم أبناء وأحفاد أبطال نصر أكتوبر 1973 الذين حرروا الأرض وصانوا العرض، ورفعوا رايات النصر، لذلك احتشدت الكيانات واصطفت بشبابها، وجهوا رسالة صريحة للعالم أجمع، ولكل من تسول له نفسه محاولة المساس بالسيادة الوطنية المصرية أو العبث بأمن الوطن ومقدراته.
هذا وقت الاصطفاف لا المزايدة، الكل واحد خلف الوطن، الكل واحد خلف القيادة السياسية. حفظ الله مصر رغم طمع الطامعين وحقد الحاقدين ومكر الماكرين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر القضية الفلسطينية فلسطين الأمن القومي المصرى الأمن القومى المصرى القضیة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
وزير الاتصالات يشهد مراسم إطلاق خدمة الاتصال عبر شبكات الواى فاى "Wi-Fi Calling" بالسوق المصرى
شهد اليوم الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مراسم توقيع ملاحق تراخيص خدمة الاتصال عبر الواى فاى Wi-Fi Calling ما بين الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات وكلٍ من الشركة المصرية للاتصالات، واورنچ مصر للاتصالات، وڤودافون مصر للاتصالات، وإى آند مصر.
قام بالتوقيع كل من المهندس محمد شمروخ الرئيس التنفيذى للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، والمهندس محمد نصر الدين العضو المنتدب والرئيس التنفيذى للشركة المصرية للاتصالات، والمهندس ياسر شاكر عضو مجلس الإدارة المنتدب لشركة اورنچ مصر للاتصالات، والمهندس محمد كمال عبد الله الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة ڤودافون مصر للاتصالات، والمهندس حازم متولى الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة إى آند مصر.
وبهذا التوقيع يتم تفعيل خدمة الاتصال عبر شبكات الواى فاى Wi-Fi Calling فى السوق المصرى، وتتيح هذه الخدمة إجراء المكالمات الصوتية بجودة عالية ونقاء للصوت من خلال استخدام شبكة الواى فاى بالأماكن التى يتعذر فيها إجراء المكالمات الصوتية عبر شبكات المحمول، مثل بعض الأبراج والمبانى السكنية والتجارية التى كانت تعانى من ضعف تغطية شبكات المحمول. هذا ويتم تشغيل الخدمة الجديدة بنفس خطة الأسعار المشترك عليها المستخدم بشركات المحمول ودون تحمُل أى رسوم إضافية، ويُمكن تفعيلها من خلال إعدادت الهاتف المحمول.
هذا وقد أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن إطلاق خدمة الاتصال عبر شبكات "الواى فاى" هو ثمرة عمل دؤوب استمر على مدار عام بالتعاون بين الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات وشركاء التنمية من شركات المحمول الأربعة لتصميم حل تقنى وبناء منظومة لتوفير تغطية ذات جودة عالية بما يتيح للمواطنين إمكانية استقبال واجراء مكالمات التليفون المحمول من خلال شبكة الإنترنت الثابت بكفاءة عالية وبشكل أسهل فى الأماكن المغلقة التى تعانى من ضعف التغطية والأماكن التى يصعب تقنيا تغطيتها بشبكات المحمول وذلك في ضوء الجهود المبذولة لنشر وتحسين خدمات الاتصالات على مستوى الجمهورية؛ مشيرا إلى أن إطلاق الخدمة يأتى استكمالا للجهود المبذولة لتحسين خدمات الاتصالات وتوفير خدمات جديدة؛ موضحا أنه تم الانتهاء من بناء أكثر من 3000 برج محمول خلال عام 2024 فى ضوء تنفيذ خطة تستهدف ضمان تغطية ذات كفاءة عالية فى جميع انحاء الجمهورية؛ مؤكدا أنه بحلول منتصف العام الحالى سيتم الانتهاء من تغطية كافة الطرق السريعة مكتملة البناء على مستوى الجمهورية وكافة قرى مشروع حياة كريمة بمراحله الثلاثة بخدمات المحمول؛ مضيفا "مستمرون فى التعاون مع شركائنا من شركات المحمول الأربعة لتقديم المزيد من الخدمات وضمان تقديم خدمات أكفأ وأسرع للمواطنين فى كافة أنحاء الجمهورية"..
وأكد المهندس محمد شمروخ الرئيس التنفيذى للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات أن خدمة الـ Wi Fi Calling ستساهم فى تعزيز جودة خدمات الاتصالات وتحسين تجربة المستخدمين بشكلٍ كبير وخاصًة فى بعض الأماكن المغلقة والمنازل التى كانت تعانى من ضعف فى تغطية شبكات المحمول، وأضاف بأن هذه الخطوة تهدف إلى مواكبة أحدث التقنيات العالمية فى مجال الاتصالات، كما ستعمل على تمكين شركات الاتصالات من تقديم خدمات متطورة وتعزيز تنافسيتها بما يعود بالنفع على المستخدم النهائى.
كان الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات قد قام مؤخرًا بإطلاق عددًا من التقنيات الجديدة بسوق الاتصالات المصرى كخدمات الجيل والخامس والشريحة المُدمَجة eSIM، وذلك بهدف تحسين تجربة المستخدم ومواكبة التطور التكنولوجى فى مجال الاتصالات، بالإضافة إلى إقرار آليات تنظيمية جديدة لتحسين جودة خدمات المحمول باستخدام ضِعف قيمة الجزاءات المالية المقررة على مشغلى المحمول، حال مخالفتهم لمعايير الجودة، فى تحسين التغطية والجودة لخدمات المحمول وتغطية مناطق جغرافية يحددها الجهاز.