بوابة الوفد:
2024-11-25@05:00:21 GMT

إنهاء الاحتلال هو الحل

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT

مشهد دولى عنصرى استعلائى عبثى يتخبط فى كل اتجاه، وتصوغه عقلية استعمارية لنخب الغرب الحاكمة، يروح ويجىء ليلوك الأكاذيب التى اصطنعها وصدقها، حق إسرائيل المشروع فى الدفاع عن النفس. وهو نفس السبب الذى أشهرت فيه الولايات المتحدة حق الفيتو فى مجلس الأمن ضد مشروع القرار البرازيلى بهدنة لوصول المساعدات الإنسانية لنحو 2,4 مليون فلسطينى فرضت عليهم إسرائيل حصارا بريا وجويا وبحريا منذ هجوم حماس عليها فى السابع من أكتوبر، وحرمتهم من الماء والغذاء والدواء والإيواء فى أماكن آمنة، وأما الفلسطينيون فلا حقوق لهم إلا التهجير القسرى من وطنهم والاستيلاء على أراضيهم أو الموت جوعا وعطشا وقتلا بصواريخ وطائرات أمريكية من أحدث الأسلحة وأكثرها فتكا بالبشر والحجر، كما يحدث الآن فى غزة التى يشكل اللاجئون من حرب 1948 نحو 80% من سكانها، كُتب على الفلسطينى اللجوء داخل أرضه واللجوء خارجها.

الحق فى الحياة الذى يضمنه لكل شعوب الأرض الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، محروم منه الشعب الفلسطينى، وصار فقط حقا للمستعمرين والمستوطنين والغاصبين وداعميهم الغربيين والأمريكيين.

لم أكن أعرف أأبكى أم أضحك، ووزير الدفاع الأمريكى يتوسط ساسة وعسكريين فى إسرائيل ملوثة أيديهم بدماء الشعب الفلسطينى، ويطاردهم قضاء بلدهم لمحاكمتهم بتهم فساد وإخلال بالشرف، فيستخدمون السلطات التى فى حوزتهم لتعديل القوانين لأجل حماية فسادهم والبقاء فى السلطة ضد رغبة شعبهم، وهو يقول بثقة يحسد عليها، إنه جاء إلى إسرائيل دفاعا عن الديمقراطية، أى والله الديمقراطية، وطبعا حاملات الطائرات الأمريكية والبوراج البريطانية حطت على شواطئ البحر المتوسط جاءت معه لكى تحمى الديمقراطية الإسرائيلية!

أما الرئيس الأمريكى بايدن فقد تفوق على وزير خارجيته الذى تباهى بين يدى نتنياهو بأنه يهودى، حين أعلن أنه صهيونى، وأن إسرائيل لو لم تكن موجودة لتعين علينا أن نوجدها، كان منظرا مثيرا للسخرية وهو يحتضن نتنياهو والأخير يضع رأسه على كتفه كحمل وديع، بينما هو ينكل بالشعب الفلسطينى الأعزل فى غزة وفى الضفة الغربية، محطما بشكل صريح كل الاتفاقيات الدولية التى تحمى المواطنين تحت دولة الاحتلال، وتحرم العقاب الجماعى، كافأ بايدين نتنياهو بتبنى الرواية الإسرائيلية، التى تحمل الجانب الفلسطينى المسئولية عن قصف المستشفى المعمدانى على رؤوس جرحى ومرضى ومواطنين عزل لجأوا إليه تجنبا للقنابل الفسفورية والأسلحة المحرمة دوليا التى تهدم منازلهم وتتعقبهم فى الحافلات والشوارع والأماكن التى يرحلون إليها للاحتماء بها، صم آذانه عن طلب السلطة الوطنية الفلسطينية بتشكيل لجنة دولية محايدة للتحقيق فى الحادث، وتجاهل تضارب الروايات الإسرائيلية التى تؤكد السعى للتنصل من مسئولية الواقعة، بعدما أهاجت مشاعر الرأى العام الغربى عليها، وجلبت مزيدا من التعاطف مع الفلسطينيين، ورفعت من الأصوات الداعية فى أنحاء العالم لرفع الحصار عنهم، لم يفعل بايدن ذلك فقط، بل هو يلقى الدروس ويقول «إن العالم عليه أن يعرف أن إسرائيل، هى مرسى الأمن للبشرية»، لكنه كان يجب أن يكمل أنها مرسى الأمن للبشرية الغربية دون سواها!

بايدن يكذب ويعرف أنه يكذب، وأن مساندته غير المحدودة لإسرائيل، ومنحها 12 مليار دولار فى أسبوع واحد، وجلب حاملات طائراته للمنطقة، الهدف الأول والأخير له هو دعم حملته للانتخابات الرئاسية فى نوفمبر القادم، وقد بات من المعروف الدور المحورى الذى تلعبه اللجنة العامة الإسرائيلية - الأمريكية المعروفة باسم أيباك فى التحكم فى نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية.

فضيحة الدول الغربية بجلاجل وهى تنساق جميعها دون عقل، وتتخلى عن المواقف الأخلاقية المبدئية التى طالما تباهت بها، للسير خلف الموقف الأمريكى، بالانحياز المطلق لإسرائيل، فرنسا تقدم مساعدات استخباراتية لمجلس الحرب الإسرائيلى، وتسمح بالمظاهرات الداعمة لإسرائيل، وتمنع المناصرين لغزة وللشعب الفلسطينى، ولا تسألنى عن شعاراتها التى ترفعها عنوانا للحضارة الغربية عن الحرية والمساواة والإخاء، والمستشار الألمانى يقول إن أمن إسرائيل هو جزء من العقيدة الألمانية، دون مراعاة لمشاعر جاليات عربية وإسلامية كبيرة العدد تعيش وتعمل فى كلتا الدولتين.

وبينما نجح بايدن فى الضغط على إسرائيل لفتح الممرات لإدخال المساعدات الإنسانية، فشلت الضغوط الأمريكية والغربية لأخذ موافقة مصرية أو أردنية أو عربية، على تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، ونجحت حرب غزة فى إرجاع القضية الفلسطينية إلى جذورها الحقيقية كقضية تحرر وطنى من سلطة الاحتلال، بعد أن لعبت المراوغات الإسرائيلية، والدعم الأمريكى لبلطجتها فى المنطقة، دورا فى صرف الأنظار عن أنه لا تهدئة ولا سلام فى وجود الاحتلال وتحويل القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية، وها هى إسرائيل تسعى تحت رعاية هذا الدعم الدولى، لتنفيذ مخططها المستمر بالمجازر والتهجير والاستيطان، ونقض كل الاتفاقيات والعهود، لتهجير الشعب الفلسطينى والاستيلاء على كل الأراضى الفلسطينية.

هذا المخطط الصهيونى محكوم عليه بالفشل، ليس فقط لصمود الشعب الفلسطينى على أرضه وتضحياته الباسلة من أجل قضيته، بل إن الوقت قد حان كذلك لإنهاء الانقسام الفلسطينى إلى غير رجعة، الذى بدأته حماس بإقامة دولة لها فى غزة فى مواجهة السلطة الوطنية الفلسطينية فى الضفة الغربية، فضلا عن العمل المخلص لإعادة الحياة لمنظمة التحرير الفلسطينية كمتحدث وحيد بصوت الشعب الفلسطينى، تصوغ رؤية فلسطينية موحدة تستمد قوتها من اتفاق كل فصائل المقاومة الفلسطينية عليها، لتقود إلى تحرير الأراضى الفلسطينية من سلطة الاحتلال، اعتمادا على النفس أولا لكى تستعيد القضية مواقف القوى التحررية فى العالم ثانيا، وبمساندة موقف عربى موحد حول مبادرة السلام العربية التى تقبل بعلاقات عربية مع إسرائيل مقابل إنهاء الاحتلال فى الأراضى العربية، وإقامة الدولة الوطنية المستقلة على حدود يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية، هذا إذا ما كان العرب يبحثون عن مصالحهم مع الأطراف الدولية التى تدعمها، بعدما أصبح القرار الدولى يفتقد للتوازن وللعدالة وحتى للقيم الأخلاقية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: على فكرة الولايات المتحدة إسرائيل الفلسطينيون الشعب الفلسطینى

إقرأ أيضاً:

مسؤول أمني سابق للاحتلال: إنهاء حرب لبنان سيكون دافعا للتوقف في غزة

بالتزامن مع التقدم الواضح في مفاوضات وقف العدوان الاسرائيلي في لبنان، بما يتضمن إنهاءه ، وانسحاب الجيش الإسرائيلي بشروط أقل ملائمة، صدرت أصوات إسرائيلية تطالب الحكومة بالموافقة المماثلة على إنهاء الحرب في غزة من أجل إطلاق سراح الأسرى، في ضوء ما تم تحقيقه من أهداف عملياتية.

آيال خولتا الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، زعم أن "ما يبرر الذهاب الى اتفاق لوقف العدوان في غزة أن الاحتلال تمكن بعد تعافيه من نكسة السابع من أكتوبر، من تحقيق نتائج عملياتية غير مسبوقة، كالقضاء على قادة وخطوط قيادة حماس وحزب الله، وتدمير البنية التحتية التي تهدد المستوطنات القريبة من السياج، وإلحاق أضرار جسيمة بآلاف المسلحين، ومخزونات الذخيرة، والهجوم ضدهم، حتى أن النتيجة التراكمية بعد عام من القتال لم يسبق لها مثيل مقارنة بالعقود الماضية، رغم الأسف الإسرائيلي على الاضطرار للمرور في ذلك اليوم الصعب".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أنه "بجانب التقدم الكبير الذي تحقق في المجال العسكري الميداني، لكن الاحتلال يواجه عددا من القضايا والمعضلات التي تحتاج لإجابة في أسرع وقت ممكن، أولها وقبل كل شيء، وجود 101 مختطف في غزة، على قيد الحياة، وبصحة جيدة، يشتعل الخلاف السياسي الداخلي بشأنهم، لأن العديد من الإسرائيليين مستعدون للتخلي عن عودتهم مقابل استمرار الحرب، رغم أنه إذا أصرت الحكومة على عودتهم، فلابد أن تجد حلاً، وهو في المتناول".

وأوضح أنه "عندما تنتهي الحرب في غزة، سيبدأ "اليوم التالي"، والمطلوب هو ردّ عملي وسياسي لمنع تهريب الأسلحة من سيناء إلى غزة، وإدارة الحياة المدنية فيها، وضبط النظام العام، والبدء بعملية إعادة الإعمار".



وأشار أنه "طالما أن الحديث عن وقف حرب لبنان، فهذا يعني أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرى إنجازاً كافياً في الأضرار الجسيمة التي لحقت بحزب الله حتى الآن، وإذا رأى نفسه مستعدا في ضوء الإنجازات التي تحققت، للتوصل لاتفاق، فيجب تشجيعه على ذلك، لكن من أجل إعادة المستوطنين للشمال في نهاية الحرب، فمن الضروري إعادة الشعور بالأمن إليهم، وهو شعور يعتمد على ثقتهم بأن الإنجاز العملياتي سيتم الحفاظ عليه مع مرور الوقت، وأن الحزب لن ينجح بإعادة تأهيل مستودع صواريخه وبنيته التحتية قرب السياج".

وأكد أنه "لا يمكن لإسرائيل الاعتماد على روسيا أو سوريا، أو انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، أو قوات اليونيفيل أو أي كيان أجنبي آخر، ولذلك أعتقد وآمل أن يكون رئيس الحكومة قد حصل على تفاهمات من الرئيسين الأميركيين المنتهية ولايته، والقادم، حول هذا الأمر".

واستدرك بالقول أن "الاحتلال ألحق أضرارا بحماس أكثر بكثير مما لحق بحزب، وبدلا من الاتفاقيات مع سوريا وروسيا وإسرائيل بشأن لبنان، يمكن التوصل إلى اتفاقيات بشأن غزة مع الولايات المتحدة ومصر ودول المنطقة، رغم أنه كان ينبغي الاتفاق منذ زمن طويل مع الولايات المتحدة ومصر على بناء حاجز تحت الأرض على الحدود بين غزة وسيناء، لأنه منذ بناء الجدار الحدودي بين غزة وإسرائيل، لم يتم حفر نفق واحد عبرت الحدود مع إسرائيل، ويمكن أن يحدث نفس الشيء على حدود سيناء، بجانب الإشراف الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي، وحرية عمل كاملة للجيش بمواجهة أي انتهاك للاتفاقية".

وزعم أن "كل هذا من شأنه أن يحدّ بشكل كبير من تسليح حماس، مع توفير قدر أكبر من الأمن، ورغم أننا لن نمنع استمرار حكم حزب الله في لبنان، فإن الاحتلال يعمل من وراء الكواليس على إيجاد حلول من شأنها أن تبعد حماس عن إدارة الحياة المدنية في غزة، حيث يعمل رئيس الوزراء بقوة على الترويج لهذه الخطة، رغم مواجهته صعوبات سياسية مع العناصر المتطرفة في حكومته الساعية لتطبيق الحكم العسكري في غزة، وإعادة بناء مستوطنات نتساريم وغوش قطيف، رغم أن هذه ليست أهداف الحرب، ولا يجوز إصدار تعليمات للجيش بالبقاء في القطاع لمثل هذا الجنون".

وأكد أن "موضوع إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل المختطفين، فيبدو أن هناك تفاهمات بشأنه، بما فيها إمكانية ترحيل كبار مسؤولي حماس خارج القطاع، مما يستدعي التوصل لاتفاق، ورغم تصريح نتنياهو اليوم بأنه غير مستعد لإنهاء حرب غزة، فإن موافقته على إنهاء حرب لبنان، وانسحاب الجيش بشروط أقل ملائمة، تدفعه لأن يوافق على إنهاء حرب غزة بشروط أفضل، وهي تحرير المختطفين، الأمر الذي يدفعنا لمخاطبته بالقول إن الوقت ينفد، والمختطفون الذين ما زالوا على قيد الحياة معرّضون لخطر الموت، والجمهور ينتظر الجميع، أحياءً وأمواتاً، للعودة لمنازلهم".

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز : إسرائيل تنقل تكتيكات غزة الى الضفة الغربية
  • وسام ناصيف: تصرفات إسرائيل في لبنان والضفة الغربية والقدس تؤجج الأوضاع
  • مسؤول أمني سابق للاحتلال: إنهاء حرب لبنان سيكون دافعا للتوقف في غزة
  • "شؤون الأسرى الفلسطينية": الاحتلال اعتقل 12 مواطنا بالضفة الغربية بينهم أسرى سابقون
  • عادل حمودة: الإمارات التزمت بدعم القضية الفلسطينية سياسيا وماليا
  • هيئة مغربية تدعو لدعم المرأة الفلسطينية أمام الإبادة الإسرائيلية
  • "الخارجية الفلسطينية": قرار إسرائيل بإلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على الإرهاب
  • «الخارجية الفلسطينية»: قرار إسرائيل إلغاء اعتقال المستوطنين يشجع على المزيد من الجرائم
  • مدير هيئة حقوق الإنسان الفلسطينية: دور مصر قوي وداعم للقضية وللشعب الفلسطيني
  • العدالة الغربية المزعومة: مذكرة اعتقال أم مسرحية هزلية؟