بوابة الوفد:
2024-09-29@06:18:38 GMT

مستقبل الثقافة فى مصر

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT

أبادر فأقدم تمهيداً لما أود مناقشته، أشير فيه- فى عجالة- إلى تحقق المقولة الشهيرة: «ما أشبه الليلة بالبارحة» فى استعادة قراءة صيحة الدكتور طه حسين، أو مشروعه، الذى طرحه ونادى به فى صيحة مستقبلية منذ أكثر من ثمانين عاماً فى كتابه (مستقبل الثقافة فى مصر) الذى كان- فى أصله- تقريرين، أحدهما: عن التعليم العام، والآخر: عن الجامعة، وكان من المفترض أن يقدمهما طه حسين إلى وزير المعارف- آنذاك- لكن الظروف أعجلتــه، والتغيرات السياسية صرفتــه عن تقديم التقريرين؛ فظلا حبيسى الأدراج وثيقتين تاريخيتين، حتى بر بوعده فنشرهما فى كتابه الشهير هذا، والذى فجر- آنذاك- وما زال يفجر- حتى الآن- قضايا ما تزال متفجرة، وبالحدة ذاتها، حتى كتابة هذه السطور، وإلى ما بعدها.

 الكتاب- إذن- قديم جديد معاً، ماض ومستقبل معاً، وما ذلك إلا لأنه يضع أيدينا- بمثل ما وضع يدى طه حسين من قبل- على قضايا نعيشها ونحياها ونكابدها، ونملأ الصفحات شرحا وتوصيفا لها بمثل ما سبقنا صاحبها.

 ضم الكتاب 60 فصلا، منها 12 فصلا عن الثقافة بنسبة خمس الكتاب، و48 فصلا عن التعليم، ومهمة الدولة تجاهه، حتى رأى أن الوزارة المختصة هى (عين الدولة)، وعن التعليم الأولى (الابتدائى)، وخطورته وأهمية تطويره، وقضية إعداد المعلم وحقوقه، والديمقراطية، والتعليم الثانوى، والعام، وإصلاح التعليم، والكتاب المدرسى، والتعليم الخاص ومشكلاته، واستقلال الجامعة، والتعليم الدينى، والتكدس البشرى، أو الكثافة الطلابية (فى الأربعينيات فما بالك اليوم؟)، والامتحانات، والقراءة الحرة، واللغات الأجنبية، والشرقية، والترجمة، وتجديد النحو، والصلة بين الإعلام والتعليم، وهى قضايا الساعة، وما بعد الساعة، بمثل ما كانت قضايا سنوات القرن الماضى.

 وعلى الرغم من أن معاصرى صيحة طه حسين رأوا أن الكتاب معبر عن عصره أكثر مما هو معبر عن مستقبله، وأنه يمزج بين الثقافة والتعليم، فإن واقعنا- الآن- يقر بأن قضايا الكتاب هى، عينها، قضايا عصرنا فى القرن الحادى والعشرين، وأن قضايا الثقافة والتعليم ممتزجتان متكاملتان.

 لقد نادى بالنهوض بحال المعلم الابتدائى، وطالب كما قال بالحرف: «بتقاضيه أعلى الرواتب»، وهاجم التعليم التلقينى من طرف واحد، وجعل القراءة الحرة (نصف التعليم العام)، وناقش قضية تسويق الكتاب التعليمى قائلا: «نترك التجارة للتجار، والتأليف للمؤلفين»، وناقش تمويل التعليم وتكافؤ الفرص، والازدواجية اللغوية، والجامعة والمجتمع، وتمويل البحث العلمى، ودور المؤسسات المالية ورجال الأعمال والعمل الخيرى.

 كان الزمان المحيط بصيحة طه حسين ظروف الثلاثينيات من القرن الماضى، وكان دافع توجهه إلى حضارة البحر المتوسط التأسى بنجاح الحضارة الإسلامية بتفاعلها مع الحضارات الأخرى وسيادتها الثقافة العالمية قروناً مضت، وهنا رأى البعض فى مشروع طه حسين «تمريراً ثقافياً لمعاهدة 1936»، كما رأوا فيها «تغريباً، أو انبهاراً بالغرب ونفوراً من الشرق»، بينما اعتدلت آراء الآخرين، فنفوا عن دعوته صفة «التغريب والتقليد»، ورأوا فيها ما أسموه «العقل الناقد»، الناظر فى متطلبات الأمة، وأوجه القصور فيها، وأنه لا ينكر نفسه ولا يجحد ماضيه، ولا يدعو للفناء فى الأوروبيين. بل يكون نداً لهم، نتعلم مثلهم، ونعمل مثلهم، بدليل مناداته بمشروع الترجمة، إذ كان صاحب فكرة مشروع (الألف كتاب).

 والآن ونحن فى العقد الثالث من القرن الحادى والعشرين، وبعد مضى أكثر من ثمانين عاماً، نجد أنفسنا أمام القضايا ذاتها، تلك التى كانت مثارة، آنذاك، بعينها. بل لعلى لا أبالغ إذا قلت إن الوضع قد تفاقم عما كان عليه وقت صيحة طه حسين؛ إذ لم تكن القضايا والمشكلات مستفحلة ومتورمة بمثل ما صارت عليه الآن، فهل نظل نعيد القول فيما قيل، أو نعيد قول ما قيل؛ لندور فى حلقة مفـرغة؟. أم نعكف على التحليل والتأمل والدراسة، ومن ثم نطمح إلى التقدم خطوة إلى الأمام؟.

هل نطرح التساؤلات؟!.

أم نجيب عن التساؤلات؟. 

نلتقى فى الأسبوع القادم إن شاء الله.

عضو المجمع العلمى المصرى، وأستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لغتنا العربية جذور هويتنا الدكتور طه حسين التعليم العام طه حسین

إقرأ أيضاً:

وزير التربية والتعليم يتفقد الدراسة في مدارس كفر الشيخ (صور)

زار محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، واللواء دكتور علاء عبد المعطى، محافظ كفر الشيخ، صباح اليوم، مدرسة "علي عبد الشكور للتعليم الأساسي" التابعة لإدارة شرق كفر الشيخ التعليمية، ومدرسة "على عبد الشكور الرسمية للغات".

ورافقهما، خلال الزيارة، اللواء محمد شعير سكرتير عام مساعد المحافظة والدكتور أحمد المحمدي، مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة والدكتور علاء جودة وكيل مديرية كفر الشيخ.

وخلال زيارتهما لمدرسة "علي عبد الشكور للتعليم الأساسي" التابعة لإدارة شرق كفر الشيخ التعليمية وتضم عدد ١٠٤٠ طالب وطالبة، تفقد وزير التربية والتعليم والمحافظ صفوف رياض الأطفال والصفوف الابتدائية، حيث اطمأن الوزير على انتظام سير العملية التعليمية بالمدرسة.

كما تفقد وزير التربية والتعليم والمحافظ مدرسة "على عبد الشكور الرسمية للغات" التي يبلغ عدد طلابها ٦٢٤ طالبا وطالبة، إذ أثنى الوزير على مستوى الطلاب والالتزام بالكثافة الطلابية بالمدرسة.

وزير التربية والتعليم يتابع آليات حل مشكلة الكثافة الطلابية 

وحرص وزير التربية والتعليم خلال زيارته للمدرستين على متابعة تنفيذ الإجراءات والآليات المعلنة لتوزيع الكثافات الطلابية والقرارات والتعليمات الوزارية الخاصة بانتظام وانضباط العام الدراسى. 

وثمن وزير التربية والتعليم الجهود التي تقوم بها المحافظة بالتعاون مع الوزارة من أجل دعم والارتقاء بالمنظومة التعليمية.

وقال محافظ كفر الشيخ إن التعليم هو أساس بناء المستقبل، ويجب أن يحظى بأقصى درجات الاهتمام والرعاية 

وأكدّ محافظ كفر الشيخ أن المحافظة تسعى جاهدة لتوفير بيئة تعليمية ملائمة ومجهزة بأحدث الوسائل التعليمية، من أجل ضمان تحقيق أفضل مستويات التعلم للطلاب. 

وأشار إلى أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في الأجيال القادمة، مثنيًا على جهود محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، فى تطوير المنظومة التعليمية، وتقديم حلول تنفيذية على أرض الواقع؛ من أجل الارتقاء بالتعليم.

مقالات مشابهة

  • «أقلام بلا حبر».. الحرب الصهيونية على غزة تقتل آمال الأطفال في التعليم وتخلق جيلًا بلا مستقبل
  • وزير التربية والتعليم: مفيش مدرس هيخاف تاني من طالب
  • محمد عبد اللطيف: معلمو مصر أكفاء وموهوبون.. والتعليم سيكون جيد جدًا
  • معرض الكتاب الدولي بالرياض .. محمد سيد صالح يشارك بستة مؤلفات تحمل هموم الأمة
  • «الثقافة» تصدر «قرب ورد أحلامنا أراك» بهيئة الكتاب
  • بمشاركة 2000 دار نشر.. انطلاق معرض الكتاب في الرياض
  • «الداخلية»: ضبط قضايا اتجار في العملة بـ7 ملايين جنيه
  • الثقافة تصدر «قرب ورد أحلامنا أراك» بهيئة الكتاب
  • «الثقافة» تنظم مؤتمر «مستقبل تأهيل ذوي الإعاقة» بقصر روض الفرج الأحد المقبل
  • وزير التربية والتعليم يتفقد الدراسة في مدارس كفر الشيخ (صور)