بوابة الوفد:
2025-02-23@09:23:41 GMT

الشرق الأوسط الجديد ودعوات التهجير

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT

فى بداية القرن العشرين نجح اللوبى الصهيونى فى تصدير مشكلة (اليهودية) إلى الشرق الأوسط واستطاع إقناع يهود العالم بأن تهجيرهم إلى فلسطين هو العودة إلى أرض الميعاد، وبالفعل قامت الامبريالية الغربية بزعامة أمريكا بتبنى تلك الفكرة، ليكون الوجود اليهودى والصهيونى الجديد جبهة أمامية للدفاع عن مصالح العالم الغربى فى المنطقة، وعليه فقد صدر قانون العودة عام 1950 ليعطى اليهود حق الهجرة والاستقرار فى فلسطين المحتلة ونيل الجنسية.

وفى عام 1970، عُدل القانون ليشمل أصحاب الأصول اليهودية وأزواجهم. 

وقد صدق المفكر الراحل عبدالوهاب المسيرى، حينما قال إن إسرائيل دولة «طفيلية»، فهم كائنات طفيلية شرهة تبحث عن الحراك الاقتصادى، وأنها لن تنهار من الداخل استنادًا الى أن مقومات استمرارها من الخارج لا من داخل المجتمع، ما دام الدعم الأمريكى والغياب العربى موجودين. 

وليس خافيًا على أحد ذلك المخطط الغربى الذى يهدف لتقسيم منطقة الشرق الأوسط وإعادة تخطيطها وفقا لرؤية انطلقت منذ منتصف القرن 19، بضرورة تقسيم العالم العربى والإسلامى إلى دويلات إثنية ودينية مختلفة، حتى يسهل التحكم فيه، فيما أطلق عليه «الشرق الأوسط الجديد».

ففى كتابه «المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل» يشرح محمد حسنين هيكل، كيف نشأت فكرة إقامة دولة صهيونية يهودية، ليست عربية ولا إسلامية فى فلسطين؛ للفصل بين مصر وسوريا، خاصة بعد تجربة محمد على وضمه لدولة الشام كلها، وهى التجربة التى لو كانت كتب لها النجاح، لكانت تحكمت فى الشرق الأوسط كله، خصوصًا أن تتحكم فى المدخل الرئيسى لمنطقة الشرق الأوسط بالنسبة للغرب، ولعدم تكرار تلك التجربة مرة أخرى، فكان لابد من وجود دولة كإسرائيل، فيقول:

«طوال القرن التاسع عشر كان العالم مشغولاً بأربع قضايا: ظاهرة الوطنية، وظاهرة التسابق إلى المستعمرات والتنافس عليها بين القوى الأوروبية، والمسألة الشرقية أى التربّص بإرث الخلافة العثمانية، والمسألة اليهودية، فقد كان اليهود هدف عداء استفحل خصوصاً حول تواجد كثافة الوجود اليهودى فى شرق أوروبا وروسيا ووقتها كان 90 بالمائة منهم يعيشون على تخوم ما بين روسيا وبولندا».

والأمر ذاته أشار إليه عبدالوهاب المسيرى فى إحدى مقالاته حين قال: «فى إطار التقسيم تصبح الدولة الصهيونية الاستيطانية، المغروسة غرسا فى الجسد العربى، دولة طبيعية بل قائدة. فالتقسيم هو فى واقع الأمر عملية تطبيع للدولة الصهيونية التى تعانى من شذوذها البنيوى، باعتبارها جسدًا غريبًا غرس غرسًا بالمنطقة العربية».

ومن عجبٍ أن تلك الرؤية تنطلق متجاهلة الإرادة العربية، وكأن الدول العربية مجرد ظلال غيبية لا حقيقة لوجودها، ولا سبب يدعو لوضعها فى الحسبان عند التقسيم، فهم مجرد أداة تتشكل حسبما أرادت زعيمة العالم وطفلتها المدللة. 

على أن تلك الدعوات المستفزة بتهجير الإخوة الفلسطينيين الى سيناء، لحين إعادة بناء غزة، تطرح على الطاولة ذلك المخطط الصهيونى للتقسيم، والذى ينظر لسيناء على وجه الخصوص «على رأس ذلك المخطط»، بأنها كنز يجب أن يستعيده الإسرائيليون، بعدما أجبروا على تركه، فقد سُئل موشيه ديان ذات مرة عن قاعدة شرم الشيخ البحرية، التى أنشأتها إسرائيل فى شبه جزيرة سيناء بعد نكسة 1967 ، فقال إنها أهم من السلام مع مصر .

وفى تقرير بمناسبة الاستعدادات لإعادة العريش، إلى مصر عام 1979، قالت السفارة البريطانية فى تل أبيب إن «أهمية سيناء لإسرائيل كانت، وتظل، استراتيجية».

فهى «ساحة قتال ضار، غير أنها فى أوقات أخرى ملعب مترامى الأطراف لجيش الدفاع الإسرائيلى، وحلم سياحي وذخيرة طبيعية ومشروع تجريبى زراعي. وهى أيضا نقطة التقاء تجمع البدو بالجمال. وفوق كل هذا هى امتداد لحدود إسرائيل الضيقة يوفر متنفسا روحيا من ضغوط الحياة». 

وبينما كان النقاش يستعر فى إسرائيل بشأن الانسحاب الكامل من سيناء، طرح بعض الساسة الإسرائيليين، وأيدهم مناحيم بيجن رئيس الوزراء فى ذلك الوقت، مبدأ استثناء رفح من أى اتفاق والاحتفاظ بها كاملة.

مؤكدين أنه «منذ عام 1967، وبخاصة بعد عام 1973، كان جزء من الحكمة السياسية الشائعة فى إسرائيل يقول إنه لا ينبغى أبدا إعادة رفح وجوارها إلى مصر لأنه يجب عزل قطاع غزة ومنعه من أن يصبح مرة أخرى خنجرًا موجهًا إلى قلب إسرائيل».

وقال السفير البريطانى فى إسرائيل باتريك هاملتون موبرلى، فى تقرير عن الوضع العام فى إسرائيل حينها، إن الإسرائيليين «يتركون حقول النفط والمطارات، والرحابة المريحة فى فضاءات سيناء الخالية التى تمتعت بها إسرائيل على مدار 15 عامًا». 

كان لهذه «الصدمة» سبب اقتصادى حيوي. فحسب التقديرات البريطانية، حينها، فإن حقوق النفط فى خليج السويس «أثبتت أهميتها الاقتصادية لإسرائيل، إذ توفر لها ما بين 20 فى المئة إلى 30 فى المئة من إجمالى احتياجاتها النفطية». 

هكذا يتضح جليًا ما يرمى إليه ذلك المخطط الصهيونى الغربى تجاه الشرق الأوسط، والذى لا يغفل سيناء كعنصر أهمية استراتيجية واقتصادية لإسرائيل.. فهل بعد كل ذلك يظنوننا غافلين؟ «عُبط إحنا بقا!».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشرق الاوسط دعوات التهجير نبضات القرن العشرين اللوبي الصهيوني اليهودية يهود العالم الشرق الأوسط ذلک المخطط فى إسرائیل

إقرأ أيضاً:

تيك توك تعزز وجودها في الشرق الأوسط بشراكات رمضانية حصرية لعام 2025

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت منصة "تيك توك"، الرائدة عالميًا في مقاطع الفيديو القصيرة، عن تعزيز حضورها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال شراكات حصرية مع كبرى دور النشر والمحتوى في المنطقة، وذلك للعام الثاني على التوالي. تشمل هذه الشراكات إنتاج برامج رمضانية حصرية بالتعاون مع "بيس كيك" في مصر، "يوتيرن" في السعودية، "عرب جي تي"، و"ياسمينا" في الإمارات العربية المتحدة، مما يعكس تحولًا جديدًا في صناعة المحتوى الرقمي والإعلانات خلال شهر رمضان وعيد الفطر.
تعتمد استراتيجية "تيك توك" الرمضانية لعام 2025 على تعزيز روح التكاتف والتآلف بين العائلات والأصدقاء، حيث تركز على المحتوى الترفيهي التفاعلي الذي يعزز التواصل الاجتماعي ويخلق تجارب غنية للمستخدمين. وتهدف هذه الشراكات إلى توفير محتوى مبتكر يعكس تطلعات الجمهور ويواكب التحولات الرقمية في مجال الإعلام والترفيه.

أبرز البرامج الرمضانية على تيك توك

١. الفكاهة مع "بيس كيك" - مصر

تواصل شركة "بيس كيك"، الرائدة في صناعة المحتوى الكوميدي، تقديم برنامجها الشهير "مطبخ طنط مروة"، الذي يتميز بأسلوب فكاهي مبتكر يمزج بين الأسئلة العفوية والردود المليئة بالكوميديا، ما يضفي نكهة خاصة على الأجواء الرمضانية في مصر.

٢. "فوازير رمضان" بلمسة تيك توك - السعودية

بعد النجاح الكبير للنسخة الأولى من "فوازير رمضان" العام الماضي، تعود "تيك توك" و"يوتيرن" هذا العام بنسخة جديدة من البرنامج، يقدمها المبدعان لمى ومحمد، حيث يتفاعلان مع الجمهور عبر ألغاز ممتعة يتم حلها يوميًا قبل موعد الإفطار. كما تستعد "يوتيرن" لإطلاق برنامج "خليك جاهز"، حيث يجري المبدع هادي لقاءات ترفيهية في شوارع الرياض.

٣. "Luxury Style Hub" – الإمارات

لأول مرة، تطلق "تيك توك" برنامجها الحصري "Luxury Style Hub"، وهو تجربة استثنائية لعشاق الموضة والجمال، من إنتاج منصة "Unseen" المتخصصة في الأزياء، والتي تستهدف جيل الشابات في السعودية عبر محتوى يعرض أحدث الصيحات والنصائح الجمالية خلال رمضان.

٤. "Drive for Good" – تجربة تجمع بين السيارات والطهي

في تعاون فريد بين "تيك توك" و"عرب جي تي"، يأتي برنامج "Drive for Good"، الذي يقدمه عبد العزيز الفضيلي، حيث يدمج بين متعة القيادة والطهي الخيري خلال رمضان. كما يقدم الشيفان البارزان ميشو وعماد وصفات رمضانية سعودية مبتكرة عبر مقاطع فيديو قصيرة.

صرّح شادي قنديل، المدير العام لحلول الأعمال العالمية في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا ووسط وجنوب آسيا في "تيك توك" "نلتزم في تيك توك بإلهام الإبداع ونشر البهجة. ومن خلال هذه الشراكات الحصرية، نرتقي بمستوى الترفيه الرقمي في المنطقة، حيث يشكل رمضان فرصة ذهبية للعلامات التجارية لتعزيز تفاعلها مع الجمهور بأسلوب أكثر تأثيرًا وأصالة. بالاستفادة من قوة تيك توك في بناء المجتمعات ورواية القصص، نقود الابتكار عند نقطة التقاء المحتوى والتكنولوجيا".
 

مقالات مشابهة

  • هل لا يزال نتنياهو يحلم بمشروع إسرائيل الكبرى؟
  • تيك توك تعزز وجودها في الشرق الأوسط بشراكات رمضانية حصرية لعام 2025
  • مسؤول أمريكي سابق لشفق نيوز: خطة ترامب لتغيير الشرق الأوسط غير جيدة
  • «فوربس الشرق الأوسط» تستضيف فعالية «أكتف أبوظبي 2025»
  • غوتيريش يدعو الى ضرورة إحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين
  • من التهجير إلى التأجير.. ماذا تعرف عن خطط الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع سيناء؟
  • جوتيريش: نطالب بتقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين
  • هل تراجع ترامب عن خطة تهجير الفلسطينيين؟
  • كاتب: قمة الرياض تعزز التنسيق العربي المشترك حول قضايا الشرق الأوسط
  • العبقرية الاستراتيجية لفكر الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة قضية تهجير سكان قطاع غزة ومخططات الشرق الأوسط الجديد