لماذا خرج المصريون لتفويض الرئيس السيسي؟.. أمن مصر القومي خط أحمر
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
ماذا كان يقصد الرئيس عدبالفتاح السيسي حينما قال خلال المؤتمر الصحفي المشترك، مع المستشار الألماني أولاف شولتز إنَّ «مصر فيها 105 ملايين والرأي العام المصري والعربي يتأثر بعضه ببعض، وإذا استدعى الأمر أطلب من الشعب المصري الخروج للتعبير عن رفض هذه الفكرة، فسترون ملايين من المصريين يخرجون للتعبير عن رفض الفكرة ودعم الموقف المصرى».
فلم تمر ساعات إلا وعبر المصريون عن تفويضهم للرئيس السيسي باتخاذ ما يلزم للحفاظ على الأمن القومي واتخاذ اللازم لذلك، وفوض البرلمان المصري «النواب والشيوخ»، خلال جلسه طارئة، الخميس، الرئيس عبدالفتاح السيسي، في اتخاذ الإجراءات لحماية الأمن القومي، وتأمين حدود البلاد ودعم الفلسطينيين، وخرج الملايين من المصريين في مظاهرات تفويضاً للسيسي والتنديد بأحداث غزة، ورفض أية دعوات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
السيسي أراد أن يقول للمجتمع الدولي أن المصريين جميعا يرفضون التهجير والتوطين في سيناءوعن أسباب مطالبة الرئيس السيسي للتفويض، يقول الدكتور أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية: «إن الرئيس السيسي أراد أن يقول للمجتمع الدولي أن قراره بعدم قبول فكرة تهجير الفلسطينيين وتوطينهم في سيناء هي فكرة يرفضها المجتمع المصري بجميع فئاته وأن 105 ملايين مصري يرفضون الفكرة، كما يرفضون أيضًا ما يحدث للفلسطينين من عنف».
وأوضح أنَّ الرئيس السيسي يعلم جيدًا أن الشعب المصري الذي ذاق عقوداً طويلة من الحروب مع الكيان الاسرائيلي في 1956 و1967 و1937 يرفض تمامًا فكرة التخلي عن قطعة أرض من سيناء التي حارب من أجلها واستشهد أبناء شعبه للحفاظ عليها، كذلك أراد أن يقول أن الشعب المصري على وعي تام بما يحاك له من مخططات تسعى ورائها بعض الدول، وأن مصر بقيادتها السياسية والشعبية ترفض الفكرة تماما.
تابع موضحاً أنَّه في الجانب الآخر، ذكر الرئيس السيسي ما يعانية الفلسطينيون وأن الشعب المصري والعربي «يشد بعضه بعضا»، وأن العنف يتسبب في غضب شعبي كبير في مصر يمكن التعبير عنه بخروج 105 ملايين في الشوارع وهو ما حدث اليوم الجمعة، إذ خرج المصريون في الميادين لرفض أمرين فكرة تهجير أهل غزة وتوطينهم في سيناء، وكذلك رفض المصريون الغاضب لما يحدث لأشقائهم الفلسطينيون.
خطاب السيسي مدروس جيدًاأكّد أن خطاب الرئيس السيسي الموجه للمستشار الألماني والمجتمع الغربي مدروس جيدا ويؤكد على ثوابت مصر عبر عقود طويلة وأن كل جمله ذكرها الرئيس السيسي تعبر عن فكرة كبيرة أما تتعلق بالامن القومي المصري وحمايته أو تتعلق بتوسيع الصراع لميتد إلى مصر التي طالما سعت للسلام وحافظت عليه منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، إذ أشار الرئيس السيسي إلى أن فكرة توطين أهل غزة قد تؤدي لأنطلاق اعمال عدائية ضد اسرائيل ومن ثم يتطور الأمر للتدخل المصري في الصراع وهو ما ترفضه مصر حفاظا منها على السلام.
وأشار «مهران» إلى التفويض الشعبي الذي اراده الرئيس و وافق عليه مجلس النواب والشويخ يؤكد على ديمقراطية القرار المصري النابع من ارادة الشعب وهو أمر يمارسه المجتمع الغربي ويتغنى به لذلك ذكره الرئيس مع المستشار الألماني.
الرئيس السيسي لا يطلب تفويضاً من الشعب المصري إلا في الأمور الجساممن جهتها، قالت الدكتوره سهير عبد السلام، استاذ الفلسفة السياسية بجامعة حلوان وعضو مجلس الشيوخ: «إن الرئيس السيسي لا يطلب تفويضاً من الشعب المصري إلا في الأمور الجسام والتي تهدد أمن الدولة المصرية، حيث سبق وأن طالب تفويضاً من الشعب المصري عقب الأعمال الأرهابية في سيناء عقب قيام ثورة 30 يونيو، وما يحاك لسيناء من القوى الدولية حالياً من الخطورة بمكان، ما يستدعي التفويض والمساندة الشعبية.
أكّدت «عبدالسلام» أنَّ المشكلة الحالية التي تتعلق بفلسطين متعدده الأبعاد، إذ يرفض المصريون ما يحدث لأشقائهم من أهل غزة، وكذلك فكرة التهجير من غزة إلى سيناء، إذ يرفض المصريون اقتطاع جزء من أرضهم للغير.
أفضل تعبير عن الديمقراطية التي يفهمها المجتمع الغربي ويمارسهاوتابعت أنَّ الرئيس السيسي أراد أن يقول أنَّ كل ما يحدث مرفوض شعبياً، وهو أفضل تعبير عن الديمقراطية التي يفهمها المجتمع الغربي ويمارسها، وأنَّ كحاكم سياسي لا يتخذ قراراً منفرداً كما يظن البعض.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التفويض السيسي فلسطين من الشعب المصری الرئیس السیسی فی سیناء ما یحدث
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي لنظيره الفلسطيني: نبذل جهودا كبيرة لوقف إطلاق النار بغزة
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، نظيره الفلسطيني محمود عباس، وذلك على هامش الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي التابع للأمم المتحدة، والمنعقد بالقاهرة خلال الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر 2024.
مصر ترفض جميع أشكال التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطينيوأوضح المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية، أن اللقاء شهد تأكيد الرئيس دعم مصر قيادة وشعبا للقضية الفلسطينية، ورفض جميع أشكال التصعيد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة أو الضفة الغربية، مع استمرار الجهود المصرية المكثفة الهادفة للتهدئة ووقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية، والعمل على حماية حق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر للقضية الفلسطينيةوأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس أكد دعم مصر للسلطة الفلسطينية، وبذلها جهودا كبيرة لمساعدة الأشقاء في الوصول لتفاهمات وتوافق في الرؤى بين جميع أطياف الشعب الفلسطيني لضمان مواجهة التحديات الجسيمة والتهديدات التي تواجهها القضية الفلسطينية في هذا الظرف التاريخي الدقيق.
ومن جانبه، عرض الرئيس الفلسطيني رؤيته لتطورات الموقف، وأعرب عن شكره العميق للدور التاريخي والجهود المضنية التي تبذلها مصر بلا انقطاع لدعم القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يدرك ويقدر دور مصر الداعم، وما قدمته ولا تزال تقدمه من مساندة لفلسطين على جميع الأصعدة.