ماذا كان يقصد الرئيس عدبالفتاح السيسي حينما قال خلال المؤتمر الصحفي المشترك، مع المستشار الألماني أولاف شولتز إنَّ «مصر فيها 105 ملايين والرأي العام المصري والعربي يتأثر بعضه ببعض، وإذا استدعى الأمر أطلب من الشعب المصري الخروج للتعبير عن رفض هذه الفكرة، فسترون ملايين من المصريين يخرجون للتعبير عن رفض الفكرة ودعم الموقف المصرى».

فلم تمر ساعات إلا وعبر المصريون عن تفويضهم للرئيس السيسي باتخاذ ما يلزم للحفاظ على الأمن القومي واتخاذ اللازم لذلك، وفوض البرلمان المصري «النواب والشيوخ»، خلال جلسه طارئة، الخميس، الرئيس عبدالفتاح السيسي، في اتخاذ الإجراءات لحماية الأمن القومي، وتأمين حدود البلاد ودعم الفلسطينيين، وخرج الملايين من المصريين في مظاهرات تفويضاً للسيسي والتنديد بأحداث غزة، ورفض أية دعوات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء.

السيسي أراد أن يقول للمجتمع الدولي أن المصريين جميعا يرفضون التهجير والتوطين في سيناء

وعن أسباب مطالبة الرئيس السيسي للتفويض، يقول الدكتور أحمد مهران، مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية: «إن الرئيس السيسي أراد أن يقول للمجتمع الدولي أن قراره بعدم قبول فكرة تهجير الفلسطينيين وتوطينهم في سيناء هي فكرة يرفضها المجتمع المصري بجميع فئاته وأن 105 ملايين مصري يرفضون الفكرة، كما يرفضون أيضًا ما يحدث للفلسطينين من عنف».

وأوضح أنَّ الرئيس السيسي يعلم جيدًا أن الشعب المصري الذي ذاق عقوداً طويلة من الحروب مع الكيان الاسرائيلي في 1956 و1967 و1937 يرفض تمامًا فكرة التخلي عن قطعة أرض من سيناء التي حارب من أجلها واستشهد أبناء شعبه للحفاظ عليها، كذلك أراد أن يقول أن الشعب المصري على وعي تام بما يحاك له من مخططات تسعى ورائها بعض الدول، وأن مصر بقيادتها السياسية والشعبية ترفض الفكرة تماما.

تابع موضحاً أنَّه في الجانب الآخر، ذكر الرئيس السيسي ما يعانية الفلسطينيون وأن الشعب المصري والعربي «يشد بعضه بعضا»، وأن العنف يتسبب في غضب شعبي كبير في مصر يمكن التعبير عنه بخروج 105 ملايين في الشوارع وهو ما حدث اليوم الجمعة، إذ خرج المصريون في الميادين لرفض أمرين فكرة تهجير أهل غزة وتوطينهم في سيناء، وكذلك رفض المصريون الغاضب لما يحدث لأشقائهم الفلسطينيون.

خطاب السيسي مدروس جيدًا

أكّد أن خطاب الرئيس السيسي الموجه للمستشار الألماني والمجتمع الغربي مدروس جيدا ويؤكد على ثوابت مصر عبر عقود طويلة وأن كل جمله ذكرها الرئيس السيسي تعبر عن فكرة كبيرة أما تتعلق بالامن القومي المصري وحمايته أو تتعلق بتوسيع الصراع لميتد إلى مصر التي طالما سعت للسلام وحافظت عليه منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، إذ أشار الرئيس السيسي إلى أن فكرة توطين أهل غزة قد تؤدي لأنطلاق اعمال عدائية ضد اسرائيل ومن ثم يتطور الأمر للتدخل المصري في الصراع وهو ما ترفضه مصر حفاظا منها على السلام.

وأشار «مهران» إلى التفويض الشعبي الذي اراده الرئيس و وافق عليه مجلس النواب والشويخ يؤكد على ديمقراطية القرار المصري النابع من ارادة الشعب وهو أمر يمارسه المجتمع الغربي ويتغنى به لذلك ذكره الرئيس مع المستشار الألماني.

الرئيس السيسي لا يطلب تفويضاً من الشعب المصري إلا في الأمور الجسام

من جهتها، قالت الدكتوره سهير عبد السلام، استاذ الفلسفة السياسية بجامعة حلوان وعضو مجلس الشيوخ: «إن الرئيس السيسي لا يطلب تفويضاً من الشعب المصري إلا في الأمور الجسام والتي تهدد أمن الدولة المصرية، حيث سبق وأن طالب تفويضاً من الشعب المصري عقب الأعمال الأرهابية في سيناء عقب قيام ثورة 30 يونيو، وما يحاك لسيناء من القوى الدولية حالياً من الخطورة بمكان، ما يستدعي التفويض والمساندة الشعبية.

أكّدت «عبدالسلام» أنَّ المشكلة الحالية التي تتعلق بفلسطين متعدده الأبعاد، إذ يرفض المصريون ما يحدث لأشقائهم من أهل غزة، وكذلك فكرة التهجير من غزة إلى سيناء، إذ يرفض المصريون اقتطاع جزء من أرضهم للغير.

أفضل تعبير عن الديمقراطية التي يفهمها المجتمع الغربي ويمارسها

وتابعت أنَّ الرئيس السيسي أراد أن يقول أنَّ كل ما يحدث مرفوض شعبياً، وهو أفضل تعبير عن الديمقراطية التي يفهمها المجتمع الغربي ويمارسها، وأنَّ كحاكم سياسي لا يتخذ قراراً منفرداً كما يظن البعض.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التفويض السيسي فلسطين من الشعب المصری الرئیس السیسی فی سیناء ما یحدث

إقرأ أيضاً:

برلماني سابق: قرار الرئيس بالعفو عن عدد من أبناء سيناء مكافأة على مقدموه للوطن

قال النائيب حسام شاهين عضو مجلس النواب السابق، إن قرار العفو على عدد من أبناء سيناء قرار تاريخي من الرئيس السيسي، لافتاً إلى أن هذا القرار بمثابة مكافأة من الرئيس لأهالي سيناء على ما قدموه للوطن".

وأضاف شاهين خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي مصطفي بكري، في برنامج" حقائق ولأسرار" على قناة "صدى البلد".أن" أهالي سيناء يقفون خلف الدولة المصرية والقيادة السياسية، والجيش المصري، موضحاً أن أهالي سيناء لهم مواقفهم الداعمة لمصر عبر التاريخ".

وأوضح عضو مجلس النواب السابق، أن الشيخ إبراهيم العرجاني رئيس اتحاد القبائل العربية له دور كبير في قائمة العفو حيث أجرى العديد من الاتصالات بالمسئولين عن لجنة العفو التي صدرت بحق العديد من أهالي سيناء، مشيراً إلى أن هذا:"قرار حكيم من قائد حكيم".

مقالات مشابهة

  • السيسي يشدد على الارتباط الوثيق بين استقرار القرن الأفريقي والأمن القومي المصري
  • نص البيان المصري النرويجي خلال زيارة الرئيس السيسي إلى أوسلو
  • كاتب صحفي: قرار العفو عن أبناء سيناء يؤكد أهميتهم وقيمتهم عند الرئيس السيسي
  • برلماني سابق: قرار الرئيس بالعفو عن عدد من أبناء سيناء مكافأة على مقدموه للوطن
  • الاتحاد العالمي للكيانات المصرية بالخارج: ندعم الرئيس السيسي لحماية الأمن القومي المصري
  • الرئيس السيسي يوجه بمواصلة تحديث أسطول الصيد المصري وفقا لأحدث الأنظمة
  • لجنة من «الشباب والرياضة» لمتابعة المشروع القومي للموهوبين بشمال سيناء
  • الرئيس السيسي يوجه بتحديث شامل لأسطول الصيد المصري لتعزيز دوره في الاقتصاد
  • لماذا يمنع نظام السيسي مداخلات الجمهور في البرامج الدينية؟!
  • لجنة "الشباب الرياضة" تتابع المشروع القومي للموهبة والبطل الأولمبي بشمال سيناء