تجاوزت قوات الاحتلال الإسرائيلي كل الأعراف والقوانين الدولية في العملية العسكرية التي تشنها داخل قطاع غزة، حيث تم تدمير أكثر من 4800 مبنى سكني، وإلحاق أضرار بأكثر من 120 ألف وحدة سكنية - حسبما يقول مسؤولون فلسطينيون بسبب الغارات الجوية المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023.

ريشي سوناكخطر حرب إقليمية 

ونزح حوالي مليون شخص من المناطق التي تشهد عمليات حربية شمال  قطاع غزة إلى جنوب القطاع بحثاً عن ملاذ آمن، حيث استشهد جراء الضربات المتواصلة ما يقرب من 4 آلاف مدني الغالبية منهم من النساء والأطفال، فيما قاربت الإصابات 15 ألف أو يزيد خاصة بعد عملية قصف  مستشفى المعمداني الأهلي بحي الزيتون.

وفرضت إسرائيل حصارا كاملا على قطاع غزة الذي يسكنه حوالي 2.3 مليون شخص ، وتم قطع جميع الإمدادات عن القطاع وسبل الحياة، حيث تم قطع الكهرباء والمياه والوقود كما أن هناك أزمة كبرى في الغذاء، فضلا عن وقوع الآلاف من الضحايا والشهداء ، ويقال إن كمية ما استخدمته إسرائيل من أسلحة عند شن هجمات داخل غزة في أيام قليلة فاق ما استخدمته أمريكا خلال عام في أفغانستان.

وتعمل مصر جاهدة مع الشركاء الدوليين على التوصل لتفهمات وحل عادل وشامل لما يحدث، فقد وصل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، القاهرة اليوم، ضمن جولة في الشرق الأوسط، للمشاركة فى أعمال قمة مصر الدولية للسلام 2023، والمقرر أن تعقد غدا السبت فى العاصمة الإدارية، بمشاركة العديد من الدول، لمناقشة خفض التصعيد فى قطاع غزة والأراضى الفلسطينية المحتلة.

ويشارك في القمة عدد من الدول استجابة لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث تم تأكيد حضور زعماء كل من قطر وتركيا واليونان وفلسطين والإمارات والبحرين والكويت والسعودية والعراق وإيطاليا وقبرص إضافة إلى سكرتير الأمم المتحدة.

وأكد الرئيس السيسي، ضرورة استمرار تدفق المساعدات إلى قطاع غزة من مواد طبية وإنسانية لمساعدة 2.3 مليون فلسطيني موجودين في القطاع.

وقال السيسي خلال مباحثات عقدها اليوم الجمعة مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك: "يجب أن نتحرك جميعا من أجل احتواء التطورات والتي قد لا يمكن السيطرة عليها في المنطقة"، مضيفا أن تداعياتها تتجاوز حق الدفاع عن النفس التي دائما نتحدث عنها.

وتابع قائلا: "أن هناك نحو 4 آلاف من المدنيين سقطوا في قطاع غزة منهم 1500 طفل، وإننا نحتاج جميعًا إلى التحرك لاحتواء هذا الأمر حتى لا يتسبب القتال في سقوط مزيد من المدنيين".

وأعرب الرئيس السيسي عن تقديره للجهود المبذولة من الرئيس الأمريكي جو بايدن ومن بريطانيا في إقناع إسرائيل بالسماح بفتح معبر رفح حتى يمكن إصلاح ما نتج عن القصف خلال الأيام الماضية وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

وأشار إلى أن هناك حاجة للتنسيق والتعاون من أجل ألا تنزلق المنطقة في حرب على المستوى الإقليمي بالكامل ويكون تأثيرها مدمر على المنطقة وعلى السلام في المنطقة.

ولفت إلى ان هناك حاجة إلى استخلاص الدرس لإحياء عملية السلام مرة أخرى وإعطاء أمل للفلسطينيين مرة أخرى لإقامة دولتهم الفلسطينية على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال الرئيس السيسي: "أسجل هنا تفهمكم لأهمية عدم السماح بنزوح المدنيين من غزة إلى سيناء"، مضيفا أنه أمر شديد الخطورة وقد ينهي القضية الفلسطينية تماما، وهو أمر نحن حريصون عليه ألا يحدث.

أثناء لقائه بالقاهرة | سوناك يعزّي الرئيس الفلسطيني في ضحايا غزة قمة القاهرة للسلام.. نائب وزير الخارجية الروسي يشارك في المؤتمر

واختتم الرئيس السيسي حديثه بالترحيب برئيس الوزراء البريطاني سوناك، معربا عن سعادته بكل الجهود التي تبذلها بريطانيا.. مشيرا إلى أن بريطانيا دولة عظمى لها مكانتها وتأثيرها على المنطقة والعالم كله.

من جهته، أشاد رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك بجهود الرئيس السيسي فيما يخص قطاع غزة وملف القضية الفلسطينية، مؤكدا "أهمية تواصل الشركاء الدائم في تلك الظروف المهمة".

وقال سوناك إن بريطانيا تؤمن بضرورة إيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني من خلال دور مصر المهم.. مؤكدا أن مصر تستحق كل الشكر لما بذلته من جهود مضنية في هذا الصدد.

سوناك زار إسرائيل، وقال من تل أبيب إن إسرائيل لديها "الحق والواجب" في ملاحقة حماس، كما أنه أجرى أيضا محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تركزت على التصعيد في قطاع غزة والجهود الدولية في هذا الشأن.

جاء ذلك ضمن رحلة سوناك إلى الشرق الأوسط، حيث أكد المسؤول البريطاني وأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الجمعة، على أهمية الحاجة إلى منع تصعيد العنف في جميع أنحاء الشرق الأوسط وإيصال المساعدات الإنسانية على وجه السرعة إلى غزة، بينما لم يؤكد مكتب سوناك ما إذا كان رئيس الوزراء سيزور عاصمة أخرى في الشرق الأوسط قبل أن يعود إلى المملكة المتحدة.

أمريكا وبريطانيا اتفاق أمريكا وبريطانيا 

وسبق وأصدر زعماء الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا بيانا مشتركا عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس يوم 7 أكتوبر الجاري، نددوا فيه بالهجمات التي تشنها الحركة على إسرائيل وأعربوا عن "دعمهم الثابت والموحد" لدولة الاحتلال.

وأضاف البيان: "ستدعم بلداننا إسرائيل في جهودها للدفاع عن نفسها وشعبها ضد مثل هذه الفظائع، ونؤكد كذلك أن هذه ليست اللحظة المناسبة لأي جهة معادية لإسرائيل لاستغلال هذه الهجمات لتحقيق مكاسب؛ إننا جميعا ندرك التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني، وندعم التدابير المتساوية لتحقيق العدالة والحرية للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، ولكن لا ينبغي لنا أن نخطئ، فحماس لا تمثل هذه التطلعات، وهي لا تقدم شيئاً للشعب الفلسطيني سوى المزيد من الإرهاب وسفك الدماء".

وأصدر البيان الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.

وقال رئيس وزراء بريطانيا يوم 8 أكتوبر أي بعد يوم واحد من تجدد الصراع بين حماس وإسرائيل، إن المملكة المتحدة ستقدم لإسرائيل "أي دعم" تحتاجه، فيما قال مكتب سوناك، إن رئيس وزراء بريطانيا أكد خلال اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن لندن ستقدم "أي دعم تحتاجه إسرائيل" بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس.

وأضاف البيان "أوضح رئيس الوزراء سوناك العمل الدبلوماسي الذي تقوم به المملكة المتحدة لضمان أن يتحدث العالم بصوت واحد في معارضة هذه الهجمات المروعة".

كما أعلنت الحكومة البريطانية في الأيام الماضية منذ اندلاع الحرب نشر تجهيزات عسكرية للمراقبة البحرية والجوية في شرق البحر المتوسط "لدعم إسرائيل وتعزيز الأمن الإقليمي ومنع أي تصعيد"، في ظل الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس.

وقال خبير العلاقات الدولية، الدكتور أحمد سيد أحمد، إن زيارة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى مصر ولقائه مع الرئيس السيسي يأتي في اطار هذا التوافد لزعماء الدول الغربية على المنطقة واجراء المشاورات مع الدول المركزية فيها خاصة مصر،  وبالتالي مصر تعول على أهمية ان يكون هناك تنسيق عربي وتنسيق دولي لتحقيق 3 أهداف أساسية تسعى مصر إلى العمل عليها منذ اندلاع المواجهات في 7 اكتوبر 2023، أولها وقف هذا التصعيد ومنع تفاقمه وخروجه عن السيطرة ولهذا كان كلمة الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء البريطاني بها تحذير من الرئيس السيسي من مخاطر ان تتوسع الحرب الى حرب اقليمية وستكون مضرة للجميع، حيث إن هناك الان تيارات تصعد  وتغذي من مسار الحرب و الحروب الاقليمية من ناحية الجانب الاسرائيلي وحكومة الحرب المتشددة التي تقوم على سياسة الارض المحروقة والاندفاع للانتقام الشامل من الفلسطينيين وتغذيها وتدعمها مثل الدول الغربية خصوصا امريكا والدول الأوروبية ومنها بالطبع بريطانيا وهذا يغذي تيار التصعيد.

السيسي وأردوغان: حل الدولتين ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل نهائي| فيديو استجابة لدعوة السيسي| بدء توافد القادة والزعماء للمشاركة بقمة القاهرة للسلام.. فيديو

وأضاف أحمد سيد خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هناك أطرافا إقليمية في المنطقة ايضا ولديها اذرع معروفة ايضا تسعى الى التصعيد، وبالتالي هذا يقود ويجر المنطقة إلى حرب شاملة، وبالتالي هنا يأتي اهمية الدور المصري في تحقيق التنسيق والتعاون أو ما نسميه تيار الاعتدال والوسطية والاحتكام للعقل الذي تمثله مصر في وقف وفرملة هذا التصعيد ومنع خروج الامور عن السيطرة لان الامور إذا انفلتت ستكون هناك عواقب وخيمة ستعمل على تفاقم معاناة وازمات الشرق الاوسط سواء كانت معاناة اقتصادية أو امنية أو وسياسية وستزيد ايضاً من خطر الهجرة غير المشروعة وغيرها من التداعيات ولذلك هنا تبرز أهمية هذا التيار الذي تقوده مصر هو تيار الحكمة والاعتدال والاحتواء.

واستكمل : الهدف الثاني حقيقة وهو ما برز في لقاء الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء البريطاني فيما يتعلق بالعمل على تخفيف معاناة الشعب في غزة ووقف سياسة التدمير والحرق الشامل الذي تتبعها اسرائيل والانتقام الشامل ضد الشعب الفلسطيني، والذي تجاوز مبدأ الدفاع النفسي إلى الانتقام الشامل، وهنا يكمن همية البعد الانساني وادخال المساعدات الانسانية ، واعتقد ان بريطانيا في هذا الاطار يمكن أن تلعب دور مهم في الضغط الاسرائيلي للعمل على السماح لدخول المساعدات وتوفير الممرات الامنة وتقديم ضمانات بعدم قصف هذه المساعدات كما تطالب مصر لان تأخير المساعدات يفاقم من مشكلات قطاع غزة في ظل تدهور البيئة الصحية والبيئة وغياب الطعام والوقود على المسار السياسي، وهذا المسار متعلق ومرتبط بالقمة الاقليمية الدولية التي تعقد في القاهرة ، هذه القمة تسعى مصر من خلالها الى البحث عن المقاربة الشاملة لحل الصراع وحل هذه الازمة من جذورها من خلال  العودة مرة اخرى الاحتكام الى السلام والمفاوضات وانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 67.

وتابع:  اعتقد ان مصر هنا ايضا تراهن على بريطانيا ان تقوم باستغلال علاقتها القوية مع الجانب الاسرائيلي لوضع كوابح له ودفعه الى لغة العطف ولغة الحكمة ولغة التهدئة، لان التوترات لن تكون في مصلحة اي طرف، ولكن صراحة نقول ان الدور البريطاني في حالات الازمة يظل محدودا ، و ايضا الدور الاوروبي لان الدور الاهم و المؤثر في هذه الازمة هو الجانب الامريكي المنحاز الى اسرائيل، وامريكا هي الطرف الوحيد القادر على الضغط على اسرائيل لوقف هذا الاندفاع سواء في غزة او الضغط عليها للسماح بادخال المساعدات او حتى الضغط عليها فيما يتعلق بالمفاوضات، لافتاً إلى أن امريكا حتى الان لم تبدي الرغبة الحقيقية ولا الجدية فيما يتعلق بالضغط على اسرائيل.

الدول الخليجية والعربية دور الدول الخليجية 

من جانبه قال شريف سمير الكاتب الصحفي ونائب رئيس تحرير الاهرام، إن زيارة رئيس وزراء بريطانيا الى مصر تأتي في توقيت بالغ الخطورة والحرج،  وذلك بهدف ان يكون هناك محاولات او مساع دولية للسيطرة على الوضع في الاراضي المحتلة، وانطلاقا من ذلك يحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على ان يكون هناك حشد دولي لحل الازمة في اسرع وقت، ولم يجد من خلال هذه الزيارة سوى ان يستثمر علاقة الولايات المتحدة الامريكية ببريطانيا ليكون هناك مزيد من الضغط على اسرائيل وتهدئة الاوضاع في قطاع غزة، فضلاً عن التأكيد على فرصة ان يكون هناك فتح لمعبر رفح لتوصيل المساعدات الانسانية ومواد الاغاثة للسكان والاهالي الفلسطينيين لانقاذهم من براثن الاحتلال الاسرائيلي.

وأضاف شريف سمير خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن هذه الزيارة مهمة جدا لاعتبارات دولية واعتبارات ايضا انسانية لان من خلال هذه الزيارة قد يكون هناك فرصة اكبر لعقد قمة سلام او قمة طارئة لانهاء الوضع، ولابد يقتضي الموقف سواء من مصر او من الاطراف العربية او من كل الاطراف في هذه المعادلة المعقدة التركيز اولا على تهدئة الاوضاع ووقف القتال وإلزام الجانب و لابد ان يكون هناك استعداد دولي وحشد دولي ارسال المساعدات العاجلة للشعب الفلسطيني حتى لا تتضاعف الخسائر البشرية والمادية ويتضاعف الخطر على الفاتورة الاقتصادية وانهيار البنية التحتية تحول غزة بالفعل الى ارض محروقة. 

واستكمل : الرئيس عبدالفتاح السيسي يمثل مصر ويمثل الشعب المصري والسياسة المصرية ثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وأشار إلى زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن الى المنطقة لافتاً أنه على الرغم من دعمه الكامل لاسرائيل واعلانه صراحة بان اسرائيل امنها واستقرارها له الاولوية في الاجندة الامريكية، الا انه اعترف واقر بأن حل دولتهم هو الحل الاساسي والحل للقضية الفلسطينية، ولابد أن يكون هناك فرصة نهائية لتسوية الوضع وانهاء القتال، وقد نراهن على هذا الخيار في كل الاحوال، و اولاً واخيرا الموقف المصري ثابت واصيل ويؤكد على حق الشعب الفلسطيني في الحياة وحق الفلسطينيين بشكل عام في أن يكون هناك أمان و أمن واستقرار وعودة إلى الهدوء مرة اخرى في الاراضي المحتلة.

وتابع: المسألة متوقفة على ادوات الضغط التي تمارسها الدول العربية وفي مقدمتها مصر على المجتمع الدولي وعلى الولايات المتحدة الامريكية وعلى اسرائيل، وادوات المصالح التجارية والاستثمارات المتبادلة وصفقات التطبيع التي انهالت على الشرق الاوسط مؤخراً، وأما فيما يخص مدى استجابة اسرائيل فقد أثبت التاريخ أن اسرائيل لا تخضع بسهولة لانها تستفيد من تصعيد العمليات العسكرية، ونحن لا نقدر أن نراهن على الدور الغربي سواء الولايات المتحدة و بريطانيا والرهان هنا يمكن أن يكون على العرب والاطراف العربية المتمثلة في دول الخليج والشرق العربي لانقاذ القضية الفلسطينية التي تتعرض للموت البطيء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة حماس الرئيس عبدالفتاح السيسي ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني رئیس الوزراء البریطانی ریشی سوناک رئیس وزراء بریطانیا القضیة الفلسطینیة الولایات المتحدة للشعب الفلسطینی مع رئیس الوزراء الرئیس السیسی الشرق الأوسط ان یکون هناک على اسرائیل قطاع غزة أن هناک من خلال

إقرأ أيضاً:

من الأعمال التجسسية إلى التسليح.. بريطانيا ضالعة في الإبادة الجماعية بغزة

 

◄ حكومة سوناك تواجه مُحاكمات مُحتملة بتهم التحريض على التجويع المُتعمَّد للفلسطينيين

◄ مرتديًا "الكيباه".. سوناك يزور كنيسًا يهويًا لاستجداء دعم "اللوبي"

◄ وعود انتخابية بحظر المظاهرات المؤيدة لفلسطين خشية من "تأثيرها التراكمي"

الحكومة البريطانية لا تفتأ تؤكد "دعمها لإسرائيل" للقضاء على "حماس"

ضغوط حقوقية على بريطانيا لإصدار مشورة قانونية حول سلوك إسرائيل في الحرب

مطالب واسعة بوقف مبيعات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل

قضاة بالمحكمة العُليا: بريطانيا متواطئة في "جريمة الإبادة" بسبب مبيعات السلاح

مئات الطلعات التجسسية على غزة نفذها سلاح الجوي البريطاني

شكاوى قضائية تتهم السياسيين البريطانيين بالمسؤولية الجنائية عن جرائم الحرب في غزة

 

الرؤية- سارة العبرية

 

منذ أن منحت بريطانيا اليهود "الحق في إقامة دولة" لهم على أرض فلسطين التاريخية، عبر "وعد بلفور" المشؤوم، وحكومات المملكة المتحدة المتعاقبة لا تتوانَ عن دعم دولة الاحتلال وتزويدها بالسلاح والمال من أجل إبادة الشعب الفلسطيني وتصفية القضية نهائيًا، حتى وإن أبدت عكس ذلك؛ فالسياسات التي تنتهجها تساعد على تقوية شوكة إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني الأعزل، ما يضعها في دائرة الاتهام والمسؤولية المباشرة عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

رؤساء الحكومات البريطانية لم ينفكوا يُعلنوا عن دعمهم لدولة الاحتلال في مواجهة المقاومة الفلسطينية، وآخرهم ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني الذي قال "إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن أمنها". وعندما طُلب منه التعليق على الشكوى الجنائية المقدمة إلى محكمة العدل الدولية، قال متحدث باسم وزارة الخارجية: "كما يقول وزير الخارجية، التزمت إسرائيل بالتصرف ضمن القانون الإنساني الدولي، ولديها القدرة على القيام بذلك.. نحن نراجع بعناية النصائح المتعلقة بقدرة إسرائيل والتزامها بالقانون الدولي الإنساني، ونتصرف وفقًا لتلك النصيحة".

وقبل أيام، زار رئيس الوزراء البريطاني كنيسًا يهوديًا في منطقة جولدرز جرين في لندن في نهاية الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية للانتخابات العامة البريطانية التي انطلقت أمس الأربعاء. وبينما كان يرتدي الكيباه اليهودية على رأسه، قال سوناك إنه إذا أعيد انتخابه فسوف يسمح للشرطة بحظر الاحتجاجات على أساس "تأثيرها التراكمي"، زاعمًا أن الاحتجاجات الكبرى المؤيدة للفلسطينيين تجعل العائلات اليهودية تشعر بعدم القدرة على دخول لندن.

وقبل ذلك أكد سوناك مرارًا وتكرارًا أنه يواصل "الوقوف إلى جانب حق إسرائيل في القضاء على الخطر الذي يشكله إرهابيو حماس"، على حد تعبيره.

ورغم ذلك، تتعرض الحكومة البريطانية لضغوط من أجل نشر أحدث مشورة قانونية عن سلوك إسرائيل في الحرب على قطاع غزة؛ الأمر الذي قد يؤثر على صادرات الأسلحة البريطانية.

وانضم 3 قضاة سابقين في المحكمة العليا إلى أكثر من 600 من المشتغلين بالقانون في بريطانيا في مطالبة الحكومة بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل، قائلين إن ذلك قد يجعل بريطانيا متواطئة في الإبادة الجماعية في غزة.

وأمدت بريطانيا إسرائيل بما قيمته 42 مليون جنيه استرليني (53 مليون دولار) من الأسلحة في عام 2022. وقررت الحكومة في ديسمبر أن تستمر هذه الصادرات لكنها ستظل قيد المراجعة. وتم الكشف عن أن سلاح الجو الملكي قام بـ200 رحلة استطلاعية فوق غزة منذ شهر ديسمبر. وشهد شهر مارس الماضي أكبر عدد من رحلات التجسس البريطانية فوق غزة بـ44 طلعة تجسسية. وأقلعت جميع رحلات التجسس البريطانية من قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في أكروتيري، وهي قاعدة جوية بريطانية مترامية الأطراف في قبرص.

ورفضت حكومة المملكة المتحدة تقديم أي تفاصيل حول الرحلات الجوية التي بدأت في 3 ديسمبر، لكن شركة "ديكلاسيفايد" قامت بشكل مستقل بوضع جدول زمني، أظهر أن العدد غير العادي من المهام خلال الأشهر الماضية يصل إلى أكثر من رحلة جوية يوميًا، ويستمر مع غزو إسرائيل لمدينة رفح الجنوبية التي يُفترض أنها آمنة، حسب مزاعم جيش الاحتلال.

وتم تقديم شكوى جنائية جديدة إلى شرطة العاصمة تزعم تواطؤ مسؤولين حكوميين بريطانيين محتملين في المساعدة والتحريض على التجويع المتعمد للفلسطينيين. وذلك بالتوازي مع شكوى قدمها المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين (ICJP)، تتهم السياسيين البريطانيين بالمسؤولية الجنائية عن تورطهم في جرائم حرب إسرائيلية في قطاع غزة.

كما إن الشكوى المقدمة إلى محكمة العدل الدولية تذكر أسماء 22 شخصًا، من بينهم 5 من كبار وزراء حكومة المملكة المتحدة. وتقول الشكوى إن خمسة وزراء في الحكومة البريطانية متواطئون في جرائم حرب إسرائيلية مزعومة من خلال المساعدة والتحريض، من خلال الدعم العسكري والتشجيع المعنوي. ويتم الحفاظ على سرية أسماء السياسيين في الشكوى من أجل السماح لشرطة العاصمة بمراجعة الأدلة. وتتهم الشكوى أيضًا سياسيين وعسكريين إسرائيليين، بالإضافة إلى مواطنين بريطانيين عاديين يقاتلون في صفوف الجيش الإسرائيلي. وتقول الشكوى الأخيرة، إن إسرائيل "تتسبب عمدًا في معاناة كبيرة" وتستخدم "المجاعة كسلاح حرب". وكلاهما جرائم حرب بموجب تشريعات المملكة المتحدة والقانون الدولي؛ بما في ذلك بموجب نظام روما الأساسي واتفاقيات جنيف. وقالت شرطة العاصمة إن الشكوى الجنائية يتم تقييمها من قبل ضباط متخصصين كجزء من عملية تحديد النطاق لتحديد ما إذا كان سيتم تنفيذ أي إجراء آخر أو تحقيق رسمي. وإذا قررت الشرطة فتح تحقيق جنائي رسمي، فمن المحتمل أن يجري القبض على الجناة المزعومين ومحاكمتهم.

بينما تتضمن شكوى قضائية قدمتها المنظمة الدولية للاصلاح الجنائي أدلة مستفيضة تتضمن تفاصيل مروعة عن الكيفية التي أدى بها الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة والتأخير في السماح بدخول الأدوية والوقود والغذاء والمياه إلى القطاع إلى أضرار ومعاناة مروعة. وأفاد أحد الأطباء أن ما يصل إلى 90% من المرضى كانوا نحيفين للغاية، وبدا العديد منهم هزيلين، بينما أثار طبيب آخر حالات أطفال يعانون من سوء التغذية لدرجة أنهم لم يكن لديهم الطاقة للبكاء. وأفاد العديد من الأطباء عن نقص حاد في أدوية تخفيف الألم، مثل: المورفين والكيتامين، المستخدمة لعلاج المرضى المصابين وأثناء العمليات الجراحية.

مقالات مشابهة

  • تعيين كير ستارمر رسميًا رئيس وزراء بريطانيا
  • إسرائيل تهنئ رئيس وزراء بريطانيا الجديد بعد تداول صورة له بالزي اليهودي
  • عاجل| السيسي يتقدم بالتهنئة لرئيس وزراء بريطانيا بعد حصوله على الأغلبية بالانتخابات
  • الرئيس السيسي يهنئ "ستارمر" بفوز حزب العمال بالأغلبية وتكليفه برئاسة حكومة بريطانيا
  • السيسي يهنئ كير ستارمر رئيس وزراء بريطانيا الجديد: نتطلع لاستمرار التعاون بين البلدين
  • الأردن يحذر من عدم حل القضية الفلسطينية: تداعيات الأزمة ستصل إلى أوروبا
  • معلومات عن كير ستارمر رئيس وزراء بريطانيا الجديد.. أسرته يهودية ويؤيد إسرائيل
  • رئيس وزراء بريطانيا يقدم استقالته رسميا للملك تشارلز
  • عاجل| السيسي يشهد أداء حلف اليمين لرئيس مجلس الدولة ورئيس هيئة النيابة الإدارية الجديدين
  • من الأعمال التجسسية إلى التسليح.. بريطانيا ضالعة في الإبادة الجماعية بغزة