(عدن الغد) خاص :

كشف تحقيق استقصائي عن انتشار مخيف لمادة الشبو المخدر في اليمن، وتورط عدد من منتسبي الأجهزة الأمنية في تسهيل انتقال شحنات هذا المخدر بين المحافظات، مقابل تلقيهم رشاوى مالية كبيرة.

وأورد التحقيق قصصًا مرعبة لمتعاطين انتهى بهم الإدمان إلى الهلوسات والعنف وارتكاب جرائم متنوعة، بينها السرقات والقتل، والاعتداءات الجنسية، وسلوكيات عدوانية أخرى.

ووثق التحقيق الذي أعده الصحفيان هلال الجمرة وعادل عبدالمغني، استخدام تجار الشبو لوسائل وأساليب متعددة ومبتكرة للإيقاع بضحاياهم، منها الإغراء والخداع والترهيب، وتمكنهم من توظيف واستغلال الشباب والنساء والأطفال لجلب الشبو من محافظة إلى أخرى، والترويج له.

التحقيق الذي حمل عنوان: «الشبو» مخدر الحرب والقاتل الأغلى في اليمن، أزاح الستار عن معلومات هامة تتعلق بدخول وانتشار مادة الشبو في اليمن، وأجرى مقابلات موثقة مع عدد من المسؤولين الحكوميين والأمنيين والخبراء في مجال مكافحة المخدرات، وتجار ومروجين ومتعاطين للشبو، وأطباء نفسيين.

وأكد مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية العميد عبدالله لحمدي، أن الشبو في اليمن ينتشر "كالنار في الهشيم"، وشكا في سياق التحقيق من انعدام الإمكانيات الفنية والمالية والبشرية والتقنية لدى إدارته وفروعها بالمحافظات، الأمر الذي حد من قدرتها على التصدي لجائحة الشبو التي تضرب اليمن. وقال: "لا نستطيع السيطرة على كافة المساحة التي يجب تغطيتها".

وكشف التحقيق عن مخالفات قانونية ترتكبها الأجهزة الأمنية والقضائية، متعلقة بعدم تطبيق قانون العقوبات الخاص بمتعاطي ومروجي المخدرات، ووثق التحقيق استبدال عقوبة التعاطي بالسجن شهرين بدلًا من 5 سنوات، في حضرموت.

كما كشف عن الترويج لمادة الشبو داخل عدد من السجون والإقبال عليها من نزلاء، سجنوا على ذمة قضايا جنائية أخرى غير المخدرات، وخرجوا من السجن مدمنين ومروجين، وفقًا لأحد السجناء ومدمنين آخرين.

وبين التحقيق أن النسبة الأكبر من مادة الشبو تصل إلى اليمن عبر البحر، قادمة من باكستان وأفغانستان وإيران، حيث توظف شبكات وعصابة دولية لتجارة المخدرات، مهربين من جنسيات مختلفة تمتد من دول شرق آسيا المصنعة للشبو، وصولًا إلى السواحل اليمنية في البحر العربي، ويستقل تجار محليون قوارب من شواطئ محافظة المهرة حتى يصلوا إلى نقطة التسليم في البحر، ويحملونها إلى مستودعات في المهرة، قريبًا من البحر، وبعيدًا عن الأنظار، لإخفاء أطنان من المخدرات المتنوعة، بما في ذلك "الحشيش والهيروين والكوكايين والشبو والكبتاجون، وغيرها من أنواع المخدرات".

وأوضح التحقيق أن ما يتم ترويجه من الشبو والمخدرات في اليمن، لا يمثل نسبة فعلية مقارنة بما يتم تهريبه عبرها لدول الجوار. وانطلاقًا من مخازن المخدرات في محافظة المهرة، يسلك المهربون الطرق الرئيسية عبر محافظات: حضرموت، شبوة، مأرب، الجوف، وصولًا إلى محافظة صعدة التي تربطها حدود طويلة مع المملكة العربية السعودية.

وتحدث التحقيق عن غياب المراكز المختصة بعلاج الإدمان في اليمن، الأمر الذي يفاقم من معاناة المدمنين وذويهم، الذين يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على العلاج. وعدا شحة الإمكانيات، والنقص الحاد في التمويل، تحدث التحقيق عن الفجوة الحاصلة في أطباء الصحة النفسية المعنيين بعلاج الإدمان، الذين لا يتجاوز عددهم 45 طبيبًا (منهم 36 في صنعاء، و9 لباقي المحافظات)، بمعدل "طبيب نفسي واحد فقط لكل 700 ألف فرد في اليمن".

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: فی الیمن

إقرأ أيضاً:

التحقيق كشف مفاجئات.. عدد المعتقلين بـ شبكة الابتزاز في ذي قار يرتفع إلى 6 متهمين - عاجل

بغداد اليوم - ذي قار

أفاد مصدر مطلع، اليوم الثلاثاء (17 أيلول 2024)، بارتفاع حصيلة المعتقلين على خلفية شبكة الابتزاز في محافظة ذي قار الى 6 متهمين، فيما أشار إلى ان التحقيقات كشفت عن مفاجئات.

وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" إجمالي من جرى اعتقالهم على خلفية اتهامات التورط في شبكة للابتزاز في ذي قار ارتفع الى 6 متهمين بينهم عضو في مجلس المحافظة فيما لاتزال عملية البحث جارية عن 4 متهمين اخرين بينهم عضو اخر في المجلس".

واضاف، إن" التحقيقات مع المتهمين كشفت عن مفاجئات قد تؤدي الى زيادة لائحة الأسماء المتهمة، مؤكدًا أن" هناك تشديد بناءً على أوامر عليا على منع نشر اي نتائج بشأن سير التحقيقات بشكل مباشر لحساسية الأمر واحتمال ان يؤدي الى أزمة في محافظة هي بالاساس تعاني من ازمات متراكمة منذ سنوات طويلة".

واشار المصدر الى، إن" الأجهزة الأمنية داهمت في الايام الماضية العديد من الاهداف في محاولة لاعتقال ما تبقى من المتهمين وسط مؤشرات أولية بمغادرة بعضهم خارج ذي قار ما دفع الى تنسيق مع بعض المحافظات من أجل التعاون في اعتقالهم".

وكان مصدر مطلع، أكد  الأربعاء، (11 أيلول 2024)، الإطاحة بسبعة متهمين حتى الآن بقضية الابتزاز في محافظة ذي قار.

وقال المصدر لـ"بغداد اليوم"، ان "قضية الابتزاز التي أثارت الرأي العام في ذي قار لاتزال في أولى مراحلها وهي تتفاعل مع الوقت"، لافتا الى، ان "من 6-7 متهمين حتى الآن بينهم اثنان من أعضاء مجلس المحافظة".

وأضاف، ان "فريق متخصص هو من يدير ملف التحقيق في قضية الابتزاز التي بدأت بدعوى مسؤول حكومي قبل أسبوعين بعد تعرضه الى تشويه على منصات التواصل الاجتماعي"، مؤكداً، بان "هناك خيوطا كثيرة كشفت في الساعات الماضية وربما تكون بداية مفاجآت من العيار الثقيل" حسب تعبيره.

وأشار المصدر الى، ان "هناك اهتماماً على أعلى المستويات في بغداد وذي قار من أجل كشف خفايا شبكة الابتزاز وبيان هوية ضحاياها"، مؤكداً، بان "بعض من اتهموا اعتقلوا فعليا لكنهم في نطاق المشتبه بهم وليسوا مدانين بانتظار استكمال التحقيقات معهم".

وكانت مصادر أمنية، أفادت في وقت سابق، بأن جهاز الأمن الوطني اعتقل عضوين في مجلس محافظة ذي قار بتهمة "الابتزاز"، حيث تمت عملية اعتقال أحدهما في مدينة الرفاعي شمالي المحافظة.

 

مقالات مشابهة

  • القبض على مواطنين لترويجهما الشبو
  • تركيا تفحص سلامة أجهزة الاتصال التي تستخدمها قواتها الأمنية
  • محلل سياسي: هذا هو الحليف القوي لروسيا في اليمن الذي سيطيح بالحوثيين
  • الشرقية.. القبض على مقيم لترويجه مادة "الشبو" المخدر
  • القبض على 3 مقيمين لترويجهم الشبو بالرياض والشرقية
  • "مكافحة المخدرات" تقبض على مقيمين لترويجهما مادة الشبو بالرياض
  • إعلام إسرائيلي: استدعاء قادة الأجهزة الأمنية إلى اجتماع طارئ لبحث تطورات جبهة لبنان
  • تحقيق استقصائي يكشف أسرارا جديدة عن علاقة نظام الأسد بتجارة المخدرات.. أداة سياسية
  • تحقيق استقصائي يتعمق في تجارة المخدرات وارتباطها بالنظام السوري.. أداة سياسية
  • التحقيق كشف مفاجئات.. عدد المعتقلين بـ شبكة الابتزاز في ذي قار يرتفع إلى 6 متهمين - عاجل