تعرض عدد من عرب إسرائيل والفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة للطرد من العمل أو الجامعة أو السجن بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تتضامن مع قطاع غزة، في ظل الحرب المتواصلة بين حركة حماس وإسرائيل منذ 14 يوما، وفق شهادات وبيانات للشرطة الإسرائيلية.

وذكرت المحامية عبير بكر، موكلة الفنانة دلال أبو آمنة التي اعتقلت قبل ثلاثة أيام لفترة قصيرة في مدينة الناصرة، لوكالة فرانس برس أن هذه الأخيرة كانت "توجهت إلى مركز الشرطة لتقديم شكوى بعد أن تلقت مئات رسائل التهديد بالقتل باللغتين الإنكليزية والعبرية لها ولعائلتها، فتم التحفظ عليها لأنها نشرت تعليقا على فيسبوك".

وأضافت "وضعوا الأصفاد في يديها وقدميها... وتعاملوا معها بإهانات وإذلال. يريدون أن يخيفوا الناس ويلقنوهم درسا عبر دلال"، متابعة "لقد كتبت فقط جملة واحدة"

ونشرت دلال أبو آمنه على صفحتها منشورا باللون الأسود جاء فيه "لا غالب إلا الله".

وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان أنها أوقفت أبو آمنة بشبهة "نشر منشور تحريضي" وبشبهة "سلوك قد ينتهك السلم العام".

وبالإضافة الى كونها مغنية، دلال أبو آمنة طبيبة وباحثة في علم الأعصاب في مدينة حيفا. ولديها مليون متابع على "إنستغرام".

وقضت محكمة الصلح في مدينة الناصرة الأربعاء بإطلاق سراحها من السجن وفرضت عليها الإقامة الجبرية في بيت والدتها بمدينة الناصرة حتى 23 أكتوبر، ودفع كفالة مالية بقيمة 2500 "شيكل" أي نحو 625 دولارا، وعدم كتابة أي مدونة تتعلق بالحرب والظروف الراهنة لمدة 45 يوما.

ويوميا، تنشر الشرطة بيانات عن اعتقال أشخاص كتبوا أو وضعوا إشارت إعجاب (لايك) على محتوى أو صورة تعتبر تحريضية.

وبين هؤلاء من تداول بأشرطة فيديو لإسرائيليين قتلوا خلال هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل، وفق الشرطة.

وقتل في إسرائيل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا على أيدي حماس في اليوم الأول من هجومها غير المسبوق، وفق مسؤولين إسرائيليين. وهناك 203 أسرى في أيدي حماس، وفق الجيش الإسرائيلي.

وترد إسرائيل على هجوم حماس بقصف عنيف ومكثف على قطاع غزة قتل نتيجته منذ 13 يوما أكثر من 4 آلاف شخص معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس. وفرّ أكثر من مليون شخص من منازلهم الى مناطق أخرى، لا سيما الى جنوب القطاع، هربا من القصف، أو بسبب الإنذار الإسرائيلي بإخلاء مدينة غزة.

فصل من العمل

وخوفا من الملاحقة، رفض أشخاص في القدس الشرقية وداخل إسرائيل من الأقلية العربية الرد على أسئلة فرانس برس.

وقالت الشرطة الإسرائيلية الأربعاء إنها "أوقفت 76 شخصا" من القدس الشرقية المحتلة "للاشتباه بارتكابهم جرائم تحريض على فيسبوك ودعم منظمات إرهابية". ومن بين هؤلاء محامية من القدس وطباخ يعمل في مطعم إسرائيلي تم فصله وخطيبا مساجد.

وأشار محامون إلى توقيف شاب من قرية كابول في الشمال لمدة خمسة أيام بسبب نشره صورة أطفال في غزة مع عبارة "قلبي معكم".

وأوضح مدير مركز "عدالة" الناشط في مجال الدفاع عن الأقليات العربية حسن جبارين لفرانس برس أن "هناك الكثير من اليمينيين الذين يقدّمون شكاوى ضد المواطنين العرب".

ورأت المحامية بكر أن "ترجمات المدعين من العربية إلى العبرية تكون غالبا مغلوطة وتؤدي إلى تفسيرات خارجة عن سياقها".

وأعلن مفوض الشرطة كوبي شبتاي منع "التظاهرات ضد الحرب"، الأمر الذي يعتبره مركز "عدالة" غير قانوني.

ويتعرض طلاب وعمال داخل إسرائيل للفصل وملاحقات قضائية، وفق ما أوردت صحيفة "هآرتس" الأربعاء في افتتاحيتها. وكتبت الصحيفة إن حالة الطوارئ المفروضة حاليا في إسرائيل "تشكّل أرضاً خصبة لانتهاكات الحقوق الفردية، وفي المقام الأول حرية التعبير".

وأضافت أن المدعي العام للدولة عميت إسمان يدعم إجراءات "التحقيق والاعتقال والملاحقة القضائية ضد أي شخص ينشر كلمات ثناء للفظائع"، في إشارة الى ما ما قامت به حركة حماس، مضيفة أنه يريد التشدد في ملاحقة جرائم "التحريض على الإرهاب أو العصيان أو العنصرية أو العنف والفتنة والإضرار بالمشاعر والتقاليد الدينية وإهانة موظف عمومي".

وتابعت هآرتس أن "مواطنين عرب عبّروا عن مواقف مخالفة للتوجه العام (الإسرائيلي المعادي لحماس) تم فصلهم من وظائفهم"، وأن "بلدية رحوفوت على سبيل المثال، طلبت من متعهدي مشاريع البناء في المدينة التوقيع على إقرار بعدم وجود عمال عرب في الموقع".

وقال مدير جمعية "مساواة" الحقوقية جعفر فرح لوكالة فرانس برس "تمّ منذ بدء الحرب فصل نحو 150 عاملا وحوالى 200 طالب وطالبة (عرب) من جامعات ومعاهد مختلفة" لأسباب تتعلق بإبداء آراء متضامنة مع قطاع غزة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وصدر الأربعاء بيان عن رؤساء الجامعات الإسرائيلية موجّه الى وزير التربية والتعليم يوىف كاش قالوا فيه "إنهم يقومون بدورهم بمحاسبة القليلين الذين يعبّرون عن تضامنهم مع منظمات الإرهاب".

وأكد مستشفى في بيتح كيفا صرف طبيب بعد وضعه منشورا "يدعم الإرهاب" على أحد حساباته.

وصرفت معلمة عربية من مدرسة ثانوية في مدينة طبريا حتى إشعار آخر بعدما وضعت "لايك" على صفحة "عين على فلسطين" على موقع "إنستغرام"، وفق مجموعة محامين يتابعون القضية. وعلّق رئيس بلدية طبريا بالإنابة بو عز يوسف بالقول "إذا أرادات أن تعلّم فلتذهب لتعلّم في غزة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی مدینة

إقرأ أيضاً:

بوادر أزمة دبلوماسية.. الشرطة الإسرائيلية توقف عنصرين من الدرك الفرنسي

أعلنت الشرطة الإسرائيلية توقيف عنصرين من الدرك الفرنسي في كنيسة تديرها باريس بالقدس.

جاء ذلك خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إلى القدس، اليوم الخميس، الأمر الذي قد ينذر بإشكال دبلوماسي بين فرنسا وإسرائيل.

وكان أفراد "مسلحين" من الشرطة الإسرائيلية دخلوا  "من دون إذن" الكنيسة التي تديرها في باريس.

توتر متصاعد
 

يذكر أن التوتر تصاعد بين فرنسا وإسرائيل في ظل الأزمة الحالية بالمنطقة، فخلال الأسابيع الأخيرة، تكرر التلاسن بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر من مرة.

 وكان الرئيس ماكرون شدد أوائل أكتوبر الجاري على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، لكن نتنياهو انتقد وقال إن إسرائيل تتوقع الدعم من فرنسا وليس فرض "قيود" عليها.

كما عاد ماكرون وصرّح بأن شحنات الأسلحة المستخدمة بالصراع في غزة ولبنان يجب أن تتوقف ضمن جهد أوسع لإيجاد حل سياسي، ما أشعل نار غضب نتنياهو، فهاجمه رئيس الحكومة قائلاً: "عار عليهم"، في إشارة إلى الرئيس الفرنسي وغيره من زعماء الغرب الذين دعوا لحظر الأسلحة على إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: مشجعو كرة قدم إسرائيليون تعرضوا للاعتداء في أمستردام
  • اقتحام الشرطة الإسرائيلية كنيسة "الإيليونة" يفجر الخلافات بين باريس وتل أبيب
  • بوادر أزمة دبلوماسية.. الشرطة الإسرائيلية توقف عنصرين من الدرك الفرنسي
  • الشرطة الإسرائيلية توقف فرنسيين اثنين من حراس كنيسة تديرها باريس في القدس
  • الشرطة الإسرائيلية تدخل كنيسة تديرها فرنسا في القدس
  • وزير الخارجية الفرنسي يرفض دخول كنيسة في القدس بسبب وجود الشرطة الإسرائيلية
  • الشرطة الإسرائيلية تصادرة وثائق من مكتب نتنياهو ضمن تحقيقات قضية أمنية جديدة
  • الشرطة الإسرائيلية تقمع محتجين على إقالة غالانت
  • اعلام عبري: اندلاع مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين احتجاجا على إقالة غالانت
  • الشرطة الإسرائيلية تطلق النار على متظاهر شمال حيفا