تعتبر ملحمة F-5E Tiger II (إف-5 إي تايجر2) اليمنية بمثابة أحجية جيوسياسية لقصة شملت السعودية وتايوان، وفقا للصحفي "*أوليفر باركين".

 

وقال باركين على منصة "ذا ور زون" في تحليل ترجمه للعربية "الموقع بوست" "خلال الحرب الباردة، ربما كانت القوات الجوية لليمن الشمالي- الجمهورية العربية اليمنية- معروفة أكثر بتحليق مقاتلات ميج 17 وميج 21 السوفيتية.

 

وأضاف "مع ذلك، قام اليمن الشمالي كذلك بتشغيل مقاتلات خفيفة من طراز إف- 5 إي تايجر2 التابعة لشركة نورثروب منذ عام 1979، وهو النوع الذي حلق لأول مرة قبل بضع سنوات فقط في العام 1972. إن كيفية حصول اليمن على أسطوله الصغير من طائرات إف-5 إي الأمريكية هي قصة غريبة في حقيقة الأمر".

 

وذكر أن اقتناء البلاد لهذه الطائرات كان مرتبطا على نحو وثيق بالحرب اليمنية الثانية في مارس 1979. تاريخيا، كان شمال اليمن جزءا من الإمبراطورية العثمانية السابقة خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، فيما كان اليمن الجنوبي رسميا جزءا من الإمبراطورية البريطانية منذ منتصف القرن التاسع عشر.

 

وتابع "قد جرى الاعتراف باليمن الشمالي- اليمن - لأول مرة كدولة ذات سيادة من قبل الولايات المتحدة في 1948، على الرغم من أن جذورها تعود إلى العام 1918. كما جرى الاعتراف بالبلاد لاحقا باسم الجمهورية العربية اليمنية في عام 1962، وكذلك الاعتراف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بجنوب اليمن، وهي دولة شيوعية لها علاقات وثيقة مع الاتحاد السوفييتي السابق، وذلك في العام 1967. ونشبت حرب أهلية مريرة بين البلدين في الفترة من 1962 إلى 1970، الأمر الذي أدى إلى انتصار الشمال".

 

وأردف لقد كانت أوائل السبعينيات هي الفترة التي شهدت اضطرابات كبيرة وعدم استقرار سياسي بين الشمال والجنوب، مما أدى إلى الحرب اليمنية الأولى عام 1972. واستمر الصراع مدة ثلاثة أسابيع بين سبتمبر وأكتوبر، حيث تعهدت الدول بتوحيد البلاد كجزء من اتفاق حكومة القاهرة. لكن الاستقرار لم يدم، مع اندلاع الحرب اليمنية الثانية في أواخر فبراير 1979.

 

وطبقا للتحليل فإنه في عهد الرئيس جيمي كارتر، قررت الولايات المتحدة مساعدة الجمهورية العربية اليمنية من خلال توفير مجموعة من المعدات العسكرية في أوائل مارس 1979، بتمويل من السعودية- حيث قدمت المملكة مساعدات عسكرية للجمهورية العربية اليمنية خلال الحرب اليمنية الأولى.

 

وأكد أن المساعدات بقيمة 390 مليون دولار شملت 12 طائرة من طراز إف-5 إي، ثماني منها تم تصنيعها في الأصل لإثيوبيا ولكن تم حظرها بعد ذلك، وأربع منها كانت جديدة. وتضمنت الحزمة كذلك طائرتي نقل من طراز سي 130، و60 دبابة من طراز إم 60، و50 ناقلة جنود مدرعة من طراز إم 113، و302 صاروخ جو-جو من طراز أيم9- سايد وايندر بالإضافة إلى مدافع هاوتزر وقاذفات قنابل يدوية وذخائر أخرى. فضلا عن ذلك، سمحت إدارة كارتر للسعودية بإرسال أربعة من مقاتلاتها ذات المقعدين من طراز F-5B Freedom Fighters إف- 5 بي فريدم فايترز إلى الجمهورية العربية اليمنية.

 

وأشار إلى أن قرار الرئيس كارتر كان بتزويد الجمهورية العربية اليمنية بالمعدات العسكرية توضيحا لسياسة الولايات المتحدة المتغيرة تجاه الشرق الأوسط- وهو نتاج لواقع جيوسياسي معقد داخل المنطقة. وبطبيعة الحال، كانت الإدارات السابقة قد قدمت المعدات إلى الجمهورية العربية اليمنية. ففي عام 1976، على سبيل المثال، زودت إدارة فورد الجمهورية العربية اليمنية بمعدات زودتها بها الولايات المتحدة بقيمة 140 مليون دولار، والتي تتكون في المقام الأول من أسلحة وعتاد للقوات البرية بما في ذلك مدافع الهاوتزر، وأنظمة صواريخ أرض جو، والشاحنات.

 

يواصل باركين تحليله بالقول "بحلول عام 1979، وعلى الرغم من الجدل الكبير داخل إدارة كارتر حول الوجود العسكري الأمريكي في الخليج العربي، بدأت الولايات المتحدة في تبني وجود عسكري أكثر نشاطا في المنطقة. ففي يناير من ذات العام، تم بيع 12 طائرة أمريكية من طراز إف-15 إلى السعودية– في المقام الأول كبادرة تطمين من الولايات المتحدة فيما يتعلق بأمن المملكة، ولتخفيف تأثير اتفاق السلام المصري الإسرائيلي المرتقب، والذي تم التوصل إليه لاحقا، وقعت في مارس. ومع ذلك، بحلول فبراير 1979، أوضحت إدارة كارتر أن مثل هذه اللفتات كانت جزءا من تحول كبير في سياسة الولايات المتحدة في المنطقة".

 

وقال وزير الدفاع آنذاك هارولد براون خلال رحلة استغرقت عشرة أيام إلى الخليج والشرق الأوسط في ذلك الشهر: "لقد اتخذنا قرارا سياسيا بشأن القيام بدور أكثر نشاطا في المنطقة". وتابع "لقد أخبرنا تلك الدول بأشياء لم تسمعها منذ فترة طويلة- وهي أن الولايات المتحدة مهتمة بشدة بالشرق الأوسط، ونحن قلقون بشأن ما يفعله السوفييت، ونعتزم المشاركة". وخلال رحلة براون، التي ركزت بشكل أساسي على التفاوض على عمليات نقل الأسلحة، انتهى الأمر بوزير الدفاع إلى وعد السعودية بأن الولايات المتحدة ستزود الجمهورية اليمنية بطائرات إم60 وإف-5، في حال دفع السعوديون الفاتورة.

 

باركين أيضا قال "قبل أن يتم عرض تعهد براون أمام الكونجرس، شنت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية غزوا للجمهورية العربية اليمنية في 28 فبراير 1979، بقيادة طائرات ميغ-21 وسو-22 التابعة للقوات الجوية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. ومع تزايد الضغوط، بدأت إدارة كارتر تنظر بشكل متزايد إلى الوضع في اليمن باعتباره تهديدا خطيرا لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، يغذيه العدوان المدعوم من السوفييت. وفي 7 مارس 1979، قيم كارتر أن القتال يشكل حالة طوارئ تهدد الأمن القومي الأمريكي واستلزم تطبيق المادة 36 (ب) من قانون مراقبة تصدير الأسلحة لعام 1976 لأول مرة. ويسمح استخدام البند المذكور للرئيس بتجاوز الحصول على موافقة الكونجرس على تصدير الأسلحة عندما يكون الأمن القومي الأمريكي مهددا. وعلى هذا النحو، تم تسريع المساعدات التي تبلغ قيمتها 390 مليون دولار للجمهورية العربية اليمنية، بما في ذلك 12 طائرة من طراز إف-5إي".

 

واستدرك "عندما وصلت أولى طائرات إف-5 إي قبل ستة أسابيع من الموعد المحدد، لم يكن لدى القوات الجوية اليمنية الشمالية الطيارين ولا الموارد اللازمة لتشغيلها. وأدى هذا التسليم المتسارع إلى تدافع السعوديين لتجنيد طيارين أجانب لتدريب طياري الجيش العربي اليمني على هذه الطائرات. وفي نهاية المطاف، تم التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة والسعودية مع تايوان لإرسال عدد من الطيارين التايوانيين لتشغيل وصيانة طائرات إف-5 إي في شمال اليمن. وتتمتع القوات الجوية لجمهورية الصين بخبرة سنوات عديدة في العمل مع طائرات إف-5 إي على وجه التحديد، والتي استلمتها لأول مرة في مايو 1975، بينما تم تسليم أول طائرات إف5 من الولايات المتحدة في عام 1965".

 

وقال "على الرغم من هذه الجهود لتزويد الجيش اليمني الشمالي بسرعة بطائرات إف-5 إي، انتهت الحرب اليمنية الثانية بسرعة في 19 مارس 1979. وفي المجمل، استمر الصراع ثلاثة أسابيع ويومين. ومع ذلك، فإن وجود الأفراد التايوانيين في شمال اليمن كان طويل الأمد. ففي البداية، تم إرسال 80 فردا- بما في ذلك الطيارين وأفراد الطاقم الأرضي- من تايوان إلى صنعاء لتشغيل وصيانة طائرات إف-5 إي بقيادة المقدم تشي مينج سيان. وبحلول نهاية عام 1979، وصلت 16 طائرة من طراز إف-5 إلى قاعدة الديلمي الجوية بصنعاء".

واستطرد "وقد تم دمج الطيارين التايوانيين مع السرب 112 التابع للقوات الجوية للجمهورية العربية اليمنية، والذي كان يُعرف أيضا باسم "سرب الصحراء". وكما يشير توم كوبر في كتابه، الأجواء الساخنة فوق اليمن: الحرب الجوية فوق شبه الجزيرة العربية الجنوبية: المجلد الأول- 1962-1994، كانت فرقة عمل القوات الجوية لجمهورية الصين المتمركزة في شمال اليمن تابعة لمكتب الاتصال العسكري التايواني في السعودية. ويشرف رئيس مكتب الاتصال العسكري لجمهورية الصين في المملكة، والذي عادة ما يكون برتبة عقيد، على عمل فرقة العمل التي يقع مقرها الرئيسي في قاعدة الديلمي الجوية".

 

يضيف "حتى عام 1985، كان الطيارون التايوانيون والطاقم الأرضي يشكلون غالبية السرب 112، وفي ذلك الوقت تم تدريب عدد كافٍ من طياري الجمهورية العربية اليمنية على طائرات إف-5 إي للبدء في تولي المسؤولية. ومع ذلك، فإن طياري الجمهورية المبتدئين، الذين لم يكن لديهم سوى الحد الأدنى من فرص التدريب، ناضلوا للتكيف مع الطائرات الأمريكية وغيرها من المعدات الجديدة، بما في ذلك طائرات ميج 21 المسلمة من الاتحاد السوفيتي. وبحلول نهاية عام 1985، فقدت القوات الجوية اليمنية 25 طائرة في حوادث مختلفة، بما في ذلك أربع طائرات من طراز ميج 21 وطائرة جديدة من طراز إف-5 إي، والتي انتهى بها الأمر إلى تحطمها عندما كان طيار سعودي يقودها إلى المملكة لإجراء إصلاحات خفيفة".

 

ونوه إلى أن الطيارين التايوانيين بقوا في البلاد لعدة سنوات بعد عام 1985. وتشير الوثائق التي رفعت عنها السرية مؤخرا إلى أنه تم نشر أكثر من 1000 طيار تايواني وطاقم أرضي في الجمهورية العربية اليمنية في الفترة من 1979 إلى 1990 كجزء مما كان يُعرف باسم برنامج الصحراء الكبرى.

 

وأوضح "وفي عام 1990، اتحد اليمنان ليصبحا الجمهورية اليمنية".

 

أما بالنسبة لمصير طائرات إف-5 في البلاد، يتابع "فقد شهدت هذه الطائرة نشاطا في عام 1994 عندما اندلعت حرب أهلية لفترة وجيزة بين الشمال والجنوب في الفترة من مايو إلى يوليو. في أوائل مايو، أسقط الرائد نابي علي أحمد طائرة واحدة على الأقل من طراز ميج 21 جنوبية أثناء قيادته لطائرة من طراز إف-5 إي، ونشر صواريخ إيم-9 سايد وايندر. وفي وقت لاحق من شهر مايو، أسقطت طائرة من طراز إف-5 إي تابعة للقوات الجوية للجمهورية العربية اليمنية يقودها الرائد محمد يحيى الشامي بنيران مضادة للطائرات. وفي يونيو، نجحت طائرتان من طراز إف-5 إي تابعة للجمهورية العربية اليمنية، نجحت في إسقاط طائرة ميج 21 جنوبية يقودها الرائد عبد الحبيب صلاح. وفي أعقاب الصراع القصير، الذي أدى إلى انتصار الشمال وإعادة توحيد البلاد، تم دمج طائرات إف-5 المتبقية في القوات الجوية اليمنية".

 

وقال إنه تم استخدام طائرات إف-5 إي على نطاق واسع من قبل القوات اليمنية ضد المتمردين الحوثيين- المتمردين الشيعة الذين لهم صلات بإيران- خلال تمردهم، الذي بدأ في عام 2004 واستمر حتى عام 2014. وفي عام 2015، في أعقاب مؤشرات على أن بعض أعضاء القوات الجوية اليمنية على الأقل قد تحولوا ولاء لحركة الحوثيين، دمرت القوات السعودية طائرة إف-5 إي خلال غارة جوية.

 

واختتم باركين تحليله بالقول "في الآونة الأخيرة، انتشرت عبر الإنترنت صور للمتمردين الحوثيين وهم يقودون طائرة واحدة على الأقل من طراز إف-5 قديمة. وشوهدت تلك الطائرة وهي تظهر بشكل مفاجئ في عرض عسكري في سبتمبر".

 

ووفقا لدليل القوات الجوية العالمية لعام 2023، لدى سلاح الجو اليمني حاليا 11 طائرة إف-5 إي نشطة وطائرتين تدريبيتين من طراز إف-5 بي.

 

*يمكن الرجوع للمادة الأصل: هنا

 

*ترجمة خاصة بالموقع بوست


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی طائرة من طراز إف 5 الحرب الیمنیة شمال الیمن فی المنطقة بما فی ذلک لأول مرة فی عام مع ذلک

إقرأ أيضاً:

الترسانة النووية للرئيس الـ47.. ما الأسلحة التي يستطيع ترامب أن يهدد بها العالم؟

نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا يسلط الضوء على الاستراتيجيات التي يعتزم الجيش الأمريكي تطبيقها في السنوات القادمة لتطوير قدراته وتعزيز هيمنته، وأبرز الأسلحة التي ستكون تحت تصرف رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب خلال ولايته الثانية.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب سيمتثل في البداية لميزانية الدفاع لسنة 2025، والمقدرة بـ865 مليار دولار، واستراتيجية الدفاع الوطني التي اعتُمدت في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2022.

وترجح الصحيفة إجراء تعديلات جذرية في استراتيجيات الجيش الأمريكي خلال السنوات القادمة، استنادًا إلى دراسات وتجارب من أهمها تلك المتعلقة بالخبرة المكتسبة من الحرب الروسية الأوكرانية.



الردع الشامل للأعداء
أوضحت الصحيفة أن مسألة الردع الاستراتيجي تمثل أولوية بالنسبة لوزارة الدفاع الأمريكية، وأضافت أن البنتاغون يرى أن الأسلحة النووية ستكتسب في المستقبل القريب تأثيرا ردعيا لا يمكن لأي عنصر آخر من عناصر القوة العسكرية أن يحل محله.

لذلك يعتزم البنتاغون -وفقا للصحيفة- تحديث قدراته النووية الاستراتيجية والبنية التحتية الإنتاجية والقاعدة العلمية والهندسية.

وقد تم إنشاء معظم أنظمة الردع النووي في الولايات المتحدة في ثمانينيات القرن العشرين وما قبل ذلك. وبعد عدة عمليات تحديث، من المنتظر أن تنتهي صلاحية جميع الأنظمة العاملة حاليًا في منتصف ثلاثينيات القرن الحالي.

وحسب الصحيفة، تعتقد وزارة الدفاع الأمريكية أن إعادة تمويل المنصات النووية وأنظمة التسليم وأنظمة الدعم المرتبطة بها سوف تتطلب استثمارات كبيرة على مدى العشرين عاماً المقبلة.

ومن المقرر أن يحل الصاروخ الباليستي العابر للقارات "إل جي إم-35 إيه سينتنيل" محل الصاروخ الباليستي العابر للقارات "مينتمان 3" والذي تم تطويره في سبعينيات القرن العشرين.

وحسب المطورين، سيحتفظ صاروخ "إل جي إم-35 إيه سينتنيل" بخصائص التكيف السابقة، مع توفير قدرات وأمان وموثوقية أكبر. كما سيتم استبدال صاروخ "إيه جي إم 86" الذي دخل الخدمة سنة 1982.

ومن المنتظر أن يتم تطوير الغواصة النووية الاستراتيجية "كولومبيا" لتعويض الغواصات النووية الاستراتيجية من طراز "أوهايو" انطلاقا من تشرين الأول/ أكتوبر 2030. وقد انطلقت أشغال بناء السفينة الأولى من هذا المشروع في أيلول/ سبتمبر 2020.

وأضافت الصحيفة أنه من المقرر تخصيص أموال إضافية للصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات من طراز "يو جي إم-133 ترايدنت 2". ومن المقرر أن تظل هذه الصواريخ في الخدمة مع البحرية الأمريكية طوال فترة خدمة الغواصات من طراز "أوهايو"، أي إلى أوائل أربعينيات القرن الحادي والعشرين، وهو الموعد المحدد لنشر أولى الغواصات النووية من طراز كولومبيا.

كما دخلت القاذفات الاستراتيجية من طراز "نورثروب غرومان بي-21 رايدر" مرحلة الإنتاج الكامل في السنة المالية 2024. وتؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أن هذه الطائرات، عند دخولها الخدمة، ستكون طائرات منخفضة التكلفة مجهزة بتقنيات متطورة. كما تؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أن القاذفة ستشكل عنصرا رئيسيا في ترسانة مشتركة من الأسلحة التقليدية والنووية.

ومن المنتظر أن تحل مقاتلات "إف 35" القادرة على حمل الأسلحة النووية والعادية محل المقاتلات القديمة من الجيل الرابع، بما في ذلك "إف 15 إي"، وستكون مخصصًة لتنفيذ مهمات الردع النووية لحلف الناتو.

وقد حصلت بعض مقاتلات "إف-35 إيه" التي تمتلكها الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الأوروبيين على شهادة القدرة التشغيلية النووية في بداية السنة المالية 2024.

التفوق الجوي
ذكرت الصحيفة أن المجمع الصناعي الدفاعي الأمريكي يستمر بالتركيز في المجال الجوي على تنفيذ مشروع "الجيل المقبل من الهيمنة الجوية"، والذي يقوم على نشر مجموعة كاملة من الأنظمة المتصلة، والتي يمكن أن تشمل المقاتلات والطائرات المسيرة والأقمار الصناعية ومنصات الفضاء الإلكتروني.

في هذه المرحلة، يتمثل الاستثمار الرئيسي في الطائرة المقاتلة من طراز "لوكهيد مارتن إف-35 لايتنينغ الثانية"، والتي ستكون العمود الفقري للقوات الجوية.

في إطار برنامج "إف-35"، يتم تطوير وإنتاج وتوريد ثلاثة أنواع من مقاتلات الجيل الخامس الضاربة، وهي النسخة التقليدية للإقلاع والهبوط "إف-35 إيه" والمخصصة لسلاح الجو، ونسخة الإقلاع القصير والهبوط العمودي "إف-35 بي" لمشاة البحرية، و"إف-35 سي" الخاصة بالقوات البحرية.

وفقًا للبنتاغون، فإن خاصية التخفي التي تتميز بها طائرة "إف-35"، وأجهزة الاستشعار المتطورة والتكامل الوظيفي الذي يسمح بتبادل المعلومات بشكل سلس، كلها مميزات تجعل هذه الطائرة أذكى وأكثر فتكًا وقدرة على الصمود في ساحات المعارك.

كما يستمر تمويل نظام الطائرات المسيرة التابع للبحرية الأمريكية من طراز "بوينغ أم كيو-25 ستينغراي"، التي ستوفر لوزارة الدفاع ناقلة وقود مسيرة من شأنها مضاعفة القوة الضاربة لجناح حاملة الطائرات مع توفير المراقبة البحرية.



وأضافت الصحيفة أن ميزانية السنة المالية 2025 تتضمن أيضًا شراء طائرة نقل من طراز "بوينغ كيه سي-46 بيغاسوس"، والتي ستحل محل الناقلات القديمة. كما تتضمن ميزانية السنة المالية 2025 تمويل جهود القوات الجوية الأمريكية لاستبدال أسطول طائرات الإنذار المبكر المحمولة جوا من طراز "بوينغ إي 3 سينتري" بأخرى من طراز "بوينغ 737".

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة خصصت مبالغ لتمويل مختلف أنظمة الحرب الإلكترونية. بالإضافة إلى التعديلات الحالية على طائرة الحرب إلكترونية من "بوينغ إي إيه-18 جي غرولير"، فإن جهاز التشويش من الجيل القادم سيضمن إمكانيات متقدمة في مجال الهجوم الإلكتروني الجوي ضد رادارات الدفاع الجوي المتقدمة.

وتتضمن ميزانية السنة المالية 2025 أيضًا تخصيص أموال لتعزيز قدرة نظام التحذير في طائرة "إف-15 إيغل"، ونظام الإجراءات الإلكترونية المضادة المتكامل في طائرة "إف/إيه-18 هورنت".

التفوق على الأرض
وقالت الصحيفة إن وزارة الدفاع الأمريكية تخطط لاتخاذ القرار النهائي بشأن الصورة المستقبلية والهيكل التنظيمي للقوات البرية الأمريكية في سنة 2040 خلال العامين المقبلين.

وتخطط المؤسسة العسكرية الأمريكية لمعرفة ماهية ساحات المعارك والبيئة التشغيلية في المستقبل المنظور، ومما لا شك فيه أن هذه الدراسات سوف تتأثر إلى حد كبير بالخبرة القتالية المكتسبة من النزاع المسلح في أوكرانيا، وفقا للصحيفة.

ويعد مشروع التقارب التابع للجيش الأمريكي، والذي انطلق في 2020 ويهدف إلى تحسين قدرات الجيش، منصة للقيام بهذه التجارب.

ينص المشروع على استبدال الدبابات التقليدية بدبابات روبوتية ونقل جزء كبير من الأعمال العسكرية الشاقة، وخاصة المهام عالية المخاطر، إلى الآلات والروبوتات بدلاً من الجنود. وقد خصصت ميزانية 2025 حوالي 13 مليار دولار لتحديث الأسلحة والمعدات العسكرية للجيش الأمريكي وسلاح مشاة البحرية، بما في ذلك المركبات المدرعة متعددة الأغراض ومركبات القتال البرمائية ومركبات المشاة القتالية.

الهيمنة في البحار والمحيطات
تتضمن طلبات الميزانية للسنة المالية 2025 تخصيص 48.1 مليار دولار للاستثمار في القوة البحرية الأمريكية، ببناء ست سفن جديدة، بينها غواصة نووية متعددة المهام من طراز "فيرجينيا"، ومدمرتين من فئة "آرلي بيرك" مزودة برادار متطور، وسفينة إنزال من فئة "سان أنطونيو"، وسفينة إنزال متوسطة الحجم.

وتتضمن ميزانية السنة المالية 2025 تمويلًا إضافيًا لبناء حاملات طائرات جديدة تعمل بالطاقة النووية من فئة "جيرالد فورد" و"يو إس إس جون إف كينيدي"، المقرر تسليمها إلى البحرية في 2025، و"يو إس إس إنتربرايز" المقرر دخولها الخدمة في 2028، فضلا عن حاملة أخرى من فئة "يو إس إس دوريس ميلر".

ومن المقرر وضع حجر الأساس للناقلة "دوريس ميلر" في كانون الثاني/ يناير 2026، وإطلاقها في تشرين الأول/ أكتوبر 2029، ودخولها الخدمة في 2032.

ما المتوقع من ترامب؟
وذكرت الصحيفة أن من المتوقع تخصيص حوالي 143.2 مليار دولار للبحث والتطوير والاختبار والتقييم، ويشمل ذلك الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس ومختلف أنواع التجارب.



ومن المنتظر تخصيص 17.2 مليار دولار للعلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك الاستثمارات في البحوث الأساسية بقيمة إجمالية تبلغ 2.5 مليار دولار.

وحسب البنتاغون، تتيح هذه الإجراءات للقوات المسلحة الأمريكية تحقيق مزايا مستدامة في إدارة العمليات العسكرية.

وختمت الصحيفة أنه من المستبعد أن يتخذ الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أي قرارات في المستقبل القريب بمراجعة البرامج والتمويلات المعتمدة سابقا لتطوير قدرات الجيش الأمريكي.


مقالات مشابهة

  • اليمن تودع السياسية والأكاديمية اليمنية وهيبة فارع
  • الجارديان تسلط الضوء على المدرجات الزراعية اليمنية.. قُدم البن اليمني "موكا" في أول مقهى بلندن عام 1652 (ترجمة خاصة)
  • تقرير أمريكي: الغد ليس جيد بالنسبة للحوثيين ومساعيهم في استجداء ترامب فشلت (ترجمة خاصة)
  • كاتب من طراز نادر | الوطنية للصحافة تنعى أحمد عطية صالح
  • عارضات الأزياء حول العالم يتنافسن على لقب الأجمل (صور)
  • منصة دولية: هل يحمل اليمن الحل المناخي المتمثل في القهوة كأجودها بالعالم؟ (ترجمة خاصة)
  • بقوة 635 حصان.. سعر ومواصفات سيارة لاند روفر طراز Defender Octa
  • صور: الصين تستعرض قوتها بفرقاطة جديدة بإمكانيات عالية من طراز "054 بي"
  • الترسانة النووية للرئيس الـ47.. ما الأسلحة التي يستطيع ترامب أن يهدد بها العالم؟
  • وبقيت غزة شامخة