كيف لا يزال من الممكن تحقيق السلام والازدهار في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
قال الخبراء جيفري سونيدفيلد ودينيس روس وآدم بوهلر، إننا نؤمن بصفتنا ثلاثة من المؤيدين منذ أمد بعيد لقضية الإسلام في الشرق الأوسط، من الإدارتين الرئاسيتين الديموقراطية والجمهورية على حدٍ سواء، بأن جانباً مشرقاً يمكن أن يتجلى في نهاية المطاف من هجوم حماس المروع على إسرائيل.
وأضاف الكُتّاب في مقال مشترك بمجلة "تايم" الأمريكية "على الرغم من نية حماس الحيلولة دون إرساء السلام الأوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، ممثلاً بجهود بايدن للتوسط في التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، نعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والسعودية، وأن هياج حماس القاتل يمكن أن يعجّل بالسلام الإقليمي فور هزيمتها.
وأوضح الكتّاب أن الأولوية الأكبر لإسرائيل الآن هي الإطاحة بحماس لضمان سلام دائم.. فقطع رؤوس الأطفال وجرّ الجثث في الشوارع واغتصاب النساء وتعذيبهن والذبح الجماعي لمئات المشاركين في حفل يستحيل أن يمثل الشعب الفلسطيني، وإنما يمثل حماس التي طردت السلطة الفلسطينية قبل 18 عاماً، وبسطت سيطرتها على غزة منذ ذاك الحين.
وبعد سنوات من القبول الضمني بسيطرة هؤلاء الإرهابيين على غزة، نرى الآن تغييراً جذرياً، إذ يتفق قادة الولايات المتحدة من كلا الحزبين ورؤساء الدول الأوروبية على أنه يتعين على إسرائيل تحييد حماس إلى الأبد.. وسيكون الصراع طويلاً ومكلفاً وشاقاً، ولكن إذا نجحت إسرائيل في هزيمة حماس ونزع سلاحها، فقد تلوح في الأفق فرصة عظيمة لإسرائيل والشعب الفلسطيني.
عودة "الإسلاموفوبيا".. حرب #إسرائيل و #حماس تضع مسلمي أوروبا تحت المرصاد https://t.co/4IgphWKiBy pic.twitter.com/xq3gQDkGqy
— 24.ae (@20fourMedia) October 19, 2023 السعوديةوعلى الرغم من أن هجوم حماس على إسرائيل ربما ضمن التمكين مؤقتاً لرجال الدين المتشددين المناهضين للصهيونية في جميع أنحاء العالم العربي، فهو لا يغير حقيقة أن قادة العرب يدركون أن إسرائيل أفضل حليف إقليمي لهم ضد إيران التي تعدّ عدوهم المشترك.
وما تزال الفرصة تلوح في الأفق على الرغم من هجمات حماس الإرهابية، وذلك في ظل انفتاح الأجيال الجديدة على دعم النفوذ السعودي في المنطقة واحتواء العدوان الإيراني بالتزامن مع إضعاف شوكة حماس.
كيف تستفيد إيران من الصراع بين #إسرائيل و #حماس؟#غزة https://t.co/2cUcN1gXdi pic.twitter.com/9CtXrppQCe
— 24.ae (@20fourMedia) October 19, 2023 الفلسطينيونإذا هُزِمت حماس، فإن الفرص التي ستلوح في أفق الشعب الفلسطيني لرسم مستقبل جديد لا حصر لها.. ويجب أن يفهم سكان غزة أن مصير غزة لا ينفصم عن مصير حماس وحسب، وإنما لا ينبغي أن يستمر الفقر المدقع الذي تعيش فيه غزة بسبب حماس أيضاً، إذ يسعى سكان غزة منذ فترة طويلة إلى العمل في إسرائيل، وهم يريدون حقاً فرصة اقتصادية حقيقية بدلاً من المزاعم المدمرة بالمظالم التاريخية.
السلام السياسي والسلام الاقتصاديوقال الكتّاب: "إننا لا نتكلم عن فكرة السلام الاقتصادي بديلاً للسلام السياسي، فالحقيقة هي أن السلام الاقتصادي لن يتحقق سوى بالسلام السياسي، غير أن العكس صحيح أيضاً.. لن يكون السلام السياسي مستداماً من دون السلام والفرص الاقتصادية".
وأضافوا: "وإذ نضع ذلك في الاعتبار، فإن خطة السلام تضع رؤية اقتصادية يمكن أن تتحقق بقيمة 50 مليار دولار للتنمية الاقتصادية الفلسطينية تستند إلى الاستقرار السياسي واستثمارات القطاع الخاص.. عندما دشّنا خطة السلام لأجل الازدهار في قمة اقتصادية خاصة في البحرين سنة 2018، صرّح قادة القطاع الخاص بداية من المديرين التنفيذيين لشركة بلاكستون وشركة آيه تي آند تي وانتهاء بكبار المستثمرين الإقليميين، بأنهم لن يستثمروا أبداً في غزة طالما بقيت حماس في السلطة، على الرغم من حماسهم تجاه إمكانات غزة ومزاياها الاقتصادية المحتملة".
#واشنطن تلاحق مصادر تمويل #حماس https://t.co/0ci43461gI
— 24.ae (@20fourMedia) October 18, 2023وتابعوا: "هذه رسالة على الفلسطينيين أن يسمعوها.. فكلما ضعفت شوكة حماس، زاد ازدهار المستقبل الاقتصادي لغزة والضفة الغربية والشعب الفلسطيني".
واختتم الكتّاب مقالهم بالقول: "إن وحشية هجوم حماس الإرهابي مفجعة للغاية، حتى أنه لا يمكننا أن نتخيل أي استعداد للمضي قدماً بأي شكل من الأشكال.. غير أن غزو حماس لا يغير التحولات الضخمة التي تجتاح منطقة الشرق الأوسط كلها، وإن الهزيمة الساحقة لحماس قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إزالة العقبات التي طالما وقفت منذ فترة طويلة في درب السلام الإقليمي، وإننا في الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة نود أن نرى الولايات المتحدة تأخذ زمام المبادرة في التصرف بناءً على هذا الاحتمال".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حماس فلسطين أمريكا الشرق الأوسط الشرق الأوسط على الرغم من یمکن أن
إقرأ أيضاً:
ترامب.. هل يُنهي حروب الشرق الأوسط؟
فاز ترامب بالانتخابات الأمريكية واكتسح كل الولايات المتأرجحة، والتي عادة ما تقرر هوية الفائز، وتسبب عدد من العوامل الموضوعية فـي هزيمة مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس لعل من أهمها سياسة الرئيس الأمريكي بايدن السلبية تجاه الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني فـي قطاع غزة، رغم المظاهرات الشعبية الأمريكية خاصة بين طلبة الجامعات، كما أن انسحاب بايدن المتأخر نسبيا من سباق الانتخابات لم يعط هاريس وقتًا أطول فـي إطار الحملات الانتخابية، كما أن أصوات العرب والمسلمين فـي ولاية ميتشجين ذهبت للمرشح ترامب ومرشحة حزب الخضر. كانت هزيمة مدوية للحزب الديمقراطي على صعيد البيت الأبيض والكونجرس حيث هيمن الجمهوريون على مفاصل الدولة الأمريكية، ومن هنا يبرز سؤال مهم بعد فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية الجديد، وهو: هل ينفذ ترامب وعوده الانتخابية والتي من أهمها إنهاء الحروب والصراعات فـي الشرق الأوسط وأيضا إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية؟ هذه تساؤلات لرجل كان فـي البيت الأبيض لأربع سنوات سابقة وأيضا كان الملف الاقتصادي هو من أهم الملفات التي رجحت كفته فـي الانتخابات الأمريكية. الوعود الانتخابية شيء والتطبيق على أرض الواقع شيء آخر، ومع ذلك فإن هناك تفاؤلا بأن ترامب قد يرى من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا واستراتيجيا هو وقف الحروب والتفرغ للاقتصاد والتنمية فـي الدول النامية، وإنهاء العداء مع إيران وإقامة الدولة الفلسطينية وهذا يعني انتهاء الصراع العربي الإسرائيلي وتدخل منطقة الشرق الأوسط فـي إطار السلام الشامل والعادل. إن مهمة ترامب فـي البيت الأبيض هي المهمة الأخيرة للأربع سنوات القادمة، وهو هنا بعيد عن أي ضغوط داخلية أو خارجية، فرصة كبيرة ليدخل التاريخ الأمريكي والعالمي لأول رئيس أمريكي استطاع إنهاء الصراعات والعداء التاريخي بين العرب والكيان الإسرائيلي، كما أن ترامب وهو يأتي من خلفـية اقتصادية أن الحروب والصراعات تستنزف الميزانية الأمريكية، حيث إن الغزو العسكري الأمريكي على أفغانستان والعراق كلف الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من خمسة تريليونات دولار.. ترامب دوما يردد الخطأ الفادح الذي ارتكبه الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، وعلى ضوء ذلك فإن إنهاء الحروب فـي الشرق الأوسط سوف يعزز من الاقتصاد الأمريكي والعالمي، ويشهد العالم نموا وازدهارا اقتصاديا وتجاريا وتعاونا أكبر لصالح الشعوب. إن تاريخ العشرين من يناير ٢٠٢٥ سوف يكون محل ترقب العالم حول سياسات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، هل يوفر المناخ السياسي الأمريكي الفرصة الذهبية لترامب لتحقيق وعوده الانتخابية أم تنقلب تلك الوعود إلى مزيد من الانغماس خاصة فـي فلسطين ولبنان من خلال سياسة الغطرسة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو وحكومته المتطرفة؟ هذه تساؤلات لا يمكن الجزم بها إلا بعد تسلم ترامب السلطة فـي العشرين من شهر يناير القادم. هناك عامل مهم سوف يساعد ترامب إذا كانت لديه الإرادة السياسية لتنفـيذ أهداف حملته الانتخابية وهو أن حزبه الجمهوري يسيطر بالأغلبية على السلطة التشريعية وهي الكونجرس بغرفتيه مجلس الشيوخ ومجلس النواب، وهذه ميزة حيوية لأي رئيس أمريكي من خلال عدم وجود عقبات تشريعية لتمرير سياسات الرئيس الأمريكي. ومن هنا فإن العوامل الموضوعية لتنفـيذ وعود ترامب فـيما يخص إنهاء الحروب والصراعات فـي منطقة الشرق الأوسط والحرب الروسية الأوكرانية متوفرة، وهناك عامل مهم وهو أن الصراع الاقتصادي تحديدا مع الصين يحتاج إلى تفرغ الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا للعملاق الصيني الذي لا يدخل طرفا فـي أية حروب، وقد ينجح قريبا فـي الإطاحة بالولايات المتحدة الأمريكية من عرش الاقتصاد العالمي، وهذه مسألة فـي غاية الأهمية لرجل ذي خلفـية اقتصادية، وسوف يحلل الأمور الاستراتيجية من خلال فريقه الجديد فـي البيت الأبيض من خلال بحث عدد من الملفات المعقدة التي فشلت إدارة بايدن فـي إيجاد حلول لها، ومنها العدوان الإسرائيلي الهمجي على الشعب الفلسطيني وأيضا ضد الشعب اللبناني، وقد تكبدت الخزينة الأمريكية مليارات الدولارات من دافع الضرائب الأمريكي، وهناك أصوات فـي الولايات المتحدة الأمريكية تنادي بوقف الدعم اللامحدود للكيان الإسرائيلي على حساب الشعب الأمريكي. إن فترة الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب تعد مفصلية فـي البيت الأبيض وكما أن هناك عوامل موضوعية لتنفـيذ وعود ترامب الانتخابية فإن هناك مؤشرات لتخلي ترامب عن وعوده وهذا سوف يسبب إحباطا لملايين الناخبين وأيضا للملايين من الشعوب فـي المنطقة الذين يتطلعون إلى إقرار السلام الشامل والعادل وإنهاء الحروب والصراعات، التي أنهكت الشعوب ومقدراتها وكرست الكراهية. ويظل السؤال قائما: هل ينتهز ترامب تلك الفرصة الذهبية ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه فـي ظل فرصته الأخيرة فـي البيت الأبيض أم يدخل فـي إطار الإشكالات السياسية ومزاج السياسيين وجماعات الضغط الصهيونية داخل الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي خاصة حكومة نتنياهو المتطرفة؟ |