إسرائيل تتهيأ لحرب طويلة عنوانها القضاء على حماس.. فما مصير غزة في حال سقوط الحركة؟
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
تتهيأ إسرائيل لشن حرب برية جديدة على حماس في غزة عنوانها في هذه المرة "القضاء" على الحركة الفلسطينية بشكل نهائي، عبر تنفيذ هجوم لا هوادة فيه.
رغم وجود هذه الإرادة إن سياسيا أو شعبيا وحتى في ظل تضامن الحلفاء في الغرب، لا تزال ماهية التصور الإسرائيلي لمرحلة ما بعد حماس غير جليّة، كما لا توجد خطة واضحة المعالم لشكل الحكم في القطاع الفلسطيني المنكوب في حال حققت تل أبيب النصر في الحرب.
وستكون الحملة العسكرية "عملية السيوف الحديدية" لا مثيل لها في ضراوتها، ومختلفة عن أي شيء فعلته الدولة العبرية في السابق، وفق ما قال ثمانية مسؤولين إقليميين وغربيين مطلعين على الصراع لوكالة رويترز. فيما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنها ستكون "طويلة ومعقدة".
لخوض هذه المواجهة الجديدة مع حماس والتي تريد إسرائيل أن تكون الأخيرة، تم استدعاء عدد قياسي من قوات الاحتياط بلغ 360 ألف فرد.
عملية "السيوف الحديدية" ضد حماسكما لم تتوقف إسرائيل عن قصف القطاع الصغير منذ هجوم حماس "طوفان الأقصى" المباغت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الذي أسفر عن مقتل حوالي 1400 شخص معظمهم مدنيون.
في هذا السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس 12 أكتوبر/تشرين الأول، عن استخدامه أربعة آلاف طن من المتفجرات منذ تفجر النزاع من خلال "إطلاق 6000 قنبلة" على غزة.
اقرأ أيضاإسرائيل قصفت قطاع غزة بـ6000 قنبلة على مدى ستة أيام
والجمعة، أعلن نفس المصدر بأن طائراته "شنت خلال ساعات الليل الغارات على ما يزيد عن مائة هدف في قطاع غزة ودمّرت فتحات أنفاق ومخازن وسائل قتالية والعشرات من مقرات القيادة العملياتية". وفي بيان سابق الخميس، أعلن عن اعتقال 524 مطلوبا منذ بداية الحرب، في "أنحاء المنطقة الخاضعة لسيطرة فرقة يهودا والسامرة ولواء الأغوار الإقليمي، ينتمي أكثر من 330 منهم إلى حماس" مشيرا إلى مصادرة أكثر من 50 قطعة سلاح.
وقال الجيش الإسرائيلي في منشور على موقعه الإلكتروني يتم تحديثه باستمرار وهو مخصص لعملية "السيوف الحديدية" ضد حماس، إن قواته تتأهب "لتنفيذ الخطط العملياتية الهجومية على اختلاف أنواعها، بما فيها الاستعداد للهجمات المتكاملة والمتزامنة جوا وبحرا وبرا.. بناء على مجهود لوجيستي واسع النطاق وبعد إنجاز إجراءات تعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط".
وتابع نفس المصدر بأنه يجري "إعداد قوات جيش الدفاع تمهيدا لتوسيع رقعة القتال.. أنشأت مراكز لوجيستية أمامية من أجل تمكين القوات المقاتلة من التزوّد بشكل سريع ومناسب بكل ما يلزمها. تم نقل الآليات والأدوات اللازمة للقتال وللحشود العسكرية. تواصل الوحدات المختلفة استكمال تجهيز وتأهيل الآليات والمعدات وإمدادها بالوسائل القتالية المتقدمة طبقا للاحتياجات. وتنتشر الكتائب المختلفة وقوات جيش الدفاع في كافة أنحاء البلاد استعدادا لرفع مستوى الجاهزية وتمهيدا للمراحل المقبلة من الحرب، ولا سيما العملية البرية الواسعة".
ورغم أن الاجتياح البري لم ينطلق بعد، فإن السلطات الصحية في غزة أحصت الخميس مقتل 3785 فلسطينيا على الأقل جراء القصف الإسرائيلي ثلثهم تقريبا من الأطفال، وهو عدد أكبر من قتلى أي صراع سابق بين الجانبين.
اقرأ أيضاما أسباب تأجيل الجيش الإسرائيلي القيام بعملية عسكرية برية داخل قطاع غزة؟
في ظل هذه الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين، أبلغ بايدن الإسرائيليين خلال زيارته إسرائيل الأربعاء بأنه "يجب القصاص من حماس"، لكنه حذر من تكرار أخطاء بلاده بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول. وقال: "الغالبية العظمى من الفلسطينيين ليسوا حماس التي لا تمثل الشعب الفلسطيني".
كانت زيارة بايدن حسبما قال آرون ديفيد ميلر خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، فرصة سانحة له للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للتفكير في قضايا مثل الاستخدام المتناسب للقوة والخطط طويلة المدى لغزة قبل شن أي غزو.
ماذا بعد القضاء على حماس؟حسب وكالة رويترز، فقد كشف ثلاثة مسؤولين إقليميين مطلعين على المناقشات بين الإدارة الأمريكية وزعماء الشرق الأوسط، بأن الاستراتيجية الإسرائيلية الفورية حاليا هي تدمير البنية التحتية في غزة حتى لو سقط عدد كبير من الضحايا المدنيين، وأيضا دفْع سكان القطاع نحو الحدود المصرية وملاحقة حماس بتفجير شبكة الأنفاق مترامية الأطراف تحت الأرض.
لكن مسؤولين إسرائيليين اعترفوا بأنه ليس لديهم تصور واضح لما قد يكون عليه الوضع بعد الحرب. وقال مصدر مطلع في واشنطن إن بعض مساعدي بايدن يشعرون بالقلق من أن إسرائيل، رغم أنها قد تبرع في وضع خطة فعّالة لإلحاق ضرر دائم بحماس، لكنها لم تضع بعد استراتيجية للمرحلة المقبلة. وأضاف المصدر أن الرحلات التي قام بها وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى إسرائيل شددت على الحاجة للتركيز على خطة ما بعد الحرب في غزة.
يُزعج هذا الوضع الضبابي الزعماء العرب في المنطقة وهم يتخوفون من تداعيات عدم وضع إسرائيل خطة مستقبلية واضحة للقطاع الذي تحكمه حماس منذ 2006 ويبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.
اقرأ أيضاتاريخه، مواقفه، ثروته وطموحاته...من هو إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس؟
وقال مصدر أمني إقليمي: "إسرائيل ليس لديها نهاية للعبة في غزة. استراتيجيتهم هي إسقاط آلاف القنابل وتدمير كل شيء والدخول. ولكن ماذا بعد؟ ليس لديهم استراتيجية خروج لليوم التالي".
في هذا السياق، اعتبر جاكوب إريكسون المتخصص في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بجامعة يورك في تصريح لفرانس24 أن النقاش حول مرحلة ما بعد الحرب وحماس هو مهم الآن. وقال: "نركّز بشكل شبه حصري على الجوانب التكتيكية للعملية التي يتم التحضير لها، دون أن نتساءل حول التأثير طويل المدى للمواجهة البرية في غزة. لذلك يجب علينا أن نسأل أنفسنا: ما الذي سيحدث بعد القضاء المحتمل على حركة حماس وإنهاء سيطرتها على هذا الجيب".
بدوره، قال أهرون بريغمان أستاذ العلوم السياسية والمتخصص في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في جامعة كينغز كوليدغ في لندن لفرانس24، إن فكرة استعادة إسرائيل للسيطرة على هذه المنطقة "قد تكون على جدول أعمال بعض العناصر الأكثر تطرفا في الحكومة الحالية الذين يتخيلون أن غزة هي جزء من أرض الميعاد ("إسرائيل الكبرى" بالمعنى التوراتي). إلا أن الأصوات الأكثر عقلانية في تل أبيب سترغب في الخروج في أسرع وقت ممكن" من القطاع.
يضيف بريغمان: "إذا كانت إسرائيل قد غادرت في 2005، فذلك لأن أرييل شارون (رئيس الوزراء حينها) خلص إلى أنه أصبح من الصعب للغاية البقاء في مواجهة (1.4 مليون) فلسطيني معادٍ في قطاع غزة. الأمر سيان اليوم (مع عدد سكان بات يتجاوز 2 مليون نسمة)". وهو يرى بأن احتلال غزة "سيعني أنه يجب على إسرائيل إدارة كل شيء، بما في ذلك المدارس والمستشفيات وحتى نظام الصرف الصحي. وبما أن السكان لن يقبلوا أبدا مثل هذه الإدارة، فسيكون من الضروري توفير جنود لتأمين غزة.. ثم إن حماية الإدارة المحلية سيكلف ثروة، وسرعان ما ستصبح الاشتباكات مع السكان المحليين أمرا لا مفر منه".
كذلك، قال أمنون آران المتخصص في الصراعات بين إسرائيل والعالم العربي في جامعة لندن لفرانس24، إن فرضية احتلال الجيش الإسرائيلي لغزة بعد انتصار محتمل على حماس تعني في الواقع "العودة إلى الوضع السابق قبل انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005".
وتحدث آران أيضا عن سيناريو آخر لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، هو سعي إسرائيل إلى "إقامة منطقة أمنية عازلة، مثلما حدث في لبنان (قبل الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000).
من جانبه، أضاف بريغمان أستاذ العلوم السياسية في لندن، بأن الأمم المتحدة يمكن أن تتدخل من جانبها لإقامة منطقة منزوعة السلاح تحت سيطرتها مع السماح للجيش الإسرائيلي بالتدخل في حال حدد مخاطر فورية على أمن الدولة العبرية.
"مدينة تحت الأرض تجعل أنفاق فيتكونغ تبدو كاللعبة"يقول مسؤولون إسرائيليون بينهم نتانياهو إنهم سيقضون على حماس ردا على الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل. لكن ما سيأتي بعد ذلك هو أمر أقل وضوحا.
قال تساحي هنغبي رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي للصحافيين الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول: "نحن بالطبع نفكر ونتدبر في هذا الأمر، بما يتضمن تقييمات ويشمل (مشاركة) مجلس الأمن القومي والجيش وآخرين بشأن الوضع النهائي.. لا نعرف على وجه اليقين كيف سيكون". واستدرك: "لكن ما نعرفه هو ما الذي لن يكون"، في إشارة إلى هدف إسرائيل المعلن المتمثل في القضاء على حماس. لكن الكلام شيء والأفعال شيء آخر.
اقرأ أيضا"ميترو غزة، المدينة الأرضية".. هل ينجح الجيش الإسرائيلي في تدمير أنفاق حماس؟
فقد قال مصدر إقليمي لرويترز، في استدعاء لذكريات حرب العصابات الشيوعية التي واجهتها القوات الأمريكية في فيتنام: "إنها مدينة أنفاق تحت الأرض تجعل أنفاق الفيتكونغ (في فيتنام) تبدو كلعبة أطفال.. لن يقضوا على حماس بالدبابات وقوة النيران".
وقال خبيران عسكريان إقليميان لنفس الوكالة إن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، تحشد القوات للتصدي للاجتياح وتزرع الألغام المضادة للدبابات وتنصب أكمنة للقوات.
وستكون عملية إسرائيل المقبلة أكبر كثيرا من سابقاتها التي أشار مسؤولون إسرائيليون إليها على أنها مجرد "تقليم للعشب"، إذ قللت من قدرات حماس العسكرية لكنها لم تستأصلها.
وخاضت إسرائيل ثلاث مواجهات سابقة مع حماس في 2008-2009 و2012 و2014 ونفّذت اجتياحين بريين محدودين خلال اثنتين منها، لكن بخلاف هذه المرة، لم يتوعد زعماء إسرائيل قبل ذلك بالقضاء على حماس نهائيا. وفي المواجهات الثلاث، لقي أربعة آلاف فلسطيني حتفهم وقُتل أقل من 100 إسرائيلي.
اقرأ أيضا"أمطار الصيف، الرصاص المصبوب، الجرف الصامد".. عمليات برية شنتها إسرائيل على غزة
إلا أن المصدر الأمريكي قال إن تفاؤل واشنطن أقل تجاه قدرة إسرائيل على القضاء تماما على حماس، وإن المسؤولين الأمريكيين يرون احتمالا ضئيلا لرغبة إسرائيل في التمسك بأي أراض في غزة أو إعادة احتلالها. وذكر المصدر أن السيناريو المرجح سيكون أن القوات الإسرائيلية ستقتل أكبر عدد ممكن من أفراد حماس أو تأسرهم وستفجر أنفاقا وورشا لتصنيع الصواريخ، لكن ومع تزايد القتلى والجرحى الإسرائيليين، ستبحث عن سبيل لإعلان النصر والخروج.
حشود عسكرية غربية وتهديدات إيرانيةوتخيّم حالة من الخوف في أنحاء المنطقة من احتمال اتساع الحرب خارج حدود غزة، وأن تفتح جماعة حزب الله اللبنانية وإيران الداعمة لها جبهات جديدة رئيسية دعما لحماس.
فقد حذّر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من احتمال اتخاذ إجراء "استباقي" ضد إسرائيل إذا مضت واجتاحت غزة. وقال إن الجمهورية الإسلامية "لن تتخذ موقف المتفرج إذا لم تقم الولايات المتحدة بكبح جماح تل أبيب".
وأبلغ قادة عرب بلينكن الذي أجرى مؤخرا جولة مكوكية في المنطقة بأنهم ورغم تنديدهم بهجوم حماس على إسرائيل، فإنهم يعارضون العقاب الجماعي للفلسطينيين العزل، وهم يخشون من أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات في المنطقة. وحذروا أيضا من أن الغضب الشعبي سيزيد في أنحاء المنطقة مع ارتفاع عدد الضحايا.
وسط هذه التطورات، أرسلت واشنطن مجموعة حاملة طائرات هجومية إلى شرق البحر المتوسط، وهي تخشى من انضمام حزب الله للمعركة عبر الحدود الشمالية لإسرائيل. لكن لم تكن ثمة إشارة إلى أن الجيش الأمريكي سيتحرك من موقف الردع إلى موقف الانخراط المباشر.
وقالت مصادر إقليمية إن واشنطن تعتزم إعطاء دفعة للسلطة الفلسطينية التي فقدت السيطرة على غزة لصالح حماس في 2007، رغم وجود شكوك كبيرة حول ما إذا كانت السلطة أو أي جهة أخرى تستطيع حكم القطاع الساحلي في حال إبعاد حماس.
وعبّر ميلر، المفاوض الأمريكي السابق في الشرق الأوسط، عن شكوكه العميقة إزاء احتمال تشكيل حكومة تخلف حماس في حكم غزة.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج حماس الحرب بين حماس وإسرائيل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الغارات على غزة للمزيد عملية عسكرية إسرائيل فلسطين الجیش الإسرائیلی القضاء على حماس بعد الحرب اقرأ أیضا قطاع غزة حماس فی فی غزة فی حال ما بعد
إقرأ أيضاً:
لا تهنوا ولا تحزنوا.. أنتم الأعلون
بعد مرور أكثر من اربعمائة يوم على جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي ينظم الكيان المحتل مذابحها كوجبات يومية لجنوده و المرتزقة الذين استقدمهم للقضاء على الأشقاء في غزة وبدعم ومباركة من الزعماء والرؤساء والملوك العرب، كانت الخطة معدة مسبقا، وهي تكرار تهجير الفلسطينيين من الجيب المحصور-غزة-والمعزولة بالجدار العازل من جميع الاتجاهات بالإضافة إلى البحر هنا يلخص بوب ودورد-راي -نتن ياهو-لنقم بإنشاء ممر إنساني سنأخذهم جميعا إلى مصر ونتركهم يذهبون إلى هناك-يقول بلينكن (كان الواضح من البداية أن أمريكا وإسرائيل يريان بنفس الطريقة دفع كل الفلسطينيين إلى خارج غزة نحو مصر)، وهو تكرار تهجيرهم فيما عرف بالنكبة بعد إعلان قيام كيان الاحتلال وطرد مئات الآلاف إلى خارج الأراضي الفلسطينية .
الزعماء العرب الذين تحدث إليهم بلينكن اتفقت آراءهم على الربط بين حماس والإخوان المسلمين وهو ما يشير إلى رغبتهم باستغلال الأمر لتحريض الحلف الصهيوني – الصليبي عليهم، نظرا لدورهم الفاعل في مقاومة عصابات الاحتلال وتكبيدها الخسائر الكبيرة والانتصار عليها لولا الدعم البريطاني والأوروبي والأمريكي حتى انه تم سحب كتائب المجاهدين والمتطوعين والاستعانة بالجيوش العربية مما أدى إلى تمكن العصابات الصهيونية وهزيم الجيوش العربية.
كانت حماس مستعدة لعملية تبادل الأسرى مع كيان الاحتلال وكانوا يريدون إيقاف الحرب أو عمل هدنة لتنظيم عملية التبادل لكن الاحتلال رفض كل ذلك من أجل تنفيذ خطته المعدة مسبقا بإبادة أهل غزة وتهجيرهم كما حدث في النكبة بعد قيام كيان الاحتلال كانت أراءهم تتركز على من سيتم تسليم غزة له بعد القضاء على حماس لكن لا بأس بإبادة غزة على أنها محاولة للقضاء على حماس، يقول وزير الخارجية السعودي لبلينكن-تعرفون داعش كان أسوأ من القاعدة-ومعلوم أن أمريكا استعانت بالتمويلات الخليجية والمقاتلين من الدول العربية والإسلامية لإخراج الاتحاد السوفيتي من أفغانستان وبعد التحرير تم تنظيم اغتيالات جماعية لزعماء الجهاد الذين رفضوا الارتباط بالمخابرات الغربية والأمريكية عموما-أما الذين كانوا يعملون معهم فقد أوجد لهم تنظيمات لتنفيذ توجهاته وتحقيق استراتيجيته داخل الأنظمة العربية وبقية العالم.
كتاب الحرب يحاول أن يجمل صورة وجه العُملة الأول أمريكا وأنها حرصت كثيرا على إدخال المساعدات وضغطت على اليهود والدليل على العكس انه تم تزويد اليهود بالمخزون الاستراتيجي من الأسلحة الفتاكة الموجودة في الأراضي المحتلة وتم تامين ما نفد منها بواسطة الجسر الجوي بين أمريكا وإسرائيل تلبيه لطلب نتن ياهو –الأسلحة -الأسلحة – الأسلحة.
صحيح أن السيسي رفض دخول المساعدات إلى قطاع غزة كما رفض السماح للمحاصرين بدخول مصر وأبدى رغبته الكاملة في القضاء على المقاومة حماس وغيرها ، وهنا يقول –بوب ودورد- إن الرئيس السيسي أخرج فريق بلينكن ليبقى وحده معه وهي عبارة قاسية في العلاقات الدبلوماسية لا يجرؤ السيسي على فعلها ما بالك اذا المقصود الأمريكان-مثل نائب رئيس الأركان توم سيلفان والمستشار-ديريك شوليت –والمتحدث باسم الخارجية ماثيوميلر- والحقيقة انه تم إرسالهم إلى رئيس المخابرات عباس كامل ليقدم لهم (تقييمات حول مدى وعمق واتساع انفاق حماس تحت غزة)، وليخبرهم بأن حماس متجذرة في غزه وأن القضاء عليهم سيكون صعبا للغاية.
ولا ينسى كامل: إن يدلهم على كيفية القضاء على حماس (يجب ألا تدخل إسرائيل مره واحده انتظروا حتى يظهروا ثم اقطعوا رؤوسهم)، وكل هذا التعاون مع إسرائيل يبرره المؤلف –من اجل الحفاظ على اتفاقيه كامب ديفيد.
لقد تعاون الزعماء والملوك العرب على تدمير غزة وإبادة أهلها لصالح كيان الاحتلال ماديا ومعنويا وعسكريا وقدم الغرب الصليبي لإسرائيل الجنود والأسلحة الحديثة وأحدث المنظومات الاستخبارية وحسب انه سيقضي على المجاهدين في غزه وقبل ذلك كانت اليمن من خلال تمكين الذراع الآخر للهيمنة –السعودية وحلفائها –وتم التوجه إلى لبنان للقيام بذات المهام القذرة التي تريد تحطيم إرادة المقاومة لصالح إرضاء الصهاينة والمتصهينين من الزعامات العربية والخونة والعملاء ومبررهم في تعاونهم مع شذاذ الآفاق القضاء على حماس والحركات الجهادية ، أما منظمة التحرير وغيرها فقدتم تصفية قيادات النضال والكفاح لصالح من يخدم اليهود والحلف الصليبي الجديد.
الإجرام الذي يمارسه كيان الاحتلال في غزه هو حصيلة تعاون وتكاتف الحلف الصليبي الصهيوني بوجهه العربي والغربي لم يكن محصلة لتلاقي أهداف بل تنفيذا لاتفاقات مسبقة بدأت بتنصيب الأمراء والحكام كما أوضحت الاتفاقيات المعقودة مع أمراء دول الخليج وعلى رأسها المملكة السعودية والإمارات، ويحسب لصمود غزه ومحور المقاومة انه أماط اللثام وأبان الحقيقة للعالم اجمع لماذا منيت الأمه العربية بالهزائم في كل المجالات.
وإذا كان -نتن ياهو- قد أقال وزير الحرب جالانت الذي كان مستعدا للمضي في الحرب إلى ما لا نهاية فليس معنى ذلك انهم سيتجهون إلى السلم بل انهم ماضون في إجرامهم وسبب الإقالة تصريحه بأن الحرب ليست الحل وانه يحترم قوة حزب الله بعد أن كان يقول: لدي مهمة وسأتمها الثمن ليس مهماً لا من جانبنا ولا من جانبهم؛ ويقول: لا يهم عدد القتلى لدي مهمة للقضاء على حماس؛ ولا يهم كم من الفلسطينيين سيموتون ولا كم من الإسرائيليين سيموتون؟ سأكمل مهمتي؟
وهنا يزداد بلينكن نشوة وانشراحا:” يا يسوع هذا هو العقلية التي تعيش فيها إسرائيل”.
معظم دول الغرب تدعم الكيان الصهيوني لأنه يحقق لها مصالحها أما الشعوب فإنها تقف مع مظلومية الشعب الفلسطيني ولأن الحرية مكفولة هناك فقد خرجت الشعوب في مظاهرات كبيرة لنصرة فلسطين أما القيادات العربية فقد جمعت بين الاستبداد والإجرام في تعاملها مع شعوبها وجهزت متحدثين باسم الدين يطلقون صفة القداسة على الحكام والأمراء ما يتجاوز ما أعطاه لرسوله صلى الله عليه واله وسلم، وهذا الانحراف لا يقل ضرره وأثره عن جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الحلف الصليبي الصهيوني ويباركها زعماء العرب ويبررها بطانة السوء.
في مواجهة عدو لا يمتلك أخلاقا ولا مبادئ ولا قيم يريد تدمير وإبادة كل شيء وصدق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم القائل ((يوشك أن تتداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها: قيل يا رسول الله: أفمن قلة يومئذ يا رسول الله؟ قال: لا.. ولكنكم غثاء كغثاء السيل “يجعل الوهن في قلوبكم وينزع الرعب من قلوب عدوكم لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت)).