سمرقند

يعد مرصد أولوف بك من أدق مراصد العالم التي بنيت لتعيين مواعيد دوران الشمس على مدار السنة، حيث قام معهد أولوغ بك للرصد الفلكي التابع لأكاديمية أوزبكستان الوطنية للعلوم، وجامعة سمرقند بإنشاء مختبر للرصد في سمرقند في عام 2006.

وقد شيد مرصد أُولُوغ بك، ميرزا أولوغ بك حفيد تيمور، في سمرقند وهو يبعد عن مدينة سمرقند نحو كيلومترين، حيث لم يبق من هذا المرصد الكبير سوى المبني المشيد تحت الأرض وملحق به متحف.

وقد تم البدء في بناء المرصد عام 1424 واستمر العمل نحو أربع سنوات، حيث تم الانتهاء عام 1428، وهو مكون من ثلاثة طوابق مستديرة، يبلغ قطره نحو 46 متر، وارتفاعه نحو 30 متر.

وقال الباحث في شؤون آسيا الوسطى، الدكتور أحمد طرابيك من مصر، إن الهدف من بناء المرصد، رصد الشمس، حيث استطاع أولوغ بكن بعد العديد من المشاهدات علي مدار عدة سنوات، بالتعاون مع مساعديه من الفلكيين مثل غياث الدين الكاشي، وصلاح الدين موسى بن محمد بن محمود، المعروف باسم “قاضي زادة”، حيث استطاعوا تعيين مسار الشمس “أي زاوية محور الأرض بالنسبة لمسار الشمس” والتي تم تحديدها 23° 30′ و17″، وكان تعينهم تعيينا دقيقا لا يختلف على القيمة المعروفة حاليا إلا بعدة ثوان للزاوية، كما تم تعيين السنة الفلكية بأنها 365 يوم و6 ساعات 10 و8 ثوان، ولا تختلف عن القيمة التي نعرفها اليوم إلا بنحو 58 ثانية فقط.

وأضاف الدكتور طرابيك، أن ميرزا أولوغ بك، دوّن أبحاثه في الرياضيات وفي علم الفلك في كتاب باسم “زيج إي سلطاني”، وهو يحتوي على معادلات حساب المثلثات، وطرق المشاهدة، وقوائم عن حركة الكواكب، وبعض من علم التنجيم، وفهرس جديد للنجوم.، لافتا إلى أن هذا الفهرس الذي يحتوي على 992 نجم، تم رصدهم في مرصد سمرقند، هو أول فهرس منذ عهد بطليموس يعتمد على القياس الدقيق، وقبل هذا الفهرس كان علماء العرب يعتمدون على الماجست مع بعض التصحيحات.

وأشار طرابيك إلى أنه وبعد وفاة ميرزا أولوغ بك، تم هدم المرصد، ولكن استطاع أحد الفلكيين الهروب إلى تبريز وأنقذ معه نسخة من فهرس النجوم، وبعد ذلك قام بالتدريس في أيا صوفيا بإسطنبول، ومنها وصل الفهرس إلى أوروبا، وفي إسطنبول اتخذ تقي الدين في عام 1575 مرصد أولوغ بك كنموذج لبناء المرصد الفلكي للسلطان العثماني مراد الثالث، حيث شكل مرصد أولوغ بك نموذجا لبناء المراصد فيما بعد.

 

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: أوروبا أوزبكستان الشمس الفلك

إقرأ أيضاً:

حكم تهنئة المسيحيين بالأعياد والاحتفال بالمناسبة .. مرصد الأزهر يكشف

أكدت الدكتورة لمياء محمد، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الفتاوى الإسلامية قد تطورت على مر العصور وتكيفت مع الواقع الاجتماعي والتاريخي، مشيرة إلى أن الفتاوى القديمة التي كانت ترفض تهنئة غير المسلمين بمناسباتهم الدينية كانت مرتبطة بفترات تاريخية شهدت صراعات دينية وتوترات بين الطوائف.

تهنئة المسيحيين بأعيادهم

وأضافت الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال تصريح، أن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين اليوم تقوم على أساس التفاهم والتعايش السلمي.

وقالت: "الفتاوى في العصر الحديث شهدت تحولات مهمة، خصوصًا في مسألة تهنئة المسيحيين بأعيادهم، والإسلام دعا دائمًا إلى التعايش السلمي، كما قال الله تعالى: 'وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا'، ويدعو الإسلام أيضًا إلى البر والإحسان مع غير المسلمين، كما في قوله تعالى: 'لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتُقسطوا إليهم'".

وأشارت إلى أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم أصبحت اليوم رمزًا للبر وحسن الجوار بين أبناء الوطن الواحد، موضحة أن على المسلمين أن يدعموا الفتاوى الصادرة عن المؤسسات الإسلامية الكبرى مثل الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، التي أكدت جواز تهنئة المسيحيين في أعيادهم في إطار مفهوم المواطنة والتعايش.

وفيما يتعلق بخطاب الكراهية والتطرف، قالت: "التنظيمات المتطرفة تسعى إلى إثارة الفتن ونشر الكراهية بين الناس، متجاهلة تمامًا تعاليم الإسلام الحقيقية التي تدعو إلى الرحمة والسلام، والتصدي لهذا الخطاب يتطلب توضيح رسالة الإسلام السمحاء التي تؤكد على العدل والإحسان والمساواة بين جميع البشر".

وأضافت: "تهنئة المسيحيين بأعيادهم مباحة شرعًا وتعبر عن احترام متبادل وتماسك مجتمعي، ولا تتعارض مع العقيدة الإسلامية طالما كانت بعيدة عن أي ممارسات مخالفة للشريعة، ومن هنا، يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على أهمية تعزيز قيم التعايش والمحبة بين أبناء الوطن الواحد. ونحن في المرصد نتقدم بخالص التهاني للأخوة المسيحيين في جميع أنحاء العالم بمناسبة عيد الميلاد المجيد، متمنين عامًا جديدًا مليئًا بالسلام والتفاهم بين جميع الشعوب".

الاحتفال برأس السنة الميلادية

أكد الدكتور إيهاب شوقي، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الجدل الذي يظهر في نهاية كل عام ميلادي بخصوص الاحتفال برأس السنة الميلادية وتهنئة المسيحيين بعيد الميلاد يمكن إنهاؤه بتوضيح رؤية الإسلام حول هذا الموضوع.

وأكد الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال تصريح، أن الاحتفال بهذه المناسبة هو في المقام الأول مناسبة اجتماعية ووطنية، قد تأخذ بعدًا دينيًا لدى البعض، موضحًا أن هذا الاحتفال يعزز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع ويؤكد على الوحدة الوطنية، خاصة في البلدان التي تشهد تنوعًا دينيًا.

وأشار إلى أن من الجانب الاجتماعي، يساهم الاحتفال برأس السنة في تعزيز التفاهم بين جميع أفراد المجتمع، بينما على الصعيد الوطني، يعكس ثقافة التعايش بين المسلمين وغير المسلمين داخل الوطن الواحد، مؤكدا أن الاحتفال بميلاد السيد المسيح عليه السلام يعد قيمة مشتركة بين الأديان، قائلاً: "الإسلام يعترف بميلاد سيدنا عيسى عليه السلام كمعجزة إلهية عظيمة، كما ورد في القرآن الكريم في سورة مريم: 'السلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًا'".

كما أفاد الدكتور إيهاب شوقي بأن القرآن الكريم خصص مساحة واسعة لتفاصيل ميلاد المسيح عليه السلام، مشيرًا إلى أن تهنئة المسلمين للمسيحيين بمناسبة عيد الميلاد تعكس احترام المسلمين لمكانة سيدنا عيسى عليه السلام وتحتفل بقيمته الإنسانية والدينية.

وأضاف: "النقطة الثانية والأهم هي تعزيز التعايش والتآلف الوطني، حيث أقر الإسلام لأهل الكتاب أعيادهم، وقد ورد في الحديث الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم: 'لكل قوم عيد، وهذا عيدنا'، ومن هنا، تصبح التهنئة بهذه المناسبة وسيلة لتعزيز روح التلاحم الوطني وتأكيد قيم التعايش المشترك بين أبناء الوطن.

وفيما يتعلق بموقف الإسلام من هذه التهاني، أكد الدكتور إيهاب أن الإسلام أباح الزواج من أهل الكتاب، مما يقتضي ضرورة تبادل التهاني والمجاملات بين أفراد الأسر المختلفة، مشيرًا إلى أن هذا يشمل التهنئة بمناسبات مثل عيد الميلاد.

وأشار إلى أن علماء الإسلام قدموا نموذجًا حيًا على تعظيم التعايش والتعاون بين الأديان، موضحًا أن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر كان من أبرز القيادات الدينية التي قدمت مثالًا في تهنئة المسيحيين بأعيادهم، مؤكدًا أن هذا ينسجم مع روح الإسلام الداعية إلى السلام والاحترام المتبادل بين جميع أطياف المجتمع.

مقالات مشابهة

  • نائب وزير الخارجية التركي: نتطلع إلى إنهاء النزاع في السودان
  • نائب وزير الخارجية التركي يلتقي البرهان في بورتسودان
  • “الغارديان”: البحر قد يغمر موانئ نفطية هامة في العالم بما فيها سعودية
  • حكم تهنئة المسيحيين بالأعياد والاحتفال بالمناسبة .. مرصد الأزهر يكشف
  • كتائب القسام تبث فيديو للأسيرة الصهيونية “ليري إلباج”
  • “زايد العليا لأصحاب الهمم” تدعو في رسالة عالمية لتعزيز قيم الأخوّة الإنسانيّة
  • “السعودية” تتصدر شركات الطيران عالمياً في انضباط مواعيد مغادرة الرحلات عام 2024
  • إعلام عبري: “الحوثيون رفضوا مقترحاً أمريكياً للتفاوض ويهددون بتصعيد المواجهة مع إسرائيل”
  • ترامب: أمريكا هي “أضحوكة” العالم
  • مطار إسطنبول “الأغلى” في العالم