رغم وعد الأمين للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بإدخال المساعدات الطبية والإنسانية إلى قطاع غزة اليوم الجمعة، إلا أن إسرائيل ما زالت متعنتة في إدخال المساعدات ومتمسكة بإغلاق معبر رفح من جهة فلسطين.

وسافر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش بشكل عاجل يوم الجمعة إلى مطار العريش - الذي حددته القاهرة كمركز لوجستي ويقع على بعد 50 كيلومترا من الحدود، وبعد ذلك إلى معبر رفح لمحاولة حل الوضع.

مصر تزيل الحواجز الخرسانية

وأوضح جوتيريش في تصريحه لوسائل الإعلام أن المساعدات لم تتجاوز الشروط والقيود التي وضعتها إسرائيل والولايات المتحدة، بمجرد وجود اتفاق بالفعل وأن مصر أزالت الحواجز الخرسانية التي تم وضعها خوفا من وصول أعداد كبيرة من اللاجئين.

انخراط جميع الأطراف

وأشار المسؤول الأممي إلى أن الاتفاقيات بين إسرائيل والولايات المتحدة ومصر لدخول المساعدات من رفح، والتي تم الإعلان عنها يوم الأربعاء، تشمل شروطا وقيودا، والأمم المتحدة الآن منخرطة بنشاط مع جميع الأطراف من أجل توضيح تلك الشروط والحد من تلك القيود.

وشدد جوتيريش على أن متطلبات التحقق يجب أن تكون فعالة حتى يمكن إصدار المساعدات بطريقة عملية وسريعة.

وقال أيضًا إن الأمم المتحدة يجب أن يكون لديها ما يكفي من الوقود (الذي كان شحيحًا لعدة أيام والذي تمنع إسرائيل دخوله إلى غزة) حتى تتمكن من توزيعه على السكان.

أهمية إدخال المساعدات

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن أسفه للمفارقة المتمثلة في وجود «مليوني شخص يعانون بشدة» على بعد بضعة كيلومترات، واعتبر أنه من «الضروري للغاية» وصول المساعدات «على وجه السرعة».

طوابير الشاحنات

وتنتظر ما لا يقل عن 145 شاحنة على الجانب المصري من رفح محملة بالمساعدات الإنسانية من المنظمات المصرية، حسبما يوضح أحمد سالم، مدير مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، التي نشرت صوراً تظهر صفين من الشاحنات المحملة بالإمدادات متوقفة أمام الطريق مباشرة.

وفي مقطع فيديو آخر للمنظمة، يظهر متطوعون أمام المعبر حاملين لافتات وأعلام مصرية وفلسطينية وصور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويتم تخزين بقية الإمدادات، بما في ذلك تلك التي ترسلها دول أخرى (مثل الأردن وتركيا) ومنظمات مثل منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوروبي، حيث هبط غوتيريس، في مطار العريش.

السماح بدخول 20 شاحنة فقط

وأعلنت واشنطن السماح بدخول 20 شاحنة، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن، وأكد منسق المساعدات الطارئة بالأمم المتحدة، مارتن جريفيث، يوم الجمعة أن المساعدات قد تصل غدا (السبت) أو شيء من هذا القبيل.

ونقل المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) غريفيث عن المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قوله: «إننا نجري مفاوضات مكثفة ومتقدمة مع جميع الأطراف المعنية لضمان بدء عملية إغاثة غزة في أقرب وقت ممكن». ولا يرجع تأخير الاتفاق إلى الخلافات حول آلية تفتيش المساعدات فحسب، بل أيضا إلى مسألة خروج حاملي جوازات السفر الأجنبية من غزة، بحسب وكالة رويترز.

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر إسرائيل الأمم المتحدة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

برنامج الأغذية العالمي يعلن نفاد جميع مخزوناته الغذائية في غزة

أعلنت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين أن البرنامج استنفد جميع مخزوناته الغذائية في غزة، حيث تمنع إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية منذ 7 أسابيع.

وقالت ماكين، في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، برنامج الأغذية العالمي أرسل آخر شاحنة من مخزون الغذاء لديه لغزة، مؤكدة أنه لم يتبقَّ شيء منه.

وأكدت أن الظروف في غزة مأساوية، وأن الناس يتضورون جوعا، مشددة على أن مزيدا من الناس سيعانون المجاعة نتيجة ما يجري في غزة بسبب عجز البرنامج عن الدخول وتقديم المساعدات، داعية إلى وقف إطلاق النار، والسماح للعاملين في المجال الإنساني بالدخول.

وقالت ماكين إن الغذاء ليس أمرا سياسيا، وإنّ جَعْله كذلك في غزة غير مقبول، ولا ينبغي أن يحدث.

وأكدت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، ردا على سؤال بشأن مزاعم استخدام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المساعدات كأداة للحفاظ على سلطتها، أن طاقم البرنامج لم يرَ أدلة على ذلك.

 نقطة الانهيار

وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن الحصار الإسرائيلي الحالي -وهو أطول إغلاق تواجهه غزة على الإطلاق- قد فاقم من تدهور الأسواق وأنظمة الغذاء الهشة أصلا.

إعلان

وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة تصل إلى 1400% مقارنة بفترة وقف إطلاق النار، وحذر البرنامج من أن نقص السلع الأساسية أثار مخاوف غذائية خطيرة لدى الفئات السكانية الضعيفة، بمن فيهم الأطفال دون سن الخامسة، والنساء الحوامل والمرضعات، وكبار السن.

وصرح البرنامج بأن الوضع داخل قطاع غزة "وصل إلى نقطة الانهيار مرة أخرى، وتنفد لدى الناس سبل التأقلم، وتبددت المكاسب الهشة التي تحققت خلال وقف إطلاق النار القصير. وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة لفتح الحدود أمام دخول المساعدات والتجارة، قد يُضطر برنامج الأغذية العالمي إلى التوقف".

ووفقا للبرنامج، تم وضع أكثر من 116 ألف طن من المساعدات الغذائية -وهي كافية لإطعام مليون شخص لمدة تصل إلى 4 أشهر- في ممرات المساعدات، وهي جاهزة للتسليم بمجرد إعادة فتح إسرائيل لمعابر غزة الحدودية.

كما صرّح مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين أنطوان رينارد، لبي بي سي، بأن "أكثر من 80% من السكان نزحوا خلال الحرب، ومنذ 18 مارس/آذار فقط، نزح أكثر من 400 ألف شخص مرة أخرى"، مضيفا بأنه في كل مرة ينتقل البرنامج يفقد ممتلكاته، مما يجعل مطابخ الوجبات الساخنة ضرورية لتوفير وجبة أساسية للناس.

ومع ذلك أكد رينارد أنه حتى مع اكتمال إمداداتها، لا تصل هذه المطابخ إلا إلى نصف السكان بنسبة 25% فقط من احتياجاتهم الغذائية اليومية.

يذكر أنه في نهاية مارس/آذار، أُجبرت جميع المخابز الـ25 التي يدعمها برنامج الأغذية العالمي في غزة على الإغلاق بعد نفاد دقيق القمح ووقود الطهي، كما نفدت الطرود الغذائية الموزعة على العائلات، والتي تحتوي على حصص غذائية تكفي لأسبوعين.

سوء تغذية حاد

ووفقا للأمم المتحدة، يتفاقم سوء التغذية بسرعة، وفي الأسبوع الماضي تم فحص 1300 طفل في شمال غزة، وتبين وجود أكثر من 80 حالة سوء تغذية حاد، بزيادة قدرها ضعفين عن الأسابيع السابقة.

إعلان

ويشير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى وجود نقص حاد في الأدوية والإمدادات الطبية والمعدات للمستشفيات المكتظة جراء القصف الإسرائيلي، كما أن نقص الوقود يعيق إنتاج المياه وتوزيعها.

وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن غزة تعيش "لحظة عصيبة وقاتمة"، وطالب بإنها الحصار المفروض على المساعدات لأنها "الأرواح تعتمد عليه".

من جهته، صرح مدير الوصول الإنساني في المجلس النرويجي للاجئين، جافين كيليهر، لبي بي سي من وسط غزة بأنه بمجرد نفاد مخزونات الطعام في المطابخ، لن يعودوا قادرين على توفير أي شيء.

وقال إنه من أجل البقاء، يأكل الناس أقل، ويقايضون "باستبدال كيس حفاضات بالعدس أو زيت الطهي"، أو يبيعون ما تبقى لديهم من ممتلكات في محاولة للحصول على المال اللازم للوصول إلى الإمدادات الغذائية المتبقية، مؤكدا أن "اليأس شديد للغاية".

في وقت سابق من هذا الأسبوع، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية انتقادات المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا للحصار التي وصفته بأنه "لا يُطاق" وطالبت بإنهائه فورا في بيان مشترك، وقالت إسرائيل إنها غير مُلزمة بالسماح بدخول المساعدات بزعم أن حماس تستولي عليها، وهو أمر سبق أن نفته الحركة، كما أكدت الأمم المتحدة أنها تحتفظ "بسلسلة حراسة دقيقة للغاية لجميع المساعدات التي تقدمها".

وكانت إسرائيل قطعت المساعدات بالكامل عن غزة في 2 مارس/آذار، واستأنفت حرب الإبادة على القطاع بعد تنصلها من اتفاقية لوقف إطلاق النار استمرت نحو شهرين، بذريعة الضغط على حماس لإطلاق سراح بقية الأسرى المحتجزين.

مقالات مشابهة

  • حماس: غزة دخلت مرحلة المجاعة ونناشد الدول العربية كسر الحصار
  • برنامج الأغذية العالمي يعلن نفاد جميع مخزوناته الغذائية في غزة
  • لبنان مشارك في وداع البابا...عون:سيظل منارة للقيم الإنسانية التي حملها قداسته
  • إسرائيل: سد فجوات بين الجيش والمستوى السياسي بشأن مساعدات غزة
  • إسرائيل تمنع وصول المساعدات إلى غزة منذ 7 أسابيع
  • «ديهاد» ينطلق 29 أبريل بدبي
  • ميديابارت: المساعدات الإنسانية لغزة.. ألف عقبة إسرائيلية
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية
  • ألمانيا وبريطانيا وفرنسا تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال المساعدات إلى غزة
  • الأمم المتحدة تشدد على استقلالية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة