قطعان المستوطنين يخلون “كريات شمونة” والجليل الأعلى خوفاً من صواريخ المقاومة
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
يمانيون../ اعترفت وسائل إعلام العدو الصهيوني، اليوم الجمعة، بأنّ القطاع الشمالي يزداد سخونة، وأن قطعان المستوطنين الصهاينة في كريات شمونة سيُخلونها، وقدّرت عدد الذين سيخلونها اليوم بنحو 20 ألفاً.
وأفاد موقع “أخبار إسرائيل” الصهيوني، بأنّ هناك خشية من تصعيد دراماتيكي، إذ إنّ الصهاينة في مدينة كريات شمونة سيبدأون الإخلاء اليوم إلى فنادق على حساب الحكومة.
وصدر بيان مشترك للناطق باسم ما تسمى بوزارة الأمن، والناطق باسم “جيش” الاحتلال، جاء فيه: لإنّ “سلطة الطوارئ الوطنية (راحيل) في وزارة الأمن والجيش “الإسرائيلي” يعلنان تفعيل خطة إخلاء “الإسرائيليين” في كريات شمونة إلى بيوت ضيافة بتمويل من الحكومة”.
وأشار البيان إلى أنّ “تفعيل الخطة أُقر من وزير الحرب يوآف غالانت”.. لافتاً إلى أنّ “المنطقة الشمالية أبلغت عمدة المدينة بخطة ستديرها السلطة المحلية ووزارة السياحة و”راحيل” في وزارة الأمن”.
وتقع “كريات شمونة” على المنحدرات الغربية لـوادي الحولة في المنطقة الشمالية على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وأُقيمت على أنقاض قرية الخالصة الفلسطينية بعد تدميرها وتهجير أهلها منها عام 1948.
وجغرافياً، تقع “كريات شمونه” في “إصبع الجليل” بجوار وادي الحولة، على بعد خمسة كم جنوباً واثنين كم شرقي الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، على ارتفاع 150 متراً فوق سطح البحر.. وفي عام 2019، كان عدد المستوطنين فيها 22,512، معظمهم يهود من أصل مغربي”. # صواريخ المقاومة#المستوطنات#فلسطين المحتلةالكيان الصهيوني
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: کریات شمونة
إقرأ أيضاً:
من أوكرانيا إلى فلسطين: العدالة الغائبة تحت عباءة السياسة العربية
محمد عبدالمؤمن الشامي
في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية. هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.
أُورُوبا وأوكرانيا: دعم غير محدود
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأُورُوبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كُـلّ أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أَو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة. لا تكاد تخلو أي قمة أُورُوبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أَو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.
كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًّا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حَيثُ يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.
العرب وفلسطين: عجز وتخاذل
في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة منذ أكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط. الأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كُـلّ الشعارات القومية والإسلامية.
لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على “إسرائيل” كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.
المقاومة: الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة
في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّـد السيد القائد عبد الملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة. فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أَو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.
وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فَــإنَّ الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود. لقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقّق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.
المواقف بالأفعال لا بالشعارات:
عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أُورُوبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب. هذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حَيثُ يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتِّخاذ موقف يليق بحجم القضية.
إن ازدواجية المعايير لم تعد مُجَـرّد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكّـد السيد القائد عبد الملك الحوثي، فَــإنَّ المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.