أخبارنا المغربية ــــ الرباط

قال "محمد بودن"، محلل سياسي ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، (قال) إن الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، حول إعادة النظر في مدونة الأسرة التي لم يطرأ عليها أي تغيير لقرابة عقدين من الزمن (2004)، (الرسالة) "ستُيسّر الاندماج الأسري لا تفككه".

وزاد "بودن"، في حوار مصور خصّ به موقع "أخبارنا"، أن "هناك بنودا ينبغي مراجعتها ثم تطويرها حتى تستجيب لتطلعات الأسر المغربية"، لافتا إلى أنه يجب أيضا "احترام الخصوصية المغربية"، مشددا على أن لـ"مدونة الأسرة إطارها القانوني والحقوقي".

المحلل السياسي أكّد أن "الدعوة إلى إعادة النظر في مدونة الأسرة لا ينبغي أن تخيف البعض، على اعتبار أن المغرب دولة وسطية معتدلة"، شارحا أن "التوجه العام مبني على ما تريده الأغلبية من المغاربة".

وتابع رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية أن "البعد الديمقراطي حاضر في كل شيء"، موردا أن "الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى رئيس الحكومة، حدّدت الإطار العام للتوجه الذي يمكنه أن يحافظ على مكانة الأسرة داخل المجتمع".

وفي هذا الصدد؛ أبرز المحلل السياسي عينه أن "المشاورات ستنفتح، لا محالة، على كل الفاعلين الحقوقيين والمدنيين، فضلا عن أكاديميين وباحثين؛ وهذا مصدر ثراء بالنسبة لأي مشروع في المملكة المغربية".

ولم يفوت "بودن" الفرصة دون أن يستطرد أن "الكلمة ستكون للمجتمع المغربي، من إعداد إطار قانوني يتناسب مع الظرفية الحالية والمستقبل، ثم يكرس العلامة المغربية"، موضحا أن "القاموس المغربي الذي يخص مدونة الأسرة لا ينهل من أي نموذج آخر".

هذا وخلص رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية إلى أن "الدعوة إلى إعادة النظر في مدونة الأسرة لا يجب تكون موضوع جدل؛ بل موضوع تكامل واندماج وانسجام بين المغاربة".

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: إعادة النظر فی مدونة الأسرة

إقرأ أيضاً:

معجزة الإسراء والمعراج: تجلٍّ لقدرة الله ووحدة الرسالة السماوية

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، إن معجزة الإسراء والمعراج تحمل في طياتها قضيتين جوهريتين تلخصان رسالة الإسلام وأهدافها العليا.

 الأولى تتعلق بـ معجزة المعراج، حيث يمثل الخروج الكلي عن قوانين البشر والمخلوقات في الحياة الدنيا، دليلاً واضحًا على قدرة الله المطلقة، وإشارة إلى مكانة النبي محمد ﷺ الذي أُسرِي به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماوات العلا في رحلة جمعت بين عالم الغيب وعالم الشهادة.

أما القضية الثانية التي تتجلى في الإسراء والمعراج معًا، فهي اجتماع النبي محمد ﷺ بإخوانه من الأنبياء والرسل أثناء طريقه إلى سدرة المنتهى. وفي ذلك تأكيد على وحدة الرسالات السماوية التي حملها الأنبياء جميعًا، ودعوتهم إلى عبادة الله وحده ونشر عقيدة التوحيد.

وحدة الرسالة وتقدير الأنبياء للنبي محمد ﷺ

تظهر حادثة المعراج بوضوح وحدة الرسالة السماوية، حيث استقبل الأنبياء والرسل النبي محمد ﷺ بالترحاب والاحترام، وهو ما يؤكد إخوة الأنبياء فيما بينهم. استقبل آدم عليه السلام نبيه بقوله: "مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح". كما رحب به إخوانه من الأنبياء في السماوات العلا قائلين: "مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح".

وتميز هذا اللقاء بتوجيهات عظيمة للرسول الكريم ﷺ من الأنبياء، مثل وصية سيدنا إبراهيم عليه السلام التي نقلها إلى أمة النبي محمد ﷺ قائلًا: "يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" [رواه الترمذي]. كما أظهر سيدنا موسى عليه السلام حبَّه وحرصه على أمة النبي ﷺ حين أوصاه بطلب تخفيف الصلاة حتى أصبحت خمس صلوات في اليوم والليلة بدلاً من خمسين.

دروس مستفادة من حادثة الإسراء والمعراج

تُبرز هذه الحادثة حالة التآلف والاحترام المتبادل بين الأنبياء جميعًا، وتؤكد أنه رغم اختلاف الشرائع التي جاء بها كل نبي بحسب ظروف أمته وزمانها، فإن جوهر الرسالة واحد: عبادة الله وتزكية النفس وإرساء القيم التي تعمِّر الأرض وتنشر العدل والسلام.

وتأتي هذه القيم لتكون دليلاً واضحًا للبشرية اليوم، التي هي في أشد الحاجة للعودة إلى تعاليم الأنبياء وقيمهم. ففي زمنٍ يعاني فيه العالم من النزاعات والانقسامات، تقدم حادثة الإسراء والمعراج دعوة صريحة إلى تعزيز قيم التسامح والرحمة والاحترام المتبادل بين أتباع الديانات المختلفة.

رسالة للنهوض بالبشرية

تشدد معجزة الإسراء والمعراج على أهمية التمسك بالتوحيد الخالص والعمل على تزكية النفس وتهذيبها، فالأرض لا تُعمر إلا بالعدل والعلم والرحمة، كما أراد الله من خلق الإنسان. 

ولذا، فإن هذه الذكرى العظيمة تمثل دعوة صادقة للبشرية اليوم، بأن تتحد على أسس المحبة والسلام، وتستلهم القيم التي دعا إليها جميع الأنبياء، وعلى رأسهم النبي محمد ﷺ، خاتم الأنبياء والمرسلين، الذي حمل لواء الرسالة الخاتمة لتكون نورًا وهدى للعالمين.

بهذه الدروس العظيمة، تُحيي الأمة الإسلامية ذكرى الإسراء والمعراج، وتؤكد أهمية استلهام القيم النبيلة التي جمعت الأنبياء في رسالتهم، ودعت إلى بناء إنسانية واحدة قائمة على التوحيد والعدل والسلام.

مقالات مشابهة

  • في أول تعليق لها عن مدونة الأسرة..العدل والإحسان تعتبر أن التعديلات تهدد توازن الأسرة وتتجاهل مصلحة الرجل والطفل
  • وزير الخارجية اليمني في حوار لـ عُمان: الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة وقيام يمن جديد ومزدهر. سلطنة عمان تلعب دورا محوريا لتقريب وجهات النظر وتحقيق الأمن والاستقرار.
  • رئيس الحكومة اللبنانية المكلف يشدد على أهمية إعادة العلاقات اللبنانية الخليجية
  • جمعة: معجزة الإسراء والمعراج تجسيد لعظمة الرسالة المحمدية
  • معجزة الإسراء والمعراج: تجلٍّ لقدرة الله ووحدة الرسالة السماوية
  • الأزمي: وهبي تصرف كأنه يسعى لإعداد مدونة أسرة خاصة به وليست لعموم المغاربة
  • وزير الميزانية يدعو إلى إعادة النظر في مدة الإقامة في المستشفيات العمومية
  • العلاق: حوار بغداد نقطة التقاء للرؤى والأفكار التي تدعم الأمن والتنمية
  • وزارة الإسكان تتعبأ لمواجهة تحدي المباني الآيلة للسقوط في المدن المغربية العتيقة
  • رئيس برلمان أفريقيا الوسطى يشيد بدينامية التنمية في الصحراء المغربية