ردود فعل فلسطينية غاضبة جراء قصف الاحتلال ثالث أقدم كنائس العالم بقطاع غزة
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
أثار قصف الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، لكنيسة القديس "برفيريوس" للروم الأرثوذكس بقطاع غزة، وهي ثالث أقدم كنيسة في العالم، ردود فعل فلسطينية غاضبة.
وأعلنت السلطات في قطاع غزة اليوم أن 18 شهيدًا سقطوا جراء قصف الاحتلال للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية والتي يعود تاريخ البناء الأصلي لها إلى عام 425 م، وتم تجديدها عام 1856، وتقع على بعد أمتار من المستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، الذي ارتكبت فيه قوات الاحتلال مجزرة يوم الثلاثاء الماضي، أسفرت عن استشهاد وإصابة المئات من الفلسطينيين.
وقالت لجنة مُتابعة شئون الكنائس في فلسطين، في بيان صحفي، إن استهداف أحد مباني الكنيسة، بينما كان يحتمي بها ما يقارب 500 مواطن فلسطيني، مُسلمين ومسيحيين، يؤكد أن بنك أهداف الاحتلال الإسرائيلي هم المواطنين العزل من أطفال ونساء وشيوخ.
وأضافت اللجنة، على لسان رئيسها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي خوري، أن الصورة أصبحت واضحة للعالم بأن إسرائيل تنفذ مخطط إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأشار خوري إلى أن استهداف مبنى مجلس وكلاء الكنيسة بشكل مباشر، يعد جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف والعديد من الاتفاقيات الدولية، وتضاف لىسلسة جرائم الاحتلال المتواصلة تجاه المدنيين الفلسطينيين ودور العبادة في قطاع غزة والقدس ومختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة.
بدورها، استنكرت بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس، قصف طيران الاحتلال للكنيسة، وأكدت - في بيان صحفي - أن "استهداف الكنائس والمؤسسات التابعة لها، بالإضافة إلى الملاجئ التي توفرها لحماية المواطنين الأبرياء، خاصة الأطفال والنساء الذين فقدوا منازلهم جراء القصف الإسرائيلي للمناطق السَكَنية خلال الثلاثة عشر يومًا الماضية، يشكل جريمة حرب لا يمكن تجاهلها".
وأشارت البطريركية إلى أنه على الرغم من التعرض الواضح لمرافق وملاجئ بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية والكنائس الأخرى، والمستشفى المعمداني والمدارس والمؤسسات الاجتماعية الأخرى، إلا أنها مع بقية الكنائس مصممة على مواصلة أداء واجبها الديني والأخلاقي بتقديم المساعدة والدعم والمأوى للأشخاص الذين يحتاجون إليها، حتى وسط المطالب المستمرة من الجانب الإسرائيلي بإخلاء تلك المؤسسات من المدنيين، والضغوط التي تمارس على الكنائس في هذا الصدد".
وشددت البطريركية أنها "لن تتخلى عن واجبها الديني والإنساني المستمد من قيمها المسيحية لتقديم كل ما يلزم في أوقات الحرب والسلم على حد سواء".
وقال المجلس الوطني الفلسطيني إن دولة الاحتلال تواصل ارتكابها جرائم حرب وإبادة جماعية وتهجير قسري بتدميرها منازل الفلسطينيين فوق رؤوسهم وتدمير الأحياء السكنية، وقصف المُستشفيات، وآخرها مجزرة مسشفى "المعمداني"، وكنيسة الروم الأرثوذوكس، رغم احتماء المدنيين بها نساء وأطفالا وشيوخا.
ولم يكد العالم يستوعب حجم المجزرة الشنعاء التي ارتكبها بقصف مُستشفى "المعمداني" يوم الثلاثاء الماضي، حتى قصفت طائراته الليلة الماضية كنيسة القديس بروفيريوس.
يُشار إلى أن العائلات الفلسطينية، مسيحية ومسلمة، نزحت إلى الكنائس والمباني التابعة لها، اعتقادًا منهم أنها توفرا ملاذا آمنا لها من عدوان الاحتلال الإسرائيلي، غير أن العدوان لم يستهدف الكنائس وحدها فقد جرى استهداف مساجد في القطاع بالقصف المباشر خلال عدوان الاحتلال المستمر على القطاع المنكوب والذي دخل الآن يومه الرابع عشر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي كنيسة القديس الارثوذكس غزة
إقرأ أيضاً:
بطاركة و رؤساء الكنائس بالقدس يقدمون رسالة الميلاد لهذا العام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اجتمع بطاركة و رؤساء الكنائس بالقدس، لتقرير رسالة عيد الميلاد المجيد ٢٠٢٥ بمقر البطريركية اليونانية بالقدس، وقد اناب الانبا انطونيوس مطران الكرسى الاورشليمى والشرق الادنى القمص بيشوى ذكى مندوبا عنه، وجاء مضمون رسالة الميلاد هذا العام كالتالي :
"الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أبْصَرَ نوُرًا عَظِيمًا، وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلالِهِ أشْرَقَ عَلَيْهِمْ نوُر"
(متى 4: 16 مقتبساً سفر اشعياء 9: 2)
في هذه الأيام الحالكة التي تعصف بها الحروب والصراعات وتغلفها حالة من عدم اليقين في منطقتنا، نؤكد نحن بطاركة ورؤساء كنائس في القدس على الرسالة الميلادية الأزلية: رسالة النور الحقيقي الذي يسطع في الظلمة؛ ميلاد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح في بيت لحم. كما جاء في الإنجيل: «وَالنوُّرُ يضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تدْرِكْهُ» (يوحنا 1: 5).
إن ميلاد المسيح هو اللحظة التي أضاء فيها نور خلاص الله للعالم لأول مرة، لينير قلوب كل الذين يقبلونه، سواء في تلك الأزمنة أو في يومنا هذا. إنه النور الذي يمنح "نعمة فوق نعمة" لكل من يسير في طريقه، متجاوزًا قوى الشر التي تسعى دون هوادة إلى تدمير خليقة الله (يوحنا 1: 16).
وكما شهد يوحنا المعمدان لهذا النور بقوله: «أنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِيَّةِ: قوِمُوا طَرِيقَ الرَّبِ» (يوحنا 1: 23، اشعياء 40: 3)، فإن إشعاع هذا النور الإلهي انطلق أولاً إلى أسلافنا الروحيين، الذين قبلوا رسالة الخلاص وهم في "أرض ظلال الموت" (متى 4: 16). هؤلاء، رغم ما واجهوه من آلام واضطهادات، حملوا نور المسيح القائم من بين الأموات إلى العالم أجمع، ليصبحوا شهوده في القدس وفي كل الأرض المقدسة وحتى أقاصي المسكونة.
اليوم، وبينما لا تزال الحروب تطحن الأبرياء وتسبب معاناة لا توصف لملايين البشر في منطقتنا وحول العالم، يبدو وكأن شيئاً لم يتغير خارجيًا. لكن في العمق، فإن ميلاد سيدنا يسوع المسيح أطلق ثورة روحية مستمرة تحول القلوب والعقول نحو طرق العدل والرحمة والسلام (ميخا 6: 8، أفسس 2: 17).
وبالنسبة للعائلات المؤمنة في الأرض المقدسة، وأولئك الذين انضموا إلينا من جميع أنحاء العالم، فإن رسالتنا هي أن نشهد لنور سيدنا المسيح المقدس في الأماكن التي ولد فيها، وخدم البشرية، وبذل نفسه عنا، ثم قام من القبر إلى حياة جديدة. نقوم بذلك من خلال عبادتنا له في الأماكن المقدسة، واستقبال الحجاج والزوار، وإعلان إنجيله المقدس، والاستمرار في خدمات التعليم والشفاء وأعمال الرحمة، والدعوة إلى "إطلاق المأسورين وارسال المنسحقين في الحرية" (من إشعياء 61: 1، لوقا 4: 18-19).
وفي روح الميلاد المفعمة بالرجاء، نشكر الله القدير على وقف إطلاق النار الذي تحقق مؤخرًا بين بعض الأطراف المتنازعة في منطقتنا، ونطالب بتوسيع هذه الخطوة لتشمل غزة وجميع المناطق التي تعاني ويلات الحروب. كما نجدد ندائنا للإفراج عن الأسرى والمعتقلين، وعودة المشردين والمهجرين، وعلاج المرضى والجرحى، وتوفير الطعام والشراب للجوعى والعطشى، واستعادة الممتلكات المنهوبة أو المهددة، وإعادة إعمار كل ما دمرته الحروب من منشآت عامة وخاصة.
وأخيرًا، خلال هذا الموسم الميلادي المقدس وما بعده، ندعو جميع المسيحيين وأصحاب النوايا الحسنة حول العالم إلى الانضمام إلينا في الصلاة والعمل لتحقيق هذه الرسالة النبيلة، سواء في موطن السيد المسيح أو في أي مكان يعاني فيه البشر من النزاعات والآلام. لأننا معًا، وبهذه الطريقة، نكرم حقًا رئيس السلام الذي وُلد متواضعًا في مذود في بيت لحم قبل أكثر من ألفي عام.
البطاركة ورؤساء كنائس في القدس