تشهد العاصمة الإدارية الجديدة، غدًا السبت، قمة القاهرة للسلام، والتي تٌعقد تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي بسبب الأزمة الجارية في المنطقة وعدوان الاحتلال على سكان غزة وقطع الكهرباء والمياة عن القطاع وقصف المستشفيات وحصار القطاع بقصف معبر رفح الحدودي لعدم دخول المساعدات.

دعوة السيسي للقمة 

بدروها، أكدّت النائبة الدكتورة سماء سليمان وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية بمجلس الشيوخ، أنَّ الرئيس السيسي دعا لعقد القمة لاستشعاره خطورة الموقف مشيرة إلى أن القمة محاولة من الرئيس السيسي لتشكيل رأي عام عامي من قادة الدول لان ما يحدث في الاراضي المحتلة سوف يدخل المنطقة واطراف اقليمية ثم دولية في حرب من شأنها التأثير علي الامن القومي العربي والاقليمي والدولي.

واعتبرت وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية بمجلس الشيوخ أنَّ استجابة العدد الكبير من دول العالم لدعوة الرئيس السيسي يعكس احترامهم وثقتهم في شخص الرئيس السيسي واستشعارهم للتهديد الذي ستمثله تداعيات القضية الفلسطينية علي العالم، متوقعة خروج القمة بقرارات من شأنها فرض التهدئة في القطاع ومنع الاجتياح البري لاسرائيل عليه ومنع حدوث مزيد من المجازر والابادة الجماعية لشعب اعزل.

ضرورة العودة للمفاوضات 

وأشارت وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية بمجلس الشيوخ إلى أنَّ توصيات القمة ستؤكّد ضرورة العودة للمفاوضات وإقرار الحل الوحيد للقضية الفلسطينية والقائم علي حل الدولتين علي حدود الدولة الفلسطينية 4 يونيو 1967 وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية.

تأكّيد مشاركة 31 دولة 

وتأكّدت مشاركة 31 دولة بالقمة بالاضافة لـ3 منظمات دولية منهم الأمم المتحدة، كما تأكّد حضور الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، والإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والملك حمد بن خليفة ملك البحرين، والشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، والرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، ورؤساء اليونان وإيطاليا وقبرص والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بالإضافة لوزراء خارجية اليابان وإسبانيا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر قمة السلام العاصمة الإدارية الجديدة الأمن القومي العربي الرئیس السیسی

إقرأ أيضاً:

هل أضاع العرب قمة الفرصة الأخيرة بمخرجات تخلو من الأنياب؟

 

من الطبيعي أن تسارع أمريكا ومعها الكيان الصهيوني إلى رفض مخرجات القمة العربية بسبب خلو البيان الختامي من الأنياب التي تجعل العدو يفكر أكثر من مرة قبل تقدير الموقف وأن يعيد حساباته قبل المسارعة إلى الرد.

وقد صدر بيان القمة في 23 بنداً تعج كلها بالديباجة المكررة عن الموقف العربي الرافض والمؤكد والمطالب والشاجب، ولم يصدر بند واحد جديد يلوح بإجراء مختلف لتبرير أهمية القمة وللتعامل مع المستجدات التي شكلت انقلاباً في الموقف الصهيوني والأمريكي الرسمي بالمطالبة العلنية الوقحة بالتهجير وتصفية القضية.

ولعل أول بندين في بنود البيان الختامي للقمة حملا إجهاضًا لبقية البنود وذلك للأسباب الآتية:

1- حمل نص البند الأول في البيان خطيئة استراتيجية، إذ قال نصاً: (التأكيد على أن خيارنا الاستراتيجي هو تحقيق السلام العادل والشامل ….).

والخطيئة الاستراتيجية هنا هي أن النظام الرسمي العربي قيد نفسه بخيار السلام مع عدو يعلن الحرب صراحة، وهو ما يتطلب على الأقل موقفاً عربياً يقول إن شاء جميع الخيارات مفتوحة لمواجهة تصفية القضية، بينما اختار النظام الرسمي البقاء على خيار لا يصلح حتى لأن يكون خيارا تفاوضيا، وهو ما وصفته حركة الجهاد الإسلامي في تعليقها على مخرجات القمة بأنها لا تجيب عن التحديات الراهنة.

2- جاء في البند الثاني خطيئة أخرى، إذ قال نص البند الثاني: (تكثيف التعاون مع القوى الدولية والإقليمية، بما في ذلك مع الولايات المتحدة الأميركية، من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة…)

والخطيئة هنا هي أن الموقف الأمريكي معلن وهو الانحياز الشامل والكامل للموقف الصهيوني، بل والمطالبة العلنية بتهجير أهالي غزة وتعميمات بالكونجرس لاستخدام مصطلح “يهودا والسامرة” بديلاً عن الضفة كمقدمة للاعتراف بضم الضفة، وهو ما يتطلب موقف مواجهة وتلويح بالقطيعة ومراجعة العلاقات مع أميركا وليس التودد والتوسل لها كما جاء في متن البيان ومضمونه.

ولعل الخطة المصرية التي أجمع عليها العرب تشكل بديلاً لخطة التصفية الأمريكية، ولكن ثنايا هذه الخطة لا تخلو من فخاخ ونقاط للضعف تفقد الخطة قوتها وتفقد الأجماع هيبته، لأنها باختصار تتحدث عن قوات دولية، وهو ما طالبت حركة حماس بالتشاور بشأنه رغم ترحيبها بمخرجات القمة، كما تتحدث الخطة ويتحدث البيان عن مصطلح غريب ومريب وهو السلاح الشرعي.

ومصطلح السلاح الشرعي هنا لا يحمل أي مرجعية، فالمرجعية الراهنة التي يعمل النظام العربي الرسمي من خلالها هي مرجعية أوسلو، ولا تنص اتفاقية أوسلو على وجود أي سلاح شرعي، بل تنص على وجود مجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية، وإنشاء قوة شرطة من أجل حفظ الأمن في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية، وتقول نصاً إن “إسرائيل” هي المسؤولة عن حفظ أمن منطقة الحكم الذاتي من أية عدوان خارجي وأنه لا يوجد جيش فلسطيني للسلطة الفلسطينية.

وبالتالي فإن الخطة تذهب إلى وجود سلطة للتنسيق الأمني بقوات للشرطة موجهة للداخل وتنزع عن الفلسطينيين أي ورقة لمقاومة الاحتلال.

واللافت هو أن ما ذهب إليه العرب بعد نحو شهر كامل من الخطة الوقحة التي أعلنها الرئيس ترامب وبعد تأجيل للقمة ووجود اجتماعات بينية في السعودية للتشاور، قد خرجت بهذه الهزالة رغم أن الوضع يقول إنها ربما تكون قمة الفرصة الأخيرة، وبالتالي جاءت الردود الصهيونية والأمريكية بشكل فوري لتؤكد هزالة المخرجات وعدم اتساقها مع خطورة اللحظة الاستراتيجية المفصلية.

الرد الأمريكي ودلالاته:

أمريكياً جاء الرد سريعًا، وعلى لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي برايان هيوز في بيان يقول: “لا يعالج الاقتراح الحالي حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حاليًا وأن السكان لا يستطيعون العيش بشكل إنساني في منطقة مغطاة بالحطام والذخائر غير المنفجرة، والرئيس ترامب يتمسك برؤيته لإعادة بناء غزة خالية من حماس. نتطلع إلى مزيد من المحادثات لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة”.

وهذا الرد يحمل دلالات على الاستخفاف الكبير بالنظام الرسمي العربي وبأن البيان لم يحمل مايجعل هناك حسابات أمريكية تفرض التروي والمراجعة قبل الرفض والتقزيم.

الرد الصهيوني ودلالاته:

انتقدت “إسرائيل” مخرجات القمة العربية بشكل فوري وسريع، معتبرة أنها “فشلت في معالجة الواقع بعد 7 أكتوبر 2023م” وتبقى “مرتبطة برؤى قديمة”.

كما انتقدت “إسرائيل” استمرار البيان في اعتماد خطة مصر بشأن غزة على السلطة الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، مشيرة إلى ما وصفته بـ”الفساد ودعم الإرهاب وفشل هذه الجهات في حل المشكل”، كما طالب الصهاينة بالعودة لمناقشة خطة ترامب للتهجير.

وهذا التعليق الصهيوني يشي باطمئنان كامل لردود الفعل العربية، وأنها لن تشكل رادعـًا للتصفية العلنية التي تطرحها “إسرائيل”، وخاصة وأن جميع البنود في بيان القمة التي تحدثت عن خرق الاتفاقيات والعدوان على الضفة وحرب الإبادة والتجويع جاءت بصيغ الإدانة والمطالبات!

لا شك أن هذه القمة لم تتسق مع خطورة اللحظة، ولم تشكل دعماً للمقاومة، ولم تعترف حتى بشرعية المقاومة وهي حق بالقانون الدولي، كما لم تلوح الى أي خيار آخر غير خيار السلام المزعوم وهو ما ترجمته أميركا وترجمه العدو الإسرائيلي إلى استسلام كامل، وبالتالي فإن الأمور تتجه لمزيد من الأطماع والمغريات مع عدو لا يفكر إلا في تحرير أسراه للتفرغ للفتك واستئناف حرب الإبادة والتجويع، ويبدو وأن النظام العربي فشل في قراءة هذه اللحظة التي تستوجب المقاومة أو على الاقل دعم المقاومة.

مقالات مشابهة

  • وزارة الخارجية: المملكة تُرحب بإتمام المفاوضات بين أذربيجان وأرمينيا وتوصلهما إلى اتفاق للسلام
  • خطبة الجمعة بحضور الرئيس السيسي.. عبد الباري: كلما احتدم الصراع لا يجد الحر في العالم إلا جيش مصر وقائدها.. فيديو
  • السيسي يلتقي قادة القوات المسلحة بحضور وزير الدفاع
  • بحضور السيسي.. خطبة الجمعة بمسجد المشير تشيد بشهداء الوطن
  • مصطفى بكري: سننتصر على كل محاولات النيل من مصر.. والرئيس السيسي يعمل بلا كلل
  • للسنة الثالثة على التوالي.. شركة العاصمة الإدارية في MIPIM 2025 بفرنسا
  • الثالثة على التوالي.. شركة العاصمة الإدارية في MIPIM 2025 بفرنسا
  • بنك saib يعلن تعيين عضويين غير تنفيذيين بمجلس إدارته
  • صحة الشيوخ: كلمة الرئيس السيسي بالندوة التثقيفية الـ41 للقوات المسلحة تعكس جهود الدولة لتقدير دور الشهداء ودعم أسرهم
  • هل أضاع العرب قمة الفرصة الأخيرة بمخرجات تخلو من الأنياب؟