الحديدة – سبأ :

احتشد الآلاف من أبناء محافظة الحديدة عصر اليوم في شارع الميناء بمدينة الحديدة في مسيرة جماهيرية كبرى تضامناً مع الشعب الفلسطيني بعنوان” التعبئة والاستنفار إسنادا للشعب الفلسطيني وللمجاهدين في غزة”.

وشهدت ساحة الاحتشاد سيول بشرية غير مسبوقة تقاطروا من مناطق مديريات المحافظة لإعلان النفير والاستعداد لأي خيارات وتوجيهات تتخذها القيادة الثورية بشأن الحرب الصهيونية على قطاع غزة، والتأكيد على الجاهزية للمشاركة في خوض معركة الجهاد المقدس ضد كيان العدو الصهيوني.

وهتفت الجموع الغفيرة التي لبّت نداء النفير للتعبئة العامة، بالشعارات المعبرة عن التفويض لقائد الثورة في تنفيذ أي خيارات تتخذها لتعزيز صمود المقاومة الفلسطينية وإسنادها بالمال والرجال والدفاع عن المقدسات الإسلامية.

وتزينت الساحة بالعلم الفلسطيني التي رفعها المشاركون خلال المسيرة التي تقدّمها مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد ومحافظ المحافظة محمد عياش قحيم ووكيل أول المحافظة أحمد البشري ووكلاء المحافظة، في صورة تجسد واحدية الموقف لمواجهة العدو المشترك للأمة “الكيان الصهيوني وأمريكا الشيطان الأكبر”.

وردد المشاركون بالشعارات المناوئة لمشروع التطبيع والحث على تحريك الموقف العربي الموحد لتبني خطوات الدعم والجهاد في فلسطين وتحرير مسرى الرسول من دنس الصهاينة الغاصبين لأرض فلسطين ومقدسات الأمة.

ووجّهت حشود الحديدة رسائل لدعاة التطبيع وأنصاره في المنطقة الذين باعوا القضية الفلسطينية وقيم الإسلام والعروبة، بأن فلسطين ستنتصر، وأن مؤشرات باتت واضحة لمرحلة جديدة سيكون فيها صوت المقاومة وفعلها هو الأقوى.

وحيا المحافظ قحيم خلال المسيرة الاحتشاد المشرف وغير المسبوق لأبناء الحديدة تجديداً لموقف الشعب اليمني الثابت تجاه القضية الفلسطينية والداعم للشعب الفلسطيني في مسيرة نضاله لنيل حقوقه المسلوبة على مدى سبعة عقود.

وأكد أن المرحلة المقبلة ستشهد الكثير من المتغيرات لدول محور المقاومة التي تقلب المعادلة والرد الشافي والعملي على جرائم العدو الصهيوني الغاصب التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 70 عاماً.

وقال ” الانتصارات العظيمة لفصائل المقاومة ستتوالى وما معركة “طوفان الأقصى” إلا البداية وهاهي اليوم فلسطين تسطر أروع الملاحم البطولية وترسم الفرحة في قلوب الأحرار في كل مكان في الدول العربية والإسلامية”.

وأوضح محافظ الحديدة، أن عملية “طوفان الأقصى” فضحت كيان الاحتلال أمام قطعان المستوطنين بأرض فلسطين وكافة الحكام المطبعين معها، وأمام قوى الغرب الداعمة له، مؤكداً أهمية أن تتداعى العمليات البطولية الموازية لطوفان الأقصى من كل دول محور المقاومة.

من جانبه أكد نائب رئيس جامعة دار العلوم الشرعية الشيخ علي عضابي في كلمة علماء المحافظة، أن عملية “طوفان الأقصى” التي تنفذها المقاومة الفلسطينية جعلت الدول المطبعة في موقف محرج إزاء دعمها وتواصلها الدبلوماسي مع الكيان الصهيونيً.

وقال :” لقد ولّى زمن الهزائم في ظل وجود دول محور المقاومة متماسكة وقوية وصادقة قولاً وعملاً”.

وأشار الشيخ عضابي إلى أن الاحتلال الصهيوني أمعن في إجرامه لأصحاب الحق في أنحاء فلسطين المحتلة، وامتدت لتشمل بلاد العرب والإسلام بعربدة الكيان الصهيوني وارتكابه للجرائم الشنيعة والانتهاكات المروعة.

فيما أوضحت كلمة القوات البحرية ألقاها العقيد صدام الأهدل، أن الصهيونية مارست كل أساليب القتل والخداع والتضليل لمسخ العقول وتدمير القيم والمغالطة في المواقف لجر الفلسطينيين والعرب والمسلمين إلى تحالفات صهيونية لمزيد من إضعافها وتوسيع خطة التطبيع مع الكيان الغاصب والمحتل والمختل قيمياً وأخلاقياً، والهيمنة على مقدرات الأمة.

وأفاد الأهدل بأن الطوفان الفلسطيني أثبت للكيان الغاصب والعالم أن للحق رجالاً لا يمكن أن تغيب شمسهم، وهناك مقاومة حرة من دول محور المقاومة قادرة على إرباك الصهاينة وفضح نفسياتهم ودك تحصيناتهم وقتل وأسر جنودهم وعملائهم.

وندد بيان صادر عن المسيرة تلاه الشيخ محمد الوافي، بجرائم العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، وآخرها استهداف المستشفى المعمداني في قطاع غزة، وراح ضحيتها مئات الشهداء معظمهم أطفال ونساء، مؤكداً أهمية التحرك لوقف العدوان الصهيوني، والانتصار للشعب الفلسطيني، والمقدسات الإسلامية.

وأشاد بالمواقف العملية لدول محور المقاومة ودعمها لخيارات المقاومة الفلسطينية من خلال الهبة الكبرى في مختلف الساحات والميادين لإعلان التأييد الكامل لها في تنفيذ عمليات الرد التاريخية التي تتجلّى بعملية “طوفان الأقصى”.

ودعا البيان أحرار العالم العربي والإسلامي وشعوب الأمة إلى تعزيز التضامن وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة بالمال والسلاح وتحريك المواقف باتجاه إيقاف الصلف الصهيوني الذي تجاوز القوانين والأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية.

وطالب البيان، الشعوب العربية والإسلامية بمقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية ومناهضة الأنظمة التي تساند الكيان الصهيوني، والمضي باتجاه حشد الدعم الذي تتطلبه حركات الجهاد والمقاومة لدك العدو الصهيوني ووضع حد للغطرسة الأمريكية والصهيونية في المنطقة.

وأكد بيان مسيرة الحشود التهامية، استمرار النفير الشامل لأبناء محافظة الحديدة بالمظاهرات والمسيرات والتعبئة الثقافية والمعنوية والقتالية والجهوزية لأي خيارات لنصرة الشعب الفلسطيني ولغزة الصمود وأيقونة البطولات والجهاد المقدس.

وجدد البيان، التأكيد على أن أبناء الحديدة ماضون على درب النضال ومسار الكفاح والجهاد لدعم قضية فلسطين والعمل على ما يمكن من مواقف تعزز خيارات الصمود والنصر للأمة في هذه المعركة المصيرية والمفصلية في تاريخها.

تخللت المسيرة التي شارك فيها قيادات عسكرية وأمنية ومدراء المديريات وأعضاء المجالس وقيادات تنفيذية وقضائية وتربوية وأكاديميين وعلماء وشخصيات اجتماعية ومواطنون، قصيدة للشاعر أيوب الحشاش.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نبيل الصوفي الشعب الفلسطینی الکیان الصهیونی للشعب الفلسطینی العدو الصهیونی محور المقاومة طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

صفقة القرن بعد خمس سنوات.. فشل أمريكي وخذلان عربي وانتصار للمقاومة

تمر خمس سنوات على إعلان الولايات المتحدة ما سُمي بـ”صفقة القرن”، الخطة التي ادعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها تهدف لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. لكن تلك الخطة، التي روجت لها واشنطن باعتبارها “الفرصة الأخيرة للسلام”، لم تؤد إلا إلى تفاقم الصراع، وإبراز انحياز الإدارة الأمريكية الكامل لإسرائيل. كما كشفت الصفقة خذلان بعض الأنظمة العربية للقضية الفلسطينية، بينما أظهرت قوة وصمود محور المقاومة، الذي بات أكثر حضوراً وتأثيراً. وجاءت معركة “طوفان الأقصى” لتؤكد أن المقاومة لا تزال قادرة على فرض معادلات جديدة في مواجهة الاحتلال.

كانت صفقة القرن محاولة أمريكية لفرض حلول أحادية الجانب لتصفية القضية الفلسطينية، حيث تضمنت الخطة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتكريس شرعية المستوطنات في الضفة الغربية، إضافة إلى إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين. إلا أن الفلسطينيين رفضوا هذه البنود رفضاً قاطعاً، واعتبروا أن الصفقة تهدف إلى تصفية حقوقهم التاريخية، لم تتمكن واشنطن، رغم الدعم الإسرائيلي القوي، من تحقيق أهدافها الأساسية، وذلك بفضل رفض الشعب الفلسطيني ووقوف محور المقاومة في أكتوبر 2023، مثلت معركة “طوفان الأقصى” نقطة تحول كبيرة في الصراع، حيث أطلقت المقاومة الفلسطينية هذه العملية استجابة لتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى ومحاولات تهويده، وجاءت العملية لتؤكد تطور قدرات المقاومة العسكرية والتنظيمية، حيث شنت هجمات برية وجوية نوعية وصلت إلى العمق الإسرائيلي أي العمق المحتل، مما أربك الاحتلال وأحدث تحولاً نوعياً في ميزان القوة. عززت “طوفان الأقصى” الإيمان الشعبي بقدرة المقاومة على التصدي للمشروع الصهيوني وتحقيق الانتصارات، رغم التحديات الكبرى.

على الجانب الآخر، لعبت بعض الأنظمة العربية دوراً متواطئاً من خلال انخراطها في تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، تحت مظلة اتفاقيات “إبراهيم”. قدمت هذه الدول تنازلات كبيرة، مبررة ذلك بالوعود الاقتصادية والأمنية التي طرحتها واشنطن، في خطوة مثّلت خذلاناً واضحاً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. بينما واصلت الشعوب العربية التعبير عن غضبها من تلك السياسات، حيث اعتبرت أن التطبيع يمثل تخلياً عن المواقف التاريخية الداعمة لفلسطين.

اليوم، وبعد مرور خمس سنوات، يمكن القول إن “صفقة القرن” قد فشلت فشلاً ذريعاً، حيث لم تتمكن واشنطن وتل أبيب من تحقيق أهدافهما الكبرى، بل كشفت الصفقة عن واقع مؤلم، شعوب تدعم فلسطين بلا هوادة، مقابل أنظمة عربية تخلت عن القضية، مما أدى إلى خذلان تاريخي، ومع ذلك، أثبت الشعب الفلسطيني، بدعم محور المقاومة والشعوب الحرة، أنه قادر على الصمود والتصدي لمحاولات تصفية قضيته.

ومع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في مساعيه لإعادة تشكيل المنطقة لصالحه، يبقى محور المقاومة والشعوب الحرة الحصن المنيع أمام هذه المشاريع.

إن صمود محور المقاومة، ودعم الشعوب، وخاصة الشعب اليمني، يعكس إرادة راسخة لا تقبل التفريط في الحقوق، وسيظل هذا الصمود نموذجاً يُحتذى به في النضال ضد كافة مشاريع التآمر والخيانة،

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • المرشد الإيراني: "فلسطين كلها من النهر إلى البحر للشعب الفلسطيني"
  • صفقة القرن بعد خمس سنوات.. فشل أمريكي وخذلان عربي وانتصار للمقاومة
  • الكيان الصهيوني يعلن انسحابه رسميًا من مجلس حقوق الإنسان
  • الكيان الصهيوني يعتقل ثمانية مواطنين جنوب طوباس
  • الكيان الصهيوني يقتحم عدة مدن فلسطينية مساء اليوم
  • لبنان يقدم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن الدولي ضد الكيان الصهيوني
  • سياسي أردني: اليمن أجبر الكيان الصهيوني على وقف عدوانه على غزة
  • مشاهد تسليم الأسرى تهز كيان العدو الصهيوني وتُربك قادته وتفضح هزيمته
  • الكيان الصهيوني يعتقل مواطنين شرق القدس
  • الحديدة : فعالية كبرى بذكرى سنوية الشهيد القائد والرئيس الصماد