استعرض تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، معاناة الفلسطينيين في الولايات المتحدة خصوصا الذين لديهم أقرباء محاصرون في غزة.

وذكرت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21”، أن لؤي البسيوني قام منذ قدومه إلى الولايات المتحدة بتصميم وبناء طائرة عمودية يتم التحكم فيها عن بعد يمكنها الطيران على سطح المريخ لوكالة ناسا، لكنه لا يستطيع الاتصال بوالديه المسنين في شمال غزة.



وقال مهندس ناسا الذي يعيش في منطقة لوس أنجلوس، "أنا في حالة إحباط كبيرة. سمعت منهم في اليوم الأول من الحرب وكانوا قريبين من القصف. ثم لا شيء لمدة سبعة أيام".

وعندما اتصل البسيوني إلى والديه مرة أخرى يوم الأحد الماضي، كانا بخير ولكن لم يكن لديهما طعام أو ماء وكانا يخضعان لأوامر الإخلاء "الإسرائيلية" بحسب الغارديان.



وأضاف البسيوني، "أن والديه علياء ومحمد البسيوني، وكلاهما في السبعينيات من العمر ليس لديهم مكان يذهبون إليه، وفي كل مرة أتحدث معهم، أشعر وكأنها المكالمة الأخيرة. يقولون لي في كل مرة 'إذا متنا، افعل هذا، إذا متنا، تذكرنا هكذا'، إنهم لا يعرفون ما إذا كانوا سيبقون على قيد الحياة من دقيقة إلى أخرى".

وتابعت الصحيفة، "أن البسيوني يواجه مأزقا مع العديد من الأمريكيين الفلسطينيين الذين تعيش عائلاتهم في القطاع، حيث تشمل المخاوف غزوا بريا إسرائيليا متوقعا، وكارثة إنسانية، وتحذير الأردن من "الهاوية" في الشرق الأوسط، وتوقف الجهود الدبلوماسية للسماح بدخول المساعدات إلى غزة أو السماح للمواطنين مزدوجي الجنسية - مثل والدي البسيوني الفلسطينيين الألمان – بالخروج".

ويخشى البسيوني، من أن السياسيين من كافة الأطراف "يكثفون الحرب، ويجهزون الأساليب، دون التفكير في ظروف كل هؤلاء الناس. إنهم يقرعون طبول الحرب، ومئات الآلاف من سكان غزة يدفعون الثمن. إنه أمر مرهق حقا".

وفي قصة أخرى، ذكرت الصحيفة، "أن ناجي لطيفة، وهو مهندس أمريكي من أصل فلسطيني يبلغ من العمر 58 عاما من مدينة ألينتاون بولاية بنسلفانيا، فقد ابنة عمه شهدة أبو لطيفة الأسبوع الماضي في غارة جوية من طائرة من طراز F-16 على خان يونس".

ويتلقى ناجي رسائل دورية عن والدته البالغة من العمر 83 عاما، والتي تستخدم كرسيا متحركا، عندما يتمكن أبناء وبنات إخوته من إرسال رسائل من مستشفى متصل بالإنترنت جنوب غزة.

وقال ناجي، "ما يحدث مؤلم، وقلبي ينزف ويتألم. يأخذني ذهني إلى مكان من الرعب المظلم الذي لا يمكن تصوره"، مضيفا أن أي أمل "هو الآن في الله".



وأوضحت الغارديان، "وفي ظل انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية، يتقاسم العديد من الأمريكيين الفلسطينيين هذه المشاعر، وفي شمال مدينة باترسون بولاية نيوجيرسي، وهي منطقة يقطنها سكان فلسطينيون وأتراك وسوريون وأردنيون، تمت إعادة تسمية قسم مكون من ثلاثة بنايات من الشارع الرئيسي العام الماضي ليصبح طريق فلسطين".

وقال أمجد أبو كويك، صاحب صيدلية تقع على الطريق الرئيسي لطريق فلسطين، إنه عادة ما يتحقق من نتائج مباريات كرة القدم الإنجليزية في الصباح. خلال الأيام العشرة الماضية، كان يبحث عن تحديثات حول عائلته في غزة.

وأضاف، "لقد كان وقتا صعبا للغاية، وهؤلاء الناس يعيشون جحيما". وأضاف أن "الاتصالات كانت صعبة للغاية"، مشيرا إلى حجب الإنترنت في غزة وعدم قدرة الكثير من الناس هناك على شحن هواتفهم.

وبين أبو كويك، "أن المعلومات التي نبحث عنها هي، هل أنت على قيد الحياة؟ أنت لا تزال هناك؟ هل المنزل لا يزال سليما؟'".

وأشارت الصحيغة، "إلى أن لقد ابن عم أبو كويك فقد ابنه، وقد فقد ابن عم آخر ثلاثة أطفال، في حين فقد صهره 10 من أفراد الأسرة، وقد فقد عدد آخر منهم منازلهم.


وبين أبو دويك، "لقد أتيت للعمل ولكن الحقيقة هي أنني لا أستطيع العمل، عقلي ليس هن، أنا اتفقد هواتفي، لمعرفة الأخبار، وأبحث عن أي معلومات يمكنني الحصول عليها".

وقال: "الطريقة التي أنظر بها إلى الأمر هي، هل سيبقى هناك أشخاص في غزة للتوصل إلى حل سياسي؟ يتم تهجير الناس من منازلهم، ويُطلب منهم التوجه جنوبا، ثم يتم قصفهم. إنها إبادة جماعية تحدث الآن".

ويشير أبو كويك إلى أن عدد الشهداء على الأرجح لا يشمل الأشخاص الذين لم يتم العثور عليهم تحت أنقاض المباني المدمرة، ويقول الجيش الإسرائيلي إن 600 ألف شخص غادروا منطقة مدينة غزة.

وأردف، "عندما ينتهي كل هذا، سيظل لدى الإسرائيليين على الجانب الآخر مدارس وملاعب يذهبون إليها، ومستقبل يتطلعون إليه، وأفضل الكليات، وخيار البقاء في إسرائيل أو الذهاب إلى المكان الذي أتوا منه"، مشيرا إلى أن سكان غزة، إذا لم يتم دفعهم إلى مصر، سيكون في منطقة معزولة.

وعبر عن رفضه للضغوط الغربية على الدول العربية المجاورة لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين، وتساءل "هل أنتم جادون؟ لقد فقدنا بيتنا في اللد عام 1948، والآن سيتم طردنا من غزة، عليهم أن يمروا بهذا الكابوس مرة أخرى؟".



وقال نائب رئيس بلدية باترسون، رائد عودة للغارديان، إن أحد الأشخاص ترك رسالة في صالون فلسطين الذي يملكه، يهدد بإحراقه، مؤكدا أنه يشعر بالقلق على كل من يتعرض للخطر بسبب الحرب.

وأضاف، "الجميع منزعجون ومجنونون لرؤية كل هؤلاء الأبرياء يموتون. ويأمل الكثير منا أن يتم وقف إطلاق النار بعد أن يذهب الرئيس بايدن إلى هناك، ولن نضطر إلى رؤية أي أبرياء يموتون من كلا الجانبين. هذا يكفى".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة معاناة غزة الشهداء غزة حصار شهداء معاناة غارات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

أونروا: إمدادات الغذاء بغزة لا تلبي 6% من الحاجة.. وتفاقم معاناة النازحين مع بدء المنخفض الجوي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الأحد، أن ما يسمح الاحتلال الإسرائيلي بإدخاله عبر المعابر من الدقيق والمواد الغذائية لا يلبي 6% من حاجة السكان، الأمر الذي تسبب في أزمة حادة، خاصة في الحصول على الخبز، وهو ما أدى إلى إغلاق معظم المخابز جنوب قطاع غزة.

وأوضحت الأونروا - حسبما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) - أن أكثر من مليوني نازح في القطاع يحاصرهم الجوع والعطش والمرض والخوف، مشيرة إلى أن الحصول على وجبات الطعام أصبح مهمة مستحيلة للأسر في القطاع.

ووصفت أوضاع النازحين في خيام النزوح ومراكز الإيواء بـ"المأساوية" في ظل الجوع والبرد، وعدم قدرة المنظمات الدولية على تلبية حاجات النازحين إثر شح الطعام والغذاء، مطالبة بفتح كامل للمعابر وإدخال احتياجات السكان للحد من المجاعة التي فاقمت حالات سوء التغذية والأمراض المتعددة.

وأفادت (وفا) بتضرر الخيام التي تؤوي آلاف النازحين في مناطق عديدة من القطاع عقب تدفق مياه الأمطار بداخلها.

وقالت طواقم الإنقاذ "إن الحالات التي تضررت فيها خيام النازحين تركزت في كل من مخيم إيواء ملعب اليرموك، ومتنزه بلدية غزة، ومنطقة مخيم الشاطئ، والخيام المقامة في بعض المدارس، وكذلك بوسط وجنوب القطاع في وادي الدميثاء بالقرارة، ومنطقة وادي السلقا، ومحيط بركة حي الأمل، وحرم جامعة الأقصى، ومنطقة الشاكوش بمواصي رفح، ومنطقة البركة وساحل البحر في دير البلح".

وحذرت بشدة من التداعيات الخطيرة التي تعصف بحياة النازحين في حال تعرضت المناطق المنخفضة إلى غمر مياه الأمطار، في ظل انسداد قنوات الصرف الصحي، بفعل تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي للبنى التحتية، والخوف من انهيار منازل ينزح فيها مواطنون هي غير صالحة للسكن وآيلة للسقوط، بسبب تعرضها لقصف الاحتلال المتواصل.

وناشدت طواقم الإنقاذ بضرورة إنقاذ حياة النازحين في المخيمات بقطاع غزة قبل فوات الآوان، ومساعدتهم ومدهم بخيام وكرفانات إيواء للوقاية من أضرار فصل الشتاء.

 

مقالات مشابهة

  • غزة تواجه بردا قارسا وأمطارا غزيرة.. معاناة الفلسطينيين تتفاقم مع قدوم الشتاء
  • البرد وغرق الخيام والأوبئة تفاقم معاناة النازحين في غزة
  • الفنان الفلسطيني تامر نجم لـ"الوفد": من المسافة صفر جسدت معاناة الفلسطينيين (فيديو)
  • وكالات أممية تحذر من تفاقم معاناة الفلسطينيين في غزة خلال الشتاء.. و«أونروا»: مشهد سوداوي
  • «التوطين»: يجوز للعامل المساعد العمل لدى أقارب صاحب العمل
  • حماس: لن نقبل بأي تفاهمات لا تؤدي لإنهاء معاناة الفلسطينيين
  • أونروا: إمدادات الغذاء بغزة لا تلبي 6% من الحاجة.. وتفاقم معاناة النازحين مع بدء المنخفض الجوي
  • شتاء قاسٍ وحرب مستمرة.. معاناة الفلسطينيين بين الجوع والقصف
  • تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا يدعم طلبة الطب في غزة بـ150 ألف دولار
  • رؤساء الكنائس في القدس يدعون لإحياء عيد الميلاد بالتضامن مع معاناة الفلسطينيين