مجازر الاحتلال الهائلة في غزة.. وحشية هدفها الانتقام وترميم الردع المتهاوي
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
تواصل آلة الحرب الإسرائيلية في ارتكاب أبشع المجازر بحق الإنسان الفلسطيني، بعدما فشلت في مواجهة المقاومة التي تقود عملية "طوفان الأقصى" المستمرة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي المتشعب ضد كل ما هو فلسطيني في الأراضي المحتلة.
وعملت آلة الاحتلال الحربية على مضاعفة معاناة المواطنين، عبر ارتكاب مئات المجازر البشعة بحق عائلات كاملة تمت إبادتها وقتل جميع أفرادها من الأطفال والنساء والرجال، ومسح مناطق متعددة عن الوجود في محافظات القطاع الخمس.
التعطش للانتقام
وعن أهم أهداف وغايات الاحتلال الإسرائيلي من ارتكاب هذا الكم الهائل من المجازر بحق المواطنين الفلسطينيين وخاصة الأطفال، أوضح النائب العربي السابق في الكنيست الاسرائيلي، جمال زحالقة، أن "هناك 3 غايات إسرائيلية مركزية من استعمال هذا الكم الهائل من العنف والجرائم والمجازر".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "الأول؛ إرواء التعطش للانتقام في المجتمع الإسرائيلي (اليهودي) بعد الضربة الكبيرة التي تلقتها إسرائيل يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وأما الغاية الثانية؛ هي ترميم الردع الإسرائيلي عبر إظهار أن إسرائيل قوة لديها قوة تدميرية كبيرة، ومن يهاجمها سيدفع ثمنا غاليا، وهذا نوع من بناء الردع الإسرائيلي من جديد بعد أن تهاوى يوم السابع من أكتوبر".
ورأى زحالقة، أن "الغاية الثالثة وهي الأهم؛ إجبار الناس في قطاع غزة على النزوح من الشمال إلى الجنوب، لتسهيل العملية العسكرية الإسرائيلية كما يريدون".
ومن بين تلك الغايات الكبيرة، لدى الاحتلال بحسب السياسي الفلسطيني أهداف فرعية مثل: "دق الأسافين بين الناس والقيادة، وإثارة غضب المدنيين ضد القيادة في غزة، وعمليا ما يتعلق بشق الصفوف في المجتمع الفلسطيني".
ونبه أن "ما تقوم به إسرائيل في الأيام الأخيرة هي جرائم حرب، لكن هذه الجرائم ليست غريبة على النظام الإسرائيلي، لأن المشروع الصهيوني ككل؛ من أوله وحتى آخره، هو مشروع غير قابل للتنفيذ إلا عبر استعمال العنف والمزيد من العنف".
من جانبه، أكد المحلل السياسي ورئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية التابع لجامعة القدس، أحمد عوض، أن "إسرائيل تريد أن تمارس أكبر ما يمكن من التوحش من أجل إفقار الناس وتحويلهم إلى حالة إنسانية، وإفقادهم صفة الشعب والمجموعة التي لها رابط وأهداف مشتركة، إضافة إلى إخافة الناس وشل قدرتهم عن التفكير، في محاولة جعلهم مجموعة من الهائمين الهاربين الذين يسعون للنجاة بأنفسهم، وبناء على ذلك يتم تهجيرهم".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذا الكم الهائل من التوحش الإسرائيلي يهدف أيضا إلى إبعاد المقاومة عن حاضنتها الشعبية، كي يستفرد في المقاومة بدون حاضنة، وبالتالي هو يسعى من خلال هذه الوحشية إلى استسلام المقاومة بأسرع ما يمكن".
ونوه عوض، أن الاحتلال عبر كل هذه المجازر يسعى إلى "إفراغ قطاع غزة أو تقليل مساحته أو كلهما، إضافة إلى إعطاء صورة لهذا الجيل ومن بعده أن إسرائيل متوحشة ولا أحد يقترب منها، وهذا بعدما تعرت كليا يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث ثبت أنها أوهن من بيت العنكبوت، وبالتالي عمليا تقول لغزة والضفة ولبنان وغيرهم، إسرائيل متوحشة أكثر مما تتوقعون".
توحش إسرائيلي
وأضاف: "الاحتلال يريد استعادة صورة ذهنية توقع أنها موجودة لدى العرب، وهي في 7 تشرين الأول سقطت، وإسرائيل تريد استعادة هذه الصورة، عبر قتل الشعب الفلسطيني، لأنها تعتقد أن شبل اليوم هو فدائي الغد، لذا هي تبيد الشعب الفلسطيني؛ لإيقاف مبدعيه ومخترعيه وتجفيف الأرحام، في محاولة لشطب هذا الشعب من الخارطة".
وعن إمكانية نجاح الاحتلال في هذا المخطط، قال المحلل السياسي: "منذ 1948 وحتى اليوم، إسرائيل ترغب بأن تشطب الشعب الفلسطيني عن الخارطة والجغرافيا والتاريخ ومن الوعي والوجدان، لكن ثبت أن الشعب الفلسطيني عصي عن الإفناء والإلغاء، وهو موجود في كل الأوقات والأزمان، وجيل يسلم آخر، يطالبون بحقوقهم باستمرار وبأرضهم"، مؤكدا أن "إسرائيل والصهيونية فشلت في أن تقيم مجتمع طبيعي وفشلت في أن تنهي الشعب الذي استولت على أرضه، كما فشلت في أن تندمج في المنطقة، وهذا فشل صهيوني كبير".
وخلال الأيام والليالي الماضية، واصلت طائرات الاحتلال استهداف العديد من مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل مكثف ومتزامن، تسبب في تدمير أكثر من 127 ألف وحدة سكنية، منها 9500 غير صالح للسكان، إضافة إلى استهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية، والذي يرتقي لجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر ارتفاع عدد الشهداء إلى 3785 شهيدا؛ بينهم 1524 طفلا وألف سيدة، والجرحى لأكثر من 12493 إصابة بجروح مختلفة، منهم نحو4 آلاف طفل و3300 سيدة، موضحة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها.
وفجر السبت تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطيني غزة فلسطين غزة معبر رفح طوفان الاقصي طوفان القدس سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی تشرین الأول
إقرأ أيضاً:
المجلس المركزي الفلسطيني يؤكد وحدة الموقف الوطني ورفض مؤامرات تصفية قضية الشعب الفلسطيني وتهجيره
الثورة نت/
أكد المجلس المركزي الفلسطيني، وحدة الموقف الوطني الفلسطيني، الرسمي والشعبي والفصائلي، على الثبات والصمود ورفض المؤامرة الجديدة القديمة الهادفة لتصفية قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه وأرضه، عبر تهجيره عن أرض وطنه.
جاء ذلك في ختام الاجتماع الذي عقده المجلس، أمس السبت، في مدينة البيرة، لبحث المخاطر الجديدة التي تتعرض لها الحقوق الفلسطينية والأرض نتيجة ما صرح به الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول تهجير للشعب الفلسطيني في غزة، ونقل الاحتلال لآلة القتل والتدمير والتهجير إلى محافظات الضفة الغربية.
وأكد المجلس المركزي رفض مخطط التهجير وإصرار الشعب الفلسطيني وقيادته على رفض ما صرح به ترمب، باعتباره مخالفة جسيمة للقانون الدولي وانتهاكا لحق الشعب الفلسطيني الثابت في تقرير مصيره في وطنه، كما أعرب عن رفضه لأطروحات بعض المشرعين الأمريكيين ومحاولتهم تغيير مسمى الضفة الغربية أو تشريع الاستيطان.
وأعرب عن رفضه للدور الأمريكي الذي يتنكر للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وطالب بموقف عربي موحد يخاطب الإدارة الأمريكية للتراجع عن مواقفها المرفوضة.
كما أدان مخططات الضم والفصل العنصري التي يمارسها الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية، بدعم أمريكي، وأكد ثبات الشعب الفلسطيني وصموده على أرضه في مواجهة الاحتلال والتهجير والاستيطان.
وأعرب المجلس المركزي الفلسطيني عن رفضه أية حلول انتقالية أو مؤقتة تمثل مساسا أو تنازلا عن حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، موضحا أن تضحيات الشعب الفلسطيني على مدى العقود الماضية تستحق اعتراف العالم بدولة فلسطين وقبولها كعضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما جدد التأكيد على أن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي قانون الانتصار والممر الإجباري لمواجهة مخططات الاحتلال وتحقيق الاستقلال الوطني، والتي يجب أن تكون في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وعلى أساس برنامجها السياسي المُقر بالإجماع في الدورات المتعاقبة للمجلس الوطني الفلسطيني.
كما أكد دعم محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية كأعلى منابر قانونية دولية لتحقيق العدالة في وجه القتلة والمجرمين، معربا عن رفضه لفرض الرئيس ترمب عقوبات ضد “الجنائية الدولية”.
وأكد المجلس المركزي الفلسطيني أن “حق الشعب الفلسطيني في مقاومة مخططات الاحتلال الصهيوني ليس خيارا بل واجبـا، مـا دام الاحتلال جاثما على الأرض الفلسطينية، مع التركيز على تفعيل ودعم المقاومة الشعبية ممارسة لحق الشعب الفلسطيني بالدفاع عن النفس استنادا للقانون الدولي”.
وطالب المجلس المركزي، المجتمع الدولي برفض تصريحات الرئيس الأمريكي حول التهجير، والاستمرار بملاحقة نتنياهو وأركان حكومته باعتبارهم مجرمي حرب، داعيا الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصدي لتصريحات ترامب، ولدعم حركة مقاطعة الكيان الصهيوني وسحب الاستثمارات منها.
يذكر أن اجتماع المجلس المركزي جاء بدعوة من رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، وشارك فيه عدد من القيادات الوطنية وأعضاء المجلس، إلى جانب مشاركة واسعة عبر تقنية “زوم” من ممثلي المحافظات الجنوبية وأبناء الجاليات الفلسطينية في الخارج.