التهابات فطرية في الدماغ تشبهه ألزهايمر
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
كشف علماء أن نوعا شائعا من الفطريات يخترق دماغ الثدييات ويسبب لويحات الأميلويد السامة مثل تلك المرتبطة بمرض ألزهايمر.
وأجري البحث على الفئران، لكنه يشير إلى أن السمة المميزة الرئيسية لبعض حالات التنكس العصبي يمكن أن تنشأ من مصادر خارج الدماغ.
وترتبط كتل بروتين الأميلويد التي تظهر بين الخلايا العصبية ارتباطا وثيقا بمرض ألزهايمر، ويُعتقد عموما أنها نتيجة للإجهاد الداخلي أو الالتهاب في الدماغ.
ومع ذلك، اكتشف العلماء في السنوات الأخيرة علامات على وجود فطر شائع، يُعرف باسم Candida albicans، في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من مرض ألزهايمر وغيره من الاضطرابات التنكسية العصبية، مثل مرض باركنسون.
وقد دفع هذا البعض إلى القول بأن العدوى الخارجية يمكن أن تغزو دماغ الثدييات وتثير استجابة مناعية فطرية، والتي يمكن أن تساعد في تدمير مسببات الأمراض ولكنها قد تؤدي أيضا إلى ظهور أعراض شبيهة بمرض ألزهايمر إذا سارت الأمور بشكل خاطئ.
ولاستكشاف هذه الفكرة بشكل أكبر، لجأ فريق دولي من الباحثين، بقيادة خبراء في كلية بايلور للطب في الولايات المتحدة، إلى الفئران.
وفي السابق، وجد المختبر في بايلور أن الفئران المصابة ببكتيريا C. albicansأظهرت ضعفا في الذاكرة، ولكن تم حل هذه المشكلة عندما تم القضاء على الفطر.
والآن، يستكشف بحثهم الجديد الأساس الجزيئي لهذا التأثير، غالبا من خلال تجارب "أنبوب الاختبار".
أولا، قام الباحثون بحقن C. albicans مباشرة في أدمغة الفئران. وبعد أربعة أيام، تم الموت الرحيم للفئران واستخدمت أدمغتها لمزيد من التحليل.
وتشير النتائج إلى أنه بمجرد وصول Candida albicansإلى الدماغ، يمكنها تحفيز آليتين مناعيتين عصبيتين، إحداهما تنشط الخلايا المناعية التي تقمع الفطريات، والأخرى تحفزها على إزالة الدخيل تماما.
وتتضمن الآلية الأولى إنزيما فطريا يسمى العصارة، ما يحفز التسرب عبر الحاجز الدموي الدماغي. وهذا يسمح لأي خلايا فطرية قد تتدفق عبر مجرى الدم في الجسم، بالدخول إلى الدماغ.
وفي الوقت نفسه، تقوم العصارة أيضا بتفكيك البروتينات الشبيهة بالأميلويد بيتا المشابهة لتلك التي تشكل لويحات في أدمغة مرضى ألزهايمر، والتي بدورها تنشط خلايا التنظيف التي تسمى الخلايا الدبقية الصغيرة.
وتتضمن الآلية الثانية إفرازا فطريا آخر، والذي يؤدي أيضا إلى تحفيز الخلايا الدبقية الصغيرة، هذه المرة لاستهداف الفطريات وإزالتها.
ويعتبر كلا المسارين المناعيين معا "فعالين للغاية في حل عدوى Candida albicansالحادة" في أدمغة الفئران السليمة، وعادة ما يتم ذلك خلال 10 أيام تقريبا.
وعندما قام الباحثون بتعطيل استجابة الخلايا الدبقية الصغيرة في أدمغة الفئران عن عمد، وجدوا أن عدوى Candida albicans أصبحت طويلة الأمد بشكل ملحوظ.
ويقول ييفان وو، من كلية بايلور للطب: "إذا أزلنا هذا المسار، فلن يتم التخلص من الفطريات بشكل فعال في الدماغ".
يبدو أن الكتل الشبيهة بالأميلويد بيتا الموجودة في أدمغة الفئران بمثابة حراس ضد غزو مسببات الأمراض، ولكن إذا لم يتم تنظيف هذه الكتل بشكل صحيح بواسطة الخلايا الدبقية الصغيرة، فمن المحتمل أن يكون وجودها ضارا على المدى الطويل.
وفي الوقت الحالي، هذه مجرد فرضية، ولكنها تتوافق مع النتائج الحديثة التي تشير إلى أن لويحات بيتا أميلويد ليست المسببات الأصلية للتدهور المعرفي.
وقد يكون هذا هو السبب وراء عدم نجاح العلاجات التي تستهدف هذه اللويحات لدى البشر في الغالب.
وهناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث، سواء على النماذج الحيوانية الحية أو على الخلايا البشرية، لكن الباحثين في بايلور يأملون أن تؤدي تجاربهم الأولية إلى علاجات مبتكرة للتدهور المعرفي في المستقبل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: علماء الفطريات بمرض ألزهايمر الفئران مرض باركنسون مناعية الدماغ الخلایا الدبقیة الصغیرة
إقرأ أيضاً:
تلوث الهواء والتوحد: دراسة تكشف الرابط وتأثير البيئة على تطور الدماغ
نوفمبر 18, 2024آخر تحديث: نوفمبر 18, 2024
المستقلة/- كشفت دراسة حديثة نتائج مهمة تسلط الضوء على الدور الذي قد يلعبه تلوث الهواء في زيادة خطر إصابة الأطفال باضطراب طيف التوحد (ASD). الدراسة، التي نُشرت في مجلة Brain Medicine، تناولت تأثير البيئة على تطور الدماغ في مراحل مبكرة من الحياة، مؤكدة العلاقة بين تلوث الهواء وعوامل وراثية في تطور المرض.
الرابط بين تلوث الهواء والتوحدتشير الدراسة إلى أن النساء الحوامل اللواتي يتعرضن لتلوث الهواء قد يزيد لديهن خطر إصابة أطفالهن بالتوحد. اعتمد الباحثون على تحليل أربع ملوثات شائعة:
الجسيمات الدقيقة (PM): تصدر من مواقع البناء والسيارات. أكاسيد النيتروجين (NOx): ناتجة عن حرق الوقود. ثاني أكسيد الكبريت (SO2): يُطلق عند حرق الوقود الأحفوري. الأوزون (O3): ينتج عن تفاعلات كيميائية في الغلاف الجوي.أوضحت النتائج أن هذه الملوثات قد تتسلل إلى مجرى الدم، وتصل إلى الدماغ حيث تتسبب بالتهابات قد تؤثر على الأعصاب وتطورها.
زيادة معدلات التوحدفي السنوات الأخيرة، شهد العالم ارتفاعًا ملحوظًا في تشخيص حالات التوحد. ففي الولايات المتحدة، أظهرت التحليلات أن نحو 3 من كل 100 طفل يعانون من اضطراب طيف التوحد، وهو ما يُرجعه الباحثون إلى تفاعل بين عوامل وراثية وبيئية.
تفسير علمي محتمليرى الباحثون، بقيادة الدكتور هيثم أمل من الجامعة العبرية في القدس، أن استنشاق ملوثات مثل أكسيد النيتريك خلال الحمل أو الطفولة المبكرة قد يُحدث تغييرات في الدماغ، مثل:
التهابات عصبية: تسبب ضررًا في تطور الخلايا العصبية. اضطراب المواد الكيميائية الدماغية: مثل الدوبامين والنورإبينفرين، مما يؤثر على اتخاذ القرارات والنمو العصبي. إحصاءات مقلقةتشير الأبحاث السابقة من جامعة هارفارد إلى أن التعرض للجسيمات الدقيقة قد يزيد خطر التوحد بنسبة تصل إلى 64% في الطفولة المبكرة، و31% أثناء الحمل.
زيادة الوعي أم زيادة في الحالات؟بينما يُعتقد أن العوامل الوراثية تلعب دورًا في الإصابة بالتوحد بنسبة تتراوح بين 40-80%، يرى بعض الباحثين أن الزيادة العالمية قد تكون جزئيًا نتيجة لتحسن وسائل التشخيص وزيادة الوعي بالمرض.