إعداد: ربيع أوسبراهيم تابِع 3 دقائق

في خضم فترة من الأخبار المفجعة بسبب الحرب والدمار الحالييْن، قد يتساءل المرء عن مصدر العنف الذي يتّسم به سلوك البشر. سؤال حيّر العلماء منذ عقود. في هذا الإطار، اهتمت دراسة نُشرت مؤخرا بتاريخ العنف في الشرق الأوسط عبر تحليل آثاره على عظام وُجدت في المنطقة خلال حفريات سابقة.

وتشمل الدراسة فترة تمتد لقرابة 12 ألف عام. فهل تراجع العنف في الشرق الأوسط مع تحضّر البشر أم بالعكس؟ 

إعلان

نشرت مجلة Nature Human Behavior، المتخصصة في السلوك البشري دراسة اهتمت بتاريخنا مع العنف، وبالأساس، في منطقة الشرق الأوسط، مهد الحضارات. السؤال المطروح : هل أصبح الإنسان أكثر عنفا مع مرور الوقت أم بالعكس، تراجعت عدوانية البشر مع مرور القرون؟ ينطلق السؤال من نظرتين مختلفتين لدى الباحثين. إذ يعتقد بعضهم أن العنف تراجع تدريجيا مع تحضّر البشر وتنظيمهم في المدن. أما البعض الآخر فيقول إنه بالعكس، نسبة العنف ارتفعت بارتفاع عدد السكان في الحواضر وبارتفاع عدم المساواة بينهم مع تكوّن نُخب حاكمة مُهيمنة.

وتم تحليل قرابة ثلاثة آلاف وستمائة هيكل عظمي يعود تاريخها لعدة آلاف من السنين. ووُجدت تلك العظام في الشرق الأوسط، على مدى الحفريات السابقة، بين إيران والعراق والأردن وسوريا ولبنان وفلسطين وإسرائيل وتركيا. لقد حللوا قرابة ثلاثة آلاف وستمائة هيكل عظمي يعود تاريخها لعدة آلاف من السنين. الفترة التي تشملها الدراسة تغطي اثني عشر ألف سنة. 

وتشير نتائج الدراسة إلى أن العنف بلغ ذروة أولى. كان ذلك قبل خمسة آلاف وثلاثمائة إلى ستة آلاف وخمسمائة سنة. فترة بدأت فيها المدن الكبرى حينها في التكوّن حسب الباحثين في بلاد الرافدين، ميسوپوتاميا كما تسمى، في أرض العراق حاليا. بعد ذلك، بعد ألفيْ سنة من تلك الفترة، تراجع مستوى العنف البشري تدريجيا، في وقت ظهرت فيه القوانين والحكم المركزي للحواضر وتطورت فيه المبادلات التجارية. هي فترة ما يسمى بالعصر البرونزي المبكر والعصر البرونزي الأوسط أي ما بين ثلاثة آلاف وثلاثمائة سنة وألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد. 

الباحثون يشددون على أنه لا يمكن استخلاص أي استنتاجات سببية من هذا التزامن. لكن انخفاض العنف حدث في وقت  اكتسبت فيه الأنظمة الحاكمة المبكرة، اكتسبت قدرات كبيرة للحد من الصراعات في مجتمعاتها.

ولاحظ الباحثون ذروة جديدة للعنف خلال العصر البرونزي المتأخر والعصر الحديدي، ما بين ألف وخمسمائة سنة وأربعمائة سنة قبل الميلاد. تزامن ذلك وأزمات كبرى أدت بعدد من الحضارات إلى الانهيار وإلى توسع إمبراطوريات أخرى في منطقة الشرق الأوسط. ويقول مُعدو الدراسة إنهم لاحظوا تزامنا مع فترة جفاف دامت 300 عام حينها. التغير المناخي أدى  إلى تدهور اقتصادي وإلى حركات هجرة كبيرة قد تفسر ارتفاع مستوى العنف. 

مقارنة هذه الدراسة مع أبحاث سابقة في أمريكا الجنوبية، مثلا لدى حضارتيْ الأنكا والنازكا، أظهرت أيضا كيف أن ندرة الموارد والتغيرات المناخية أدت إلى ظهور صراعات مميتة. هذا يشير إلى خطر محدق بنا وبالأجيال المقبلة وهو ارتفاع مستوى الصراعات مع التغير المناخي الحاصل حاليا وتأثيراته المتعددة. 

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج علوم تاريخ الشرق الأوسط حرب عنف الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية

يعقد مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الإثنين 25 نوفمبر 2024، جلسته الشهرية حول "الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك قضية فلسطين"، تتبعها جلسة مشاورات مغلقة.

ويستمع الأعضاء إلى إحاطة من المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند حول الوضع السياسي والانساني في فلسطين المحتلة.

وكانت الولايات المتحدة، استخدمت الأربعاء الماضي، حق النقض "الفيتو" ضد قرار في المجلس يدعو إلى "وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار" في غزة .

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • ثقافة الفيوم تناقش ظاهرة العنف بين الطلاب في حوار مفتوح
  • تقرير أممي: مقتل امرأة كل 10 دقائق في أنحاء العالم في ظاهرة عنف عالمية
  • "الشباب" تتخذ إجراءات فعالة للحد من انتشار ظاهرة المراهنات بمنافسات كرة القدم
  • الشباب والرياضة تتخذ إجراءات فعالة للحد من انتشار ظاهرة المراهنات في منافسات كرة القدم المصرية
  • أي شرق نريد؟
  • جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية
  • جلسة لـ مجلس الأمن اليوم حول الوضع في الشرق الأوسط
  • المخمل يعكس رشاقة نجوى كرم (صور)
  • هل تجد صعوبة في الحفاظ على وزنك؟ "ذاكرة" السمنة لدى الخلايا الدهنية قد تكون السبب في ذلك
  • الاتحاد اليمني لكرة القدم يؤجل انتخاباته إلى ديسمبر المقبل ويكشف السبب