سلطت الكاتبة، تسفيتانا باراسكوفا، الضوء على تداعيات تصاعد التوتر في الشرق الأوسط جراء حرب غزة على السياسة النفطية للمملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أن حكومة المملكة أعلنت، في بداية أكتوبر/تشرين الأول، أنها ستبقي على خفض إنتاجها الطوعي بمقدار مليون برميل يوميا حتى نهاية العام.

وذكرت باراسكوفا، في مقال نشرته بموقع "أويل برايس" وترجمه "الخليج الجديد"، أن السعودية تجري محادثات مع الولايات المتحدة، التي كانت تتوسط في اتفاق بشأن تطبيع علاقات المملكة مع إسرائيل، لكن هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول والانتقام الإسرائيلي اللاحق الذي استهدف غزة، قلب المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط مرة أخرى، وهو أكبر منطقة مصدرة للنفط الخام في العالم حيث تقع أكبر نقطة اختناق لعبور النفط.

وأضافت أن السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، قد تكون على استعداد لزيادة إنتاجها النفطي الذي يبلغ حاليًا حوالي 9 ملايين برميل يوميًا، في أوائل العام المقبل، وذلك إذا ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير للغاية.

وأشارت إلى أن السوق النفطية تتساءل الآن عن ما إذا كان ينبغي تسعير إمدادات أقل إذا شددت الولايات المتحدة تطبيق العقوبات على صادرات النفط الإيرانية.

ويقول محللون إن إمدادات النفط من إيران، والتي ارتفعت في الأشهر الأخيرة إلى أعلى مستوى لها في عام 2018 بسبب ما يبدو أنه تطبيق أضعف للعقوبات الأمريكية، قد تبدأ في الانكماش مرة أخرى.

وتبدي السعودية، التي استعادت للتو علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، تأييدا للقضية الفلسطينية في أحدث صراعاتها، إلى جانب الدول الإسلامية الأخرى في المنطقة، وهي من أكبر منتجي النفط في الشرق الأوسط والعالم.

وفي أعقاب هجوم حماس، دعت السعودية إلى "الوقف الفوري للتصعيد بين الجانبين، وحماية المدنيين، وضبط النفس"، لكن المملكة ألمحت أيضاً إلى إسرائيل إذ "تذكر بتحذيراتها المتكررة من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته."

وقالت مصادر مطلعة لـ "رويترز"، الأسبوع الماضي، إن هناك إعادة تفكير سريعة في السياسة السعودية بالمنطقة، كما تم تجميد خطط الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل.

اقرأ أيضاً

السعودية تعلن مواصلة خفض إنتاج النفط حتى نهاية 2023

وفي الأسبوع الماضي، تلقى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، مكالمة هاتفية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، هي الأولى من نوعها، أكد فيها ولي العهد "موقف المملكة الثابت في الدفاع عن القضية الفلسطينية ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق شامل وعادل".

وبعد القصف المميت الذي وقع هذا الأسبوع على مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، استضافت السعودية اجتماعا طارئا لمنظمة التعاون الإسلامي، والذي ألقى اللوم بشكل مباشر على إسرائيل.

وأدانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي "العدوان الإسرائيلي السافر وغير المسبوق في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمجازر البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة"، وأدانت بشدة "الاستهداف السافر من قبل الاحتلال الإسرائيلي الغاشم لمستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة".

سياسة إنتاج النفط

وتشير باراسكوفا إلى أن العلاقات الأمريكية السعودية توترت في عهد الرئيس جو بايدن، وأدى تخفيض الإنتاج السعودي ضمن تحال "أوبك+" إلى "استقرار السوق"، لكنه في الواقع يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع، ما يعني تعميق الصدع بين المملكة وإدارة بايدن، التي كانت تكافح لاحتواء الأسعار المرتفعة بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين.

وقال أمين الناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن شركة النفط السعودية العملاقة تمتلك حاليا طاقة إنتاجية فائضة تبلغ 3 ملايين برميل يوميا.

وأضاف أن أكبر شركة نفط في العالم يمكنها زيادة الإنتاج "في غضون أسبوعين" إذا لزم الأمر.

وحتى الآن، لم يلمح السعوديون ولا اتفاق "أوبك+"، الذي تقوده السعودية وروسيا، إلى أي تغيير في السياسة الحالية لحجب الإمدادات عن السوق، على الرغم من الطلب القوي ودعوة إيران يوم الأربعاء لفرض حظر نفطي على إسرائيل.

وقالت مصادر في "أوبك+" لرويترز يوم الأربعاء إن المجموعة لا تخطط لاتخاذ أي إجراء فوري أو عقد اجتماع استثنائي في أعقاب الدعوة الإيرانية لفرض حظر نفطي على إسرائيل بسبب الحرب في غزة.

وفي ظل الفوضى الجيوسياسية الحالية في الشرق الأوسط، قد ترتفع أسعار النفط إلى 95 دولاراً مرة أخرى وحتى إلى 100 دولار للبرميل، ولكن "لا ينبغي للولايات المتحدة أن تعتمد على السعودية لاحتواء ارتفاع الأسعار"، حسبما ترى باراسكوفا، مشيرة إلى أن "السعوديين والروس يحتاجون إلى أسعار نفط مرتفعة لتغطية الإنفاق على مشاريع محمد بن سلمان الضخمة وحرب بوتين في أوكرانيا".

اقرأ أيضاً

أويل برايس: مقامرة السعودية النفطية تؤتي ثمارها بوصول سعر برنت 95 دولارا

المصدر | تسفيتانا باراسكوفا/أويل برايس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية النفط أوبك غزة الشرق الأوسط فی الشرق الأوسط على إسرائیل إلى أن

إقرأ أيضاً:

بايدن: حماس تريد استمرار الحرب وأمريكا أكبر داعمي تل أبيب في العالم

بايدن: لا يمكن السماح باستمرار حماس

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، في المناظرة الرئاسية أمام الرئيس السابق، دونالد ترامب، إن "الطرف الوحيد الذي يريد استمرار الحرب هو حماس"، في إشارة إلى استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

اقرأ أيضاً : ترمب: بايدن يتصرف كالفلسطينيين وهو فلسطيني "سيئ"

وأكد بايدن في المناظرة أن أمريكا "أكبر مصدر لدعم تل أبيب في العالم"، مضيفا: "نواصل إرسال خبرائنا ورجال استخباراتنا لمعرفة كيف يمكنهم القضاء على حماس كما فعلنا مع بن لادن".

وقال ردا على سؤال حول عدم امتثال حماس أو تل أبيب لمقترح الهدنة الذي قدمه: "أولًا، لقد أيد الجميع، من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى مجموعة الدول السبع الكبرى إلى الإسرائيليين ونتنياهو نفسه، الخطة التي طرحتها، والتي تتألف من ثلاث مراحل. المرحلة الأولى هي تبادل الرهائن بوقف إطلاق النار. المرحلة الثانية هي وقف إطلاق النار مع شروط إضافية. المرحلة الثالثة هي نهاية الحرب".

وتابع بالقول: "الطرف الوحيد الذي يريد استمرار الحرب هو حماس، هذا أولاً. هم الوحيدون الذين يبرزون. ما زلنا نضغط بقوة من أجل إقناعهم بالقبول. في غضون ذلك، ماذا حدث؟ في تل أبيب الشيء الوحيد الذي علقته هو القنابل التي تزن 2000 رطل. إنها لا تعمل بشكل جيد في المناطق المأهولة بالسكان. إنها تقتل الكثير من الأبرياء".

وأضاف بايدن: "نحن نزود تل أبيب بكل الأسلحة التي تحتاجها ومتى تحتاجها. وبالمناسبة، أنا الرجل الذي نظم العالم ضد إيران عندما شنوا هجوما صاروخيا باليستيا كاملا على إسرائيل، لم يصب أحد بأذى. لم يُقتل أي شخص عن طريق الخطأ وتوقف الهجوم. لقد أنقذنا إسرائيل. نحن أكبر مصدر لدعم إسرائيل في العالم. وهكذا، هناك شيئان مختلفان. لا يمكن السماح باستمرار حماس. نحن نواصل إرسال خبرائنا ورجال استخباراتنا لمعرفة كيف يمكنهم القضاء على حماس كما فعلنا مع بن لادن، ليس عليك أن تفعل ذلك. وبالمناسبة، لقد ضعفت حماس بشكل كبير، ويجب القضاء عليها. ولكن عليك أن تكون حذرًا بشأن استخدام أسلحة معينة بين المراكز السكانية".

اقرأ أيضاً : من الفائز في المناظرة التاريخية بين بايدن وترمب وفق استطلاعات الرأي؟

مقالات مشابهة

  • الخارجية السعودية تدين قرار إسرائيل توسيع الاستيطان في الضفة الغربية
  • شعبة الأجهزة الكهربائية: توقعات بارتفاع حجم سوق الأجهزة المنزلية في مصر إلى 9 مليارات دولار
  • أسعار النفط تنهي شهر يونيو بارتفاع 6% وتقترب من أعلى مستوياتها في شهرين
  • لأول مرة في تاريخها.. المملكة تنجح في تقليص الاعتماد على النفط وتعزيز مساهمة القطاعات غير النفطية بما يزيد عن 50% من الناتج المحلي
  • نمو الصادرات السلعية غير النفطية لأكثر من 206 مليارات ريال.. “ندلب” يُصدر تقريره السنوي لعام 2023 “آفاق متجددة”
  • بايدن: حماس تريد استمرار الحرب وأمريكا أكبر داعمي تل أبيب في العالم
  • رحلة الصادرات السعودية غير النفطية إلى الصين.. إنجازات تجاوزت قيمتها 176 مليار ريال خلال الأعوام الخمسة الماضية
  • رحلة الصادرات السعودية غير النفطية إلى الصين
  • رئيس الكونغو يبحث مع "لوك أويل" الروسية مشاركتها في المشاريع النفطية في بلاده
  • 4.97 مليار برميل احتياطي النفط الخام والمكثفات بنمو 1%.. وإنتاج 44.4 تيراواط من الكهرباء بارتفاع سنوي 6.4%