يواجه بنزيمة هجوماً داخل فرنسا بعد نشره رسالة دعم لسكان غزة على موقع "اكس"

وصفت زعيمة اليمين المتطرّف الفرنسي  مارين لوبن اتهام وزير الداخلية جيرالد دارمانان لاعب كرة القدم  كريم بنزيمة بعلاقته مع جماعة الإخوان المسلمين بانه "تضليل". لكنها في نفس الوقت اتهمت هداف ريال مدريد الإسباني السابق بـ"مجاملة الأصوليين الإسلاميين".

مختارات رئيس أونيون برلين: لن أدين أخلاقيا لاعبا ذهب للسعودية من أجل المال بنزيمة: الدوري السعودي مشروع ضخم وأردت أن أكون جزءاً منه مسؤول بنادي دورتموند: لا يمكننا منافسة الأندية السعودية ماليا

وقالت لوبن لقناة "أر أم سي": "اتهام السيد بنزيمة الذي لم يعد يعيش حتى في فرنسا، من قبل وزير الداخلية، هو تضليل، فيما نواجه راهناً مشكلات كبرى".

وتابعت لوبن التي خسرت الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 2017 و 2022 أمام الرئيس الحالي  إيمانويل ماكرون "يؤاخذ على السيد بنزيمة قربه من الإخوان المسلمين. لكني لم أسمع السيد دارمانان قط يطلب حظر جماعة الاخوان المسلمين، لأنك قبل ان تتهم شخصاً بمشاركة أيديولوجية ما، يتعيّن على المرء التعبير عن هذه الأيديولوجية"، مضيفة "طالبت بقانون لمواجهة الأيديولوجيات الإسلامية".

في الوقت عينه، اتهمت لوبن اللاعب الجديد لنادي الاتحاد السعودي بـ"مجاملة الإسلام المتطرّف والذي يسمّيه البعض أصولية إسلامية"، وأصرّت على ذلك قائلة "هذا أمر بديهي"، دون شرح المزيد.

وكان دارمانان قد اتهم مهاجم المنتخب الفرنسي السابق والحاصل على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم عام 2022، بعد أن نشر الأحد على موقع "إكس" رسالة دعم لسكان غزة، ضحايا "القصف الظالم" الذي نفذته إسرائيل - حسب قوله - رداً على الهجوم الإرهابي الدامي الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الحالي.

وحركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. وقال بنزيمة "كلّ صلواتنا من أجل سكان غزة الذين يقعون مرة أخرى ضحايا لهذا القصف الظالم الذي لم يستثن النساء ولا الأطفال".

وأوضح وزير الداخلية أنه يمكن تفسير هذا الموقف بعلاقات بنزيمة مع جماعة الإخوان المسلمين، وهي منظمة إسلامية وُلدت في مصر حيث تعتبر "إرهابية". وقال دارمانان الاثنين على قناة "سي نيوز" مثيراً عاصفة على شبكات التواصل الاجتماعي "كريم بنزيمة لديه علاقة، كما نعلم جميعاً، سيئة السمعة، مع جماعة الإخوان المسلمين".

ولم يتفاعل بنزيمة الذي يلعب حاليا مع اتحاد جدة السعودي ويظهر عقيدته الإسلامية، بشكل مباشر لكنه ترك محاميه يتولى المهمة، إذ ردّ محاميه أوغ يوم الخميس على إذاعة "أر إم سي"، مهدّداً بتقديم شكوى ضد الوزير: "كريم بنزيمة ليس له أي علاقة مع جماعة الإخوان المسلمين لا من قريب ولا من بعيد". كما اعتبر المحامي بأنه "من غير المتصوّر" أن يكون وزير الداخلية "قادراً على الإدلاء بمثل هذه التعليقات، دون أي تحقق".

وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، أشار مقرّب من الوزير إلى "انجراف بطيء في مواقف كريم بنزيمة نحو إسلام متشدّد وصارم، وهو ما يميّز أيديولوجية الإخوان المسلمين". كما ذكّر برفض بنزيمة غناء النشيد الوطني عندما كان يدافع عن ألوان المنتخب الفرنسي أو "التبشير على شبكات التواصل الاجتماعي".

وأكّد دارمانان الخميس انه سيسحب تعليقاته إذا كتب بنزيمة عن "بكائه" أيضاً على المدرّس دومينيك برنار الذي قُتل طعناً على يد طالب سابق متطرف، متحدّر من جمهورية إنغوشيا الروسية في القوقاز، في شمال البلاد.

ع.ح./ع.ش/ إ. م (أ ف ب) 

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: اليمين الفرنسي المتطرف كريم بنزيمة جماعة الإخوان المسلمين ريال مدريد الإسباني نادي الاتحاد السعودي المنتخب الفرنسي جائزة الكرة الذهبية أفضل لاعب في العالم قطاع غزة دويتشه فيله اليمين الفرنسي المتطرف كريم بنزيمة جماعة الإخوان المسلمين ريال مدريد الإسباني نادي الاتحاد السعودي المنتخب الفرنسي جائزة الكرة الذهبية أفضل لاعب في العالم قطاع غزة دويتشه فيله وزیر الداخلیة کریم بنزیمة

إقرأ أيضاً:

وفاة يوسف ندا مؤسس إمبراطورية الإخوان الإرهابية المالية.. وخبير: الجماعة أصبحت «عارية»

رحل رجل الأعمال المصري والقيادي البارز في جماعة الإخوان، يوسف ندا، يوم الأحد 22 ديسمبر 2024، عن عمر ناهز 94 عامًا. 

وعُرف ندا بأنه مؤسس الإمبراطورية المالية لجماعة الإخوان الإرهابية ووزير ماليتها غير الرسمي.

يوسف ندا.. النشأة والمسيرة

ولد يوسف ندا في الإسكندرية عام 1931 لعائلة ميسورة الحال تمتلك مزارع ومصانع للألبان، وتلقى تعليمه في مدارس حي الرمل، ثم تخرج في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية في الخمسينيات.

وانضم لجماعة الإخوان المسلمين عام 1947، وشارك في أعمال مقاومة الاحتلال البريطاني بمنطقة قناة السويس عام 1951، وفي عام 1954، اعتُقل بتهمة محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر، لكنه أُفرج عنه بعد عامين دون إدانة.

وبعد خروجه من السجن، بدأ ندا نشاطه التجاري في تصدير منتجات الألبان، لينتقل لاحقًا إلى ليبيا ومنها إلى أوروبا، حيث أصبح "ملك الإسمنت في منطقة البحر المتوسط" في نهاية الستينيات، استقر في إيطاليا، حيث حصل على الجنسية الإيطالية وأقام حتى وفاته.

دوره الاقتصادي والسياسي

يوسف ندا كان أحد أبرز الشخصيات الاقتصادية لجماعة الإخوان، حيث أسس بنك فيصل الإسلامي بالتعاون مع الأمير محمد بن فيصل في سبعينيات القرن الماضي، وأطلق بنك التقوى الإسلامي في جزر الباهاما عام 1988، وهو أول بنك إسلامي يعمل خارج الدول الإسلامية.

ولكن نشاطه الاقتصادي لم يكن خاليًا من الجدل؛ ففي أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، اتهمته الحكومة الأمريكية بدعم الإرهاب، ووضعته على قوائم داعمي الإرهاب. 

وفي 2009، شطب مجلس الأمن الدولي اسمه من القائمة بعد عدم توافر أدلة، بينما أبقت الإدارة الأمريكية على إدراجه.

وفي مصر، حُكم عليه غيابيًا بالسجن في 2008 خلال محاكمة عسكرية شملت 39 من قيادات الإخوان، ولكنه حصل على عفو رئاسي من الرئيس الراحل محمد مرسي في 2012، وأُعيد اسمه إلى قوائم الإرهاب المصرية في ديسمبر 2024، قبل وفاته بأسابيع قليلة.

تمويل الإخوان والمسؤوليات

ارتبط اسم ندا بتمويل أنشطة جماعة الإخوان المسلمين، ورغم نفيه في عدة مقابلات تمويل الجماعة بشكل مباشر، إلا أنه أكد استعداده لدعمها عند الحاجة، وُصف بأنه "خزينة الجماعة"، حيث أسس وأدار العديد من الشركات التي ساهمت في تمويل أنشطتها، وسائل الإعلام وصفته بأنه مؤسس الإمبراطورية المالية للجماعة.

من جانبه، قال المفكر السياسي، ثروت الخرباوي، إن جماعة الإخوان المسلمين تسعى لصناعة تاريخ موازٍ يمنحها قيمة وهمية وغير حقيقية، وأشار إلى أن القيادي الراحل يوسف ندا، الذي كان يمتلك عددًا كبيرًا من الشركات والبنوك، قد أصيب بمرض الزهايمر قبل وفاته.  

وأضاف الخرباوي، خلال تصريحات له، أن إصدار أكثر من نعي من جناحي جماعة الإخوان بعد وفاة ندا يعد دليلًا واضحًا على الانقسام العميق الذي أصاب الجماعة.

وأوضح أن هذا الانقسام يأتي في وقت تمتلك فيه الجماعة إمبراطورية اقتصادية كبيرة ومخيفة، بينما يبدو صمتها الحالي محاولة لإعادة ترتيب البيت من الداخل.  

وأكد الخرباوي أن جماعة الإخوان أصبحت “عارية من الأفكار والمبادئ والوطنية وحتى الهوية الدينية”، وانتقد من لا يدرك ذلك، معتبرًا أنهم “ليسوا في كامل وعيهم”، وأشار إلى أن محمود حسين، أحد قيادات الجماعة، متهم بسوء استغلال التبرعات المخصصة للشباب المصري في أنقرة، حيث استخدم الأموال لبناء فيلا فاخرة في تركيا وشراء سيارات فارهة.  

وبرحيل ندا، يثار تساؤل حول مستقبل إدارة الأنشطة الاقتصادية للجماعة، خاصة في ظل التضييق على أموالها داخل مصر واعتقال قياداتها. 

وتشير تقارير إلى أن القيادي أسامة فريد عبد الخالق المقيم في لندن، يُعد المرشح الأبرز لتولي هذه المسؤولية.

وحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن عبد الخالق يدير منذ فترة طويلة الأنشطة المالية للجماعة في أوروبا، ويُتوقع أن يواصل هذا الدور في المرحلة المقبلة، مستفيدًا من شبكة علاقاته الواسعة.

ويمثل رحيل يوسف ندا نهاية فصل هام في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، حيث يجسد قصة رجل جمع بين الاقتصاد والسياسة، وترك بصمته في مسيرة جماعة مثيرة للجدل على الصعيدين المحلي والدولي. 

ومع وفاته، تظل الجماعة تواجه تحديات مصيرية، ليس فقط في الداخل المصري، ولكن أيضًا على الساحة الدولية.

مقالات مشابهة

  • «الإخوان» والانتهازية
  • وفاة يوسف ندا مؤسس إمبراطورية الإخوان الإرهابية المالية.. وخبير: الجماعة أصبحت «عارية»
  • وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا ...مهندس استعادة جزر حنيش اليمنية
  • بلا مجاملة
  • لعب دورا بشأن جزر حنيش اليمنية.. وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين "يوسف ندا"
  • بعد وفاته.. من هو يوسف ندا إمبراطور جماعة الإخوان ووزير ماليتها؟
  • يوسف ندا.. وفاة إمبرطور مال "الإخوان"
  • جماعة الإخوان المسلمون تنعى الداعية يوسف ندا
  • وفاة يوسف ندا ممول عمليات جماعة الإخوان الإرهابية
  • وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا عن عمر 93 عاما