إنترسبت: أكبر تطبيق أخباري أوروبي يأمر المحررين بالتهوين من الوفيات الفلسطينية
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
مع قيام الغارات الجوية الإسرائيلية بالقضاء فعليا على الوصول إلى الإنترنت في قطاع غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، كانت إحدى الشركات الإعلامية في أوروبا تدفع بمبادرتها الخاصة للحد من الأخبار عبر الإنترنت، حول الضحايا المدنيين في فلسطين.
فقد ذكر الصحفي بموقع "إنترسبت" الأميركي دانيل بوغوسلو أن "أبداي"، وهو أكبر تطبيق لتجميع الأخبار في أوروبا، أصدر توجيهات لتلوين تغطية الشركة للحرب في غزة بمشاعر مؤيدة لإسرائيل، وفقا لمقابلات مع الموظفين ووثائق داخلية حصل عليها الموقع.
وأشار الكاتب إلى أن القيادة في أبداي، وهي شركة تابعة لشركة النشر العملاقة أكسل سبرينغر ومقرها ألمانيا، أصدرت تعليمات لإعطاء الأولوية للمنظور الإسرائيلي، وتقليل الوفيات الفلسطينية بين المدنيين في التغطية، وفقا للموظفين.
وقال أحد الموظفين للموقع، "لا يمكننا دفع أي شيء يتعلق بعدد القتلى أو الضحايا الفلسطينيين، دون إبراز معلومات حول إسرائيل في مكان أعلى في القصة"، مشيرا إلى دفع الإخطارات والتنبيهات المرسلة إلى ملايين الهواتف.
انزعاج واسع النطاق
وقال الموظفون، الذين طلبوا عدم إفشاء هُويتهم لحماية أرزاقهم، إن هناك انزعاجا واسع النطاق في جميع أنحاء الشركة بشأن هذه التحركات.
ومن جانبها قالت جوليا سومرفيلد، ممثلة شركة أكسل سبرينغر، "نحن نرفض بشدة الادعاءات غير المباشرة التي تقدمونها. ولم نوجه صحفيينا إلى تجاهل الضحايا المدنيين في غزة، ولم نطلب من محررينا التلاعب بالتغطية الإخبارية، ولم تشارك إدارة الشركة في أي قرارات تحريرية، حيث تستند المبادئ التوجيهية التحريرية لموقع أبداي إلى المبادئ الصحفية وأساسيات أكسل سبرينغر، (المتاحة للعامة)، في إشارة إلى بيان قيم الشركة.
ووفقا للموظفين، كان التقدير الكبير الذي يكنّه كبار مسؤولي أبداي لإسرائيل واضحا في الاتصالات اليومية، كما في تطبيق سلاك الخاص بالشركة، حيث يظهر علم إسرائيلي بجانب الصورة الرمزية للرئيس التنفيذي لشركة أبداي توماس هيرش. (لكن موقع أبداي لم يستجب لطلب إنترسبت المباشر للتعليق).
وتعقيبا على ذلك قالت أحلام محتسب، أستاذة الدراسات الإعلامية في جامعة ولاية كاليفورنيا، عندما سُئلت عن توجيهات أبداي الداخلية، "هناك حملة إعلامية سخيفة للغاية لرفض وإخفاء أي تعاطف فلسطيني وإخفاءه". مضيفة "إن رواية الضحية الإسرائيلية الأحادية الجانب تتطلب موافقة المؤسسات الإعلامية والحكومة الأميركية نفسها".
وحسب الموظفين الذين قابلتهم إنترسبت، فإن أبداي، في توجيهاتها، حذرت موظفيها من نشر أي عناوين يمكن أن "يُساء فهمها" على أنها مؤيدة للفلسطينيين. وكان من المقرر صياغة التعليقات التي أدلى بها الساسة الإسرائيليون التي تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم، بلغة تؤكد حجم ووحشية هجمات حماس على إسرائيل. وكان من بين التوجيهات، عدم الاستشهاد بالجماعات الفلسطينية المسلحة في العناوين الرئيسة.
دعم الشعب اليهودي
وحسب الموظفين -أيضا-، فقد أعطت الشركة تعليمات -تماشيا مع بيان "أساسيات" مهمة ألكس سبرينغر- لدعم الشعب اليهودي، وحق إسرائيل في الوجود.
ولفت إنترسبت إلى أن تطبيق أبداي، صدر لأول مرة في 2016، ويخدم أكثر من 30 دولة. ويضم عشرات الملايين من المستخدمين، بفضل صفقة مع شركة سامسونغ تحمّله مسبقا على أجهزتها.
وتنشر شركة أكسل سبرينغر الصحف الألمانية؛ مثل: بيلد ودي فيلت والصحيفة الشعبية البولندية فاكت، من بين العديد من العناوين الأوروبية الأخرى. وفي الولايات المتحدة تمتلك الشركة حصة أغلبية في موقع الأخبار إنسايدر وأشترت بوليتكو في 2021.
وختم إنترسبت بما قالته أحلام محتسب، إن موقف الدولة الألمانية الفج المؤيد لإسرائيل، يمكن أن يؤدي دورا في تشكيل خط أكسل سبرينغر الداعم لإسرائيل، مستشهدة بـ "قرار الحكومة الألمانية بتجريم حركة بي دي إس -حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات على إسرائيل لانتهاكها الحقوق الفلسطينية- "والخطاب الداعم للفلسطينيين، والمساواة بين أي نقد مناهض للصهيونية بمعاداة السامية".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
اتفاق أوروبي على إعداد خطة سلام في أوكرانيا
لندن (وكالات)
أخبار ذات صلةأعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أمس، أن زعماء أوروبيين اتفقوا على إعداد خطة سلام لأوكرانيا من أجل عرضها على الولايات المتحدة، وهي خطوة مهمة لواشنطن من أجل تقديم ضمانات أمنية تقول كييف إنه لا غنى عنها لوقف القتال.
وقال ستارمر إن بريطانيا وأوكرانيا وفرنسا وبعض الدول الأخرى ستشكل «تحالف الراغبين» وتضع خطة سلام لعرضها على ترامب، ولم يذكر ستارمر أسماء الدول الأخرى، لكنه قال إن مزيداً من الدول على استعداد للانضمام، مضيفاً «نحن عند مفترق طرق في التاريخ اليوم، لقد حان الوقت للعمل، حان الوقت للتقدم والقيادة والتوحد حول خطة جديدة من أجل سلام عادل ودائم».
من جانبه، حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، من أن الولايات المتحدة لن تتسامح طويلاً مع موقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حيال إبرام وقف لإطلاق النار مع روسيا، بعد أيام من مشادة كلامية بينهما.
ونشر ترامب عبر منصته الاجتماعية «تروث سوشال»، صورة لتقرير ينقل عن زيلينسكي قوله إن نهاية الحرب لا تزال بعيدة للغاية، وأرفقه بتعليق قال فيه «هذا أسوأ تصريح يمكن لزيلينسكي أن يدلي به، وأميركا لن تتسامح معه طويلاً».
في غضون ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية جان نويل بارو أن بلدهما وبريطانيا تقترحان هدنة جزئية لمدة شهر بين روسيا وأوكرانيا، ستشمل الهجمات التي تستهدف البنية التحتية للطاقة والهجمات جواً وبحراً، ولا تشمل القتال البري.
وقال بارو أمس: «مثل هذه الهدنة التي ستشمل الهجمات التي تستهدف البنية التحتية للطاقة والهجمات جواً وبحراً، ستسمح لنا بتحديد ما إذا كان الرئيس الروسي يتصرف بحسن نية عندما يلتزم بالهدنة، وعندها يمكن أن تبدأ مفاوضات سلام حقيقية».
وقال ماكرون: «إن نشر قوات برية أوروبية في أوكرانيا لن يتم إلا في مرحلة ثانية بموجب المقترح الفرنسي البريطاني»، مضيفاً «لن تكون هناك قوات أوروبية على الأراضي الأوكرانية في الأسابيع المقبلة». وأضاف خلال توجهه إلى لندن لحضور اجتماع مع زعماء أوروبيين: «السؤال هو كيف نستغل هذا الوقت لمحاولة التوصل إلى هدنة من خلال مفاوضات ستستغرق عدة أسابيع، وبعد ذلك، بمجرد إبرام اتفاق سلام، يتم نشر القوات».
ومع ذلك، رفض وزير القوات المسلحة البريطاني لوك بولارد، أمس، التأكيد على مقترحات ماكرون وبارو قائلاً: «تلك خطة لا نعرفها حالياً»، مضيفاً «من المؤكد أن هناك عدداً من الخيارات المختلفة التي تطرح في الوقت الحالي في مناقشات خاصة بين بريطانيا وفرنسا وحلفائنا».
من جانبه، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن وقفاً لإطلاق النار من دون ضمانات أمنية لبلاده لن يؤدي إلى نهاية دائمة للأزمة بعدما دعا حلفاؤه إلى هدنة.
وقال زيلينسكي: إن «إرغام أوكرانيا على قبول وقف إطلاق النار من دون ضمانات أمنية جدية سيكون إخفاقاً للجميع».
وأضاف أنه يعمل مع حلفائه الأوروبيين على مواقف مشتركة لمحاولة إقناع الرئيس الأميركي بأخذ مصالحهم في الاعتبار.
وقال على تلغرام: «سنحدد مواقفنا المشتركة، ما نريد تحقيقه وما هو غير قابل للتفاوض، ستُقدم هذه المواقف إلى شركائنا الأميركيين»، مشدداً على أن الأولوية هي تحقيق سلام قوي ودائم، واتفاق جيد بشأن نهاية النزاع.
في غضون ذلك، وصف الكرملين الذي رفض فكرة نشر قوات غربية في أوكرانيا، السجال الذي وقع الأسبوع الماضي بين زيلينسكي وترامب في المكتب البيضاوي بأنه «غير مسبوق».
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحفي: «يجب على أحد ما أن يرغم زيلينسكي على تغيير رأيه، فهو لا يريد السلام، يجب على أحد ما أن يرغمه على الرغبة في تحقيق السلام». وأضاف: «إنه حدث غير مسبوق»، لافتاً إلى أن زيلينسكي أظهر افتقاراً تاماً للقدرات الدبلوماسية.
وتابع أنه سيكون على الحلفاء الأوروبيين أيضاً تهدئة ترامب، قائلاً: «سيتعين على أحد ما بذل جهود كبيرة في الحوار مع واشنطن من أجل التخلص من التبعات التي لا شك في أنها ما زالت موجودة في البيت الأبيض بعد التحدث مع زيلينسكي».
وقال بيسكوف: «من الواضح أن جهود واشنطن وحدها واستعداد موسكو لن يكونا كافيين».