سرايا - رفع الملياردير الأميركي الشهير راي داليو ‏مؤسس شركة "بريدج وتر للاستثمار"، أحد أكبر صناديق التحوط في العالم، احتمالات نشوب "حرب عالمية شاملة" إلى 50% بدلاً من 35% قبل عامين، بسبب ما وصفه بحربين شديدتين في أوكرانيا وغزة، لتعزز رؤيته السابقة بميلاد نظام عالمي جديد.

وأدى الصراع المحتدم بين الاحتلال وحركة حماس الفلسطينية إلى زيادة فرص نشوب حرب عالمية، لأن هذه الحرب تنطوي على مخاطر كبيرة بأن تؤدي إلى عدة صراعات أخرى مختلفة في "عدد من الأماكن"، ومن المرجح أن تكون لها "آثار ضارة ستمتد إلى ما هو أبعد من تلك الموجودة في الاحتلال وغزة"، وفقاً لما ذكره في منشور على موقع "LinkedIn".



وحذر من أن الخطر الرئيسي لاندلاع حرب عالمية شاملة ينبع من احتمال تورط الولايات المتحدة والصين في مواجهة مباشرة.

وقال داليو إن التوترات بين الولايات المتحدة والصين في الوقت الحالي "لم تتجاوز بعد" الخط الذي لا رجعة فيه من كونها قابلة للاحتواء، لكن "علينا أن ندرك أن هاتين الحربين الساخنتين (الحرب بين الاحتلال وحماس والحرب بين روسيا وأوكرانيا) ليستا فقط بين الأطراف المشاركة بشكل مباشر فيهما - فهذه الحروب جزء من صراعات القوى العظمى الأكبر لتشكيل النظام العالمي الجديد".

وبحسب داليو، فإن الحربين وصلتا إلى مرحلة الصراع المفتوح، الذي من المرجح أن يكون شرساً ويستمر حتى يظهر منتصر واضح.

وتابع: "سيكون للحربين آثار كبيرة على الدول المتحالفة والأعداء للأطراف الأربعة في هاتين الحربين وستكلفان حلفاء هذه الدول الكثير".

*حرب عالمية ثالثة وحشية

تلقى الاحتلال دعم الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وكندا ومعظم الغرب، ويتضامن مع حماس ما يسمى بمحور "المقاومة" ويشمل إيران والجماعات الحليفة لها في المنطقة.

ويذكر أن الصين وروسيا ــ المنافسين الأيديولوجيين للولايات المتحدة ــ شددتا على الحاجة إلى حل النزاع المستمر منذ سبعة عقود من الزمن و"إقامة دولة فلسطينية مستقلة".

ويعتقد داليو أننا سنشهد الانتقال من صراعات ما قبل الحرب إلى حرب عالمية ثالثة وحشية".

لم تكن أطروحة راي داليو باحتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة، والتي تعززت بالصراع الأخير في فلسطين، بعيدة عن ما توقعه في كتابه "النظام العالمي المتغير".

حيث حذر من أن التوترات الجيوسياسية بين أميركا والصين تدفع العالم "إلى ما يقرب من الخط الأحمر" الذي قد يبشر ببداية نظام عالمي جديد.

**النظام العالمي الجديد

ويحدد أحدث كتاب لمؤسس "بريدجووتر أسوشيتس"، بعنوان "النظام العالمي المتغير"، أربعة أنواع من الحروب التي لا تعتبر قتالاً عسكرياً.

ويعتقد داليو أن الولايات المتحدة والصين منخرطتان حالياً في هذه الأنواع الأربعة: " حرب تجارية، وحرب تكنولوجية، وحرب من أجل النفوذ الجيوسياسي حول العالم ثم الحرب الرأسمالية والاقتصادية وتشمل العقوبات الاقتصادية حالياً، ثم الحرب العسكرية".

وقال إن النظام العالمي الجديد يبنى على أساس حرب ثم يخرج المنتصر والفائز من تلك الحرب ويضع القواعد وهو ما حدث عام 1945 حيث كانت الولايات المتحدة تمتلك 80% من الذهب في العالم ونصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ولديها احتكار للقوة العسكرية، ولذلك وضعت النظام العالمي، وهذا سبب وجود الأمم المتحدة في نيويورك وكذلك صندوق النقد والبنك الدولي في واشنطن، وأصبحت عملتها هي عملة الاحتياطي العالمي

وأضاف داليو أنه في سياق أكبر يرى "ثلاثة أشياء كبيرة" تحدث في أميركا لم تحدث من قبل ولكنها حدثت مرات عديدة في التاريخ". الأول هو الدين الوطني المتصاعد في أميركا، والثاني الجمهورية الممزقة حيث تعمل فجوة الثروة الهائلة والأخير الاختلافات الخطيرة في القيم على تفريق الأمة، مشيراً إلى صعوبة الانتخابات الأميركية في 2024 واحتمالية عدم قبول الطرفين المتنافسين لنتائجها.

**أقوى 10 إمبراطوريات

جاءت رؤية مؤسس "بريدجووتر أسوشيتس"، للنظام العالمي المتغير، بعد دراسة عن كثب لأقوى 10 إمبراطوريات على مدار الـ 500 عام الماضية، من الهولندية والبريطانية إلى الإمبراطوريات اليابانية والروسية والعثمانية، إلى جانب العملات الاحتياطية الثلاثة الأخيرة.

ويرى أن كل إمبراطورية كانت موجودة لمدة 250 عامًا تقريبًا، مع فترة انتقالية مدتها عقد إلى عقدين بينها وبين الإمبراطورية التي تليها.

وعند تقييم كيفية عمل الحكومات وتصرفات الأسواق، يستشهد داليو بنموذج أصلي يسميه الدورة الكبيرة - والتي تتكون من ستة مراحل تمثل قوس الإمبراطورية، بدءًا من نمو الديون الإنتاجية والسلام والازدهار؛ إلى الانكماش الاقتصادي وطباعة النقود والثورات والحروب؛ ومن ثم إعادة هيكلة الديون؛ وفي نهاية المطاف، نظام عالمي جديد.

العربية.نت





المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الولایات المتحدة نظام عالمی جدید النظام العالمی حرب عالمیة

إقرأ أيضاً:

سوريا الجديدة ليست صيدًا سهلًا

يستخف البعض عن سابق إصرار وتصميم بالحدث العظيم الذي كُتبت بدايات فصوله في الثامن من ديسمبر/كانون أول 2024 باقتلاع نظام آل الأسد الذي جثم على صدور السوريين لعقود طويلة وكأنها قرون، وهو في الحقيقة ودون أي مبالغة سيذكر في التاريخ كأعظم حدث في القرن الواحد والعشرين، فلم نقرأ عن اجتثاث أنظمة ديكتاتورية عمرت الأرض وأفسدت فيها إلا في القرآن الكريم وكتب التاريخ ليصبح التدمير والعذاب الذي حاق بهم بأمر إلهي مباشر مثلًا يُضرب على مر العصور.

شاءت الأقدار أن نُبتلى بنسخ من هذه الأنظمة، ندعو في صحونا ونومنا أن يذيقها ما أذاقه لفرعون وجنوده، لكن لحكمة لا يعلمها إلا هو لم تتكرر عجائب قدرته في هؤلاء الطغاة، وجرت المقادير أن الله عز وجل لا يكتب النصر والتمكين لأمة أو فئة إلا إذا توفرت فيها شروط محددة، فتحقيق المعجزات يحتاج إلى أمة تمتلك إرادتها وتنهض بنفسها لتحقيق النصر الذي تستحق.

منذ أن تكونت الدولة الحديثة في منطقتنا برعاية استعمارية تعاقب على حكم المنطقة أنظمة مستبدة لم يعرف فيها الناس طعم الأمن والسلام والحرية: تدجين وقمع وقتل وتهجير وتجويع وترويع، لا فرق بين نظام جمهوري أو ملكي، كلهم رهن إشارة العم سام، وكلمة السر في بقاء واستمرار أي نظام هي حفظ أمن إسرائيل وسلامتها على حساب رفاه وأمن شعوب المنطقة. وكلما هلك رئيس أو ملك، يأتي آخر ليعيد سيرته الأولى.

جاء الربيع العربي بكل ما يحمل من آمال للشعوب المقهورة بإمكانية التغيير، فسقط رئيس هنا وارتعد ملك هناك، لكن سرعان ما اكتشفت الشعوب أن هذا التغيير كان خادعًا، فرأس النظام سقط وبقي النظام الذي استجمع قواه لينقض على الإنجازات المتواضعة بدعم من الذين أرعبتهم التغييرات، من إسرائيل وممالك، وانساقت وراء هذه الردة قطعان من المغفلين.

منذ أن تكونت الدولة الحديثة في منطقتنا برعاية استعمارية تعاقب على حكم المنطقة أنظمة مستبدة لم يعرف فيها الناس طعم الأمن والسلام والحرية: تدجين وقمع وقتل وتهجير وتجويع وترويع، لا فرق بين نظام جمهوري أو ملكي، كلهم رهن إشارة العم سام، وكلمة السر في بقاء واستمرار أي نظام هي حفظ أمن إسرائيل وسلامتها على حساب رفاه وأمن شعوب المنطقة. وكلما هلك رئيس أو ملك، يأتي آخر ليعيد سيرته الأولى. حدثت احتجاجات في محاولة يائسة لإنقاذ التجربة، لكن تم فضها بوحشية، وقتل وجرح الآلاف، واعتقل وعذب مثلهم، وحُكم على القادة والنشطاء، رجالًا ونساءً وأطفالًا، بأحكام وصلت حد الإعدام، ومن نجا هاجر إلى المنافي لتبدأ حركة جديدة من المعارضة مدعومة بتقارير وبيانات عن القمع تصدر تباعًا عن منظمات حقوقية دولية، إلا أن ذلك لم يحرك أي ساكن، وأمعنت الأنظمة المنقلبة في جرائمها.

الشعب السوري كان في طليعة الشعوب التي ثارت على النظام سلميًا، إلا أن النظام واجه هذه السلمية بالحديد والنار إلى أن تحولت من سلمية إلى ثورة مسلحة تميزت عن غيرها من ثورات الجوار وكادت تجهز على نظام الأسد لولا الدعم الذي تلقاه من روسيا وإيران وميليشياتها، فقُتل واعتُقل عشرات الآلاف ودُمرت مدن وهُجر الملايين.

تمت محاصرة الثوار في كل المدن الرئيسة مما أنتج تفاهمات ينحاز الثوار بموجبها إلى منطقة جغرافية وهي إدلب، ظن البعض أن هذه المنطقة ستكون المحشر الأخير الذي سيطبق فيه النظام على ما تبقى من مقدرات بشرية ومادية للثورة، إلا أنها كانت خطوة عبقرية، فهناك أعاد الثوار ترتيب صفوفهم وتوحيدها ومراجعة خططهم لتحقيق هدفهم الأسمى باقتلاع النظام المجرم من جذوره مرة واحدة وإلى الأبد.

بدا الأمر وكأنه أضغاث أحلام إلى أن فوجئ العالم في لحظة حاسمة بجموع الثوار الذين كانوا بالأمس مجرد لاجئين مشتتين يجتاحون المدن واحدة تلو الأخرى حتى فتح دمشق وسقوط النظام بكل رموزه ليتنسم الشعب السوري عبير الحرية لأول مرة منذ أكثر من خمسين عامًا.

لو بقيت المعارضة السورية بكل مسمياتها من ائتلاف وهيئة تفاوض ومجلس وطني ومن لف لفيفهم من نشطاء في المنافي يمارسون معارضتهم في العالم الافتراضي ومن أروقة ومنابر الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بدعم خادع من الغرب ألف عام، لما حركوا حجرًا على حجر من هذا النظام.

لقد قيد الله للشعب السوري في محطة تاريخية فاصلة ثلة من أبنائه، جند مخلصون، متجردون من كل أدران الدنيا، واضعوا نصب أعينهم تضحيات الشعب السوري وآهات الثكالى والمعذبين. درسوا الواقع وفهموا متطلبات المرحلة بعيدًا عن ضوضاء الإعلام وجعجعة المجتمع الدولي، مدركين معادلة واحدة: أن القوة الغاشمة لا يقابلها إلا قوة أعتى منها، عملًا بالمثل القائل: لا يفل الحديد إلا الحديد.

ليس مطلوبًا ممن لم يشاركوا في التحرير على أرض الواقع  ـ لانشغالهم بخطط التحرير في العالم الافتراضي ـ أن يلتحقوا بصفوف الجند لفرض الأمن في كافة ربوع سوريا، ليس المطلوب منهم أن ينزلوا من قصورهم العاجية لمواساة من حُرر لتوه من السجون أو الوقوف إلى جانب أم انتظرت طويلًا أمام سجن صيدنايا بحثًا عن ابنها ولم تجده. المطلوب منهم أن يستوعبوا عظم الحدث وألا يكونوا سهمًا في كنانة من يتربص بمنجزات التحرير.

واجب كل قوى المعارضة التي تشكلت في الخارج أن تصحو من غفلتها وتكف عن التخبط يمينًا وشمالًا شرقًا وغربًا، فالارتماء في أحضان أنظمة ديكتاتورية تمارس بحق شعوبها ما مارسه نظام الأسد لن ينفع، والاستقواء بأمريكا ودول غربية وبقرارات مجلس الأمن لفرض الوصاية على الشعب السوري لتمرير أجنداتهم الخبيثة لن يجدي.

الشعب السوري اليوم يمتلك القوة، والخوف من ثورة مضادة كالتي حدثت في مصر وتونس لا رصيد له على أرض الواقع، فما حدث تغيير جذري لا يسمح بالعودة إلى الوراء.

لقد قيد الله للشعب السوري في محطة تاريخية فاصلة ثلة من أبنائه، جند مخلصون، متجردون من كل أدران الدنيا، واضعوا نصب أعينهم تضحيات الشعب السوري وآهات الثكالى والمعذبين. درسوا الواقع وفهموا متطلبات المرحلة بعيدًا عن ضوضاء الإعلام وجعجعة المجتمع الدولي، مدركين معادلة واحدة: أن القوة الغاشمة لا يقابلها إلا قوة أعتى منها، عملًا بالمثل القائل: لا يفل الحديد إلا الحديد. وما نراه من مشاغبات تحت عناوين مختلفة وتصريحات وبيانات متضاربة مسيئة لن تنال مما أُنجز على الأرض، فقد أصبح راسخًا وثابتًا في ضمير كل سوري.

لن يغفر الشعب السوري لمن ينظر في هذه المرحلة إلى البلاد بأنها غنيمة أو مجموعة من الكراسي الشاغرة أو فرصة لتحقيق مكاسب شخصية، فهؤلاء لن يكون لهم مكان في سوريا الجديدة، وسيُنظر لهم كأعداء يهددون مصالح الوطن وأمنه واستقراره. فلنتجرد النفوس وتتحد الجهود لبلسمة الجراح وبناء البلاد.

عودوا إلى عزكم، عودوا إلى شامكم، فلا تذلوا أنفسكم بعد أن أعزّكم الله. فرخاء وأمن الشعب السوري من الداخل، لا من شرق ولا من غرب، فوتوا على كل المتربصين الفرصة وأثبتوا لكل العالم أنكم أصحاب حضارة ممتدة لا تقبلون الإملاءات أو الوصاية من أحد.

مقالات مشابهة

  • المجاعة تتفشى في السودان وتهدد 24 مليون شخص والحكومة ترد بإرسال أطنان من المساعدات وتعلق مشاركتها في نظام عالمي
  • أهم 10 أحداث عالمية في 2024
  • على مدى عقود.. كيف طوّر السوريون لغة مشفّرة خوفا من نظام الأسد؟
  • أهم عشرة أحداث عالمية في عام 2024
  • قبيل صدور تقرير عن المجاعة .. الحكومة السودانية تنسحب من نظام عالمي لمراقبة الجوع
  • سوريا الجديدة ليست صيدًا سهلًا
  • تحقيق للوموند: أزمة عميقة تضرب النظام الدولي بسبب حرب غزة
  • الإمارات تستضيف بطولات وأحداثاً رياضية عالمية كبرى في ديسمبر
  • صحافة عالمية: نتنياهو يجري حسابات سياسية لدعم صفقة الأسرى
  • صبحي: تعزيز النمو المستدام بأفريقيا يتطلب تضافر الجهود لخلق نظام مالي عالمي جديد أكثر عدالة