5 أدلة على امتلاك المسؤول الغربي للسانين
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
قبل يومين، قدم المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية جوش بول استقالته بسبب تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع الحرب الدائرة في قطاع غزة ووصف سلوك واشنطن بأنه "رد فعل متهور" قائم على "الإفلاس الفكري".
وأمس الخميس، قال توم بورتيوس نائب مدير البرامج في هيومان رايتس إن على الدول الغربية إذا كانت تريد إقناع بقية العالم بتصديق ما تقوله حول القيم وحقوق الإنسان والقوانين الدولية التي تحكم الصراع المسلح، أن تطبق المبادئ العالمية نفسها إزاء استهتار إسرائيل الوحشي بحياة المدنيين في غزة، "على غرار ما تفعل مع روسيا وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)".
وعليه، فإن الفعل الذي يكون جريمة بشعة في منطقة، يكون حقا مشروعا ودفاعا عن النفس في منطقة أخرى، والمسؤول الذي يتحدث بألم أمام قتل المدنيين على في إحدى الدول، لا يحس بأدنى حرج يمنعه من تأييد القاتل والتضامن معه في دولة أخرى.
وفيما يلي 5 أدلة على أن المسؤول الغربي يمتلك لسانين لكل واحد منهما مناسبته الخاصة به:
1 – جئتكم بصفتي اليهوديةفي 20 من أغطس\آب الماضي عبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن حزنه وألمه إزاء مقتل 7 أشخاص في قصف شنته روسيا على تشيرنيهيف في شمالي أوكرانيا.
وكتب بلينكن على منصة إكس "ندين بأشد العبارات هجوما مروعا آخر بالقذائف على مدنيين أبرياء في تشيرنيهيف"، داعيا روسيا إلى "إنهاء حربها الوحشية الآن".
وفي الثاني عشر من أكتوبر\تشرين الأول الجاري بيلنكن نفسه زار إسرائيل التي قتلت في عدوانها الحالي على غزة نحو 4 آلاف مدني معظمهم من النساء والأطفال.
وهنا تحدث بينكن بلسانه الثاني وقال إنه يقف إلى جانب إسرائيل وإنه يزورها بصفته اليهودية، وتعهد بتوفير كل ما تحتاجه من أسلحة وأموال. ولم يتحدث عن الجرائم البشعة والوحشية التي تقترفها بحق الأبرياء العزل.
2 – هذا حلال وهذا حرام
في الثالث عشر من أبريل\ نيسان 2022 دان الرئيس الأميركي ما سماها إبادة ترتكبها القوات الروسية في أوكرانيا.
وقال إن االرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يحاول القضاء على فكرة أن يكون المرء أوكرانيا" .
وقد دعم بادين إصدار الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين انطلاقا من كونه متهما بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.
وعندما بدأت إسرائيل عدوانها الأخير على غزة وصبت الجحيم على رؤوس الأطفال والنساء، لم يتذكر مصطلحات الإبادة الجماعية وجرائم الحرب وترويع المدنيين.
لقد تحدث بلسانه الثاني، وقال إن حركة حماس قطعت رؤوس الأطفال الإسرائيليين أثناء شنها عملية طوفان الأقصى التي جاءت ردا على جرائم الاحتلال بحق المدنيين وتدنيسه المتكرر للمسجد الأقصى المبارك.
ولاحقا تراجع البيت الأبيض عن اتهام حماس بقتل الأطفال.
وبعد أيام تحدث بايدن أيضا بلسانه الثاني وقال إنه لن يطلب من إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة، بل ذهب أبعد من ذلك وقال إن لديه معلومات بأن المقاومة هي التي ارتكبت مجزرة المستشفى المعمداني في غزة، ترديدا للرواية الإسرائيلية.
3 – موت النبرة الإنسانيةوفي أبريل\ نيسان 2022 ، بدا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غاضبا جدا إزاء "قتل روسيا مدنيين في بلدة بوتشا الأوكرانية".
وقال الرئيس الفرنسي بلسانه الأول إن ثمة "أدلة واضحة جداً" تشير إلى أن القوات الروسية مسؤولة عن جرائم حرب في أوكرانيا، ودعا لفريض المزيد من العقوبات على موسكو.
في أكتوبر\تشرين الأول الجاري أدلى ماكرون بعدة تصريحات حول الصراع العربي الإسرائيلي، ولكنه تحدث هذه المرة بلسانه الثاني.
ففي الوقت الذي وصف فيه حركة حماس بأنها إرهابية، لم يدن قتل إسرائيل للمدنيين وتدميرها للمنازل على رؤوس ساكنيها ولم يتلفظ بمصطلحات ومفردات الوحشية والبربرية والإبادة الجماعية وجرائم الحرب.
4 – هذه جريمة وهذا دفاع عن النفس
في 3 ابريل\نيسان 2022 ، حث المستشار الألماني أولاف شولتس على تسليط الضوء على "الجرائم التي ارتكبها الجيش الروسي" بلدة بوتشا الأوكرانية".
وقد شدد المستشار الألماني على "وجوب محاسبة مرتبكي هذه الجرائم ومن خطط لها"، مطالبا بإفساح المجال أمام منظمات دولية لدخول المنطقة "لتوثيق هذه الفظائع".
وفي أكتوبر\ تشرين الأول الجاري زار المستشار الألماني إسرائيل وأدلى بتصريحات عديدة حول عملية طوفان الأقصى والحرب الإسرائيلية على غزة.
ولكنه هذه المرة كان يصرّح بلسانه الثاني، فقد أكد وقوفه إلى جانب إسرائيل في "الدفاع عن نفسها" وحث أجهزة الأمن الألمانية على عدم التسامح مع أي تظاهرة تشهد تضامنا مع المقاومة الفلسطينية التي تكافح الاحتلال الإسرائيلي.
أما الجرائم البشعة في غزة، فلم يدنها ولم يطالب بتوثيقها ولم يتحدث عن هدنة إنسانية ولا عن أي شيء يعكس أنه شعر بالحزن والألم اللذين أحس بهما إزاء المدنيين الأوكرانيين.
5 – إني معكم وأقف إلى جانبكم
في 14 نوفمبر\تشرين الثاني 2022، وأثناء حضوره قمة العشرين في إندونيسيا، شن رئيس الوزراء البريطاني ذي الأصول الهندية ريشي سوناك هجوما لفظيا على روسيا ووصفها بالدولة المنبوذة نظرا لما "تقترفه من جرائم في أوكرانيا".
وفي مقال كتبه لصحيفة ديلي تلغراف، قال سوناك إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "مسؤول عن الكثير من إراقة الدماء في أوكرانيا".
وفي 19 أكتوبر\تشرين الأول الجاري، وصل سوناك إلى إسرائيل وهي تواصل قصف المستشفيات والمساجد والكنائس في غزة.
ولكنه لم يدن هذه الهجمات، ولم يقل للمسؤولين إن قتل 4 آلاف مدني تصرف همجي وإن عليهم التوقف.
لقد تحدث بلسانه الثاني وقال لهم: "إني معكم وأقف إلى جانبكم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تشرین الأول الجاری فی أوکرانیا وقال إن فی غزة
إقرأ أيضاً:
أكسيوس: إسرائيل وجهت ضربة في مقتل للبرنامج النووي الإيراني
كشف موقع أكيسويس الأمريكي اليوم الجمعة، أن إسرائيل وجهت ضربة قوية للبرنامج النووي الإيراني، باستهداف مجمع بارشين العسكري الإيراني في أواخر أكتوبر الماضي.
ونقل "أكسيوس" عن مسئولين إسرائيليين قولهما إن الضربة الإسرائيلية على مجمع بارشين العسكري الإيراني في أواخر أكتوبر ستجعل من الصعب على إيران تطوير جهاز متفجر نووي إذا اختارت القيام بذلك.
وأوضح الموقع الإخباري الأمريكي أن المعدات المتطورة التي تم تدميرها ضرورية لتصميم واختبار المتفجرات البلاستيكية التي تحيط باليورانيوم في جهاز نووي وهي ضرورية لتفجيره يعود تاريخها إلى ما قبل أن تنهي إيران برنامجها النووي العسكري في عام 2003.
وأخبر المسئولون الأمريكيون والإسرائيليون أكسيوس أن إيران استأنفت أبحاثها النووية الحساسة على مدار العام الماضي، لكنها لم تتخذ خطوات نحو بناء سلاح نووي فعلي.
وقال المسئولون الإسرائيليون إنه إذا قررت إيران السعي للحصول على سلاح نووي، فستحتاج إلى استبدال المعدات التي تم تدميرها - وإذا حاولت إيران الحصول عليها، فإنهم يعتقدون أنهم سيكونون قادرين على تعقبها.
وقال مسئول إسرائيلي كبير مطلع بشكل مباشر لوكالة أكسيوس: "هذه المعدات تشكل عنق زجاجة بدونها، سيلعق الإيرانيون".
تم استخدام منشأة طالقان 2 في مجمع بارشين العسكري والتي دمرت في الضربة قبل عام 2003 لاختبار المتفجرات اللازمة لتفجير جهاز نووي، وفقًا لمعهد العلوم والأمن الدولي.
وأضاف المسئولون الإسرائيليون إن المعدات تم تطويرها كجزء من البرنامج النووي العسكري الإيراني المغلق الآن وتم تخزينها في المنشأة لمدة عقدين على الأقل مؤكدين ان إيران استأنفت الأبحاث خلال العام الماضي والتي يمكن استخدامها لتطوير الأسلحة النووية، ولكن يمكن تبريرها أيضًا كأبحاث لأغراض مدنية.
وأكد مسئول أمريكي: "لقد أجروا نشاطًا علميًا يمكن أن يمهد الطريق لإنتاج سلاح نووي كان الأمر سريًا للغاية كان جزء صغير من الحكومة الإيرانية على علم بهذا، لكن معظم الحكومة الإيرانية لم تكن تعلم".
ولم تستخدم المعدات في منشأة طالقان 2 في هذا البحث، لكنها كانت لتكون حاسمة في المراحل الأخيرة إذا قررت إيران التحرك نحو القنبلة النووية.
وأضاف مسئول إسرائيلي: "هذه المعدات التي سيحتاجها الإيرانيون في المستقبل إذا أرادوا إحراز تقدم نحو القنبلة النووية والآن لم يعد لديهم هذه المعدات وهي ليست بالأمر الهين وسوف يحتاجون إلى إيجاد حل آخر وسنرى ذلك".
وقال مسئولون أمريكيون إن الرئيس جو بايدن طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية حتى لا يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب مع إيران.
وقال مسئول أمريكي إن "الضربة كانت رسالة غير مباشرة مفادها أن الإسرائيليين لديهم رؤية مهمة في النظام الإيراني حتى عندما يتعلق الأمر بأمور ظلت سرية للغاية ومعروفة لمجموعة صغيرة للغاية من الأشخاص في الحكومة الإيرانية".