الجزيرة:
2025-03-04@16:49:22 GMT

تعذيب وتنكيل.. طريقة إسرائيل في الانتقام من عمال غزة

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT

تعذيب وتنكيل.. طريقة إسرائيل في الانتقام من عمال غزة

نابلس- بهمجية غير مسبوقة، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية العامل الفلسطيني إسماعيل أبو أحمد بملابس نومه، بالاضافة إلى 15 من زملائه في العمل، ممن ينحدرون من قطاع غزة، بعدما اقتحمت مسكنهم بمنطقة "هرتسيليا" في إسرائيل ظهر يوم عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وقيدت أيديهم وأرجلهم، ثم اقتادتهم إلى مركز شرطة المدينة.

كما اعتقلت الشرطة عشرات آخرين من أماكن العمل المجاورة، مما يرفع عدد المعتقلين إلى أكثر من 4 آلاف عامل، وأكثر من 120 مقاوما، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

يقول إسماعيل للجزيرة نت، إنه تعرض لانتهاكات على يد الشرطة والمحققين الإسرائيليين، وخضع وباقي المعتقلين لتحقيق قاسٍ حول طريقة قدومهم إلى إسرائيل، وأماكن وجودهم بغزة وأي معلومات عن القطاع، ومدى ارتباطهم بأشخاص هناك.

قدورة فارس: أعداد أسرى عمال غزة تضاعفت بنسبة 100% منذ بداية الحرب (الجزيرة) استفزاز

ويضيف إسماعيل "هم يعرفون تماما أنه لا شأن لنا بما يجري، لدينا تصريح للعمل ولدخول إسرائيل، لكنه الاستفزاز والتنكيل".

وبعد نحو 14 ساعة من الاحتجاز لدى الشرطة، نُقل إسماعيل وعمال آخرون إلى حاجز مدينة قلقيلية العسكري، وعلى بعد 150 مترا من الحاجز، ألقى بهم الاحتلال لينكل بهم جنود آخرون مجددا مع تهديدهم بالقتل.

ويروي إسماعيل، "بمجرد أن أخبرنا الجنود أننا من غزة، كادوا يفرغون رصاص بنادقهم بأجسامنا، كانوا يصرخون ويتهموننا بقتل رفاقهم، ثم اعتقلونا مرة ثانية واقتادونا لمعسكر قريب للجيش، وهناك أجلسونا أرضا لأكثر من 12 ساعة دون طعام وشراب، أو الذهاب للمرحاض".

كما تعرض فادي -رفيق إسماعيل بالعمل- للتعذيب، حيث احتجزه جنود الاحتلال بالعراء، وأجلسوه فوق الحجارة لساعات طويلة، مع محاولات ابتزاز واستفزاز.

فارس: ارتفع عدد الأسرى بشكل عام لنحو 1000 أسير منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول (الجزيرة) عنصرية مقيتة

ويقول فادي للجزيرة نت، "أسوأ من التحقيق والتنكيل والضرب هو السب والشتم بألفاظ بذيئة، تحمل حقدا وعنصرية مقيتة".

وأفرج الجنود عن إسماعيل ورفيقه وآخرين، بعد الاحتجاز وفحص الهواتف الخلوية، لينتشروا بمختلف مدن الضفة الغربية وقراها، التي باتت تضم قرابة 5 آلاف عامل من غزة.

ورغم ظروفه الصعبة وفقدان عمله ومصدر رزقه، فإن أكثر ما يقلق إسماعيل وغيره من العمال حال عائلاتهم في غزة، فهو يعيل 4 أطفال وزوجته، بينما يتوزع أكثر من فرد من عائلته ومن أشقائه وأبنائهم في أكثر من مكان، خشية قصفهم معا.

وكانت القناة 12 الإسرائيلية ذكرت أن إسرائيل تحتجز في منشآت أمنية حوالي 4 آلاف عامل من غزة، وهو رقم أكده الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، إضافة إلى 120 مواطنا اعتقلتهم أثناء عملية "طوفان الأقصى"، وتخضعهم للتحقيق بزعم الاشتباه بهم.


"غوانتنامو" جديد

ويؤكد قدورة فارس، وزير هيئة شؤون الأسرى، أن عدد أسرى عمال غزة تضاعف بنسبة 100% خلال 13 يوما من الحرب، وأن ما يثير القلق هو آلية ومكان اعتقالهم، إضافة إلى تحفظ إسرائيل، وعدم نشرها أي معلومات حولهم، ورفضها التعاطي مع مؤسسات حقوقية وإنسانية.

ويقول قدورة للجزيرة نت، إن الأمر الأخطر هو تصنيف وزير الحرب الإسرائيلي للمناضلين من أسرى غزة بأنهم "مقاتلون غير شرعيين"، ومن ثم سجنهم بمعسكر للجيش يُعرف بـ"حقل اليمن"، يقع بين مدينتي بئر السبع وغزة جنوبا، قرر أن يجعل منه "غوانتنامو جديدا يُقلد فيه أسياده الأمريكيين الذين يدعمونهم بالكامل"، حسب توصيف قدورة.

وهذه القرارات لا تستند -وفق قدورة- إلى معيار قانوني، بل تندرج تحت بند "أخذ القانون باليد"، وأكد أن اعتقال العمال المصرح لهم بدخول إسرائيل والتنكيل بهم يعدّ أحد مظاهر العدوان الشامل على كل فلسطيني، سواء كان مقاوما أو لا؛ لأن "الانتقام هو المحرك لإجراءات الاحتلال".


معاملة وحشية

ويوضح المتحدث ذاته أن عدم كشف إسرائيل أي معلومات لأي جهة كانت عن هؤلاء الأسرى، وعدم السماح بزيارتهم، يؤكد بأنهم يتعرضون لمعاملة وحشية، وعمليات تعذيب وابتزاز للحصول على معلومات، "ولدينا شكوك بقتل بعضهم بعد التحقيق معهم".

ويشدد وزير هيئة شؤون الأسرى على أن إسرائيل تمارس العقاب الجماعي بحق الأسرى، ولديها ما تخطط له وتخفيه بشأنهم، وهو دليل على أنهم في أوضاع خطيرة، خاصة أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تتناغم والرأي العام بإسرائيل، الذي يحرض على أسرى غزة.

وحذر الوزير من خطورة ما يواجهه الأسرى بشكل عام داخل السجون الإسرائيلية، مشيرا إلى أن عددهم ارتفع لنحو 1000 أسير منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتصاعدت العقوبات الإسرائيلية بحقهم منذ بداية الحرب.

ويؤكد قدورة فارس أن الأسرى يتعرضون للتجويع والعطش والاعتداء عليهم جسديا بشكل يومي، "وبعضهم كسرت أطرافه وأسنانه وهُشم وجهه في اعتداء وحشي غير مسبوق"، كما حوّل الاحتلال أكثر من نصفهم للاعتقال الإداري.

إسماعيل أبو أحمد: عائلتي وأشقائي توزعوا على أكثر من مكان خشية قصفهم معا (الأناضول) خطر

وأفاد شاهر سعد الأمين العام لعمال فلسطين -للجزيرة نت- بأن 19 ألف عامل من غزة يعملون بإسرائيل، وبأن 9 آلاف تزامن وجودهم فيها مع اندلاع الحرب، وهو ما رفع أعداد المعتقلين لنحو 4 آلاف عامل.

وأوضح شاهر أن الاحتلال أعاد، في الأيام القليلة الماضية، اعتقال نحو 130 عاملا بمدينة الخليل، كان أطلق سراحهم من قبل، "وهو خطر بات يتهدد الجميع".

من جانبه، أكد سعيد عمران مسؤول الدائرة الإعلامية بالاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، أن رفض إسرائيل التجاوب عبر كل المراسلات التي تمت عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومؤسسة حقوق الإنسان الإسرائيلية (هموكيد)، حول أوضاع هؤلاء المعتقلين، يشكل خطرا على حياتهم.

من جهته، أوضح عصمت منصور المختص الفلسطيني بالشأن الإسرائيلي، أن معتقلي غزة تحتجزهم إسرائيل في ظروف مشددة في منطقة غير محصنة، مما يمثل خطرا على مصيرهم.

وحول أسباب اعتقالهم، قال عصمت -للجزيرة نت-، إن إسرائيل تريد قطع اتصالهم مع الخارج، وتجميع أكبر قدر من المعلومات عن غزة، فهم "مادة بحث مهمة" بالنسبة لها، ولاستبعاد أي خطر أمني عليها منهم، أو قيامهم بأي رد فعل ضدها نتيجة ما تعيشه أسرهم في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: للجزیرة نت آلاف عامل أکثر من من غزة

إقرأ أيضاً:

تنتظر استسلامها - إسرائيل تحاصر غزة وتحاول العودة للمربع الأول

تحدثت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح اليوم الاثنين 3 مارس 2025، عن آخر مستجدات مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس ، عقب إعلان إسرائيل إغلاق معابر القطاع ووقف دخول المساعدات وعدم الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق.

وقالت الصحيفة، إن "إسرائيل كثفت هجمتها السياسية والعسكرية على قطاع غزة ، معلنةً إعادة فرض الحصار عليه ووقف دخول المساعدات الإنسانية إليه، وفق ما تقتضيه التفاهمات السابقة، جنباً إلى جنب تعزيز الحشد العسكري حول القطاع، وشنّ غارات على بيت حانون ورفح، أدّت إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين وجرح آخرين".

وأضافت ان "تلك الإجراءات والممارسات تندرج ضمن الاستراتيجية الإسرائيلية الهادفة إلى تكثيف الضغط على حماس، لدفعها إلى تقديم تنازلات من دون أي مقابل ذي مغزى استراتيجي، ولا سيما في ما يتعلق بوقف الحرب والانسحاب من غزة".

وتابعت الصحيفة "جاءت الخطوة التصعيدية الإسرائيلية بعد رفض حماس خطة المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، والتي تنص على وقف إطلاق نار مؤقت خلال فترة شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، والإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء والجثامين في اليوم الأول من دخول الهدنة الممدَّدة حيز التنفيذ، على أن يتم إطلاق البقية في حال التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار".

وأشارت إلى أن "هذه الخطة، التي لقيت ترحيب الجانب الإسرائيلي الرسمي، لم تلبّ أياً من شروط المقاومة الرئيسية للإفراج عمّا تبقّى لديها من أسرى، من مثل إنهاء الحرب أو الانسحاب الكامل من غزة أو بدء عملية إعادة الإعمار".

وقالت إن "إسرائيل لم تكتف بإعادة فرض الحصار على غزة، بل أتبعت ذلك بتحشيد عسكري على طول حدود القطاع. وهو تحشيد لا يقتصر الهدف منه، على الأرجح، على مجرد التهويل، بل يبتغي الإيحاء بأنّ الجيش مستعد للتحرك، في حال طُلب منه ذلك. وبصورة أعمّ، يحمل التصعيد الأخير رسالة واضحة مفادها أنّ تبعات عدة ستترتب على رفض حماس لخطة ويتكوف، وهو ما تمّ التعبير عنه بوضوح في البيان الصادر عن مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ".

وأوضحت الصحيفة، أن الحكومة الإسرائيلية تحاول إعادة المفاوضات إلى المربع الأول، عبر التركيز حصراً على تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، من دون التعامل مع القضايا الجوهرية التي تطالب بها حماس. وهي تريد، بذلك، التخفيف من أهمية ورقة الأسرى، وإرجاء تقديم أي تنازلات استراتيجية طويلة الأمد، إلى حين سحب أي ورقة ضغط ذات قيمة من يد حماس. وعلى الضفة المقابلة، يعكس موقف المقاومة الرافض للخطة الأميركية تمسّكها بالحصول على ضمانات أكبر في ما يتعلق بمستقبل القطاع، بالإضافة إلى رفضها التخلي عن الأسرى مقابل فوائد آنية فحسب".

وأضافت أنه "على الرغم من أنّ النص العبري الصادر عن مكتب رئاسة الحكومة في تل أبيب، حول خطة ويتكوف، يتضمن مواقف من مثل عدم وجود إمكانية حالية للتقريب بين مواقف الطرفين، إلا أنّه يعكس انحيازاً أميركياً واضحاً إلى المطالب الإسرائيلية. ويشي ذلك بأن إسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة، تتطلعان إلى تقليص تأثير ورقة الأسرى إلى حدوده الدنيا، بل إنهائه إن أمكن، على أن يُصار لاحقاً إلى تحقيق الهدف النهائي المتفق عليه بين واشنطن وتل أبيب: أي التوصل إلى ترتيب سياسي وأمني في قطاع غزة، يؤدي إلى تفكيك قدرة حماس العسكرية ومنعها من التعافي مستقبلاً، ليتم لاحقاً الإعلان عن إنهاء الحرب والانسحاب من القطاع".

وقالت الصحيفة، إنه "على الرغم ممّا تقدم، فإنّ رفض المقاومة للخطة لا يعني، بالضرورة، عودة الحرب تلقائياً، إذ إنّه، وفي حين أمهلت إسرائيل الوسطاء، طبقاً لمصادر إسرائيلية مطّلعة، أسبوعاً للحصول على موقف حاسم من حماس، قبل أن يباشر الاحتلال في تطبيق خياراته، فإنّ استئناف القتال لن يكون قراراً سهلاً على تل أبيب أو واشنطن، ما يدفع الأخيرتين إلى التمسك بورقة التهديدات، بهدف تحقيق مكاسب عبر التفاوض المظلّل بالابتزاز".

المصدر : وكالة سوا - صحيفة الأخبار اللبنانية اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الاتحاد الأوروبي : منع إدخال المساعدات لغزة سيؤدي لعواقب إنسانية الأردن تعلق على قرار وقف إدخال المساعدات إلى غزة صحيفة : فصائل المقاومة في غزة ترفع درجة الجهوزية الأكثر قراءة إسرائيل تبحث مع الاتحاد الأوروبي اليوم مستقبل غزة سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الإثنين 24 فبراير قوات الاحتلال توسّع عدوانها على جنين وهذه آخر التطورات في طولكرم توصيات إسرائيلية بفرض قيود مشددة على المُصلّين بـ "الأقصى" خلال رمضان عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: نريد اتفاقا بشأن تحرير الأسرى لتمديد وقف إطلاق النار بغزة
  • "مقترح ويتكوف".. إسرائيل تقدم خطة هدنة جديدة وتضغط على حماس
  • القناة 12 : إسرائيل تمنح حماس مهلة 10 أيام
  • تنتظر استسلامها - إسرائيل تحاصر غزة وتحاول العودة للمربع الأول
  • “حماس”: إسرائيل لن تحصل على الأسرى إلا بصفقة تبادل
  • رئيس تحرير موقع مأرب برس لقناة الحدث: الحوثيون يحجبون أكثر من 220 موقع اخباري يمني وعربي ويسمحون لللمواقع الاخبارية الإسرائيلية والامريكيه الناطقه باللغه العربيه
  • إسرائيل تكشف تفاصيل مقترح تمديد الهدنة وتخطط للتصعيد
  • ثلاثة سيناريوهات رئيسة أمام إسرائيل بشأن غزة
  • معاريف: حماس رفعت الثمن بهدف إفراغ كافة السجون الإسرائيلية
  • تظاهرات حاشدة في إسرائيل.. مطالب باستكمال صفقة الأسرى