السودان: ناج من فك الموت يروى لـ«التغيير» ما شاهده بمدينة الجنينة
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
«الصادق» إسم مستعار لشاب عشريني، وهو أحد الناجين من مجازر دارفور سرد لـ «التغيير» ما أستطاع عن ما جرى في مدينة الجنينة من إبادات جماعية قُتل فيها الآلاف من المدنيين.
التغيير: فتح الرحمن حمودة
التهمت القذائف أجسادهم وقُتل 5 من أفراد أسرته أمام عينيه، إلا أنه ظل حياً ليكون شاهداً على فظائع الإنتهاكات والإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بمدينة الجنينة غرب السودان.
«الصادق» إسم مستعار لشاب عشريني، وهو أحد الناجين من مجازر دارفور سرد لـ «التغيير» ما أستطاع عن ما جرى في مدينة الجنينة من إبادات جماعية قُتل فيها الآلاف من المدنيين خلال الحرب الدائرة حالياً.
شاهد عيانبدأ «الصادق» روايته لـ «التغيير» قائلا: “أنا كنت في مدينة الجنينة شاهد عيان لكل الإنتهاكات والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبت بحق المدنيين في تلك المنطقة”.
وطوال تلك الفترة قال إنه شاهد قوات الدعم السريع وهي ترتكب جرائم فظيعة من بينها الاغتصابات الجماعية للفتيات في أحياء مدينة الجنينة.
وقال إن قوات الدعم السريع أثر هجماتها على المدينة والتي تجاوزت «26» هجوما، ظلت تستهدف أبناء “المساليت” من الموظفين، والمثقفين والإداريين.
وأضاف: “كنت واحدا من المستهدفين، بعد أن تلقيت معلومات تفيد بأن هنالك قائمة من الأسماء لتصفية جماعات بعينها”.
وتابع: “حوصرنا داخل المدينة لـ «58» يوما تم من خلالها نهب كل ممتلكات المواطنين وحرق مراكز الإيواء والأسواق وتدمير المستشفيات والمرافق الصحية والحكومية حتى قُتل والي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر آنذاك”.
اغتصابات في الميادينوأكد «الصادق» أنه كان شاهد عيان عندما قامت قوات الدعم السريع بإخراج مجموعة من الفتيات من كل حي وبدأت باغتصابهم في الميادين العامة وأحيانا في الوادي، وقال إنه اُغتصب من الحي الذي يقطن فيه نحو «15» فتاة.
وأردف: “أكثر من شهرين انعدمت فيهما جميع مظاهر الحياة في المدينة، لم يكن هنالك طعام ولا مياه شرب، كان هنالك فقط عمليات تطهير عرقي وتهجير قسري للمدنيين”.
وقال إنهم شاهدوا الموت بأعيننهم بجانب فظاعات قتل أسرهم وأهلهم بسبب هجوم قوات الدعم السريع الذي كان من كل الجوانب.
استهداف المعسكراتوحكى عن استهداف معسكرات النازحين في «كرنوي 1و2» وحتى مراكز الإيواء التي فر إليها الناس، قال إنها لم تسلم من القذائف حيث كان القتلى والجرحى أغلبهم من النساء والأطفال.
وأضاف: “بعد أن حاولت قوات الدعم السريع لأكثر من «5» مرات قتلي، حينها قررت الخروج من المدينة إلى منطقة « كريينك» وهي مسافة «45» كيلو متراً حتى وصلت منطقة أم تجولا ومنها انتقلت إلى منطقة سرف عمرة على بعد مسافة يومين كانت سيرا على الأقدام”.
وذكر أنه في تلك المنطقة نهبت قوات من الدعم السريع هاتفه بعد ضربه حتى انكسرت يده اليمنى، ونجا من تلك الحادثة حتى وصل منطقة الطينة السودانية التي قال إنه هوجم فيها مرتان إلا أنه نجا حتى وصل منطقة الطينة التشادية.
وقال بأنه منذ ذلك الوقت متواجد في معسكر بدولة تشاد وسط معاناة شديدة، وأنه حتى اللحظة لا يعلم ما الذي حدث لأسرته التي هي أيضا كانت قد غادرت الجنينة.
الوسومآثار الحرب في السودان الجنينة اللاجئين والنازحين المساليت تشاد حرب الجيش والدعم السريع ولاية غرب دارفورالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الجنينة اللاجئين والنازحين المساليت تشاد حرب الجيش والدعم السريع ولاية غرب دارفور قوات الدعم السریع مدینة الجنینة
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يتقدم أكثر باتجاه العاصمة و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع
أفادت تقارير إعلامية اليوم السبت بمقتل 10 من مليشيات الدعم السريع في اشتباكات بضاحية الحاج يوسف في شرق النيل، في حين يواصل الجيش السوداني تقدمه في العاصمة الخرطوم.
وأشار مراسل تلفزيون الجزيرة إلى أن الجيش السوداني قصف بالطائرات والمدفعية مواقع للدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وبارا شمال الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.
وقال الجيش إنه تقدم في جميع المحاور بمنطقة شرق النيل شرقي العاصمة الخرطوم، وإنه استولى على منظومة تشويش كاملة في المنطقة.
وأفادت مصادر محلية بأن الجيش السوداني قصف بالمدفعية الثقيلة مواقع لقوات الدعم السريع في مدينة الخرطوم ومنطقة شرق النيل شرقي العاصمة.
وفي مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، قال إعلام الفرقة الخامسة مشاة، التابعة للجيش، إن قوات الدعم السريع استهدفت بالمسيرات والمدافع مواقع بالمدينة، وإن القصف جاء بعد أن منيت قوات الدعم السريع بخسائر أمس الجمعة.
وفي ولاية شمال كُردفان غربي السودان تدور مواجهات بين الجانبين، يسعى الجيش من خلالها إلى السيطرة على الطريق الرابط بين غربي السودان وشرقيه.
في المقابل قال الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع الفاتح قرشي إن قواته ستنتصر في المعركة التي تدور ضد الجيش.
وشدد، في خطاب أمام جنود وضباط من قوات الدعم السريع، على أنهم سيقاتلون الجيش وحلفاءه إلى ما لا نهاية.
وأضاف أن قوات الدعم السريع في أفضل حالاتها من حيث التسليح والآليات الحربية، وأن هذه الحرب تمثل حرب وجود بالنسبة لهم.
وتسيطر قوات الدعم السريع على 4 ولايات في إقليم دارفور (غرب) من أصل 5 ولايات، في حين تخوض اشتباكات ضارية ضد الجيش في مدينة الفاشر، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات الإقليم.
ويأتي ذلك بعد يوم من حديث مصدر عسكري سوداني عن أن اشتباكات تدور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي وسط الخرطوم، والتي تتجدد منذ أيام.
وقال المصدر للجزيرة إن الجيش استعاد السيطرة على أجزاء واسعة من ضاحية "حلة كوكو" بشرق النيل شرقي الخرطوم.
وحسب المصدر، فقد هاجم الجيش حلة كوكو من محاور عدة، من بينها محور كافوري ومحور سلاح الإشارة، في حين تداول ناشطون عبر فيسبوك أول أمس الخميس مشاهد لانتشار جنود الجيش السوداني في منطقة حلة كوكو.