خبير روسي: إسرائيل تخفي الدليل على قصف المستشفى المعمداني
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
قال خبير عسكري روسي إن إسرائيل تمتلك كافة البيانات بشأن القصف الذي استهدف المستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة الثلاثاء الماضي وراح ضحيته مئات الشهداء والجرحى.
وأوضح إيغور كوروتشينكو أن المجال الجوي لقطاع غزة تحت سيطرة إسرائيل ويخضع لرقابة شديدة منها، وهي تملك كافة البيانات المتعقلة بقصف المستشفى المعمداني، ولذلك على تل أبيب أن تقدم تلك البيانات.
واستغرب الخبير الروسي الرواية الإسرائيلية بشأن اعتراض مكالمات بين فصائل فلسطينية متعلقة بالحادث، وقال "جميع المعلومات بشأن المجال الجوي لغزة مسجلة (لدى إسرائيل) ولن يكون من الصواب تصديق اعتراض بعض مكالمات الراديو والتنصت إليها".
وشدد على أن إسرائيل لا تقدم ما لديها من معلومات حول قصف المستشفى، وإنما تكتفي بنشر بعض الاتصالات المفترضة التي اعترضتها ولا معنى لها، ولا يمكن أن تكون دليلا على الرواية الإسرائيلية بأن بعض الفصائل العاملة في المنطقة وقطاع غزة تقف وراء هذا الهجوم.
مطالبة بتحقيق دولي
وأكد كوروتشينكو ضرورة إجراء تحقيق دولي لتحديد السلاح المستخدم في الهجوم على المستشفى، وقال إنه يجب تسليم جميع البيانات المتعلقة بالحادث إلى لجنة خاصة تشكل تحت رعاية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأن تجري تحقيقات على أرض الواقع.
وقال الخبير الروسي في معرض رأيه بشأن إمكانية اتخاذ قرار لبدء التحقيق "من الواضح أن الغرب حلفاء إسرائيل سيمنعون اتخاذ قرار كهذا، وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا".
وأضاف أن إسرائيل تتصرف بمنطق "القوة على حق"، واعتبر أن أي مطالبة بفتح تحقيق دولي يطلب فيه دعم الغرب للكشف عن الهجوم على المستشفى في غزة سيكون مصيرها الفشل.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أسبوعين عدوانه على غزة بقصف المناطق السكنية والمرافق الحيوية، مما أسفر عن سقوط 3785 شهيدا وأكثر من 12 ألف جريح، أغلبيتهم أطفال ونساء.
والثلاثاء، قالت وزارة الصحة في غزة إن غارة إسرائيلية على المستشفى الأهلي المعمداني في حي الزيتون جنوب مدينة غزة أودت بحياة 500 فلسطينيا، إضافة إلى مئات المصابين من النازحين الذي كانوا لجؤوا إلى المنطقة كملاذ آمن.
وبالمقابل تضاربت التصريحات الإسرائيلية بشأن الغارة بين نفي وتأكيد، قبل أن يعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء تحقيق بشأن قصف المستشفى، كما اتهم حركة الجهاد الإسلامي بالوقوف وراء القصف.
ونفت الحركة ذلك، وقالت إن "توجيه الاتهام لها لن يعفي العدو من مسؤوليته عن المجزرة، وإن الاتهامات التي يروج لها العدو باطلة، والمقاومة لا تستخدم المنشآت العامة والمستشفيات مراكز عسكرية، حسب ما يدعي الإسرائيليون".
يذكر أن المستشفى أسسته جمعية الكنيسة الإرسالية التابعة لكنيسة إنجلترا عام 1882، ويعدّ من أقدم المستشفيات في فلسطين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على المستشفى
إقرأ أيضاً:
صحفيون للجزيرة نت: جرائم الاحتلال لن تخفي الصورة ولن تخرس أصواتنا
غزة- "كان جسد الزميل أحمد منصور يذوب من شدة النيران"، يقول الصحفي عبد الرؤوف شعث، الذي انتصر لإنسانيته، واندفع وسط ألسنة اللهب وأعمدة النار والدخان المتصاعدة لإنقاذ زملائه في خيمة للصحفيين استهدفتها غارة جوية إسرائيلية.
كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة والنصف بعد منتصف الليلة الماضية، عندما صُدم شعث وزملاؤه في "مخيم الصحفيين" أمام مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، من مشهد اشتعال النيران في خيمة تؤوي عددا من الصحفيين.
تعود هذه الخيمة للصحفي حسن اصليح، وهو على "قائمة الصحفيين"، الذين يتعرضون لتحريض إسرائيلي مستمر منذ ظهوره في مقطع فيديو يوثق مشهدا من سيطرة كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على دبابة إسرائيلية وأسر جنودها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في عملية تطلق عليها المقاومة "طوفان الأقصى".
وتداولت مواقع وحسابات إسرائيلية هذه الغارة، وقالت إنها كانت تستهدف اصليح، الذي وصفته بصديق رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الشهيد يحيى السنوار، ونشرت صورة تجمعهما معا.
مشاهد قاسية
اندفع شعث وسط النيران محاولا سحب الصحفي منصور، الذي بدا عاجزا عن الحركة بينما النيران تلتهم جسده. يقول شعث للجزيرة نت "كان المشهد قاسيا للغاية، لم أتخيل يوما أن أكون في مثل هذا الموقف المؤلم (..) النار تأكل صحفيا وجسده يذوب أمام عيوننا".
إعلانأصيب شعث بحروق في يده، وفي شهادته على الجريمة، يقول "وقع انفجار كبير، واندفعنا خارج الخيام وإذا بالنيران تلتهم الخيمة بكل ما فيها"، متسائلا بحرقة وغضب "إلى متى سنبقى نخسر كل يوم زميل في هذه المحرقة؟، نطالب بالحماية كما كل الصحفيين حول العالم".
واستشهد في استهداف هذه الخيمة الصحفي حلمي الفقعاوي، والعامل في أحد الوكالات الصحفية يوسف الخزندار، ما يرفع عدد الشهداء الصحفيين منذ اندلاع الحرب عقب طوفان الأقصى إلى 210 صحفيين، وفقا لتوثيق نقابة الصحفيين الفلسطينيين.
ولم تكن قد مضت دقيقة واحدة على استهداف الخيمة عندما وصلها الصحفي تامر قشطة، المقيم في خيمة قريبة، واستطاع إجلاء الصحفي حسن اصليح، ونقله على كتفه لقسم الاستقبال والطوارئ في مجمع ناصر الطبي.
يقول قشطة للجزيرة نت "المشهد كان مروعا، ولم أفكر مرتين قبل الاندفاع وسحب الزميل حسن وحمله على كتفي للمستشفى .. الحياة أهم من الصورة".
ووجدت شجاعة شعث وقشطة إشادة واسعة في أوساط الصحفيين، الذين أثنوا على انتصارهم للإنسانية، وتفضيلهم حياة زملائهم الصحفيين والتضحية رغم الخطر على عملهما الصحفي، ويقول قشطة "كلنا هنا قد نكون الضحية التالية".
وبإصرار لا يخلو من حزن، يشدد قشطة على أن "مثل هذه الجرائم المتلاحقة والمتكررة بحقنا كصحفيين في غزة، لن توقفنا عن أداء رسالتنا الإنسانية والمهنية"، ويصف الصحفيين في غزة بأنهم "آخر حراس الحقيقة، ومن يقع على عاتقهم إيصال الصورة المأساوية للعالم وكشف ما يتعرض له الأبرياء".
ومن بين 10 صحفيين أصيبوا في استهداف هذه الخيمة، كان الصحفي عبد الله العطار المتعاون مع وكالات أجنبية، ويقيم في خيمة ملاصقة للخيمة المستهدفة، ويقول للجزيرة نت في شهادته على الجريمة، "كنت والزملاء نتابع استهداف منزل سكني وسط مدينة خان يونس استشهد فيه 8 أطفال ونساء، ومن شدة التعب وضعت رأسي على المخدة لنيل قسط بسيط من الراحة، وما هي إلا لحظات حتى شعرت بزلزال يفجرني من الداخل".
إعلانوإلى جانب العطار واصليح ومنصور، أصيب الصحفيون أحمد الأغا، ومحمد فايق، وإيهاب البرديني، ومحمود عوض، وماجد قديح، وعلي اصليح، وحسام الكردي، وبينهم إصابات بالغة وقد أصيب جلهم بحروق شديدة، بحسب نقابة الصحفيين وأوساط صحفية.
ويقول العطار إن زميليه منصور والبرديني هما الأشد خطورة، حيث أصيب الأول بحروق في كافة أنحاء جسده وأدخل العناية الفائقة، فيما أصيب البرديني بشظية اخترقت رأسه وفقأت عينه.
وأصيب العطار نفسه بشظايا في البطن والساقين، ويصف استهداف الخيمة بأنها "جريمة اغتيال مباشرة بهدف كتم الصوت والصورة"، وباللهجة الفلسطينية الدارجة وبتحد كبير يقول "فشروا (هيهات)، سنعالج ونعود للميدان ونكمل رسالتنا، ولن يوقفنا هذا الاحتلال المجرم".
ويتفق معه حسام الكردي ويعمل مهندسا للبث ضمن طاقم قناة الجزيرة في غزة، وأصيب بجروح أثناء وجوده في الخيمة المقابلة للخيمة المستهدفة، ويصف في حديثه للجزيرة نت المشهد بأنه كان مروعا والنيران تلتهم أجساد الزملاء في خيمة من القماش والبلاستيك تحولت إلى كتلة من اللهب.
ونجا الكردي من غارة إسرائيلية سابقة استهدفت ساحة مجمع ناصر الطبي في الأسابيع الأولى من اندلاع الحرب، وأصيب حينها بشظايا في أنحاء جسده، ويقول "الاحتلال حولنا جميعا في غزة إلى أهداف محتملة في كل لحظة".
مسلسل من الجرائم
وفي مجمع ناصر الطبي احتشد صحفيون في وقفة دعت لها نقابة الصحفيين الفلسطينيين، احتجاجا على الجرائم الإسرائيلية المتكررة بحق الصحفيين في غزة.
وعلى هامش الوقفة، قال الدكتور تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين للجزيرة نت، إن "لدى الاحتلال مخططا واضحا ضد الصحفيين، وهذه الجرائم المتكررة تستهدف اغتيال الصحفي الفلسطيني كونه الشاهد على حرب الإبادة الجماعية".
إعلانووضع الأسطل استهداف الصحفيين في السياق ذاته مع الاستهداف الممنهج ضد العاملين في القطاع الإنساني والإغاثي، وبرأيه فإن الاحتلال يريد أن يرتكب جرائمه ومجازره بحق المدنيين بصمت، وبعيدا عن عيون الصحفيين، ويريد أن يقطع كل يد تمتد لهم بالمساعدة.
ويقول نائب نقيب الصحفيين إن "هذه الجريمة ليست حدثا عابرا أو استثناء، بل هي جزء من سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال لتصفية الصحفيين الفلسطينيين الذين باتوا هدفا مباشرا لآلة القتل الإسرائيلية، فقط لأنهم يقومون بواجبهم في نقل الحقيقة".
وأضاف أن 210 صحفيين وصحفية وعاملا بالإعلام استشهدوا برصاص وصواريخ الاحتلال، في أكبر مجزرة دموية ترتكب بحق الإعلاميين في التاريخ الحديث، وسط صمت دولي مريب وتواطؤ مخجل مع جرائم الاحتلال.
وشدد الأسطل على أن النقابة توثق هذه الجرائم ومستمرة في ملاحقة قادة الاحتلال في كافة المحافل القانونية والدولية، لكشف وجهه الإجرامي أمام العالم، "وأن محاولات إسكات الصحافة الفلسطينية لن تنجح، وأن صوت الحقيقة سيظل أعلى من صوت القتل والتنكيل".