خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف .. فيديو
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
مكة المكرمة
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي المسلمين بتقوى الله سبحانه وتعالى حق تقاته في السر والعلن واتباع أوامره واجتناب نواهيه.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم: “من المعلوم أن الجَهْل نقيضُ العِلْم، لكن الجَهْلَ نَوْعانِ: عَدَمُ العِلْمِ بِالحَقِّ النّافِعِ، وعَدَمُ العَمَلِ بِمُوجَبِهِ ومُقْتَضاهُ، فَكِلاهُما جَهْلٌ، وَسُمِّيَ عَدَمُ مُراعاةِ العِلْمِ جَهْلًا، إمّا لِأنَّهُ لَمْ يُنْتَفَعْ بِهِ، فَنُزِّلَ مَنزِلَةَ الجَهْلِ، وإمّا لِجَهْلِهِ بِسُوءِ ما تَجْنِي عَواقِبُ فِعْلِهِ.
وأشار فضيلته إلى أنه إذا كان طلب العلم من أعظم القربات؛ فإن مخالفة العلم والعمل بضده من أعظم المنهيات، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من العلم الذي لا ينفع؛ فلا بد للمرء من أن يعمل بعلمه وإلا لم ينفعه علمه، وكان ما تعلمه حجة عليه، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: “إن أخوف ما أخاف على نفسي أن يقال: لي يا عويمر هل علمت؟ فأقول: نعم، فيقال لي: فماذا عملت فيما علمت؟” وعن الفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رحمه الله قال: “لَا يَزَالُ الْعَالِمُ جَاهِلًا بِمَا عَلِمَ حَتَّى يَعْمَلَ بِهِ، فَإِذَا عَمِلَ بِهِ كَانَ عَالِمًا”، وقال رحمه الله: “إِنَّمَا يُرَادُ مِنَ الْعِلْمِ الْعَمَلُ، وَالْعِلْمُ دَلِيلُ الْعَمَلِ”، وعن بِشْر بْنَ الْحَارِثِ رحمه الله قال: “إِنَّمَا فَضْلُ الْعِلْمِ؛ الْعَمَلُ بِهِ”.
وبين الدكتور غزاوي أن الجهل داء خطير وشر مستطير وهو رأس كل خطيئة، ومنشأ كل ضلال وسبب عظيم لإضاعة الدين والدنيا؛ لذا ينبغي أن يكون المرء على بصيرة من أمره وألا يقع فيما وقع فيه أهل الجهل، وأن يتأمل منهج القرآن الكريم في التحذير من أفعال أهل الجاهلية المقيتة حتى لا يشابههم في ذلك، قال ابن تيمية رحمه الله: “فالناس قبل مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا في حال جاهلية منسوبة إلى الجهل، فإن ما كانوا عليه من الأقوال والأعمال إنَّما أحدثه لهم جهال، وإنَّما يفعله جاهل”، موضحاً أن من مظاهر ذلك أنهم من جهلهم وضلالهم يظنون بالله ما لا يليق به كما قال جل وعلا: ﴿يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية﴾ وهو ظنهم أنَّ الإسْلامَ لَيْسَ بِحَقٍّ وأنَّ أمْرَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصلاة والسَلامُ باطل يَضْمَحِلُّ ويَذْهَبُ، وأن الله لن يَنْصُرَ نبيه ﷺ ولا يُتِمُّ ما دَعا إلَيْهِ مِن دِينِ الحَقِّ، قال ابن كثير رحمه الله: “وَهَكَذَا هَؤُلَاءِ، اعْتَقَدُوا أَنَّ الْمُشْرِكِينَ لَمَّا ظَهَرُوا تِلْكَ السَّاعَةِ أنَّها الْفَيْصَلَةُ وَأَنَّ الْإِسْلَامَ قَدْ بَادَ وأهلُه، هَذَا شَأْنُ أَهْلِ الرَّيْبِ وَالشَّكِّ إِذَا حَصَلَ أَمْرٌ مِنَ الْأُمُورِ الْفَظِيعَةِ، تَحْصُلُ لَهُمْ هَذِهِ الظُّنُونُ الشَّنِيعَةُ. ” رحمه الله.
وأضاف: “لا عجب أن يكون هذا حال الجاهل بالله وصفاته، وهو بخلاف ما جاء به الإسلام في جانب الاعتقاد الذي أساسه المعرفة بالله تعالى وأنَّ ما أرادَهُ كانَ؛ ولا يَكُونُ غَيْرُهُ، وأنه جعل العاقبة للمتقين ومن مظاهر جهلهم وفساد عقيدتهم ما جاء في قوله تعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾، وأن الاستفهام هنا للإنكار والتوبيخ عَلَى مَنْ خَرَجَ عَنْ حُكْمِ الله المُحْكَم وَعَدَلَ إِلَى مَا سِوَاهُ مِنَ الْآرَاءِ وَالْأَهْوَاءِ وَالِاصْطِلَاحَاتِ، الَّتِي وَضَعَهَا الرِّجَالُ بِلَا مُسْتَنَدٍ مِنْ شَرِيعَةِ اللَّهِ، كَمَا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَحْكُمُونَ بِهِ مِنَ الضَّلَالَاتِ وَالْجَهَالَاتِ، مِمَّا يَضَعُونَهَا بِآرَائِهِمْ وَأَهْوَائِهِمْ”، مضيفاً “وإنَّ مما علّمه الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لأهل الجاهلية ﴿أَفَغَیۡرَ ٱللَّهِ أَبۡتَغِي حَكَمࣰا وَهُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ إِلَیۡكُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ مُفَصَّلࣰا﴾ أي: لقد خَص الله نبيه صلى الله عليه وسلم بِهذا الكِتابِ المُفَصّلِ الكامِلِ المعجز موضَّحاً فيه الحلال والحرام، والأحكام الشرعية، وأصول الدين وفروعه، الذي لا بيان فوق بيانه، ولا برهان أجلى من برهانه، ولا أحسن منه حكماً ولا أقوم قيلاً، لأن أحكامه مشتملة على الحكمة والرحمة ومن مظاهر جهلهم وظلمهم ما جاء في قوله تعالى ذاماً لهم عائباً عليهم صنيعهم: ﴿إِذۡ جَعَلَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلۡحَمِیَّةَ حَمِیَّةَ ٱلۡجَٰهِلِیَّةِ﴾ فكانت الأنفة المانعة من قبول الحق ثابتةً راسخةً في قلوبهم، لكن الإسلام دِينُ الأخلاقِ العاليةِ والآدابِ الساميةِ، قد قبَّح أمور الجاهلية ولم يُفرِّقِ بيْنَ الناسِ ولم يُمايُزِ بيْنَهم بالأنسابِ ولا الأحسابِ، ولا بالعِرْقِ ولا باللَّونِ، وإنَّما التَّمايزُ والفَضْلُ والكَرَمُ هو بِتَقْوى اللَّهِ لا بِغَيْرِهِ قال تعالى: ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ وانظروا توجيه النبي ﷺ لِأبِي ذَرٍّ لَمّا عَيَّرَ رَجُلًا بِأُمِّهِ: (يا أبَا ذَرٍّ أعَيَّرْتَهُ بأُمِّهِ؟ إنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جاهِلِيَّةٌ)”، حيث إنه كما أبطل صلى الله عليه وسلم ما كان عليه أهل الجاهلية من التفاخر والتعاظم بالآباء فقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليةِ وفخرَها بالآباءِ، إنما هو مؤمنٌ تقيٌّ، أو فاجرٌ شقيٌّ) وفي هذه النصوص الشرعية ما يبطل الأسس التي تحكم العلاقات الاجتماعية بين الأفراد عند أهل الجاهلية، والقائمة على مبدأ العصبية والحمية، ويقرر قيام العلاقات على أواصر الإيمان وأخوة الدين ومن مظاهر جهلهم أيضًا وقوع نسائهم فيما نهى عنه عز وجل نساء هذه الأمة بقوله: ﴿ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى﴾ أيِ المُتَقَدِّمَةِ عَلى الإسْلامِ ومَا كَانَ قَبْلَ الشَّرْعِ مِنْ سِيرَةِ الْكَفَرَةِ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا لَا غَيْرَةَ عِنْدَهُمْ وَكَانَ أَمْرُ النِّسَاءِ دُونَ حِجَابٍ ينكشفن وتُبرز المرأة محاسنها للرجال وتبدي زينتها ولا تسترها، مبيناً أن هذه بعض مظاهر أهل الجهل الذين لا يعرفون الحقّ من الباطل، بينما امتنّ الله على نبيه أن جعله على منهاج واضح من أمر الدين ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أن مما ذكره صلى الله عليه وسلم من مظاهر أهل الجاهلية في تعاملهم المالي قوله : وربا الجاهلية موضوع (وإنَّما نسبَه إلى الجاهليَّةِ؛ لأنَّهم أحَلُّوه لأنفُسِهم، فلمَّا جاءَ الإسْلامِ أثبَتَ حُرمتَه وتوَعَّدَ عليه، سَواءٌ كانَ رِبا الزِّيادةِ والفضْلِ، أو رِبا التَّأْجيلِ والنَّسيئةِ، وقولُه: «موضوعٌ»، أي: باطلٌ وهَدرٌ، فكلُّ المُعامَلاتِ الرِّبويَّةِ الَّتي سبقَتْ في الجاهليَّةِ وبَقيَ منها شيءٌ، فهو هَدرٌ.
وبين فضيلته أنه جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (إنَّ مِن أشْرَاطِ السَّاعَةِ أنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، ويَكْثُرَ الجَهْلُ) فكل مسلم عاقل يربأ بنفسه أن يقع في الجهل بدين اللَّه والجهل بشرعه إما علماً أو عملاً، ولا يسعه إلا أن يكون وفق ما أراد الله على علم وبصيرة يحرص على أن يتعلم العلم النافع ويستزيد منه ويتفقه في الدين ولا يخالف ما يتعلمه، قَالَ سُفْيَانُ بن عيينة رَحِمَهُ الله: “إِنْ أَنَا عَمِلْتُ بِمَا أَعْلَمُ فَأَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمَا أَعْلَمُ فَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا أَحَدٌ أَجْهَلَ مِنِّي”، كما عليه أن يجانب أهل الجهل ولا يشابههم في شيء، بل شعاره وهديه هو ما قرره صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (ألَا كلُّ شَيءٍ مِن أمْرِ الجاهليَّةِ تحتَ قدَميَّ موضوعٌ) أي: باطلٌ ومُهْدَرٌ، ولا يُؤخَذُ به، فأمور الجاهلية كلها أمور باطلة لا فائدة فيها بل إن عواقبها وخيمة تعود بالضرر على فاعلها، لذا فقد تواردت النصوص الشرعية في النهي عن التَّشبُّهِ بأهل الجاهلية، أو الاقتِداءِ بهم، فمن ذلك ما جاء عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال: خَرَجْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حُنَيْنٍ ونحن حُدَثاءُ عَهْد بكُفْرٍ، وللمشركين سِدْرَةٌ يَعْكُفُون عندَها، ويَنُوطُون بها أسلحتهم، يُقَالُ لها: ذاتُ أَنْوَاطٍ، فمَرَرْنا بسِدْرَةٍ فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذاتَ أَنْوَاطٍ كما لهم ذاتُ أَنْواطٍ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر، إنها السُّنَنُ! قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُون﴾ لتَرْكَبُنَّ سَنَنَ من كان قَبْلَكم) فذم سؤالهم وأنكر عليهم بأن يتشبهوا بهم.
وفي المدينة المنورة أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان المسلمين بتقوى الله عز وجل حق التقوى ومراقبته بالسر والنجوى.
وقال فضيلته : إن الإسلام دين العزة والنصر والتمكين دين الرحمة والرأفة والرفق واللين دين الحق والصدق والعدل واليقين دين السعادة والفلاح والفوز في الدارين ختم الله به الرسالات ونسخ به الملل والديانات وجعله طريق العزة والنجاة ومفتاح الجنات ووسيلة الأمن والاستقرار والاستخلاف والتمكين في هذه الحياة قال تعالى ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى? لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ? يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ? ).
وأضاف : أن الله سبحانه وتعالى هو القاهر المدبر له الأمر من قبل ومن بعد وإليه ترحع الأمور له مقاليد السماوات والأرض لا مبدل لكلماته ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمة قد كتب النصر لدينه وأوليائه فقال ( كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ? إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) ووعد الله أولياءه بالنصر والتمكين فقال ( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) وقال ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ).
وبين الشيخ البعيجان أن الله تعالى يبتلي المؤمنين اختباراً وتمحيصاً ثم يجعل لهم العاقبة، قال تعالى: ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ).
وأوضح فضيلته أنه في خضم الابتلاء والصراع بين الحق والباطل قد يبطئ النصر على المؤمنين فيعظم الخطب، ويشتد الكرب، ويتأخر الفرج، حتى تخيّم ظنون اليأس والقنوط، ثم يأتي نصر الله، قال الله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)؛
وعن صهيب بن سنان ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيراً له».
وأشار فضيلته إلى أن الصراع بين الإيمان والكفر سنة من سنن الله، ولن تجد لسنة الله تبديلاً، ومنذ بزغ فجر الإسلام وأعداؤه الكفرة له بالمرصاد، يتربصون به في كل حاضر وباد، ويتحالفون عليه بالجموع والأعداد، لكن الله تكفل بحفظ دينه وأوليائه، وجعل دائرة السوء على أعدائه، ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين، ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون.
واختتم إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان الخطبة بقوله: أحسنوا الظن بالله، واستمسكوا بدينكم، واعتصموا بوحدتكم، وكونوا يداً على عدوكم، واسمعوا وأطيعوا لولاة أمركم، واسألوا الله الثبات على دينكم، فإن لدينكم عليكم واجباً فأدوه، ولأئمتكم عليكم حقاً فوفوه، واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه.
فيديو | خطيب المسجد الحرام فيصل غزاوي:
حذروا نساءكم من التبرج وإظهار الزينة فهذا من سيرة الكفرة ومظاهر أهل الجهل#الإخبارية pic.twitter.com/j09x3b0BtU
— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) October 20, 2023
فيديو | خطيب المسجد الحرام فيصل غزاوي: ابتعدوا عن حمية الجاهلية والتفاخر بالآباء فديننا دين الأخلاق والآداب السامية #الإخبارية pic.twitter.com/ks87QmNCUV
— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) October 20, 2023
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: المسجد الحرام المسجد النبوي خطبتا الجمعة صلى الله علیه وسلم إمام وخطیب المسجد المسجد الحرام رسول الله رحمه الله قال تعالى من مظاهر الع ل م الج ه ل ما جاء ه الله
إقرأ أيضاً:
«أمين الفتوى»: مصر بلد الأنبياء وصلى فيها سيدنا النبي ركعتين (فيديو)
أكد الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن مصر هي بلد الحضارة والمقدسات، وأنها محروسة بفضل الله سبحانه وتعالى، لافتا إلى أن مصر هي بلد الأنبياء، مر بها العديد من الأنبياء والرسل، بدءًا من سيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي دعا لها، مرورًا بسيدنا موسى وعيسى عليهما السلام، وصولًا إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الذي صلى في سيناء.
وأشار أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء إلى أن مصر تحمل مكانة خاصة في التاريخ الإسلامي، حيث وصفها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنها «خزائن الأرض» وأن «جندها خير أجناد الأرض».
وأضاف: «لقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن مصر محروسة إلى يوم القيامة، وهي بلدة مباركة مليئة بالأسرار، وقد تحقق ذلك من خلال وقائع تاريخية عظيمة، حيث كانت مصر دائمًا في مقدمة الصفوف في الدفاع عن الأمة الإسلامية».
وأوضح أن السيدة زينب رضي الله عنها عندما زارت مصر عقب أحداث كربلاء، تلقت استقبالًا حافلًا من أهل مصر الذين عبروا عن محبتهم لآل البيت، لافتا إلى أنه عندما جاءت السيدة زينب إلى مصر، دعت للبلاد وأهلها قائلة: «نصرتم نصركم الله، حفظتم حفظكم الله»، و هذا الدعاء يمثل عمق العلاقة بين مصر وآل البيت، فهي بلد الحب والعطاء.
وأضاف: «مصر كانت ولا تزال هي الحاضنة للمحبين والمخلصين من أهل البيت، وقد أظهر المصريون محبتهم لهذه الأسرة الكريمة من خلال دعمهم المتواصل والاحترام الكبير لهم، وهو ما يعكسه التاريخ وما نراه في الواقع حتى اليوم».
وأشار إلى أن الجيش المصري لعب دورًا حاسمًا في تحرير الأراضي الإسلامية، بما في ذلك استرداد بيت المقدس من الصليبيين وهزيمة التتار، بالإضافة إلى دورها البارز في حرب أكتوبر 1973. وقال: «مصر كانت دائمًا على العهد، حافظت على قدسيتها، وظلت محروسة من الله رغم التحديات العديدة».
وختم حديثه بالتأكيد على أن حب المصريين لآل البيت والصحابة هو حب متوازن، لا يتجاوز الحدود ولا يقصر، مضيفًا: «لقد اختار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أعظم مكان وأعظم أهل، وهذا الحب المتوازن من أهل مصر تجاه النبي وأهل بيته هو سر من أسرار قوة مصر وأمانها».
اقرأ أيضاً«الشيخ خالد الجندي»: لو الزوجة شهدت لزوجها بالصلاح فهو صالح
خالد الجندي يحذر من ارتداء «تيشرتات» تدعو إلى الإلحاد