إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

يتواصل الجدل حول تصريحات المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة، حيث دخلت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان على الخط، إذ اعتبرت الجمعة أن اتهام وزير الداخلية جيرالد دارمانان لاعب كرة القدم كريم بنزيمة بعلاقته مع جماعة الإخوان المسلمين بأنه "تضليل"، متّهمة في الوقت نفسه هداف ريال مدريد الإسباني السابق بـ"مجاملة الأصوليين الإسلاميين".

وقالت لوبان لقناة "أر أم سي": "اتهام السيد بنزيمة الذي لم يعد يعيش حتى في فرنسا، من قبل وزير الداخلية، هو تضليل، فيما نواجه راهناً مشكلات كبرى".

وتابعت لوبان التي خسرت الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 2017 و2022 أمام الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون "يأخذ على السيد بنزيمة قربه من الإخوان المسلمين. لكني لم أسمع السيد دارمانان قط يطلب حظر جماعة الإخوان المسلمين، لأنك قبل أن تتهم شخصا بمشاركة إيديولوجية ما، يتعين على المرء التعبير عن هذه الإيديولوجية"، مضيفة "طالبت بقانون لمواجهة الإيديولوجيات الإسلامية".

في الوقت عينه، اتهمت لوبان اللاعب الجديد لنادي الاتحاد السعودي بـ"مجاملة الإسلام المتطرّف والذي يسمّيه البعض أصولية إسلامية". أصرّت على ذلك "هذا أمر بديهي"، دون شرح المزيد.

وكان دارمانان قد اتهم مهاجم المنتخب الفرنسي السابق والحاصل على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم عام 2022، بعد أن نشر الأحد على موقع "إكس" رسالة دعم لسكان غزة، ضحايا "القصف الظالم" الذي نفذته إسرائيل، حسب قوله ردا على الهجوم الدامي الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الحالي.

وقال بنزيمة "كل صلواتنا من أجل سكان غزة الذي يقعون مرة أخرى ضحايا لهذا القصف الظالم الذي لم يستثن النساء ولا الأطفال". وأوضح وزير الداخلية أنه يمكن تفسير هذا الموقف بعلاقات بنزيمة بجماعة الإخوان المسلمين، وهي منظمة إسلامية وُلدت في مصر حيث تعتبر "إرهابية".

وقال دارمانان الاثنين على قناة "سي نيوز" مثيرا عاصفة على شبكات التواصل الاجتماعي "كريم بنزيمة لديه علاقة، كما نعلم جميعا، سيئة السمعة، مع جماعة الإخوان المسلمين".

ولم يتفاعل بنزيمة الذي يلعب حاليا مع اتحاد جدة السعودي ويظهر عقيدته الإسلامية، بشكل مباشر لكنه ترك محاميه يتولى المهمة.

وردّ محامي بن زيمة أوغ فيجييه الخميس على إذاعة "أر إم سي"، مهدداً بتقديم شكوى ضد الوزير: "كريم بنزيمة ليس له أي علاقة مع جماعة الإخوان المسلمين لا من قريب ولا من بعيد".

كما اعتبر المحامي بأنه "من غير المتصوّر" أن يكون وزير الداخلية "قادراً على الإدلاء بمثل هذه التعليقات، من الواضح، دون أي تحقق". وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، أشار مقرّب من الوزير إلى "انجراف بطيء في مواقف كريم بنزيمة نحو إسلام متشدّد وصارم، وهو ما يميّز أيديولوجية الإخوان المسلمين".

كما ذكّر برفض بنزيمة غناء النشيد الوطني عندما كان يدافع عن ألوان المنتخب الفرنسي أو "التبشير على شبكات التواصل الاجتماعي". وأكد دارمانان الخميس انه سيسحب تعليقاته إذا كتب بنزيمة عن "بكائه" أيضا على المدرس دومينيك برنار الذي قُتل طعنا على يد طالب سابق متطرف، متحدر من جمهورية إنغوشيا الروسية في القوقاز، في شمال البلاد.

 

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الحرب بين حماس وإسرائيل حماس غزة الغارات على غزة الإخوان المسلمون كريم بنزيمة مارين لوبان جيرالد دارمانان جماعة الإخوان المسلمین وزیر الداخلیة کریم بنزیمة

إقرأ أيضاً:

من الدين إلى السياسة.. تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية وارتباطها بالعنف

تاريخ دامٍ من العنف والتطرف اتبعته جماعة الإخوان الإرهابية في مصر منذ تأسيسها في عام 1928، فكانت مثار جدل وغموض وعملت على تهديد استقرار الدول والمجتمعات، وعملت على نشر فكرها المتطرف عبر استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية.

تحول التنظيم إلى قوة سياسية مسلحة

في البداية، ارتبط اسم الجماعة بالكفاح ضد الاحتلال البريطاني، لكن سرعان ما تحول التنظيم إلى قوة سياسية مسلحة، لتشهد البلاد سلسلة من الأعمال الإرهابية، بدءًا من اغتيال النقراشي باشا، رئيس وزراء مصر في عام 1948، وصولاً إلى مشاركتها في العنف بعد ثورة 25 يناير 2011.

في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013، تحولت الجماعة إلى التنظيمات الإرهابية المتطرفة، إذ قامت بشن العديد من الهجمات على مؤسسات الدولة والمواطنين الأبرياء، محاولين زعزعة الأمن القومي، وتفعيل أساليب العنف والتفجيرات والاغتيالات السياسية بهدف إحداث حالة من الفوضى.

الإخوان خطر على مصر

وأكد الكاتب الصحفي جمال الكشكي، أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت ولا تزال تمثل تهديدًا كبيرًا لاستقرار الوطن وأمنه، مضيفا أن الجماعة منذ نشأتها، كانت تسعى لاستغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية، وكانت دائمًا ما تضع الولاء للجماعة فوق مصلحة الوطن، وهو ما تجسد في العديد من الحوادث المأساوية التي وقعت في السنوات الأخيرة، إذ تم استخدام العنف والإرهاب كأداة للوصول إلى السلطة.

وأضاف الكشكي، في تصريح لـ «الوطن» أن الجماعة اختارت دائمًا الانفصال عن قيم الوطنية والانتماء، وكان همها الأول هو تحقيق مصالحها الضيقة على حساب مصالح الشعب والدولة، وهذا ما شاهدناه بوضوح بعد ثورة 25 يناير، خاصة في فترات حكم محمد مرسي، إذ لم تلتزم الجماعة بمبادئ الديمقراطية والتوافق الوطني.

الأنشطة الإرهابية للجماعة من العنف إلى التفجيرات

عملت جماعة الإخوان على تنظيم وتخطيط العديد من الهجمات الإرهابية في الفترة التي تلت عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، الهجمات على المنشآت الحكومية، بما في ذلك التفجيرات التي استهدفت مقرات الشرطة والجيش، كانت تهدف إلى زعزعة الاستقرار في البلاد.

من بين أبرز الجرائم التي نفذتها الجماعة كانت الهجمات على محكمة مصر الجديدة عام 2013، التي أسفرت عن مقتل العديد من رجال الأمن والمدنيين، فضلاً عن التفجيرات التي استهدفت المنشآت الحكومية مثل الأقسام الأمنية ومديريات الأمن، تميزت هذه الهجمات بالاستهداف المتعمد للبنية التحتية للدولة، مما يبرز نية الجماعة في إشاعة الفوضى والاضطراب داخل المجتمع المصري.

بالإضافة إلى الهجمات المسلحة، استمرت الجماعة في استخدام الأساليب الإرهابية التي تشمل التحريض على العنف والانقسام الطائفي في المجتمع المصري، وقد ساهمت هذه الأفعال في إحداث انقسامات حادة بين فئات الشعب، وزرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، مما دفع المجتمع إلى حافة الانهيار.

الإخوان تهدد تماسك المجتمع

ومن جانبها قالت ريهام الشبراوي، المقرر المساعد للجنة الأسرة والتماسك المجتمعي في الحوار الوطني إن جماعة الإخوان كانت وما زالت تمثل تهديدًا كبيرًا لتماسك المجتمع المصري، من خلال استخدام خطاب الكراهية والعنف، سعت الجماعة إلى خلق انقسامات مجتمعية خطيرة تضر بالنسيج الاجتماعي للوطن، مضيفة أن الجماعة كانت تحاول توظيف الدين لأغراض سياسية، وهو ما تسبب في تأجيج العنف وزعزعة الأمن الاجتماعي، لم تكن تهتم بالوطن أو مصالح المواطنين، بل كانت تسعى إلى تحقيق أجنداتها الخاصة على حساب استقرار البلاد.

وأكدت الشبراوي، في تصريح لـ «الوطن» أن ممارسات جماعة الإخوان خلقت حالة من التوتر الاجتماعي في مصر، وهو ما يتطلب من الجميع الآن التكاتف من أجل مواجهة هذه الجماعة وأيديولوجياتها التي تهدد ليس فقط الأمن السياسي، ولكن أيضًا تماسك المجتمع المصري الذي يعد من أهم ركائز استقرار الوطن.

مقالات مشابهة

  • جماعة الإخوان ونظرية القطيع.. مقاربة سوسيولوجية
  • احتفالات فرنسية غريبة بموت زعيم اليمين المتطرف لوبان
  • حتى لا ننسى.. جماعة الإخوان اغتالت النائب العام الأسبق في شهر رمضان
  • 97 عامًا من التضليل.. كيف اتخذت جماعة الإخوان الشائعات أداة لنشر الفوضى؟
  • حكاية الشهيد أحمد زكي.. اغتالته جماعة الإخوان وآخر كلماته «بسم الله»
  • من الدين إلى السياسة.. تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية وارتباطها بالعنف
  • مساعد وزير الداخلية السابق: الشعب انخدع بالجماعة المحظورة في 2011
  • خبير في شؤون الحركات الإسلامية: سلاح الوعي هو الأمثل لمواجهة الشائعات
  • جماعة الإخوان المسلمين تبارك للشعب والمقاومة الفلسطينية.. هذا استحقاق غزة حاليا
  • تاريخ من العنف والإرهاب.. أبرز جرائم جماعة الإخوان ضد الأقباط