يُحكم على الإنسان قبل حتى أن يُصبح علَقَة، وتُصنع له الأصفاد مُسبقًا بشكلٍ قابل للتمدد، حتى تتمددّ مع هذا الإنسان من يومِه الأول حتى الأخير، بل حتى يُدفَن وهو متزيّن بها!
فما هو ممنوع للاقتراب أكثر بكثيرٍ مِمّا هو مسموح، وما هو محظور للتجربة أضعاف ما هو مفسوح، ليكون بذلك طريق الإنسان معبَّدا وجاهزا لتكرار نسخة أخرى من حياة مليارات البشر.
أحدهم فقد عقله يومًا، وقرر أن يحيد عن ذاك الطريق المُعبّد سَلَفًا، فسلك طريقًا آخر وأنتج للبشر ما لا يمكنهم العيش من دونه، حتى جنّ جنون "العقلاء"، فكيف لفاقدِ عقل كهذا أن يصنع أثرا كبيرا؟، الأكيد أنها صدفة لا يمكن تكرارها!
ألهَم هذا المجنون صاحب الصدفة قليلا من العقلاء، ليتخلّوا أيضًا عن عقولهم ويعكسوا الطريق المعبّد، وينتجوا مالا يمكن للحياة أن تستمر دونه اليوم، رغم تخلّيهم عن منهج "العقلاء" ومع ذلك كانت الذريعة الوحيدة لنجاحهم هو "الصدفة"!
كان هؤلاء المجانين لحظة معاكستهم للطريق مَحَط سخط وازدراء من الآخرين، حتى أتَت اللحظة الحاسمة التي بدّلت ذاك السخط بحفاوة وإجلال، إلا أن هذه اللحظة غالبًا ما تأتِ والمجنون في نومة أبدية!
لِم هذا التأخير؟ يبدو أن كبرياء "العقلاء" يمنعهم إنصاف "المجانين" في لحظات نشاطهم، فيتأجل الإنصاف حتى تطول غفوة المجنون، ولا تصبح له مساحة للتشفّي!
وإذا ما سُئِل أحد المجانين عن المقادير السحرية للجنون، سيردّ قائلا: ليست مقادير سرّية، كل ما عليك هو التحرُّر من الأغلال، تلك التي ستكتشف بمجرد تحريرها أنها ليست سوى أغلال من ورَق!
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: د علي السويد
إقرأ أيضاً:
رئيس «صحة الشيوخ»: نصر أكتوبر نبراس يضيء طريق العزة للمصريين
تقدّم النائب الدكتور حسين خضير رئيس لجنة الصحة والإسكان بمجلس الشيوخ، بالتهنئة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، والشعب المصري بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ51 لانتصارات أكتوبر، مشيرًا إلى أنها ستظل ذكرى محفورة في التاريخ المصري والعربي عن قوة وعزة الإرادة المصرية.
انتصارات أكتوبر المجيدةوأكد في بيان، أن انتصارات أكتوبر المجيدة تستدعي في الذاكرة شجاعة وبسالة رجال القوات المسلحة البواسل الذين قدموا أروع صور التضحية والفداء في أعظم المعارك في تاريخ الأمة العربية، مما يمثل تتويجاً لعزيمة وإصرار أبطال مصر الذين وقفوا بثبات وإيمان من أجل استرداد أرضهم وكرامتهم.
ولفت رئيس لجنة الصحة بالشيوخ، إلى أن نصر أكتوبر يمثل نقطة فارقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث استطاع رجال القوات المسلحة الشرفاء تحقيق انتصار باهر قلب موازين القوى، وأعاد للأمة العربية الثقة في قدرتها على الدفاع عن حقوقها، مشيراً إلى أنها لم تكن هذه المعركة مجرد صراع مسلح، بل كانت تعبيراً عن إرادة وطنية لا تعرف المستحيل، فكانت تضحيات الجنود على الجبهة، وتكاتف الشعب في الداخل، عاملين مشتركين في صناعة هذا النصر الذي سيظل محفوراً في ذاكرة الأجيال.
الوطن لا ينسى أبناءهوأشار الدكتور حسين خضير إلى أن في هذه الذكرى الخالدة، نحيي أرواح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل استعادة الأرض والعزة، وهؤلاء الأبطال الذين نقشوا أسمائهم بدمائهم على صفحات التاريخ، لن ينساهم الوطن، وسيظل عطاؤهم نبراساً يضيء طريق الأجيال القادمة.