يستقبل الرئيس الأميركي، جو بايدن، في البيت الأبيض، الجمعة، قادة الاتحاد الأوروبي، شارل ميشال، وأورسولا فون دير لايين، في قمة بين التكتل والولايات المتحدة، ستسعى إلى توجيه "رسالة وحدة" بشأن غزة وأوكرانيا على حد سواء، وفقا لفرانس برس.

وتأتي هذه القمة وسط أزمات متزايدة في العالم، على رأسها الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.

ويريد القادة الأميركيون والأوروبيون إظهار جبهة موحدة وتعزيز "الشراكة الاستراتيجية" بينهم.

وفي ربطها بين الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا وحرب حماس ضد إسرائيل، رأت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، في خطاب، الخميس، أن "هاتين الأزمتين، على الرغم من اختلافهما، تدعوان أوروبا وأميركا إلى اتخاذ موقف مشترك من أجل حماية ديمقراطياتنا".

ويسعى الأوروبيون والأميركيون خصوصا إلى تجنب فتح جبهة ثانية مع حزب الله اللبناني، وأبعد من ذلك، حدوث تصعيد في المنطقة لا يمكن التنبؤ بعواقبه.

وقبل القمة، قال مسؤول أوروبي للصحفيين، طالبا عدم كشف هويته: "من المهم خصوصا أن نضاعف جهودنا على جانبي المحيط الأطلسي، لضمان عدم اتساع رقعة هذا النزاع إلى ما وراء حدوده".

ورأى أن القمة ستشكل فرصة "لتوجيه رسائل واضحة وموحدة إلى جميع أطراف النزاع، تؤكد دعم إسرائيل وإرسال مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين العالقين في غزة".

طمأنة الأوروبيين

لكن سيكون على القادة العمل على عدة جبهات، وأحد تحديات القمة هو إظهار دعم قوي ومستمر لأوكرانيا، وسط بعض من عدم اليقين في واشنطن بسبب الأزمة التي تشل الكونغرس الأميركي.

وتحدث الرئيس الأميركي الذي زار إسرائيل، الأربعاء، إلى الأميركيين، مساء الخميس، في محاولة لتوحيدهم في الدفاع عن إسرائيل وأوكرانيا، وانتزاع الإجماع السياسي الذي يحتاج إليه لتمويل هاتين القضيتين.

والرهان كبير، لأن المساعدات المالية رهينة لهذا الشلل، والولايات المتحدة في طريقها مباشرة إلى أزمة جديدة في الميزانية أو "الإغلاق" في 17 نوفمبر، مع انقسام الكونغرس والخلافات داخل الحزب الجمهوري، التي تعرقل انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب.

وسيسعى بايدن لى "طمأنة الأوروبيين" في هذا الصدد.

وفي حديث لصحفيين، الخميس، أكد رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال أنه "واثق جدا من أن الرئيس الأميركي سيبذل كل ما في وسعه لضمان وصول التمويل".

ومن بين القضايا المدرجة على جدول الأعمال أيضا، قضية حساسة متمثلة في إشراك أكبر لدول أخرى تحاول روسيا من خلالها الالتفاف على العقوبات الدولية.

وقال ميشال: "نحاول إغلاق كل الأبواب" التي تسمح بتجاوز العقوبات.

وعقد الاجتماع السابق بين القادة الأوروبيين والأميركيين في بروكسل بشهر يونيو 2021.

النزاع حول الصلب

لكن القضايا الجيوسياسية لن تكون القضية الوحيدة في القمة، بينما تبدو مؤشرات ضعف على الاقتصادات الكبرى في العالم، بحسب صندوق النقد الدولي.

وعلاوة على ذلك، يتعين على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أيضا حل النزاعات التجارية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالواردات الأوروبية من الصلب التي فرضت عليها رسوم في 2018، خلال عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.

وعلقت هذه الرسوم في 2021 لكن قد يتم تفعيلها من جديد إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية أكتوبر.

ويأمل الاتحاد الأوروبي أيضا في التوصل إلى اتفاق بشأن المعادن الأساسية اللازمة للانتقال في قطاع الطاقة. ويتعلق الأمر بإزالة نقاط تمييزية واردة في خطة المناخ الأميركية الرئيسية التي أقرت في صيف 2022.

وتوقع المفوض الأوروبي للتجارة، فالديس دومبروفسكيس، الثلاثاء، على هامش اجتماع وزراء المالية الأوروبيين في لوكسمبورغ، الإعلان خلال القمة عن اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن الصلب والألمنيوم وكذلك بشأن توريد المعادن الأساسية.

لكنه أضاف: "لم نبلغ هذه المرحلة بعد وما زال علينا التغلب على الخلافات".

وأخيرا، في مواجهة حالة الطوارئ المناخية، يعتزم الاتحاد الأوروبي الضغط على واشنطن، وتشجيع الولايات المتحدة على بذل مزيد من الجهد.

وقال المسؤول الأوروبي: "سنصر أيضا على أن إحدى النقاط الرئيسية في جدول الأعمال ستكون دفع الولايات المتحدة إلى التحرك بشأن المناخ".

واتفقت الدول الـ27 على أن يدافع الاتحاد الأوروبي في الدورة الثامنة والعشرين المقبلة لمؤتمر الأطراف في أوائل ديسمبر في دبي، عن وضع حد لاستخدام الوقود الأحفوري المحروق من دون احتجاز ثاني أكسيد الكربون على أن يبلغ الاستهلاك العالمي ذروته منذ "هذا العقد".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: والولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی الرئیس الأمیرکی

إقرأ أيضاً:

الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين

 

كشف الجيش الأميركي عن مشاركة مقاتلات من طراز «إف-35 سي» في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين، مؤكداً استهداف منشآت لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة، في سياق الحد من قدرات الجماعة المدعومة من إيران على مهاجمة السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويأتي استخدام الجيش الأميركي لطائرات «إف-35 سي» في ضرباته على الحوثيين بعد أن استخدم الشهر الماضي القاذفة الشبحية «بي-2» لاستهداف مواقع محصنة تحت الأرض في صعدة وصنعاء.

 

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان، أن قواتها نفذت سلسلة من الغارات الجوية الدقيقة على عدد من منشآت تخزين الأسلحة الحوثية الواقعة داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، يومي 9 و10 نوفمبر (تشرين الثاني).

وبحسب البيان تضمنت هذه المرافق مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية المتقدمة التي يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران لاستهداف السفن العسكرية والمدنية الأميركية والدولية التي تبحر في المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن. كما أفاد بأن أصولاً تابعة للقوات الجوية والبحرية الأميركية بما في ذلك طائرات «إف-35 سي» شاركت في الضربات.

وطبقاً لتقارير عسكرية، تمتلك مقاتلة «إف-35» قدرات شبحية للتخفي تفوق مقاتلتي «إف-22» و«إف-117»، وقاذفة «بي-2»، ولديها أجهزة استشعار مصممة لاكتشاف وتحديد مواقع رادارات العدو وقاذفات الصواريخ، إضافة إلى تزويدها بحجرات أسلحة عميقة مصممة لحمل الأسلحة وتدمير صواريخ المنظومات الدفاعية الجوية من مسافة بعيدة.

وجاءت الضربات -وفق بيان الجيش الأميركي- رداً على الهجمات المتكررة وغير القانونية التي يشنها الحوثيون على الملاحة التجارية الدولية، وكذلك على السفن التجارية الأميركية وقوات التحالف في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. وهدفت إلى إضعاف قدرة الحوثيين على تهديد الشركاء الإقليميين.

تصد للهجمات
أوضحت القيادة المركزية الأميركية أن المدمرتين «يو إس إس ستوكديل» و«يو إس إس سبروانس» إلى جانب طائرات القوات الجوية والبحرية الأمريكية، نجحت في التصدي لمجموعة من الأسلحة التي أطلقها الحوثيون أثناء عبور المدمرتين مضيق باب المندب.

وطبقاً للبيان الأميركي، اشتبكت هذه القوات بنجاح مع ثمانية أنظمة جوية من دون طيار هجومية أحادية الاتجاه، وخمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وأربعة صواريخ كروز مضادة للسفن؛ مما ضمن سلامة السفن العسكرية وأفرادها.

 

وإذ أكدت القيادة المركزية الأميركية عدم وقوع أضرار في صفوفها أو معداتها، وقالت إن إجراءاتها تعكس التزامها المستمر بحماية أفرادها والشركاء الإقليميين والشحن الدولي، مع الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأضافت أنها «ستظل يقظة في جهودها لحماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وستواصل اتخاذ الخطوات المناسبة لمعالجة أي تهديدات للاستقرار الإقليمي».

ويزعم الحوثيون أنهم يشنون هجماتهم البحرية لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، في سياق مساندتهم للفلسطينيين في غزة، وأخيراً لمساندة «حزب الله» في لبنان.

22 غارة
وكان إعلام الحوثيين أفاد بتلقي الجماعة نحو 22 غارة بين يومي السبت والثلاثاء الماضيين، إذ استهدفت 3 غارات، الثلاثاء، منطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا الواقعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية التي تتخذ منها الجماعة منطلقاً لشن الهجمات البحرية، واستقبال الأسلحة الإيرانية المهربة.

ويوم الاثنين، اعترفت الجماعة أنها تلقت 7 غارات وصفتها بـ«الأميركية والبريطانية»، استهدفت منطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران، إلى جانب غارتين استهدفتا منطقة الرحبة في مديرية الصفراء التابعة لمحافظة صعدة، حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

كما أقرت بتلقي 4 غارات استهدفت منطقة جربان في الضواحي الجنوبية لصنعاء، إلى جانب غارة استهدفت معسكر «الحفا» في صنعاء نفسها، وغارتين ضربتا منطقة حرف سفيان في محافظة عمران، يوم الأحد.

 

وبدأت الموجة الجديدة من الضربات الغربية المتتابعة، مساء السبت الماضي؛ إذ استهدفت 3 غارات معسكرات الجماعة ومستودعات أسلحتها في منطقتي النهدين والحفا في صنعاء.

وبلغت الغارات الغربية التي استقبلها الحوثيون نحو 800 غارة، بدءاً من 12 يناير الماضي (كانون الثاني)؛ كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في استهداف المواقع المحصّنة للجماعة في صنعاء وصعدة.

يشار إلى أنه منذ نوفمبر 2023، تبنّت الجماعة الحوثية قصف أكثر من 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وتقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانيها، وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

مقالات مشابهة

  • دولة أوروبية تُعبّر عن انزعاجها من تدخل إسرائيل في السياسة الداخلية
  • مستشار ترامب: مصلحة بريطانيا مع أمريكا وليس الاتحاد الأوروبي
  • جلسة مرتقبة لمجلس الأمن حول السلام الدائم في الشرق الأوسط
  • بعثة الاتحاد الأوروبي تحتفل في أبوظبي بالذكرى الـ 10 لافتتاح مقرها
  • «الاتحاد الأوروبي» يحتفل بالذكرى العاشرة لافتتاح مقر بعثته الدبلوماسية بأبوظبي
  • صحيفة أميركية تكشف عن تعهد إيراني سري مكتوب لواشنطن بشأن ترامب
  • ترامب يكشف عن خطة إدارته بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا
  • الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين
  • "بوريل" يقترح تعليق الحوار الأوروبي مع "إسرائيل" بسبب انتهاكاتها بغزة
  • ياسر البخشوان: القمة العربية رسالة قوية حول أهمية وحدة الصف لمواجهة التحديات