رسالة وحدة بشأن غزة وأوكرانيا.. قمة أوروبية أميركية مرتقبة
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
يستقبل الرئيس الأميركي، جو بايدن، في البيت الأبيض، الجمعة، قادة الاتحاد الأوروبي، شارل ميشال، وأورسولا فون دير لايين، في قمة بين التكتل والولايات المتحدة، ستسعى إلى توجيه "رسالة وحدة" بشأن غزة وأوكرانيا على حد سواء، وفقا لفرانس برس.
وتأتي هذه القمة وسط أزمات متزايدة في العالم، على رأسها الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.
وفي ربطها بين الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا وحرب حماس ضد إسرائيل، رأت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، في خطاب، الخميس، أن "هاتين الأزمتين، على الرغم من اختلافهما، تدعوان أوروبا وأميركا إلى اتخاذ موقف مشترك من أجل حماية ديمقراطياتنا".
ويسعى الأوروبيون والأميركيون خصوصا إلى تجنب فتح جبهة ثانية مع حزب الله اللبناني، وأبعد من ذلك، حدوث تصعيد في المنطقة لا يمكن التنبؤ بعواقبه.
وقبل القمة، قال مسؤول أوروبي للصحفيين، طالبا عدم كشف هويته: "من المهم خصوصا أن نضاعف جهودنا على جانبي المحيط الأطلسي، لضمان عدم اتساع رقعة هذا النزاع إلى ما وراء حدوده".
ورأى أن القمة ستشكل فرصة "لتوجيه رسائل واضحة وموحدة إلى جميع أطراف النزاع، تؤكد دعم إسرائيل وإرسال مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين العالقين في غزة".
طمأنة الأوروبيينلكن سيكون على القادة العمل على عدة جبهات، وأحد تحديات القمة هو إظهار دعم قوي ومستمر لأوكرانيا، وسط بعض من عدم اليقين في واشنطن بسبب الأزمة التي تشل الكونغرس الأميركي.
وتحدث الرئيس الأميركي الذي زار إسرائيل، الأربعاء، إلى الأميركيين، مساء الخميس، في محاولة لتوحيدهم في الدفاع عن إسرائيل وأوكرانيا، وانتزاع الإجماع السياسي الذي يحتاج إليه لتمويل هاتين القضيتين.
والرهان كبير، لأن المساعدات المالية رهينة لهذا الشلل، والولايات المتحدة في طريقها مباشرة إلى أزمة جديدة في الميزانية أو "الإغلاق" في 17 نوفمبر، مع انقسام الكونغرس والخلافات داخل الحزب الجمهوري، التي تعرقل انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب.
وسيسعى بايدن لى "طمأنة الأوروبيين" في هذا الصدد.
وفي حديث لصحفيين، الخميس، أكد رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال أنه "واثق جدا من أن الرئيس الأميركي سيبذل كل ما في وسعه لضمان وصول التمويل".
ومن بين القضايا المدرجة على جدول الأعمال أيضا، قضية حساسة متمثلة في إشراك أكبر لدول أخرى تحاول روسيا من خلالها الالتفاف على العقوبات الدولية.
وقال ميشال: "نحاول إغلاق كل الأبواب" التي تسمح بتجاوز العقوبات.
وعقد الاجتماع السابق بين القادة الأوروبيين والأميركيين في بروكسل بشهر يونيو 2021.
النزاع حول الصلبلكن القضايا الجيوسياسية لن تكون القضية الوحيدة في القمة، بينما تبدو مؤشرات ضعف على الاقتصادات الكبرى في العالم، بحسب صندوق النقد الدولي.
وعلاوة على ذلك، يتعين على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أيضا حل النزاعات التجارية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالواردات الأوروبية من الصلب التي فرضت عليها رسوم في 2018، خلال عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.
وعلقت هذه الرسوم في 2021 لكن قد يتم تفعيلها من جديد إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية أكتوبر.
ويأمل الاتحاد الأوروبي أيضا في التوصل إلى اتفاق بشأن المعادن الأساسية اللازمة للانتقال في قطاع الطاقة. ويتعلق الأمر بإزالة نقاط تمييزية واردة في خطة المناخ الأميركية الرئيسية التي أقرت في صيف 2022.
وتوقع المفوض الأوروبي للتجارة، فالديس دومبروفسكيس، الثلاثاء، على هامش اجتماع وزراء المالية الأوروبيين في لوكسمبورغ، الإعلان خلال القمة عن اتفاق بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن الصلب والألمنيوم وكذلك بشأن توريد المعادن الأساسية.
لكنه أضاف: "لم نبلغ هذه المرحلة بعد وما زال علينا التغلب على الخلافات".
وأخيرا، في مواجهة حالة الطوارئ المناخية، يعتزم الاتحاد الأوروبي الضغط على واشنطن، وتشجيع الولايات المتحدة على بذل مزيد من الجهد.
وقال المسؤول الأوروبي: "سنصر أيضا على أن إحدى النقاط الرئيسية في جدول الأعمال ستكون دفع الولايات المتحدة إلى التحرك بشأن المناخ".
واتفقت الدول الـ27 على أن يدافع الاتحاد الأوروبي في الدورة الثامنة والعشرين المقبلة لمؤتمر الأطراف في أوائل ديسمبر في دبي، عن وضع حد لاستخدام الوقود الأحفوري المحروق من دون احتجاز ثاني أكسيد الكربون على أن يبلغ الاستهلاك العالمي ذروته منذ "هذا العقد".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: والولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی الرئیس الأمیرکی
إقرأ أيضاً:
محادثات أوروبية تبحث أسلوب ترامب بالتعاطي مع ملف الهجرة
يبحث وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في وارسو البولندية كيفية التعامل مع الهجرة غير النظامية، مع إشارة عدد منهم إلى أسلوب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تناول هذا الملف الشائك.
وأكد أحد المشاركين في محادثات وارسو "لسنا وحشيين لهذا الحد، لكن هذا يظهر أن القليل من الضغط يثبت أحيانا فاعليته"، في حين جرى التطرق إلى مواجهة ترامب مع كولومبيا صراحة في محادثات الوزراء، وتناولت المناقشات كيفية تعامل التكتل مع الدول المترددة في استعادة مواطنيها.
والأسبوع الماضي، كادت أن تقع حرب تجارية بين كولومبيا والولايات المتحدة عندما هدد ترامب بفرض عقوبات ورسوم جمركية باهظة بعدما أمر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بإعادة طائرتين عسكريتين أميركيتين تحملان مهاجرين تم ترحيلهم.
مفاوضات مطوّلةحسب بيانات الاتحاد الأوروبي، فإن أقل من 20% من الأشخاص الذين صدرت أوامر لهم بالمغادرة عادوا إلى بلدانهم الأم، وهو الأمر الذي يتعرض الاتحاد لضغوط لتحسينه بسرعة، مع التركيز على المكاسب التي يحققها أقصى اليمين في جميع أنحاء القارة من خطابه حول الهجرة.
وقال أحد الحاضرين في المحادثات "لا يمكن للسياسيين إجراء مناقشة الآن من دون التحدث عما يفعله ترامب". وأشار إلى أن هناك "حلولا مبتكرة" لمعالجة الهجرة تروّج لها دول مثل إيطاليا والدانمارك وهولندا، مطروحة على الطاولة.
إعلانوأضاف المسؤول الأوروبي أن "الأمر سهل بالنسبة لترامب، فهو يجلس هناك ويكتب تغريدة. وهذا فعال للغاية"، موضحا "لن نكون بهذه السرعة"، في إشارة إلى المفاوضات المطولة التي يتعين على أعضاء الاتحاد الأوروبي خوضها قبل الاتفاق على شيء ما.
من بين الأفكار الأوروبية التي يجري بحثها فكرة "مراكز العودة" لبعض طالبي اللجوء (الفرنسية)وفي مواجهة نقص العمالة في إطار سعي أوروبا إلى تجديد قدرتها التنافسية الاقتصادية المتأخرة، اقترح البعض أن لا نموذج واحدا يناسب الجميع في القارة.
وقال مفوض الهجرة في الاتحاد الأوروبي ماغنوس برونر "دعونا لا نركز على كل بيان يصدر عن الولايات المتحدة"، مضيفا أن على أوروبا أن تركز على ما يتعين عليها القيام به؛ "علينا أن نؤدي واجباتنا".
وتذكر وكالة الصحافة الفرنسية أن من بين الأفكار الأكثر "تطرفا" التي يبحثها التكتل فكرة "مراكز العودة" خارج الاتحاد الأوروبي حيث يمكن إرسال بعض طالبي اللجوء في انتظار نقلهم إلى بلدهم الأصلي، غير أن هذا المفهوم محفوف بالمخاوف القانونية والأخلاقية التي بدأ وزراء الداخلية في وارسو الاتفاق عليها.
ترامب يحمل رسما بيانيا حول الهجرة غير النظامية في أثناء خطاب سابق له (رويترز)وبدأ الاجتماع الأوروبي مع كشف ترامب عن خطة مفاجئة لاحتجاز آلاف المهاجرين غير المسجلين في خليج غوانتانامو، رغم أن هذا الاقتراح لم يُذكر علنا في وارسو.
وانخفضت عمليات رصد المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون الاتحاد الأوروبي بنسبة 38% العام الماضي ليكون أدنى مستوى مسجل منذ عام 2021، وفقا لوكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي التي عزت ذلك إلى حملة صارمة على المهربين.
ويأتي هذا في حين يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملته بترحيل المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة، في إطار سلسلة من الإجراءات "للوفاء بوعوده" بعد أن تعهّد خلال حملته الانتخابية بإطلاق "أكبر برنامج ترحيل في التاريخ الأميركي".
وقد تفاخر البيت الأبيض الأسبوع الماضي بتوقيف مئات "المهاجرين غير النظاميين المجرمين"، مشيرا إلى ترحيلهم بطائرات عسكرية وليست مدنية، خلافا لما كان يحدث سابقا.