بايدن: سأطلب دعما غير مسبوق لإسرائيل في طلب تمويل إضافي
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب إلى الأمة مساء الخميس أنّه سيطلب من الكونغرس الجمعة تمويلاً «عاجلاً» لمساعدة إسرائيل وأوكرانيا «شريكتينا الأساسيتين».
وقال بايدن في خطابه المتلفز إنّ دعم هذين البلدين هو «استثمار ذكي سيؤتي ثماره عبر تعزيز الأمن الأميركي لأجيال مقبلة. يساعدنا في إبقاء القوات الأميركية بمنأى من الأذى.
وسعى بايدن في كلمته إلى الربط بين مسلحي حماس في قطاع غزة وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي بدأت قواته عمليات عسكرية في أوكرانيا في فبراير 2022.
وقال «حماس وبوتين يمثلان تهديدين مختلفين، لكنهما يشتركان في أمر: كلاهما يريد القضاء على ديمقراطية مجاورة».
وحذّر بايدن من أنّ كلاًّ من حركة حماس وروسيا تسعى «للقضاء على ديموقراطية مجاورة»، مؤكّداً أنّ تقديم دعم عسكري لإسرائيل وأوكرانيا يمثّل مصلحة حيويّة للولايات المتّحدة.
جاء خطاب بايدن بعد حوالي 20 ساعة من عودته من رحلة سريعة لإسرائيل لإبداء التضامن الأميركي معها بعد الهجوم الذي شنته حماس عليها في السابع من أكتوبر.
وبدت رسالة بايدن ملحة، فإسرائيل تستعد لاجتياح بري لقطاع غزة للقضاء على حماس فيما تتصاعد التوترات بعد انفجار بمستشفى في غزة أسفر عن مقتل المئات.
وقال بايدن إن إسرائيل ليست مسؤولة عن الانفجار كما يؤكد مسؤولو حماس، واستطرد بالقول لكنه «لا يمكننا أن نتجاهل إنسانية الفلسطينيين الأبرياء الذين يريدون فقط العيش في سلام وأن تتاح لهم الفرص».
وعبر بايدن عن قلقه من أن بعض الأميركيين يتساءلون «ما شأن أميركا» لتدعم الحروب؟.
وقال «أعلم أن هذه الصراعات قد تبدو بعيدة»، وتابع أن خصوم أميركا يراقبون كيف سيتطور الصراعان وأنهم قد يثيرون أزمات في مناطق أخرى من العالم وفقا لما ستؤول إليه الأمور.
وأضاف «إذا ابتعدنا عن أوكرانيا، وإذا أدرنا ظهرنا لإسرائيل»، فإنّ هذا الأمر ينطوي على «مخاطرة» كبيرة بالنسبة للولايات المتّحدة.
وتابع «ببساطة، الأمر لا يستحقّ كلّ هذه المخاطرة».
وناشد بايدن الكونغرس، المنقسم بين مجلس شيوخ يهيمن عليه حلفاؤه الديوقراطيون ومجلس نواب مشلول حالياً تسيطر عليه أغلبية جمهورية غارقة في خلافاتها الداخلية، التعالي على الانقسامات الحزبية «التافهة» لكي تؤدّي أميركا دورها في العالم كحامٍ للحرية.
وشدّد بايدن على أنّ «أميركا منارة للعالم. هي لا تزال كذلك. لا تزال كذلك».
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا
إقرأ أيضاً:
تكرار الهجوم والانسحاب.. حلقة مفرغة دموية يدور بها الاحتلال شمال غزة
سلط تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، الضوء على الاستراتيجية العسكرية التي تنفذها إسرائيل في شمال غزة، والتي تعتمد على القصف المكثف مع انسحابات تكتيكية، وآثارها المدمرة التي أدت إلى معاناة مستمرة لسكان شمال غزة.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن "القوات الإسرائيلية عندما بدأت حربها على غزة السنة الماضية، استهدفت شمال غزة، وهي منطقة تمتد عبر مراكز حضرية مكتظة ومزارع فراولة صغيرة بالقرب من الحدود مع إسرائيل".
وأضافت، أنه "بعد مرور سنة تقريبًا يتكرر ذلك مرة أخرى، حيث تركز الهجوم الإسرائيلي على مدى الأسابيع الخمسة الماضية على شمال غزة، والذي شهد بعضا من أشد الهجمات عنفًا حتى الآن. وفي محاولة للقضاء على ما أسماه الجيش الإسرائيلي احتمال عودة حماس، قامت القوات والدبابات والطائرات المسلحة بقصف المنطقة بشكل شبه يومي، ما أدى إلى تشريد 100 ألف ساكن وقتل أكثر من 1000" وفقا للأمم المتحدة.
وقد أفاد العديد من السكان، وطبيب محلي بأن هناك الكثير من الجثث، لدرجة أن الكلاب الضالة بدأت تنهشها في الشوارع.
إبادة شعب بأكمله
وقال إسلام أحمد، وهو صحفي مستقل من شمال غزة يبلغ من العمر 34 سنة، واصفًا دفن جيرانه في مقبرة جماعية، إن الحياة خلال الأسابيع الأربعة الماضية يمكن تلخيصها بأن شعبا بأكمله يتعرض للإبادة.
وأوضحت الصحيفة أن "عودة القتال إلى أقصى شمال قطاع غزة تُظهر أن النهج الذي تتبعه إسرائيل أدى إلى ما يشبه الدوامة الدموية، حيث يطارد الجيش الإسرائيلي مقاتلي حماس في دوائر مفرغة".
وقد قارن مسؤولان أمنيان إسرائيليان ذلك باستراتيجية جز العشب، مستخدمين عبارة متداولة بين المسؤولين الإسرائيليين منذ سنوات، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويقولان إنه في كل مرة تنمو فيها خلايا حماس من جديد، تعود القوات الإسرائيلية لقطعها، وفقا للصحيفة.
ويعكس هذا النوع من القتال الدوري بحسب التقرير، "استراتيجية إسرائيل الغامضة في الحرب التي دخلت الآن شهرها الرابع عشر؛ فقد قضت إسرائيل على جزء كبير من القيادة العسكرية العليا لحماس، وقتلت الآلاف من مقاتليها، ودمرت العديد من أنفاقها، ومع ذلك لم تُظهر إسرائيل أي مؤشر على التراجع".
واعتبرت الصحيفة أن ذلك يعود جزئيًا إلى أن القوات الإسرائيلية تجنبت السيطرة على الكثير من الأراضي، كما لم يلتزم نتنياهو بخطة قابلة للتطبيق بعد الحرب، وقد ملأت حماس الفراغ الناتج عن ذلك.
وكانت القوات الإسرائيلية قد غادرت شمال غزة السنة الماضية بعد أن دكت المنطقة، وفي أيار/ مايو عادت في نوبة جديدة واستعادت جثث سبع أسرى احتجزتهم حماس، ثم غادرت مرة أخرى، وأعاد مقاتلو حماس تجميع صفوفهم قبل أن يعود الجيش الإسرائيلي من جديد.
وأكد مسؤول أمني إسرائيلي كبير تحدث للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته، أن الهدف هذه المرة هو عزل مقاتلي حماس في شمال غزة عن بقية المقاتلين في القطاع، مبينا أن إسرائيل اعتقلت 500 فرد ممن يُشتبه بانتمائهم لحماس، وقتلت 750 آخرين في شمال غزة الشهر الماضي.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي شجع المدنيين على الإخلاء لكنه لم يرصد الخسائر في صفوف المدنيين، موضحا أن القوات الإسرائيلية تخطط للبقاء لمدة شهر آخر على الأقل.
وقال غادي شمني، وهو جنرال متقاعد، وكان قائدًا للقوات الإسرائيلية في غزة، إن الاحتلال الكامل سيتطلب موارد هائلة، لكن النهج الحالي هو حل مؤقت له عواقب وخيمة على السكان.
وأكد شمني أن حماس ستستعيد السيطرة بمجرد انسحاب الجيش الإسرائيلي، معتبرا أن المشكلة الرئيسية أن الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو يحاولان تجاوز الحل الحقيقي المتمثل في إيجاد بديل لحماس في حكم غزة.
وضع كارثي
وذكرت الصحيفة أن الوضع على الأرض أكثر سوءًا مما كان عليه قبل سنة؛ فالبنية التحتية تتداعى، والمساعدات الإنسانية مقيدة، وقد غادر العديد من طواقم الإنقاذ ومنظمات الإغاثة، وقالت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة إن المجاعة "وشيكة" في شمال غزة.
وقال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني إنه أوقف رسميًا عمليات الإنقاذ في المنطقة الشهر الماضي بسبب المخاطر الشديدة، وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني، وهو إحدى منظمات الإغاثة القليلة التي لا تزال تعمل هناك، أنه لا توجد سيارات إسعاف يمكنها الوصول إلى المناطق الأكثر تضررًا في شمال غزة.
كما أن المستشفيات على وشك الانهيار، مما يؤدي إلى وفاة العديد من المرضى الذين يمكن علاجهم.
وأصدر الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في جباليا، نداءً عاجلاً في 30 تشرين الأول/ أكتوبر قال فيه إن المستشفى يواجه نقصًا في الجراحين وإن لديه العديد من الضحايا الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن القوات الإسرائيلية قصفت المستشفى، بينما أكدت منظمة الصحة العالمية أن إحدى الغارات الإسرائيلية دمرت إمدادات طبية كانت قد سلمتها للمستشفى قبل أيام.
وقال الدكتور أبو صفية الأسبوع الماضي إن العاملين في المستشفى ما زالوا محاصرين، مؤكدًا أن مناشدتهم للعالم والمنظمات الدولية والإنسانية لم تلق استجابة.
كما أكدت الأمم المتحدة أن إسرائيل قطعت المساعدات الإنسانية تقريباً عن شمال غزة، وقد انتهت المهلة التي حددتها الولايات المتحدة لإسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات هذا الأسبوع.
ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، بقي في المنطقة أقل من 95,000 شخص، أي خُمس عدد سكانها قبل الحرب، بينما قال مسؤولون إسرائيليون إن عددهم أقل بكثير، وهو ما يصفه الفلسطينيون بأنه خطة إسرائيلية لإخلاء شمال غزة من سكانه بشكل دائم.
صمود فلسطيني
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل أجبرت سكان غزة منذ بداية الحرب على الهجرة جنوبًا، على الرغم من أنها قصفت الجنوب أيضًا بشكل متكرر.
وقد اعترفت الحكومة الإسرائيلية بأنها درست خطة وضعها جنرال سابق لطرد الـ400,000 ساكن المتبقين في منطقة شمال غزة وإجبار حماس على الاستسلام من خلال قطع الغذاء والماء.
ورغم سياسة القتل والتهجير، يحاول سكان شمال غزة الصمود. في شباط/ فبراير الماضي، عاد علي يوسف أبو ربيع، وهو مزارع من بيت لاهيا، لزراعة المحاصيل لإطعام جيرانه، وساعده مزارع أمريكي في جمع 90,000 دولار.
وقدم أبو ربيع شتلات إلى 50 مزرعة ونشر مقاطع فيديو على إنستغرام تظهره وآخرين وهم يزرعون الحقول، بما في ذلك مناطق زراعية قصفتها إسرائيل.
وقال أبو ربيع في مقطع فيديو نُشر الشهر الماضي: "نحاول زراعة الطعام في أرضنا، أو ما تبقى من أرضنا، من أجل إنقاذ أنفسنا وإخواننا في الشمال".
وبعد عدة أيام، أظهر مقطع فيديو آخر ثمار عمله: حقل من المحاصيل. لكنه قُتل في غارة إسرائيلية بعد أسبوع واحد، وفقًا لأحد أفراد أسرته وأحد أصدقائه.