ليس هناك ادنى شك بان صفوف شعب السودان الجغرافي قد تباعدت وهي اصلا لم تكن متلاحمة او متآذرة. بل كانت نفورا. و أقصد بالصفوف التقارب والمؤالفة بين شعوب السودان المتنافرة.
ما دفعني لكتابة تلك الخاطرة بالرغم من أنها ظلت لأمد طويل تختمر في ذهني. هو بعض الكتابات التي ظهرت من بعض عنصريي دارفور ضدنا نحن في الوسط والشمال.

ولو ضربنا الصفح عن نشطاء الفيس بوك و وسائط التواصل الاجتماعي والتي تعج بنابيء القول وفاحشة ضددنا بدون أدنى مبرر. وساسوق مثالا واحدا لفحش القول الذي لايمكن تحمله، وليس أيضا من الحكمة والأدب الرد عليه.

https://youtu.be/4z87t9P2WkE?si=7jMK148aLX3b8D4c

ولتجدن اكثرهم عداوة للشماليين الذين نالوا قسطا وافرا من التعليم. وقديما اهلنا قالوا القلم ما بزيل بلم.
وما قولك في استاذ جامعي يكتب كتابات تدعو للوحدة والمساواة, ولكنه لا يخطئ أبدا في أن يدخل جملة أو جملتين في مقاله توضح جلاء فكرته في أن أهل الشمال هم سبب بلاوي دارفور. فعندما يصفنا أستاذ جامعي ب (أبناء البوابين) - وهو يقصد ضربا من الاساءة، وهي في الحقيقة مفخرة، فالعمل الشريف لايعيب أحدا أبدا. إذا لم يعجبهم التغيير الذي يدور بخلده من إبعاد الشماليين من تولي مناصب في الدولة إن لم يرتضوا بذلك عليهم ان يهاجروا شمالا (يقصد ان نهاجر لمصر) فما زالت هناك وظيفة البواب متاحة.

وهذا ملخص كلامه السمج.
((من الواضح ان البعض لا يروق له الجلوس مع أهل دارفور أو جبال النوبة أو أنقسنا تحت سقف مكتب واحد وبندية.
من لا يطيق رؤية بعض ابناء وبنات بلده يتقلدون مناصباً اسوة به ؛ يمكنه ان يتجه شمالاً ، حيث وظائف البوابين مازلت شاغرة هناك.)) انتهى كلام الأستاذ الجامعي.
واليكم الرابط.
https://www.alrakoba.net/31754411/%d9%86%d8%a8%d9%88%d8%a1%d8%a9-%d8%a8%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a5%d9%84%d8%ba%d8%a7%d8%a1-%d8%a5%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d8%ac%d9%88%d8%a8%d8%a7-%d9%88/
دولة ٥٦ والمهمشين والجلابة

وبعد ان نفذت مقولة المهمشين وأصابها البلى، ولم يعد لها دور في القاموس اليومي للعنصريين بعد استهلاكها. وبعد إتضاح ضحالتها وعدم اقترابها من الواقع المرير.
كتب أحد الصفوة الدارفورية ويدعى محمد ادم فاشر مقالين الاول أسهب في إلقاء اللائمة والعور علينا في استجلاب صعاليك غرب إفريقيا لقتل أهالي دارفور مستصحبا مقولات لشخصيات نافذة من نظام البطش الإسلامي، متوهما و يحاول ان يوهم القاريء بأنه الحصيف المتابع للاحداث. والمدعو محمد ادم فاشر ناشط جدا في تحميل الشمال مآسي دارفور.
لا اسعى للرد على موضوعة المتهافت ما يهمني هو العنوان والذي أختاره و إبتدره بالعبارة التي أطلت براسها تلك الايام من جديد (الجلابة) وبالطبع الكلمة توحي بأنه يقصد بها تماما ما يرمي اليه عنصريي دارفور باستخلاص السب اللا أخلاقي. وفي مقاله (الشماليون اضاعوا فرصة التغيير) وهو يحدثنا عن عدم تنفيذ نفاق جوبا محملا اللوم والوزر أهل الشمال كل أهل الشمال بدون فرز، ناسيا او متناسيا ان اهل الشمال لم يدلوا حتى بكلمة واحدة، نعم، اهل الشمال ايضا بدون فرز. وان من اشترك في تلك الجريمة من ابناء الشمال امثال المدعو عرمان او عسكوري او التوم هجو وبقية رهط مرتزقة العسكر، لفظهم الشمال ورفض بيعهم. ومن ثم لفظهم من وقعوا الإتفاق المعيب المشؤوم.
الاتفاق تم بين حميتي التشادي وبين التعايشي وحركات الاتزاق المسلح او الانتهازيين الذين جلبهم حميتي او حاولوا ركوب مركب السفهاء. والمفيد هنا انهم كلهم من دارفور سواء الموقع أو من كتب الاتفاق أو من اعانه ومن وقع عليه. بالرغم من ان الاتفاق نفسه كعيب الاتفاقات السابقة لا يعنينا نحن قي الشمال، جملة وتفصيلا.
واقول للعنصريين كفوا فمثلما لكم اقلام وحناجر فلنا اقلام وحناجر.
ومن تلك الجملة لنا اقلام ولنا حناجر مثلما لكم، فلنبدا العقلانية. ليس هناك ادنى مبرر لكي نستن سيوفنا وترفعون رماحكم فالاولى ان نجلس عبر وسطاء فقط لكي نضع شروط الطلاق البائن، ويمضي كل منا في سبيل حاله. من المعلوم ان دولة ٥٦ التي يدعون العمل على اسقاطها فنحن الجلابة من سيهدم دولة ٥٦ لاننا اصلا وفعلا لا دخل لنا بها ولانريد علاقة بدولة علي دينار التي ضمها المستعمر. من المعلوم مثلما لم يكن لنا يد في صنعها، فحدودها معروفة، والحدود التاريخية معلومة جدا والفرق كبير بين حدود التوسع الاستعماري والحدود التاريخية المرتبطة بالأرض والرعي والفلاحة. وحدود الاندياح النفسي.
ولو عدنا للتاريخ والسرد التاريخي الذي لم يجعل التقارب يوما ما ممكنا او مقتربا من التطبيق وهو امر تحكمه ظروف ما وراء الطبيعة او الميتافيزيقيا. ولا دخل فيه ابدا للمكونات الاخرى من اجتماعية واقتصادية ومصالح مشتركة، لان تلك المكونات اساسها الوعي بنشوء المجتمعات المتكاملة والمتكاتفة.
عند نشوء مملكة سنار وكان منشؤها بعد مملكة الفور تحالف العبدلاب مع عمارة دنقس ولم يتحالف الاثنان مع مملكة دارفور.
عندما قامت الحركة المهدوية الغاشمة اتجه المتمهدي لجبال النوبة ولم يتجه غربا لدارفور لحشد التأييد لفكرته المهببة، وقد انتظم اهل دارفور في صفوف المهدية بناء على نبوءة عثمان فوديو بأن المهدي المنتظر سيظهر في دار صباح. دار صباح تعني الشرق. وقد كانت استجابتنا نحن ابناء الشمال للمهدوية الغاشمة محدودة ولم تشمل كل اهل الشمال.
اتفق البريطانيون والفرنسيون ابان عهد التوسع الاستعماري ان تظل دارفور منطقة منزوعة السلاح بين المستعمرات الفرنسية والبريطانية. ولكن سلطان الفور وقتها علي دينار أن قام بالاتصال بالسلطان العثماني الموالي لالمانيا فاستغل الانجليز ضعف فرنسا التي احتلتها الجيوش الألمانية فقاموا بضم دارفور لمستعمرتهم السودان واصبحت جزءا من السودان كما قال عليوة نائب حاكم دارفور الحالي (ورضينا بالسودان) ولعل نائب حاكم دارفور لم يسأل نفسه هل تمت مشورة اهل الشمال في ذلك وهل رضي اهل الشمال بضم دارفور لهم؟ ولو ان الإنجليز تشاورا مع اهل الشمال وقتئذ لما أرتضى أهل الشمال القبول بضم دارفور إذ لم تزل صورة بطش التعايشي التعيس عالقة بالاذهان وهي مازالت قائمة في العقل الجمعي لاهل الشمال وستظل قائمة حيث اظهر اتفاق جوبا كمية الحقد المذري الذي يعتمر في نفوس الدارفوريين.
امل ان يعرف الجميع ليس لدي عداوات مع أيا كان ولا احمل حقدا لاحد وليس في نفسي ما احمله تجاه اهل دار فور. ولكن البعض يجبرك على ان ترد ردا انا شخصيا احس وأقر بانه انفعال بيد ان هذا الانفعال مبرر تماما.
يظن البعد وهو اعتقاد يقبل كل المآلات ان الدول كلما زادت مساحتها كلما ازدادت منعة وقوة. صحيح هذا في حالة ان مواطني تلك الدولة في حالة تناغم وانسجام وقبول بالآخر. أو الوعي بالحاجة الي التكاتف من اجل المصالح المشتركة. وليس في حالة التنافر التي يعشيها مواطني دولة ٥٦.
اما رسالتي لكل عنصري دارفور ان يحاولوا اقناع اهليهم وذويهم بضرورة الإنفصال عن الشمال المجدب ليتمتعوا بما وهبهم الله تعالي من خير وفير في دارفور وغرب كردفان. اما انا فكلي ثقة بان اهل الشمال والوسط قد ملوا تكرار جمل عقيمة ومفردات بالية وهم على اتم استعداد لان يبقوا بعيدا عن دارفور

مقالي المدعو ادم فاشر
https://sudaneseonline.com/board/505/msg/1690501156.htmlالمدعو ادم فاشر
https://sudaneseonline.com/board/505/msg/1664165292.html

عمر التجاني

omereltegani@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: دولة ٥٦

إقرأ أيضاً:

دراسة: النساء يتحدثن يوميا بآلاف الكلمات أكثر من الرجال

كشفت دراسة جديدة، أن النساء يتجهن للحديث أكثر خلال معظم فترة منتصف حياتهم، أكثر من الرجال.

وأظهرت الدراسة الجديدة التي نشرها موقع "ساينس اليرت" أنه بين سن 25 و64، أي في مرحلة البلوغ المبكر إلى منتصف العمر، تتحدث النساء بمعدل 3275 كلمة أو أكثر يوميا من الرجال، ما يعادل 20 دقيقة إضافية من الحديث، في حين كانت الأرقام متشابهة إلى حد كبير في الفئات العمرية الأخرى.

وقال عالم النفس السريري كولن تيدويل من جامعة أريزونا: "هناك افتراض قوي عبر الثقافات بأن النساء يتحدثن أكثر بكثير من الرجال"، مضيفا: "أردنا أن نرى ما إذا كان هذا الافتراض صحيحا عندما يتم اختباره تجريبيا".

ولم تحدد الدراسة سبب هذا الفرق، لكن الباحثين يعتقدون أن تفاعل الأمهات مع الأطفال قد يكون أحد العوامل، حيث تتحمل النساء غالبا الجزء الأكبر من مسؤوليات رعاية الأطفال.



كما أظهرت الدراسة أيضا أن الناس أصبحوا يتحدثون أقل بمرور الوقت، بغض النظر عن العمر أو الجنس، وهو ما يعزوه الباحثون إلى زيادة الوقت الذي يقضيه الناس أمام الشاشات.

يذكر أن دراسة سابقة أجريت عام 2007 أظهرت أن الرجال والنساء يتحدثون ذات العدد التقريبي من الكلمات يوميا، أي حوالي 16 ألف كلمة. لكن هذه المرة، توسع الفريق البحثي بشكل أكبر، إذ شملت الدراسة نحو 2200 شخص من 4 دول وجمع البيانات خلال 14 عاما، وحللتها عبر مجموعات عمرية مختلفة.

وتم جمع مقتطفات من المحادثات في أوقات عشوائية باستخدام جهاز تسجيل إلكتروني مصمم خصيصا كان يرتديه المشاركون خلال حياتهم اليومية، تم استخدام ما مجموعه 631030 مقطعا صوتيا محيطا، وتم معالجتها من خلال نماذج إحصائية.

مقالات مشابهة

  • الهجرة الدولية: نزوح أكثر من 3450 أسرة في شمال دارفور غربي السودان خلال يومي الجمعة والسبت في منطقة دار السلام وكلمندو بولاية شمال دارفور
  • لماذا تحتضن نيروبي مشروع حكومة الدعم السريع؟
  • لماذا البكاء اليوم يا حزب الامة، وقد حذرناكم كثيرا
  • دراسة: النساء يتحدثن يوميا بآلاف الكلمات أكثر من الرجال
  • المجاعة تُهدد أكثر من «8» آلاف لاجئ جنوب سوداني في ولاية سودانية
  • المجاعة تُهدد أكثر من «8» ألف لاجئ جنوب سوداني في ولاية سودانية
  • البعض يتسآئل لماذا مصر
  • ???? الجنجويد ينفقون 30 مليون دولار على مروحيتين قتالية… لماذا؟
  • ناظر الرزيقات: اصبح للمجرم قبيلة..!
  • الحرب تغتال بهجة رمضان في السودان