الهدف الأول: القضاء التام على الفقر (1 من 17)

وفقا لتعريف البنك الدولي للفقر، يعتبر الأشخاص الذين يحصلون على أقل من 1.90 دولار كأجر في اليوم كأشخاص فقراء للغاية. وهذا بناء على أسس معادلة القوة الشرائية للشخص في البلد الذي يعيش فيه، مقارنة بمتوسط دخل الفرد. وفي عام 2022، رفع البنك الدولي خط الفقر إلى 2.

15 دولار بعد تعديل الأجور في بعض الدول المتقدمة وفي كثير من دول العالم النامية. ولكن للأسف تقبع كثير من الدول المنتجة للمواد الخام في الفقر، وهذا على الرغم من امتلاكها لثروات مختلفة لا يستفاد منها في النهوض الاقتصادي لهذه الدول.

وحسب تقديرات البنك الدولي، هناك ما يقدر ب 700 مليون شخص في العالم يعانون من وطأة الفقر المدقع. وللفقر في الدول المتقدمة أسباب تختلف عن أسبابه في الدول النامية. ومن أسباب الفقر في الدول المتقدمة على سبيل المثال: البطالة عن العمل لفترة طويلة، انخفاض مستوى التعليم، الإشراف على تربية أفراد الأسرة من أحد الوالدين دون الآخر.

وفي الدول الفقيرة تتمثل أسباب الفقر على سبيل المثال في الآتي: سوء الحكومات، سوء توزيع الثروات، إجحاف ميزان التجارة العالمي تجاه الدول النامية (الإنتاج، الحاجة، الطلب، تغطية الاحتياجات والطلب، تكاليف الإنتاج، السعر، الربح للمنتج الأول، إيرادات الدولة من الحزمة التسويقية)، وسوء التنظيم، الاتكال على الغير والتقاعس عن العمل، عدم تنظيم النسل والأسرة، وزواج القصر والزواج المبكر، عدم التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، الحروب، ملحقات الاستعمار، التغيرات المناخية، الهجرة والنزوح، تردي الأحوال الصحية والمعيشية والأمراض الوبائية وآثارها.

ويلاحظ خبراء الاقتصاد والمجتمع في مجال دراسات الفقر، أسبابه، آثاره وطرق معالجته، ازدياد معدل الأشخاص الذين يعانون الفقر في الثلاثة عقود المنصرمة، ليس فقط في الدول الفقيرة، بل أيضا في الدول الصناعية الكبرى. ويقدر عدد الفقراء في هذه الدول بحوالي 300 مليون شخص ، ويكون نصيب القارة الأوروبية منها حوالي 17 %. ويتركز العدد الأكبر من هؤلاء الأشخاص المتأثرين بالفقر في شرق وجنوب أوروبا.

ويلاحظ حاليا ازدياد من نوع آخر للفقر حتى في غرب وشمال أوروبا. ويتمثل العدد الأكبر في كبار السن الذين لم تتح لهم الفرصة كافية للعمل، ومن ثم عدم التمتع بمعاش يكفي لمتطلبات الحياة في بلدان تعتبر فيها تكلفة الغذاء والسكن والسفر والعلاج غالية الثمن. كما يتمثل أيضا في بعض الجاليات المهاجرة، التي بعزوفها عن تعلم اللغة لهذه البلدان، ومن ثم ممارسة مهنة عملية. الشيء الذي يمثل هاجسا مؤرقا لدول الغرب في المستقبل، لتأمين المتطلبات الحياتية والإجتماعية لأفراد هذه الجاليات. وهذا يتطلب أن تلتحق أجيالها لتتعلم اللغة ومهن عملية، لمواكبة الحياة فيها، والتي يمثل إنتاج الفرد فيها أهم دعائم الاقتصاد والرفاهية.

ومقارنة بإحصائيات منظمة الأمم المتحدة في نطاق أهداف التنمية المستدامة للعام 2030، تم تحرير مليار شخص في العالم من الفقر ومنذ العام 1990، ويتوقع أن تبلغ نسبة الفقر الكلية في العالم وحتى نهاية العام 2030 حوالي 7 % من النسبة الكلية لسكان العالم. ويقدر بأن حوالي 4,1 مليارات شحص في العالم ليس لديهم تأمينا اجتماعيا، وثلث سكان من النساء يعشن في حلات من الفقر. وإذا أخذنا السودان كقطر نام في هذا النطاق، فإنه يتمتع بلا شك بكثير من الثروات، على سبيل المثال: البشرية والمائية والزراعية ووالحيوانية والمعدنية. ولكن للأسف لا يوظف استخدام هذه الثروات في تقدم إنسان السودان التي هي ملك له في المقام الأول.

لقد صارت هذه الثروات عائقا أوليا يحول عن راحة ورفاهية مواطن السودان أينما وجد هناك. وبدلا من أن تكون ثروات السودان نعمة تحمد، صارت نقمة تلعن. على سبيل المثال، الذهب البراق كواحد من ثروات بلادنا، الذي استبدلنا به أرواح الأبرياء في لتمويل الحرب. فإذا كان حبنا للحروب لا ينتهي، فعلينا أن ننتهي إلى أنفسنا بسؤال واحد وهو "من أجل ماذا؟". وأتت للأسف أخيرا الحرب "حرب أهلية أيضا، مع اخلاف المحارب"، والتي عاست في السودان واقتصاده ما لا تحمد عقباه في الوطن والمواطن. الشيء الذي جعل السودان يبتعد عن تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وينأى عن تحقيق الحلم الكبير بالتقدم والإزدهار وفي أكثر من مجال.
الآن تعتبر الحياة في السودان معطلة تماما بسبب الحرب، لا انتاج ولا تصدير ولا استيراد ولا أجور بطرق تقدم السودان وإنسانه اجتماعيا واقتصاديا. والآن يعتبر الحياة في بلد منتج كالسودان مشلولة شلل تام، وتعتمد على سد أساسيات الحياة الملحة من العدم. تعطل الزراعة والرعي والتصنيع والعمل العام بغياب الأمن وسلامة المواطن حتى في منزله وفي مكان عمله وفي الشارع العام. الشيء الذي يعني هدر مليارات الدولارات بإشراق شمس كل يوم. والشيء الذي يولد الاتكالية واعتماد الغير القادر على القادر (مسبب أولي للفقر). وعليه السير بخطوات متعجلة تجاه التخلف الاجتماعي والاقتصادي للمواطن، الذي في حد ذاته قوة عاملة تجهل، وطاقة بشرية تهدر وبأقسى الطرق (الموت النفسي أولا، ثم الموت الجسدي لاحقا).

هذه الحرب هي معضلة كبيرة أمام انجاز متطلبات مشروع العام 2030 لأهداف التنمية المستدامة في القارة الأفريقية وعائق حائل أمام تقدم السودان وتطوره. وبهذا تعمل الحرب الدائرة على اعاقة محاربة الفقر ووتأخير التنمية، ليس فقط في السودان، بل أيضا في الدول الأكثر فقرا من السودان ومنعدمة الثروات في هذه المنطقة، والتي تعتمد كثيرا على ثروات السودان. الشيء الذي ربما مهد لكثير من أهل هذه المنطقة للمجازفة بأرواحهم ولامتطاء موجات البحر بسبب الفقر والعدم، للوصول للسواحل الأوروبية والأمريكية في وقت لاحق ومهما كلف الأمر من جهد.

هذه الهجرة تبدأ دائما من القرى للمدن، ومن المدن لخارج البلاد. ويكون الماجرين في معظم الأحيان فئة منتجة من الناس. وتعتبر هجرة المزارعين من أخطر أنواع الهجرات في الدول النامية. فالمزارعون على أصح تعبير مغذيي الشعوب والاقتصاد في بلدانهم. زيادة تأتي هجرة العقول المفكرة (ذا برين درين) وفي أكثر من مجال مهم لنهضة الدول النامية. الشيء الذي يترك بفقدانها فجوات شاسعة لمهاجرين ذوي اختصاصات متعددة ونادرة، يعمل النقص فيها أو فقدانها على دحرجة هذه الدول بعجلة تجاه هاوية الفقر.

لقد بدأت بالفعل هجرة قسرية جماعية لم يعرف مثلها السودان من قبل. والتي تعتبر من أكثر الهجرات الداخلية والخارجية في ولخارج البلاد. وبعد أن بلغت الهجرة الداخلية أوجها في السودان، ها هي الهجرة الخارجية في مرحلة متطورة لبلدان أخرى، مجاورة وبعيدة وأكثر فقرا. الشيء الذي يؤجج نار الفقر العالمي ويعطل سبل الوصول لأهداف التنمية المستدامة في المنطقة الأفريقية التي يقع فيها السودان، خصوصا الفقر المدقع منه. السودان هو قطر استراتيجي في كثير من الجوانب، فلا بد من الالتفات إلى ما يمكن عمله لتحقيق استقرار سياسي عبر سلام دائم فيه وفي أسرع وقت ممكن. الإتزان السياسي في السودان يعني وحدته كقطر فيما يخص حياة أهله، ويعني الدور الذي يمكن أن يلعبه السودان كقطر غني بثرواته وموارده للحد من ازدياد الفقر في الدول المجاورة والمنطقة الأفريقية جنوبي الصحراء.

(نواصل في الهدف الثاني: القضاء التام على الجوع...)

E-Mail: hassan_humeida@yahoo.de

المصدر: ترجمة معدلة من أوراق ومحاضرات للكاتب.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: التنمیة المستدامة على سبیل المثال الدول النامیة الشیء الذی فی السودان الحیاة فی فی العالم الفقر فی فی الدول

إقرأ أيضاً:

مؤتمر الأهرام للطاقة يناقش دور قطاع البترول في تحقيق أهداف التحول الطاقي وتعزيز الاستثمارات

 

شهدت الجلسة الثالثة لمؤتمر «الأهرام» الثامن للطاقة، الذي انطلقت أعماله اليوم الاثنين برعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، مناقشات مهمة حول "دور قطاع البترول في تحقيق أهداف التحول الطاقي والتنمية المستدامة".

وأكد المشاركون، في الجلسة، أهمية استراتيجيات إزالة الكربون وكفاءة استهلاك الطاقة وخفض الانبعاثات، كما تناولوا أهمية تعزيز الاستثمارات في المشروعات الخضراء خصوصا في صناعة البتروكيماويات، وطرحوا ما يتعلق بمبادرات المسئولية المجتمعية لقطاع البترول.

وقال المهندس وائل مختار علي، نائب رئيس الشركة القابضة للبتروكيماويات لتنمية الأعمال والتسويق والتكنولوجيا، إن صناعة البتروكيماويات تمثل صناعة القيمة المضافة، وترتبط بشكل وثيق بتعميق الصناعة المحلية وتقليل الاستيراد بالعملة الصعبة.

وأشار إلي أن صناعة البتروكيماويات في مصر تعد صناعة واعدة حيث بلغ حجم الإنتاج المحلي مصانع وشركات البتروكيماويات البالغ عددها 9 شركات خلال العام المالي 2023-2024 نحو 4 ملايين طن بخلاف المنتجات الوسيطة التي تدخل في تصنيع البتروكيماويات في شركات أخرى، وبلغت القيمة الإجمالية للمبيعات من المنتجات البتروكيماوية خلال العام  نحو 37 مليار جنيه.

وأضاف أنه من المستهدف العمل علي  9 مشروعات، حالياً في مراحل التنفيذ المختلفة لرفع معدلات الإنتاج إلي ما يقرب من 6 ملايين طن سنويا، وبين أن هناك نحو 5 مشروعات تراعي البعد البيئي في إطار التحول نحو الطاقة الخضراء، منها مشروع انتاج الإيثانول الحيوي الذي يستخدم في الصناعات الدوائية و الأحبار وكذلك لإضافته إلى بنزين السيارات للمساعدة في الحد من الانبعاثات الكربونية.

وأشار إلي أن هناك مشروعا لإنتاج الصودا آش والذى يعد مشروعا حيويا لتوفير منتج تستورده مصر، لصناعة الزجاج والورق والكيماويات والمنظفات، وكذا إنتاج السيليكون المعدني من خام الكوارتز لتعظيم القيمة المضافة هذا الخام عند تصنيعه للحصول على منتج نهائي قيمته اضعاف بيع الكوارتز خاماً ويستخدم في صناعات الالكترونيات و خلايا الطاقة الشمسية، ومشروع وقود الطائرات المستدام من زيت الطعام المستعمل SAf ، ومشروع انتاج الامونيا الخضراء بدمياط واستخدامها كوقود أخضر .

وأضاف أن الشركات التابعة بدأت في استخدام ترشيد الطاقة مبكرا، وخلال العام الماضي وصلنا لما يقرب من 163 مليون جنيه وفرا في شركات البتروكيماويات ونستهدف توفير طاقة تعادل 1.4 مليون طن من الاستهلاك.
وكشف المهندس وائل عن قرب الإنتاج التجاري من الأخشاب الmdfوhdf من خلال إنتاج الأخشاب من قش الأرز، متوقعا أن يكون ذلك خلال يناير أو فبراير المقبلين.

ومن جانبه، قال المهندس أحمد أسامة عبدالرحمن مدير عام الثروة المعدنية بالبترول، إن قضايا الطاقة تحتل جزءا كبيرا من الاهتمام العالمي، ويأتي ذلك استكمالا لما شهدناه من مناقشات وحضور متميز في الجلسات الأولى للمؤتمر، مؤكدا أن مؤتمر الأهرام للطاقة أصبح منصة فاعلة للحديث عن الطاقة بكل جوانبها مع الأخذ في الاعتبار التنمية المستدامة، ونعرض  في اهمية تعزيز الاستثمارات في صناعة البتروكيماويات والمسئولية المجتمعية لقطاع البترول.

وأكد أن الطاقة أصبحت عنصرا رئيسيا لدفع عملية التنمية، وأصبح هناك تركيز على تحقيق التنمية المستدامة لتلبية احتياجات الحاضر دون التأثير على احتياجات المستقبل، وفي الجلسات السابقة استعرض الوزراء الخطط الخاصة بتحقيق هدف التنمية المستدامة، والتحول الطاقي مقصود به الاتجاه إلى طاقة ذات انبعاثات منخفضة بداية من الإنتاج مرورا بالنقل والتوزيع وصولا للاستخدام، حيث أن جزء كبير من الانبعاثات ناتج عن الاستخدام.

وأوضح مدير عام الثروة المعدنية بوزارة البترول، أنه يتم بحث تأمين مصادر الطاقة بأسعار معقولة، ورغم التسارع العالمي لتقليل الانبعاثات إلا أن مصادر البترول والغاز ستظل موجودة سنوات، وأصبح من المهم أن يتم العمل على جميع المصادر لتلبية الطلب عليها وخفض الانبعاثات من المصدر نفسه.

وقال: "شهدنا من أيام قليلة توقيع اتفاقية بين وزارتي البترول والتجارة لخفض الانبعاثات، كما تم افتتاح محطة للطاقة الشمسية وهو ما يؤكد أننا نعمل على كل مسارات الطاقة ونركز على خفض الانبعاثات وقطاع البترول يعمل بشكل منهجي وعلمي، ضمن استراتيجية التحول الطاقي."

وأشار إلي أن قطاع البترول يعمل على محاور إصلاح دعم الطاقة وتعزيز استخدام الغاز وخفض الكربون والتوسع في إنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، ولفت أيضا أن قطاع البترول يولي اهتماما كبيرا بالمسئولية المجتمعية لتحقيق الاستدامة.

وبدورها قالت المهندسة ياسمين نجيب، مسئول أنشطة المسئولية المجتمعية بوزارة البترول والثروة المعدنية، إن المسئولية الاجتماعية أهم الركائز التي تضعها كل مؤسسات المجتمع في استراتيجياتها، ووزارة البترول لديها مشروعات مختلفة حول المسئولية المجتمعية، وفي عام 2022 أطلقت الوزارة، استراتيجية المسئولية المجتمعية المرتكزة على 4 محاور أولها التدريب والتعليم و التنمية الاقتصادية وتنمية مهارات الشباب وخاصة ذوي الهمم، و المحور الثاني الصحة والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والمحور الثالث  الطاقة، والمحور الرابع المبادرات الرئاسية ومنها "ألف يوم الذهبية" لتدريب الكوادر الطبية.

وأكدت أنه كان هناك اهتمام باستنباط أهداف التنمية المستدامة، من معايير الأمم المتحدة، حيث ركزنا على 10 أهداف، ونعمل على خدمة هذه الأهداف والتأكيد على ضرورة تحقق الاستدامة فيها.

وأضافت مسئول أنشطة المسئولية المجتمعية بوزارة البترول والثروة المعدنية، قبل البدء في تنفيذ أي مشروع نقيم احتياجات المنطقة المختارة، ولدينا تواصل مع أعضاء النواب والشيوخ لكي ينقلوا لنا الاحتياجات وبالتالي ننفذ المشروع الأكثر احتياجا، والاحتياجات هي ما تقرر مدى إفادة مشروع بعينه للمنطقة محل التنفيذ، ونراعى جزئية الاستدامة، بأن تكون خامات البناء صديقة للبيئة على سبيل المثال، ونستكمل ذلك بالتقييم والمتابعة عقب تسليم المشروع.
ولفتت إلي أنه يتم دوما عقد شراكة وتعاون مع منظمات المجتمع المدني، لتبادل الخبرات، وقالت: نحرص على تحقق الشفافية، لكي يكون هناك ثقة متبادلة بينا وبين المستهدفين.

وقدم المهندس مدحت شعبان، مساعد الرئيس التنفيذي لهيئة البترول للمسئولية المجتمعية، شرحا لاهتمام وزارة البترول بالمسئولية المجتمعية، موضحا أن هناك لجنة عليا برئاسة وزير البترول ورؤساء الشركات القابضة وينبثق منها لجنة فنية، وهذا ما يؤكد مدى اهتمام وزارة البترول بقضية المسئولية المجتمعية.

وقال إن منظومة وزارة البترول فيما يخص المسئولية المجتمعية تعتمد على تخصيص ميزانية لكل شركة تابعة للوزارة، وكل مسئول من تلك الشركات يجتهد في البحث عن مشروع يتناسب مع استراتيجية الوزارة، كما نطرح تساؤلات عن المصادر المتاحة للبدء تنفيذ الاستراتيجية، موضحا أنه يتم البحث في المجتمعات المجاورة لحقول استخراج البترول، ومعرفة احتياجاتها ونقدم لهم الخدمات ضمن  المبادرات الرئاسية.

وأشار إلي أن رؤساء المدن والمحافظات وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ يكون لديهم رؤى لما تحتاجه المجتمعات الخاصة بهم، وبمجرد ما يبدأ المسئول المتابع للمسئولية المجتمعية بالعمل بالتنسيق مع رئيس شركته يبدأ التنسيق مع الهيئة العامة للبترول والتأكد مع  التوافق مع الاستراتيجية وبمجرد ما ندرسه والتأكد من توافر شروط الاستدامة ونطمئن أننا بعد إنهاء المشروع تستمر نفس الجودة بعد الخروج منه وضمان عدم توقفه، وبعد الاطمئنان لكل هذه الشروط نقدم المشروع للأمانة الفنية المنبثقة عن اللجنة العليا برئاسة الوزير والتأكد من عدم وجود تكرار للمشروعات في محور واحد أو محافظة واحدة وبعد ذلك يتم عرضها على اللجنة العليا  للحصول على الموافقة لتنفيذ المشروعات ونبدأ مرحلة أخرى للتنفيذ .

وأكد مساعد الرئيس التنفيذي لهيئة البترول للمسئولية المجتمعية، أن كل أعمل المسئولية المجتمعية يندرج تحت مسمى مشروع وبمجرد الوصول لهذه المرحلة نبدأ إسناد هذه الأعمال للمقاولين أو الجمعيات التي تعمل معنا ونبدأ متابعتهم من بداية توقيع البروتوكول حتى تسليم المشروع ولا يحدث أي أخطاء أو أمور تعطل المشروعات في مراحل لاحقة، لافتا إلي أنه يتم التأكد من تحقق شروط الاستدامة، والعمل بنفس الأسلوب في كل المشروعات التي تنفذها وزارة البترول. 

كما عرض مساعد الرئيس التنفيذي لهيئة البترول للمسئولية المجتمعية، نماذج للمشروعات التي نفذتها الوزارة، ومنها مشروع مستشفى الحالات الحرجة والطوارئ بأسيوط، وقال: كان وكيل الصحة بمحافظة أسيوط لديه مشكلة في الطريق بين أسوان والأقصر وذلك لكثرة الحوادث عليه، وبرزت المشكلة في صعوبة وتأخر وصول الحالات للمستشفى لأسوان أو القاهرة ومن ثم قمنا بإنشاء مستشفى حالات حرجة وحوادث طرق، ونعمل عليها حاليا والمقاول المنفذ شركة بتروجيت والتصميم من هندسة عين شمس، ووزارة الصحة ستقدم كل الأُثاث والأجهزة الطبية.

وانتقل لمشروع آخر، وهو مدرسة في رأس غارب كانت مهجورة وكان مبناها آيل للسقوط، وقال: في نفس المكان تم بناء أول مدرسة بيئية في مصر، حيث استخدمنا الطوب المسامي الذي يحتفظ بالحرارة، ويوفر للطالب بيئة مريحة تعليميا، كما حرصنا على الإكثار من المساحات الخضراء لتقليل الانبعاثات على قدر الإمكان، ووزارة التربية والتعليم وهيئة الأبنية يتعاونوا معنا.

أما مستشفى صلاح العوضي في الإسكندرية - والحديث مازال لمساعد الرئيس التنفيذي لهيئة البترول - للنساء والولادة والأطفال، مخطط افتتاحها الشهر المقبل، وعملنا عليها وحولناها لمستشفى لا تقل عن أي مستشفى استثماري، وقال: لدينا مشروعات كثيرة جدا، منها التمكين الاقتصادي، ولدينا بروتوكولات مع الأورمان ومصر الخير، ونتخصص في القرى في كل المحافظات كلها ونعمل على إعادة تأثيث المنازل بكل الأجهزة ونطمئن أن صاحب المنزل قادر على العمل في مشروع اقتصادي يدر عليه دخل، ونعلمهم حرف يدوية ودعمهم برؤوس ماشية.

وانتقل أيضا لمشروع البيوجاز، ونعمل فيه بقوة وخاصة في الجنوب "أسيوط" والاستفادة من روث الحيوانات لكي نحصل على غاز الميثان ونعمل في هذا الصدد مع عدد من الشركات ونوفر الوقود الأحفوري الخاص بنا، ونسعى لتطبيق الفكرة في الصعيد كله، ولدينا أكثر من 100 مشروع خلال العامين الماضيين بالنسبة لقطاع البترول ككل.

ومن جانبها، قالت فاطمة إبراهيم، مسؤول أنشطة المسؤولية المجتمعية بوزارة البترول، إن مشروعات المسئولية المجتمعية التي ينفذها قطاع البترول في المجتمعات المحيطة بمشروعاته ومواقع العمل والإنتاج بمختلف مناطق مصر، تأتي في إطار في خدمة المجتمع، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف رقم 17 وهو عقد شراكات.

وأضافت ان هناك العديد من المبادرات التي تم تنفيذها نتيجة تلك الشراكة علي سبيل المثال إطلاق مبادرة لحماية الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، والتي تهدف إلى تعزيز أنظمة الإرساء المستدامة وحماية النظم البيئية البحرية، بما يدعم التنمية المستدامة ويحمي الموارد الطبيعية لمصر.

وأشارت إلي أن استراتيجية عمل وزارة البترول والثروة المعدنية التي تضع نصب أعينها دائما البعد المجتمعي، ستعمل في الفترة القادمة علي زيادة المشروعات ذات البعد الاجتماعي في24 محافظة.

وكشفت عن مشروع من مشروعات الخطة القادمة لوزارة البترول في مجال المسؤولية المجتمعية بالشراكة مع شركة سيتم وهو الاعتماد علي الزراعة العضوية ويتم تنفيذه علي نحو ٧٠٠ مزارع وذلك من أجل زيادة الجانب البيئي.

مقالات مشابهة

  • شريف الشربيني: مجلس وزراء الإسكان العرب نجح في دفع أجندة التنمية العمرانية المستدامة
  • أخنوش: 2030 تعني مغرب البنية التحتية و التنمية المستدامة
  • مؤتمر الأهرام للطاقة يناقش دور قطاع البترول في تحقيق أهداف التحول الطاقي وتعزيز الاستثمارات
  • مناقشة تعزيز برامج الرعاية الاجتماعية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • مؤتمر علمي دولي يناقش دور الرعاية الاجتماعية في تحقيق رؤية عمان 2040
  • مقتل الفلسطيني خالد نبهان.. الجد الذي أبكى العالم أثناء وداع حفيدته "روح الروح"
  • بدءُ أعمال المؤتمر العلمي الدولي الثالث لسياسات وبرامج الرعاية الاجتماعية
  • أستاذ مناخ: التخلص الآمن من المخلفات "مفتاح التنمية المستدامة"
  • الاستثمار في الثروة الحيوانية المستدامة..أداة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر
  • تآكل العملات الورقية يُعيد أهالي غزة إلى «عصر المقايضة»