أشادت وزيرة التعليم والبحث في إستونيا كريستينا كالاس، بانفتاح الإمارات على التكنولوجيا والابتكار والتقدم.

وعن مستقبل التعليم والفصل الدراسي في العالم، في ظل الذكاء الاصطناعي، قالت الوزيرة الإستونية، أعتقد أننا سنرى فصلاً دراسياً يكون فيه المعلم مرشداً يساعد الطلاب ويوجههم من منظور التعلم الذاتي، والذكاء الاصطناعي سيكون نظاماً مساعداً للمعلم.

الكتب المدرسية

وأضافت على هامش معرض جيتكس 2023، أن "الكتب المدرسية عفا عليها الزمن، إنها من القرن الماضي، نستخدم الكتب المدرسية، ولكن ليس بشكل كامل، لا يعتمد التدريس عندنا على الكتاب المدرسي، بل على ما يجب أن يتعلمه الطالب مع نهاية كل فصل أو كل سنة، وتنفيذ المهمة أمر متروك للمعلم، وليس على المعلم الحصول على كتب مدرسية، بل يمكنه الحصول على أدوات رقمية مختلفة، ويمكن أن يكون لديه ذكاء اصطناعي مختلف يساعده، يمكنه أن يُدرس من خارج الفصل الدراسي طالما أن الأطفال يتعلمون كفاءات معينة على مستوى معين".

التكنولوجيا والتعليم

وشددت الوزيرة على دور الذكاء الاصطناعي في التعليم فالتكنولوجيا تساعد على اتباع نهج فردي مع كل طفل ليتمكن من التعلم بناءً على قدراته وإمكانياته، وهذا الأمر ينطبق عند الحديث التحديات في وصول التعليم إلى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة المختلفة.
وقالت كالاس: "لدينا على سبيل المثال تحدي اللغة لأن بلادنا تضم نحو مليون متحدث بلغتنا، ونحتاج أن يكون لدينا تعليم عالمي المستوى، وتساعدنا التكنولوجيا هنا بشكل كبير، وأعتقد أن اللغات يمكن أن تبقى على قيد الحياة في زمن العولمة بمساعدة التكنولوجيا وهذا مهم جداً برأيي".
وأوضحت أن التكنولوجيا أيضاً تبسط مهام المعلم، لذلك يمكنه فعل الكثير للتقييم والتغذية بواسطة نماذج الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي"، ويمكن للمعلمين استخدام الوقت لتطوير المهارات المعرفية العليا بدل المهام الروتينية، مشيرة إلى أن إستونيا منفتحة على السماح للذكاء الاصطناعي بالمساعدة في التعليم.

تطوير المهارات

وعن انعكاسات استخدام التكنولوجيا، على تنمية ذكاء الطلاب، قالت الوزيرة الإستونية: "هذا يحدث عندما نستمر في التدريس بالطريقة التي كنا نتبعها في القرن الماضي، حين نكرر الصيغ الرياضية فقط لنتعلمها عن ظهر قلب، أو نكرر بعض النصوص ونتعلم القراءة بسرعة بدل فهم ما نقرأ، هذا لن ينجح، لأن التكنولوجيا أفضل بكثير منا في هذا الصدد، لذلك يحتاج البشر إلى الانتقال إلى مستوى مختلف، إذ يحتاجون إلى تطوير مهارات معرفية جديدة، مثل التفكير النقدي والقدرة على ربط الأشياء ببعضها البعض، وليس فقط المعرفة المتكررة التي لا فائدة منها".
وعن تغييب التكنولوجيا لتجربة البحث، قالت: "الذكاء الاصطناعي يوفر الوقت، فلا داعي لإضاعة الوقت في البحث عن المعلومات، فالآن يمكن لـتشات جي بي تي تلخيص المعلومات، ولكن لا بد من مهارات التعلم لفهم هذه المعلومات".

وعن ضمان فعالية الذكاء الاصطناعي في التعليم، أشارت إلى ضرورة الانفتاح على تبني التكنولوجيا، وإدراك المشاكل الأخلاقية والتحيزات التي ينطوي عليها الذكاء الاصطناعي.
وأكدت الحاجة إلى المهارة في تطوير القدرات، فالذكاء الاصطناعي يضع البشر تحت ضغط ويحتم عليهم تطوير القدرات، للانتقال إلى مستوى جديد، وانتقال الأدمغة إلى مستوى أعلى، وهو ما لا يمكن تحقيقه باعتماد الطرق  السابقة.
وقالت: "هذا هو التحدي الذي يواجه البشر مع الذكاء الاصطناعي، وأعتقد أنه يجب أن نقبل هذا التحدي وأن ننتقل إلى المستوى التالي، منذ مائتي عام، كانت الثورة الصناعية التي وضعت البشر أيضاً تحت ضغط تطوري، وكاتن هناك حاجة إلى تعلم القراءة والكتابة وفهم النصوص وغيرها، كان ذلك ضغطاً تطورياً هائلاً على البشر، الذين لم يكونوا جميعاً يعرفون القراءة والكتابة، لكن فعلنا ذلك، وأعتقد أننا سنفعل ذلك مرة أخرى الآن، وسننتقل إلى المستوى الموالي من تطورنا".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

كيف وقع الذكاء الاصطناعي ضحية كذبة أبريل؟

اعتاد الصحفي بن بلاك نشر قصة كاذبة في الأول من أبريل/نيسان من كل عام على موقعه الإخباري المحلي "كومبران لايف" (Cwmbran Life)، ولكنه صُدم عندما اكتشف أن الذكاء الاصطناعي الخاص بغوغل يعتبر الأكاذيب التي كتبها حقيقة ويظهرها في مقدمة نتائج البحث، وفقا لتقرير نشره موقع "بي بي سي".

وبحسب التقرير فإن بلاك البالغ من العمر 48 عاما بدأ بنشر قصصه الزائفة منذ عام 2018، وفي عام 2020 نشر قصة تزعم أن بلدة كومبران في ويلز سُجلت في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لامتلاكها أكبر عدد من الدوارات المرورية لكل كيلومتر مربع.

ورغم أنه عدل صياغة المقال في نفس اليوم ولكن عندما بحث عنه في الأول من أبريل/نيسان، صُدم وشعر بالقلق عندما رأى أن معلوماته الكاذبة تستخدمها أداة الذكاء الاصطناعي من غوغل وتقدمها للمستخدمين على أنها حقيقة.

يُذكر أن بلاك قرر كتابة قصص كاذبة في يوم 1 أبريل/نيسان من كل عام بهدف المرح والتسلية، وقال إن زوجته كانت تساعده في إيجاد الأفكار، وفي عام 2020 استلهم فكرة قصته من كون كومبران بلدة جديدة حيث يكون ربط المنازل بالدوارات من أسهل طرق البناء والتنظيم.

وقال بلاك: "اختلقت عددا من الدوارات لكل كيلومتر مربع، ثم أضفت اقتباسا مزيفا من أحد السكان وبعدها ضغطت على زر نشر، ولقد لاقت القصة استحسانا كبيرا وضحك الناس عليها".

إعلان

وبعد ظهر ذلك اليوم أوضح بلاك أن القصة كانت عبارة عن "كذبة نيسان" وليست خبرا حقيقيا، ولكن في اليوم التالي شعر بالانزعاج عندما اكتشف أن موقعا إخباريا وطنيا نشر قصته دون إذنه، ورغم محاولاته في إزالة القصة فإنها لا تزال منشورة على الإنترنت.

وقال بلاك: "لقد نسيت أمر هذه القصة التي مر عليها 5 سنوات، ولكن عندما كنت أبحث عن القصص السابقة في يوم كذبة نيسان من هذا العام، تفاجأت بأن أداة غوغل للذكاء الاصطناعي وموقعا إلكترونيا لتعلم القيادة يستخدمان قصتي المزيفة ويظهران أن كومبران لديها أكبر عدد للدوارات المرورية في العالم".

وأضاف "إنه لمن المخيف حقا أن يقوم شخص ما في أسكتلندا بالبحث عن الطرق في ويلز باستخدام غوغل ويجد قصة غير حقيقية" (..) "إنها ليست قصة خطيرة ولكن الخطير حقا هو كيف يمكن للأخبار الكاذبة أن تنتشر بسهولة حتى لو كانت من مصدر إخباري موثوق، ورغم أنني غيرتها في نفس اليوم فإنها لا تزال تظهر على الإنترنت -فالإنترنت يفعل ما يحلو له- إنه أمر جنوني".

ويرى بلاك أن الذكاء الاصطناعي أصبح يشكل تهديدا للناشرين المستقلين، حيث تستخدم العديد من الأدوات محتواهم الأصلي دون إذن وتعيد تقديمه بأشكال مختلفة ليستفيد منها المستخدمون، وهذا قد يؤثر سلبا على زيارات مواقعهم.

وأشار إلى أن المواقع الإخبارية الكبرى أبرمت صفقات وتعاونت مع شركات الذكاء الاصطناعي، وهو أمر غير متاح له كناشر مستقل.

ورغم أن بلاك لم ينشر قصة كاذبة هذا العام بسبب انشغاله، فإن هذه التجربة أثرت عليه وجعلته يقرر عدم نشر أي قصص كاذبة مرة أخرى.

مقالات مشابهة

  • قمة AIM للاستثمار 2025 تناقش مستقبل الاستثمار والابتكار والذكاء الاصطناعي
  • خدعة أبريل التي صدّقها الذكاء الاصطناعي
  • مطالبات بإصدار تشريعات تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم
  • بيل غيتس يكشف عن 3 مهن ستصمد في وجه الذكاء الاصطناعي
  • عاشور: التحولات المتسارعة تتطلب إعادة النظر في فلسفة التعليم العالي وتوظيف الذكاء الاصطناعي
  • الأسواق تنزف.. عمالقة التكنولوجيا أكبر الخاسرين
  • كيف وقع الذكاء الاصطناعي ضحية كذبة أبريل؟
  • أخبار التكنولوجيا| سامسونج تكشف عن أول غسالة بالذكاء الاصطناعي.. يوتيوب يطلق أدوات جديدة لإنشاء مقاطع الفيديو القصيرة
  • مدعومة بالذكاء الاصطناعي.. تطوير جيل جديد من «النظارات الذكية»
  • بمشاركة 1500 شركة منها 200 مغربية.. معرض التكنولوجيا "جيتيكس" يركز على الذكاء الاصطناعي