وزيرة التعليم في إستونيا: الذكاء الاصطناعي غير مستقبل التعليم
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
أشادت وزيرة التعليم والبحث في إستونيا كريستينا كالاس، بانفتاح الإمارات على التكنولوجيا والابتكار والتقدم.
وعن مستقبل التعليم والفصل الدراسي في العالم، في ظل الذكاء الاصطناعي، قالت الوزيرة الإستونية، أعتقد أننا سنرى فصلاً دراسياً يكون فيه المعلم مرشداً يساعد الطلاب ويوجههم من منظور التعلم الذاتي، والذكاء الاصطناعي سيكون نظاماً مساعداً للمعلم.الكتب المدرسية
وأضافت على هامش معرض جيتكس 2023، أن "الكتب المدرسية عفا عليها الزمن، إنها من القرن الماضي، نستخدم الكتب المدرسية، ولكن ليس بشكل كامل، لا يعتمد التدريس عندنا على الكتاب المدرسي، بل على ما يجب أن يتعلمه الطالب مع نهاية كل فصل أو كل سنة، وتنفيذ المهمة أمر متروك للمعلم، وليس على المعلم الحصول على كتب مدرسية، بل يمكنه الحصول على أدوات رقمية مختلفة، ويمكن أن يكون لديه ذكاء اصطناعي مختلف يساعده، يمكنه أن يُدرس من خارج الفصل الدراسي طالما أن الأطفال يتعلمون كفاءات معينة على مستوى معين".
وشددت الوزيرة على دور الذكاء الاصطناعي في التعليم فالتكنولوجيا تساعد على اتباع نهج فردي مع كل طفل ليتمكن من التعلم بناءً على قدراته وإمكانياته، وهذا الأمر ينطبق عند الحديث التحديات في وصول التعليم إلى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة المختلفة.
وقالت كالاس: "لدينا على سبيل المثال تحدي اللغة لأن بلادنا تضم نحو مليون متحدث بلغتنا، ونحتاج أن يكون لدينا تعليم عالمي المستوى، وتساعدنا التكنولوجيا هنا بشكل كبير، وأعتقد أن اللغات يمكن أن تبقى على قيد الحياة في زمن العولمة بمساعدة التكنولوجيا وهذا مهم جداً برأيي".
وأوضحت أن التكنولوجيا أيضاً تبسط مهام المعلم، لذلك يمكنه فعل الكثير للتقييم والتغذية بواسطة نماذج الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي"، ويمكن للمعلمين استخدام الوقت لتطوير المهارات المعرفية العليا بدل المهام الروتينية، مشيرة إلى أن إستونيا منفتحة على السماح للذكاء الاصطناعي بالمساعدة في التعليم.
وعن انعكاسات استخدام التكنولوجيا، على تنمية ذكاء الطلاب، قالت الوزيرة الإستونية: "هذا يحدث عندما نستمر في التدريس بالطريقة التي كنا نتبعها في القرن الماضي، حين نكرر الصيغ الرياضية فقط لنتعلمها عن ظهر قلب، أو نكرر بعض النصوص ونتعلم القراءة بسرعة بدل فهم ما نقرأ، هذا لن ينجح، لأن التكنولوجيا أفضل بكثير منا في هذا الصدد، لذلك يحتاج البشر إلى الانتقال إلى مستوى مختلف، إذ يحتاجون إلى تطوير مهارات معرفية جديدة، مثل التفكير النقدي والقدرة على ربط الأشياء ببعضها البعض، وليس فقط المعرفة المتكررة التي لا فائدة منها".
وعن تغييب التكنولوجيا لتجربة البحث، قالت: "الذكاء الاصطناعي يوفر الوقت، فلا داعي لإضاعة الوقت في البحث عن المعلومات، فالآن يمكن لـتشات جي بي تي تلخيص المعلومات، ولكن لا بد من مهارات التعلم لفهم هذه المعلومات".
وعن ضمان فعالية الذكاء الاصطناعي في التعليم، أشارت إلى ضرورة الانفتاح على تبني التكنولوجيا، وإدراك المشاكل الأخلاقية والتحيزات التي ينطوي عليها الذكاء الاصطناعي.
وأكدت الحاجة إلى المهارة في تطوير القدرات، فالذكاء الاصطناعي يضع البشر تحت ضغط ويحتم عليهم تطوير القدرات، للانتقال إلى مستوى جديد، وانتقال الأدمغة إلى مستوى أعلى، وهو ما لا يمكن تحقيقه باعتماد الطرق السابقة.
وقالت: "هذا هو التحدي الذي يواجه البشر مع الذكاء الاصطناعي، وأعتقد أنه يجب أن نقبل هذا التحدي وأن ننتقل إلى المستوى التالي، منذ مائتي عام، كانت الثورة الصناعية التي وضعت البشر أيضاً تحت ضغط تطوري، وكاتن هناك حاجة إلى تعلم القراءة والكتابة وفهم النصوص وغيرها، كان ذلك ضغطاً تطورياً هائلاً على البشر، الذين لم يكونوا جميعاً يعرفون القراءة والكتابة، لكن فعلنا ذلك، وأعتقد أننا سنفعل ذلك مرة أخرى الآن، وسننتقل إلى المستوى الموالي من تطورنا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن للعالم أن يحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي؟
يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى تنظيم وحوكمة وتشريعات قانونية في ظل التطورات المتلاحقة التي تثير الكثير من المخاوف، وذلك للحفاظ على التوازن بين الابتكار التكنولوجي والأمن، وفقا للكاتب علي أوغوز ديريوز في مقال نشرته صحيفة "إندبندنت" بنسختها التركية.
وقال الكاتب، وهو أستاذ مشارك بجامعة توب للاقتصاد والتكنولوجيا في أنقرة، إن هناك بالفعل جهودا دولية من أجل سن تشريعات تضبط استخدام الذكاء الاصطناعي تضع له أطرا قانونية، حيث يركز الاتحاد الأوروبي حاليا على إدارة المخاطر الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، في حين شرعت الهند بصياغة تدابير تنظيمية أكثر صرامة، لكنه يرى أن تجنب الآثار السلبية يحتاج إلى جهود إضافية وتعاون دولي أوسع.
وأوضح أن تلك الجهود يجب أن تشمل تنظيم العملات المشفرة والأصول الرقمية، لأن مخاطرها تتجاوز الاعتبارات الأمنية وتمسّ سيادة الدول، معتبرا أن جمع الضرائب وإصدار العملات النقدية يجب أن يبقى حكرا على الحكومات.
وحسب رأيه، فإن الجهود التنظيمية في مجال العملات المشفرة يجب أن تركز على مكافحة غسل الأموال وتمويل الأنشطة الإجرامية وعمليات الاحتيال المالي، خاصة أن البورصات غير المنظمة للعملات الرقمية قد تهدد استقرار الأسواق والاقتصادات الوطنية.
إعلان
إجراءات تنظيمية أكثر صرامة
أضاف الكاتب أنه رغم قدرة التكنولوجيا على تسهيل حياتنا اليومية وزيادة كفاءة أعمالنا، فإنها تشكّل تهديدا على مستقبل بعض الوظائف.
وفي هذا السياق، أقر الاتحاد الأوروبي قانونا جديدا للذكاء الاصطناعي يعتمد على تقييم المخاطر، ويفرض قواعد صارمة لمجابهتها، كما يحظر بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تُصنَّف بأنها ذات مخاطر غير مقبولة.
وأشار الكاتب إلى أن الهند التي تتبوأ مكانة رائدة إقليميا وعالميا في إدارة بيانات الذكاء الاصطناعي، والتي تبنّت في الماضي نهجا منفتحا تجاه الابتكارات في هذا المجال، قد تكون في طريقها نحو سياسة تنظيمية جديدة أكثر صرامة.
وأضاف أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي الذي كان يتحدث باستمرار عن فوائد الذكاء الاصطناعي ودوره في تعزيز الابتكار والمشاريع الجديدة، اعتمد في الفترة الأخيرة نهجا يلمح إلى أن الهند تسعى لتحقيق توازن بين الابتكار والتنظيم لمواجهة المخاطر والتحديات الأمنية المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وشدد الكاتب على أن تركيا مطالبة بمتابعة التطورات التقنية، ليس فقط في سياق الاتحاد الأوروبي، نظرا لارتباط تركيا بالعديد من المؤسسات الأوروبية في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن أيضا في دول مجموعة بريكس مثل الهند.
وقال إنه من الملاحظ أن تركيا، كدولة تفخر بامتلاكها نفوذا في المجال التكنولوجي، تبنّت مؤخرا موقفا أكثر حذرا تجاه تنظيم الذكاء الاصطناعي، مما يعكس إدراكها للتحديات والفرص المصاحبة لهذه التقنيات.
قمم عالمية منتظرة
ذكر الكاتب أن العديد من الدول ستشارك في اجتماعات وقمم دولية في عام 2025 لمناقشة كيفية الموازنة بين مزايا الذكاء الاصطناعي ومخاطره، ومن بينها "القمة العالمية للذكاء الاصطناعي" التي ستُعقد في العاصمة الفرنسية باريس في فبراير/ شباط 2025.
ومن المنتظر أن تتناول القمة 5 محاور رئيسية، تشمل الذكاء الاصطناعي لصالح الجمهور ومستقبل الوظائف والابتكار والثقافة والثقة في الذكاء الاصطناعي والحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي.
إعلانوأكد الكاتب أن التعاون الدولي يعدّ ضرورة ملحة للتعامل مع عيوب الذكاء الاصطناعي قبل استفحالها، حيث إن تجاهل هذه العيوب قد يؤدي إلى مشكلات أكبر في المستقبل، معتبرا أن هذه الجهود تتطلب مشاركة الحكومات والشركات والمجتمع الدولي لضمان إدارة هذه التقنيات بشكل يخدم الصالح العام.