عربي21:
2025-04-30@07:24:02 GMT

روسيا والصين.. وغرفة الطوارئ الأردنية المصرية

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT

أمام عملية طوفان الأقصى التي أدخلت الاحتلال الإسرائيلي في حالة من الصدمة؛ وما تبعها من دعم أمريكي وأوروبي غير مشروط مقرون بغطرسة كبيرة وفرت للاحتلال ضوء أخضر لتمرير برامجه ومشاريعة في المنطقة؛ وجدت كل من عمّان والقاهرة نفسيهما في أتون صراع غير منضبط أو مسيطر عليها.

فالقوى الغربية الشريكة لعمان والقاهرة لا تريد الاستماع لصوت العقل، وجل اهتمامها حشد التأييد والدعم الغربي والإقليمي والدولي للكيان المحتل؛ في عدوانه على قطاع غزة ومساعدته لاستعادة زمام المبادرة؛ والخروج من حالة الصدمة النفسية والعسكرية الناجمة عن عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.



الغطرسة الغربية وردود الفعل غير المتزنة أنشأت فجوة ازدادت عمقا واتساعا بمرور الوقت بين عمّان والقاهرة من جهة؛ والشركاء الغربيين بما فيهم أمريكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا من جهة أخرى. اذ توجهت القوى الغربية بمطالب غير منطقية أو مقبولة من الأردن ومصر لعلاج الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية على حساب الدولتين الموقعتين على اتفاقات مع الكيان (كامب ديفيد، ووادي عربة)، لتتحول الاتفاقات إلى لعنة سياسية تهدد أمن واستقرار البلدين بعد أن سُوّق لهما باعتبارهما اتفاقات استعادت الحقوق الأردنية والمصرية.

الغطرسة الغربية وردود الفعل غير المتزنة أنشأت فجوة ازدادت عمقا واتساعا بمرور الوقت بين عمّان والقاهرة من جهة؛ والشركاء الغربيين بما فيهم أمريكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا من جهة أخرى. اذ توجهت القوى الغربية بمطالب غير منطقية أو مقبولة من الأردن ومصر لعلاج الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية على حساب الدولتين الموقعتين على اتفاقات مع الكيان (كامب ديفيد، ووادي عربة)، لتتحول الاتفاقات إلى لعنة سياسية تهدد أمن واستقرار البلدين
الغرب نظر إلى الأردن ومصر باعتبارهما الحلقة الأضعف في المعادلة السياسية والأمنية؛ ما أثار توجس وغضب عمّان والقاهرة؛ لينعكس لاحقا بإلغاء قمة بايدن الثلاثاء الماضي (17 تشرين الأول /أكتوبر الحالي) في العاصمة الأردنية عمّان بحضور كل من الرئيس المصري وملك الأردن ورئيس السلطة في رام الله، موقف ساعد عليه ارتكاب الاحتلال مجزرة مستشفى المعمدان في غزة وحراك شعبي غاضب في الشارع الأردني والمصري والفلسطيني في الضفة الغربية.

رغم جهود الملك عبد الله الثاني لامتصاص الصدمة من خلال حراك دبلوماسي استهدف الدول الخمس (أمريكا وفرنسا والمانيا وبريطانيا وايطاليا) إلى جانب إسبانيا وكندا؛ فإن ذلك لم يوقف حالة الهستيريا التي دخلت فيها الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب باريس ولندن وروما وبرلين، هستيريا غربية قابلتها مخاوف من تصعيد عسكري كبير على الجبهات الشمالية لفلسطين المحتلة، تشمل حزب الله وإيران والمقاومة الفلسطينية في لبنان وسوريا، الأمر الذي ولّد لدى القاهرة وعمان شعورا بالعزلة والاستهداف في جزيرة معزولة؛ دافعا البلدين نحو مزيد من التقارب والتنسيق لمواجهة التحديات والضغوط العسكرية والسياسية المحيطة بهما.

الأردن رفع صوته عاليا من باريس وبرلين معلنا رفضه تهجير الفلسطينين القسري من قطاع غزة معتبرا ما يجري في القطاع جريمة حرب، على لسان ملك الأردن، ليتبعه تصريحات لوزير الخارجية أيمن الصفدي خلال خطاب له أمام البرلمان في العاصمة عمّان الأربعاء الماضي، قال فيها إن "الأردن لن يقبل أي محاولة لتهجير الفلسطينيين"، مضيفا أن الأردن سينظر لعملية التهجير على أنها "إعلان حرب" وسيكون تهديدا للأمن الوطني الأردني وللدولة الأردنية.

وقال الصفدي إن للأردن 3 مطالب آنية وهي وقف الحرب فورا، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة الآن، وحماية المدنيين؛ وهو سقف تجاوز كل السقوف التي اعتاد الأردن الرسمي الالتزام بها عند مناقشة العلاقة مع الكيان الإسرائيلي.

تبع هذه التصريحات في اليوم التالي زيارة لم تكن معلنة مسبقا للملك عبد الله الثاني إلى القاهرة، التقى فيها الرئيس المصري علد الفتاح السيسي؛ الذي صرح بدوره برفض القاهرة تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى سيناء، ملوحا للقوى الغربية بالاستعانة بالشعب المصري المعروف بموقفه الرافض للتطبيع ولاتفاقية كامب ديفيد لوقف أي محاولة إسرائيلية لتمرير التهجير.

الأهم من ذلك أن زيارة الملك عبد الله الثاني سبقتها زيارته لهيئة الأركان الأردنية المشتركة بقيادة اللواء يوسف الحنيطي في عمان، كما ترافقت مع إطلاق مصر مناورات بالذخيرة الحية لم تكن مبرمجة مسبقا؛ أشرف عليها وزير الدفاع المصري اللواء محمد زكي ونفذتها المنطقة المركزية للقوات المصرية، بالتزامن مع زيارة قائد المنطقة العسكرية الوسطى الأمريكية (سينتكو) الجنرال الأمريكي مايكل كورولا للكيان الإسرائيلي ثم القاهرة.

القاهرة تنسق مع الصين وروسيا لضمان تدفق المساعدات للقطاع، ووقف إطلاق النار وتجريم "إسرائيل"، في مقابل إعاقة القرارات الأممية لتجريم المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس بقرار صادر عن مجلس الأمن، وهو ما اتضح باستخدام روسيا حق النقض (الفيتو) لأول مرة دفاعا عن حماس ومحاولات وصمها أمريكيا وأوروبيا بالإرهاب
الرسائل الصادرة من القاهرة وعمّان تؤكد بأن البلدين في حالة استنفار سياسي ودبلوماسي وشعبي، آخذ يتحول شيئا فشيئا إلى استنفار عسكري، تتناسب طبيعته مع التهديدات التي تطلقها إسرائيل بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة استعدادا للانتقال إلى خطوة ثانية بتهجير فلسطيني الضفة الغربية إلى الأردن؛ استكمالا لمشروع اليمين الإسرائيلي المعلن لنتنياهو ووزرائه سموتريتش وبن غفير، وهو مشروع وقفت المقاومة الفلسطينية في القطاع عائقا أمامه؛ لتجد مصر والأردن نفسيهما وبشكل تلقائي ظهيرا للمقاومة عبر رفض مشاريع التهجير القسري والجماعي من قطاع غزة، وهو تموضع وخطوة تخلقت من رحم المواجهة مفضية إلى حالة من التكامل المعقول بين المقاومة وعمان والقاهرة.

في موازاة اتساع الفجوة بين القاهرة وعمان من جهة والقوى الغربية من جهة أخرى؛ نجد تقاربا وتكاملا معقولا وردما للهوة بين العاصمتين ومعسكر المقاومة الفلسطينية؛ يُتوقع أن يفضي إلى تقارب إقليمي أوسع يشمل سوريا والعراق وإيران ولبنان، في حال تواصلت الغطرسة الأمريكية واندفاع إسرائيل نحو مخططاتها لتحويل الحياة في القطاع والضفة الغربية إلى جحيم يصعب العيش فيه.

غرفة الطوارئ الأردنية المصرية التي بدت في طور التشكل، عبر زيارة الملك عبد الله الثاني للقاهرة، قرعت ناقوس الخطر في العواصم الأوروبية وأمريكا. فالقاهرة تنسق مع الصين وروسيا لضمان تدفق المساعدات للقطاع، ووقف إطلاق النار وتجريم "إسرائيل"، في مقابل إعاقة القرارات الأممية لتجريم المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس بقرار صادر عن مجلس الأمن، وهو ما اتضح باستخدام روسيا حق النقض (الفيتو) لأول مرة دفاعا عن حماس ومحاولات وصمها أمريكيا وأوروبيا بالإرهاب.

ختاما.. تواصل المواجهات وامتداد مساحتها زمانيا ومكانيا، مع الاندفاع نحو مواجهة برية لم تعد يهدد بنزيف عسكري وأمني وسياسي للكيان الإسرائيلي فقط؛ فأوروبا وأمريكا أصبحتا متوجستين من نزيف سياسي إقليمي يعيد تموضع الحلفاء والشركاء المقربين وعلى رأسهم الأردن ومصر ويقربهم أكثر من الصين وروسيا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المصري التهجير مصر الاردن غزة التهجير مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات رياضة صحافة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة عبد الله الثانی الأردن ومصر قطاع غزة من جهة

إقرأ أيضاً:

«الآن على الصحراء الغربية».. الأرصاد تكشف آخر تفاصيل المنخفض الجوي الخماسيني

كشفت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، آخر تفاصيل تأثير المنخفض الجوي الخماسينى، والذى يؤثر الآن على مناطق متفرقة من الصحراء الغربية، كما تشير آخر صور الأقمار الصناعية.

وقالت هيئة الأرصاد: منذ قليل سجلت سرعات الرياح في سيوة 78 كم /س وانخفضت معاها مستوى الرؤية الأفقية.

وتوقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن يشهد غدا الأربعاء 30 أبريل 2025، طقس حار نهاراً على القاهرة الكبرى وجنوب سيناء وشمال الصعيد معتدل على السواحل الشمالية، شديد الحرارة على جنوب الصعيد، معتدل ليلاً وفي الصباح الباكر على أغلب الأنحاء.

العواصف الترابية

ومن المتوقع أن تتعرض البلاد غدا لمنخفض جوي خماسيني يصاحبه نشاط رياح تصل سرعتها من (60:40) كم/س تكون مثيرة للرمال والأتربة على أغلب الأنحاء وقد يصاحبها هبات رياح تتراوح (80:70) كم/س قد تؤدي إلى تدهور الرؤية الأفقية إلى أقل من 1000 متر وقد تصل إلى حد العاصفة على مناطق من شمال الصعيد وجنوب وشرق القاهرة الكبرى ومدن القناة وخليج السويس وسيناء.

ويصاحب المنخفض الجوي، فرص أمطار متوسطة قد تكون غزيرة ورعدية ومصحوبة بحبات البرد أحياناً على مناطق من محافظة مطروح تمتد خفيفة قد تكون متوسطة ورعدية أحياناً على مناطق من السواحل الشمالية والوجه البحري قد تكون خفيفة ورعدية أحياناً على القاهرة الكبرى وشمال الصعيد ومدن القناة وسيناء.

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية، اضطراب الملاحة البحرية غدا على خليج السويس وسرعة الرياح (60:50) كم/س وارتفاع الأمواج (3:2) متر.

وأوضحت هيئة الأرصاد درجات الحرارة العظمى والصغرى المتوقعة، غدًا، على النحو التالي:

القاهرة

العظمى 33 درجة.

الصغرى 17 درجة.

الإسكندرية

العظمى 22 درجة.

الصغرى 15 درجة.

مطروح

العظمى 21 درجة.

الصغرى 14 درجة.

سوهاج

العظمى 36 درجة.

الصغرى 19 درجة.

قنا

العظمى 37 درجة.

الصغرى 23 درجة.

أسوان

العظمى 40 درجة.

الصغرى 23 درجة.

لسوء حالة الطقس.. تعليق الدراسة بجامعتي المنيا والأهلية غدًا

«تجنب الازدحام».. تحذيرات عاجلة من «الصحة» لمرضى الحساسية بسبب التقلبات الجوية

حالة الطقس.. الأرصاد تكشف عن أماكن سقوط الأمطار اليوم الثلاثاء 28 يناير 2025

مقالات مشابهة

  • بدء محاكمة سوزي الأردنية بتهمة نشر أخبار كاذبة.. بعد قليل
  • محافظ الغربية يوجه برفع حالة الاستعداد القصوى بجميع المراكز والمدن
  • اليوم.. أولى جلسات محاكمة البلوجر سوزي الأردنية بتهمة نشر أخبار كاذبة
  • انتظام الدراسة اليوم بجامعات عين شمس والقاهرة وحلوان رغم تحذيرات الأرصاد
  • «الآن على الصحراء الغربية».. الأرصاد تكشف آخر تفاصيل المنخفض الجوي الخماسيني
  • مشروع المحطة القمرية.. 13 دولة تنضم إلى روسيا والصين
  • 13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع المحطة القمرية
  • مصر والصين بصدد توسيع مجالات التعاون الاقتصادي والمالي من خلال «الحزام والطريق»
  • انتهى الظلام.. البرتغال تعلن عودة إمدادات الكهرباء وحركة القطارات
  • 1.2 مليون طالب في غزة والضفة استفادوا من منصة التعليم الإلكتروني الأردنية