إسرائيل تخشى اندلاع الحرب في جبهة جديدة .. الضفة الغربية
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
20 أكتوبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة منذ بدأت إسرائيل قصف قطاع غزة والاشتباك مع حزب الله على الحدود مع لبنان، مما يثير مخاوف من أن تصبح المنطقة الفلسطينية المضطربة جبهة ثالثة في حرب أوسع نطاقا.
وتشن إسرائيل حربا ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة. وانسحب الجنود والمستوطنون الإسرائيليون من القطاع عام 2005.
وقتلت حماس أكثر من 1400 شخص في هجوم مباغت على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، وهو ما ترد عليه إسرائيل بقصف أودى حتى الآن بحياة 3500 في غزة. وتستعد إسرائيل لاجتياح بري واسع النطاق لغزة لتدمير حماس.
وتخشى الدول الغربية الداعمة لإسرائيل من حرب أوسع نطاقا تكون فيها لبنان، حيث حزب الله المدعوم من إيران، جبهة ثانية وتكون فيها الضفة الغربية وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية جبهة ثالثة محتملة.
وتسببت الاشتباكات بين الجنود والمستوطنين الإسرائيليين من جهة والفلسطينيين من جهة أخرى في سقوط قتلى بالفعل، إذ قُتل أكثر من 70 فلسطينيا في أعمال عنف بالضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول وألقت إسرائيل القبض على أكثر من 800 شخص.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية داهمت ونفذت ضربة جوية على مخيم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية يوم الخميس مما أسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل في العملية. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن شرطيا قتل أيضا.
ويشكل تصاعد العنف تحديا لكل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه في حالة تأهب قصوى ويستعد لإحباط هجمات من بينها هجمات قد ينفذها مسلحو حماس في الضفة الغربية.
وقال المتحدث العسكري اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس لرويترز إن حماس تحاول “إقحام إسرائيل في حرب على جبهتين أو ثلاث جبهات”، بما في ذلك الحدود اللبنانية والضفة الغربية. ووصف مستوى التهديد بأنه “مرتفع”.
* “يعطونا سلاح ويشوفوا شو رح نعمل”
أظهرت هتافات نادرة جرى ترديدها خلال احتجاجات خرجت لدعم الجناح العسكري لحماس هذا الأسبوع في رام الله شهية متزايدة للمقاومة المسلحة.
وقال صلاح، وهو متظاهر يبلغ من العمر 20 عاما وذكر اسمه الأول فقط “الكل يجي هون وندافع عن غزة، اللي بقدر يضرب حجر يضرب واللي معه سلاح يجي يطخ، لازم السلطة تخلي الناس تواجه، يعطونا سلاح خليهم يشوفوا شو رح نعمل”.
وقال موفق سحويل القيادي بحركة فتح لرويترز “مواثيق الأمم المتحدة والشرائع الدولية والإنسانية تعطي الشعب الفلسطيني الحق في الدفاع عن نفسه باستخدام كل الإمكانيات وكل وسائل القتال للتصدي للاحتلال الإسرائيلي وفتح وكل قوى الشعب الفلسطيني تطلق العنان ليد المقاومة للرد على الاحتلال وعلى جرائم الاحتلال”.
وبدا البعض الآخر أقل استعدادا للقتال.
وقال نزار المغربي، صاحب شركة هندسة معمارية، إنه يشعر بالاستياء من الهجوم الإسرائيلي على غزة لكنه غير مستعد لحمل السلاح.
وقال “نتنياهو يريد القتال وهنية يريد القتال. اتركوهم في الصحراء بالبنادق ودعوهم يطلقون النار على بعضهم البعض” في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هني”ة.
ويقول مسؤولون فلسطينيون ومحللون إسرائيليون إن هناك عددا من العوامل الكفيلة بإشعال فتيل التوترات لكنها وعلى العكس من ذلك تحد من نطاقها في الوقت الراهن.
وأحد هذه العوامل هو قيام إسرائيل باعتقال المئات.
وتقول حماس إن من بين الأسباب التي شنت من أجلها هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الهجمات التي يتعرض لها الفلسطينيون في الضفة الغربية والاعتقالات التي جرت هذا العام.
لكن صلاح الخواجا، الناشط في مجال مقاومة الاستيطان والبالغ من العمر 52 عاما، قال إن الاعتقالات حدت أيضا من “تصاعد المقاومة” في الضفة الغربية.
وقال “في الضفة هناك تراجع بسبب محاولات الاحتلال المستمرة لضرب كل القوى المنظمة إضافة إلى غياب القدرة على عملية البناء المنظم لأجهزة متكاملة سياسيا وعسكريا في داخل مناطق الضفة الغربية بسبب كل سياسات الاحتلال المالية والعسكرية وعمليات الملاحقة الأمنية على عكس قطاع غزة الذي لديه الوقت الكافي لذلك”.
* الضفة الغربية خليط معقد
بينما تسيطر حماس بإحكام على قطاع غزة المحاصر، فإن الضفة الغربية خليط معقد من المدن الواقعة على سفوح التلال والمستوطنات الإسرائيلية ونقاط التفتيش العسكرية التي تقطع أواصر المجتمعات الفلسطينية.
واحتلت إسرائيل المنطقة عام 1967 وقسمتها إلى مناطق واسعة تسيطر عليها، وأخرى صغيرة يكون للفلسطينيين فيها السيطرة الكاملة، ومناطق يتقاسم فيها الفلسطينيون والقوات الإسرائيلية المهام المدنية والأمنية.
وتتباين وجهات النظر بين مقر السلطة في رام الله والمناطق المهمشة الفقيرة بشأن جدوى “المقاومة”.
فالشباب اليائسون في مخيمات اللجوء أكثر استعدادا للقتال من أولئك الذين يعيشون في رام الله، حيث من المتوقع أن يتحمل رجال الأعمال وكبار المسؤولين الفلسطينيين خسارة في حال اندلاع دوامة من العنف.
وقال المغربي “شركتي تعاني بالفعل بسبب الاضطرابات”.
ومن الأسباب الرئيسية الأخرى التي تحد من العنف الاتفاقيات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس.
ويندد عباس بالهجوم الإسرائيلي على غزة بينما تقوم قوات الأمن التابعة له بقمع المظاهرات. ولم تصدر فتح دعوات علنية للمقاومة المسلحة.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري إن “السلطة تقمع المسيرات لمنع حدوث تداعيات، لأنه المظاهرات التي تخرج بالآلاف حاليا ممكن أن تتحول إلى مظاهرات بعشرات الآلاف… هدف السلطة الحفاظ على الهدوء”.
وأضاف “اليوم هناك في السلطة منظومة لديها مصالح شخصية تريد الحفاظ عليها”.
وتابع أنه إذا اهتزت قبضة عباس فإن الوضع قد يتدهور.
* “ذئاب منفردة”
يقول ليور أكرمان المسؤول السابق بجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) إن المخاوف من اضطرابات واسعة في الضفة الغربية قائمة من قبل حرب حماس.
وأضاف أن حماس تحاول منذ سنوات “بذل كل ما في وسعها لتحفيز الإرهابيين في الضفة الغربية”.
ومع ذلك، أقر أكرمان بأنه تم تشديد الإجراءات الأمنية منذ بدء القصف على غزة، وقال إن حملة الاعتقالات الأخيرة ربما لم تكن لتحدث في ظل الظروف العادية.
وأضاف “الليلة الماضية… ألقى الجيش القبض على نحو 100 إرهابي في الضفة الغربية. في الأيام العادية… كان الشين بيت يعتقل فقط من لديه معلومات بأنهم يستعدون لهجمات إرهابية”.
ويقول محللون إن أحد مباعث قلق إسرائيل في الضفة الغربية هو الهجمات التي تنفذها “الذئاب المنفردة” من الفلسطينيين الذين لديهم ولاءات متباينة ولكن يجمع بينهم الازدراء العام من الاحتلال الإسرائيلي.
وأظهرت استطلاعات رأي جرت في الآونة الأخيرة وجود دعم شعبي هائل بين الفلسطينيين للفصائل المسلحة، بما في ذلك المجموعات المحلية التي تضم عناصر من فصائل هي تقليديا منفصلة.
وحتى قبل الأزمة الحالية في غزة، كانت الضفة الغربية تشهد تصاعدا في أعمال العنف.
وكثفت إسرائيل مداهماتها العسكرية كما نفذ فلسطينيون هجمات تستهدف إسرائيليين. ووفقا لسجلات الأمم المتحدة فإن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بداية العام وحتى السابع من أكتوبر تشرين الأول تجاوز 220، فيما قتل 29 شخصا على الأقل في إسرائيل.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی الضفة الغربیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
يديعوت أحرونوت: 4 خيارات لحكم غزة بعد انتهاء الحرب
مع إقرارها بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما تزال تسيطر بشكل كامل على غزة، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن هناك 4 خيارات محتملة في الوقت الراهن لمن سيتولى حكم القطاع بعد أن تضع الحرب أوزارها.
وأوردت الصحيفة تفاصيل عن الخيارات الأربعة، التي ترى أن كل واحد منها معقد وحرِج بالنسبة لإسرائيل، ونوجزها في التالي:
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أكاديمي فرنسي: الأمل أيضا قد يقتل في غزةlist 2 of 2كاتبة فرنسية: تحقق تنبؤات قديمة للاستخبارات الأميركية بشكل العالم في 2025end of list أولا، استمرار حماس في حكم القطاععلى الرغم من اعتراض إسرائيل على هذا الخيار، فقد تحافظ حركة حماس على حكم غزة لأن لديها آلاف العناصر المسلحة وقوة شرطة وجهازا أمنيا.
كما أن لديها عمال بلدية محليين منهمكين بالفعل في إزالة بعض الأنقاض الناجمة عن الدمار الذي خلفته الحرب.
وتدعي يديعوت أحرونوت -في تقريرها- أن استمرار حماس في حكم غزة ربما يجعل مهمة إعادة إعمار القطاع أكثر صعوبة، وقد تستغرق سنوات وتتطلب تدفق تبرعات أجنبية.
ووفق التقرير، فإن حماس تناقش فكرة إنشاء لجنة مدنية تدير القطاع وتتكون من تكنوقراط فلسطينيين وأعضاء من السلطة الفلسطينية، لكنها ترفض أي مقترح محتمل لحل كتائب القسام جناحها العسكري.
وتزعم الصحيفة الإسرائيلية أيضا أن حركة حماس تحاول استنساخ نموذج حزب الله في لبنان كونه حزبا سياسيا وقوة عسكرية، وهو ما "لن تقبله السلطة الفلسطينية".
إعلانثم إن استمرار حماس في حكم غزة يشكل تهديدا لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الائتلافية التي تعهدت بالحيلولة دون أن يكون لحماس أي مستقبل في إدارة القطاع.
احتلال غزة وتأسيس حكم عسكري
يعتمد إطلاق سراح جميع الأسرى، الواردة أسماؤهم في المرحلة الأولى من الصفقة، على سحب القوات الإسرائيلية التي لا تزال منتشرة في ممر نتساريم وسط القطاع وممر فيلادلفيا في الجنوب.
وإذا ما قرر نتنياهو عدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة التي تقضي بإنهاء الحرب وأمر الجيش باستئنافها، فقد يكلف الجيش أيضا بمهام مدنية مثل توزيع المواد الغذائية وجمع القمامة.
طبقا ليديعوت أحرونوت، فإن السلطة الفلسطينية تُعد البديل الوحيد لحماس في إدارة قطاع غزة، لكن إسرائيل تعارض ذلك. وتعزو ذلك إلى ضعف السلطة في إدارة الضفة الغربية وفشل عملياتها العسكرية ضد الجماعات المسلحة في مخيم جنين وغيره.
قوات دوليةتؤكد الصحيفة الإسرائيلية أن الشركات الأمنية الأميركية تعمل بالفعل في ممر نتساريم، وتتولى عمليات تفتيش أمني للمركبات المتجهة إلى المناطق الشمالية من القطاع لمنع حماس من تهريب الأسلحة والمقاتلين.
وتفيد في تقريرها أنه باستثناء مصر وقطر، لم تشأ الدول العربية الأخرى المشاركة في هذه المهمة، مشيرة إلى أن هناك في إسرائيل من يأملون ويخططون لدخول قوات أجنبية لبسط سيطرتها على القطاع وشغل مناصب الحكم.