في تحول مفاجئ بمسار الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، تعرضت كنيسة القديس برفيريوس لضربة لا يزال مصدرها مجهولا، وسط اتهامات من سلطات غزة وجهات مسيحية لإسرائيل بشنها.

ووقعت الضربة، التي تعتبر الأولى للمسيحيين في غزة، بجوار الكنيسة، الخميس، وتسببت بسقوط قتلى وجرحى، وانهيار مبنى تابعا لها، وفق ما أكدت مصادر لموقع "الحرة"، الجمعة.

وقال القس يوسف أسعد، من كنيسة اللاتين في غزة، إن "الأقوال متضاربة" بشأن ما حصل في الكنيسة.

موقع الضربة

وأكد في حديثه لموقع "الحرة" أن "الضربة استهدفت الكنيسة، وليس أحدا آخر، ووقعت بالضبط بين مبنى الكنيسة وبيت مهجور، والحفرة الناتجة عن الصاروخ تقع داخل أملاك الكنيسة".

وقال إن "قطر الحفرة يبلغ نحو 7 أمتار، والضربة تسببت بانهيار مبنى الخدمات التابع للكنيسة".

عدد الضحايا

وأضاف أن "المبنى كان يضم أكثر من 100 نازح، وعثرنا على 18 قتيلا وهناك 15 مفقودا، والعديد من الجرحى حالتهم حرجة في المستشفى".

وأوضح أن "أغلبية الضحايا من عائلة واحدة، لأنهم كانوا نائمين جنب بعضهم البعض، وهذه العائلة انتهت من سجل المواليد في غزة".

وأعلنت وزارة الداخلية في غزة، الخميس، أن الكثير من النازحين الذين لجأوا إلى حرم الكنيسة قتلوا وجرح عدد آخر في غارة إسرائيلية.

وقالت الوزارة في بيان إن الغارة تسببت "بوقوع أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى" في حرم كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس في مدينة غزة.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن القصف أدى إلى تضرر مبنى مجلس وكلاء الكنيسة بالكامل، والذي يؤوي عددا من العائلات الفلسطينية، المسيحية والمسلمة، التي لجأت إلى الكنيسة، مشيرة إلى أن طواقم الإنقاذ والإسعاف تحاول الوصول إلى العالقين تحت الركام.

لا مبرر

وشدد أسعد على أنه "لا يوجد مبرر لضرب الكنيسة"، وقال إن رسالته في ظل ما يحصل هي أن "المسيحيين ليس لهم علاقة بكل ما يحصل، ونحن مسالمون دائما، ولأول مرة يتم استهداف المسيحيين".

ولدى سؤاله عن اتهام أي طرف بتحمل المسؤولية عن الضربة، قال "لا نتهم أحدا، ولكن نطالب بالعدل والمساواة والرحمة، والوضع لا يحتمل أي تصعيد".

بيان لجنة شؤون الكنائس

وقالت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في الأراضي الفلسطينية إن استهداف أحد مباني كنيسة القديس برفيريوس في قطاع غزة، والتي يحتمي بها نحو 500 مواطن فلسطيني، مسلمين ومسيحين، يؤكد أن "أهداف القوات الإسرائيلية هي المواطنين العزل من أطفال ونساء وشيوخ".

وأضافت اللجنة في بيان صدر، عن رئيسها، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رمزي خوري، أن "الصورة أصبحت واضحة للعالم بأن إسرائيل تنفذ مخطط إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

وأشار خوري إلى استهداف مبنى مجلس وكلاء الكنيسة بشكل مباشر، مضيفا "هذه جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف والعديد من الاتفاقيات الدولية، وتضاف لىسلسة الجرائم المتواصلة تجاه المدنيين الفلسطينيين ودور العبادة في قطاع غزة والقدس ومختلف الأراضي الفلسطينية".

ويشار إلى أن كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، تعتبر من أقدم الكنائس في العالم، ويعود تاريخ البناء الأصلي إلى عام 425م، وتم تجديدها عام 1856، وتقع على بعد أمتار من المستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، الذي تعرض لضربة، الثلاثاء الماضي، وفقا لمراسلة "الحرة".

تعليق الجيش الإسرائيلي

وأكدت وحدة المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي لموقع "الحرة"، الجمعة، استهداف موقع في منطقة الكنيسة.

وقال "طائرات مقاتلة استهدفت (...) مقر قيادة أحد العناصر العسكرية التابعة لمنظمة حماس الإرهابية والذي له ضلوع في إطلاق قذائف صاروخية وقذائف هاون باتجاه أراضي دولة إسرائيل".

وأضاف "وقد أدير القتال من مقر القيادة واحتوى على بنى تحتية إرهابية (...) وفي أعقاب موجة الانفجار الناتجة عن الغارة تضرر حائط كنيسة تقع في المنطقة".

وأكد أن "الادعاء بشأن وقوع إصابات معروف لدينا ويجري التحقيق في ملابسات الحادث".

وتابع "حماس تضع بناها التحتية في قلب المناطق المأهولة بالسكان المدنيين وتستخدم سكان القطاع دروعا بشرية".

وأشار إلى أنه "من أجل الحد من المساس بالمدنيين، حث جيش الدفاع سكان المنطقة على إخلاء منازلهم والتنقل إلى المنطقة الواقعة جنوبي وادي غزة، وهي خطوة تحاول حماس منعها".

وقال شهود لوكالة فرانس برس إن الغارة الإسرائيلية ألحقت أضرارا بواجهة الكنيسة وتسببت بانهيار مبنى مجاور.

إدانة

ودانت بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس في بيان ليل الخميس الجمعة هذا القصف.

وقالت إن "استهداف الكنائس والمؤسسات التابعة لها، بالإضافة إلى الملاجئ التي توفرها لحماية المواطنين الأبرياء، خاصة الأطفال والنساء الذين فقدوا منازلهم جراء القصف الإسرائيلي للمناطق السكنية خلال الثلاثة عشر يوما الماضية، يشكل جريمة حرب لا يمكن تجاهلها".

وكنيسة القديس برفيريوس هي أقدم كنيسة في قطاع غزة لا تزال مفتوحة.

وهي مبنية فوق ضريح القديس برفيريوس الناسك والأسقف الغزي من القرن الخامس، وتقع بجانب مسجد في البلدة القديمة في غزة.

وينخفض باضطراد عدد المسيحيين في قطاع غزة، ومعظمهم من الأرثوذكس، وفقا لفرانس برس.

ووفقا للقادة المسيحيين المحليين، لم يتبق سوى ألف مسيحي في غزة، مقارنة بأكثر من سبعة آلاف قبل أن تستولي حركة حماس على السلطة في القطاع في 2007.

ويبلغ إجمالي عدد سكان قطاع غزة 2.3 مليون نسمة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: کنیسة القدیس برفیریوس فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

زوارق الاحتلال تستهدف منطقة المواصي غرب مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفادت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم السبت، أن زوارق الاحتلال الإسرائيلي استهدفت منطقة المواصي غرب مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فلسطينيا من بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، عقب استدعائه لحاجز مستعمرة "حومش".

ومساء أمس الجمعة، استشهد 10 مواطنين فلسطينيين بينهم 7 أطفال، وإصابة آخرين، جراء قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزلًا في جباليا النزلة، شمال قطاع غزة. 

ويستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على المدنيين في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 45،206 مواطنين، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 107،512 آخرين، في حصيلة غير نهائية.

مقالات مشابهة

  • قنص ضابط إسرائيلي وسط مخيم جباليا بقطاع غزة
  • كتائب القسام تعلن استهداف ناقلة جند وقوة إسرائيلية شمال غزة
  • قنص ضابط إسرائيلي وسط مخيم جباليا.. عاجل
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بتذكار تكريس كنيسة القديس أنبا ميصائيل السائح
  • استشهاد 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على شمال وشرق غزة
  • الصحة الفلسطينية: إسرائيل تنتهك أبسط قواعد القانون الدولي والإنساني
  • استهداف تل أبيب بصاروخ يمني فر صوتي (نص البيان)
  • فلسطين.. شهيد وعدد من الإصابات جراء استهداف إسرائيلي لمنزًلا وسط مدينة غزة
  • زوارق الاحتلال تستهدف منطقة المواصي غرب مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة
  • تعز.. وقفة إحتجاجية تنديدًا بجرائم الإبادة والتهجير بغزة