من / جورج إبراهيم ..

دبي في 20 أكتوبر / وام / أشادت معالي كريستينا كالاس وزيرة التعليم والبحث في إستونيا، بانفتاح دولة الإمارات العربية المتحدة على التكنولوجيا والابتكار والتقدم، مؤكدة أهمية هذا الانفتاح وهذه العقلية لبدء المستوى التالي من التعليم.
وحول مستقبل العملية التعليمية وكيف تتخيل الفصل الدراسي بشكل عام في العالم في ظل الذكاء الاصطناعي؛ قالت الوزيرة الإستونية، في حديثها لوكالة أنباء الإمارات "وام"، أعتقد أننا سنرى فصلاً دراسياً لن يكون فيه الطلاب جالسين والمعلم واقفاً أمام الفصل، سنرى المعلم كمرشد يساعد الطلاب ويوجههم من خلال منظور التعلم الذاتي، والذكاء الاصطناعي سيكون نظام مساعد للمعلم، في العموم سنرى أن التعليم لا يجب أن يحدث في الفصل الدراسي، بل يمكن أن يحدث في أي مكان.


وأضافت معاليها، في حديثها لـ "وام" على هامش معرض جيتكس 2023، أن الكتب المدرسية عفا عليها الزمن، إنها من القرن الماضي، ونحن نستخدم الكتب المدرسية، ولكن ليس بشكل كامل فلا تعتمد عملية التدريس لدينا على الكتاب المدرسي، بل تعتمد على ما يجب أن يتعلمه الطالب مع نهاية كل فصل أو كل سنة وتنفيذ المهمة أمر متروك للمعلم، ولا يتعين على المعلم الحصول على كتب مدرسية، بل يمكنه الحصول على أدوات رقمية مختلفة، ويمكن أن يكون لديه ذكاء اصطناعي مختلف يساعده في القيام بذلك، يمكنه أن يدرّسها من خارج الفصل الدراسي طالما أن الأطفال يتعلمون كفاءات معينة على مستوى معين.
وأوضحت معاليها، أن التكنولوجيا موجودة للمساعدة في الوصول إلى الهدف، لكن يجب أن نفهم أن التكنولوجيا لا تحل المشكلة بحد ذاتها، لأنه إذا قمت فقط بالتخلي عن الكتب المدرسية القديمة واستبدلتها بـ"أي باد"، فلن يؤدي ذلك إلى تغيير طريقة دراستك، وما نحتاج إلى تغييره هو الطريقة التي ندرس بها ونتعلم بها، إذ نحتاج إلى التركيز على تنمية المهارات وتنمية الكفاءات لدى الأطفال وليس فقط مطالبتها بتكرار وقراءة النصوص بمساعدة التكنولوجيا، فهذا لن يطور مستوى كفاءتهم.
ودعت إلى استقلالية المعلم، قائلة : أعتقد أن مفتاح نجاح إستونيا هو استقلالية المعلم، فالمعلم هو أكثر المهنيين دراية بكيفية القيام بالمهمة، وليس وزير التعليم ولا وزارة التعليم، وكيفية تدريب معلمينا أمر حاسم لأنهم هم من يقومون بذلك بالفعل في الفصل الدراسي.
وأكدت على إيجابية دور الذكاء الاصطناعي في التعليم فصعوبات التعلم تتنوع وسط مجموعة أكثر تنوعاً من قدرات الأطفال على التعلم، وبالتالي فالتكنولوجيا تساعد هنا على اتباع نهج فردي مع كل طفل حتى يتمكن من التعلم بناءً على قدراته وإمكانياته الخاصة، وهذا الأمر ينطبق عند الحديث التحديات في وصول التعليم إلى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة المختلفة.
وقالت الوزيرة كالاس : لدينا على سبيل المثال تحدي يخص اللغة لأن بلادنا تضم نحو مليون متحدث بلغتنا، ونحتاج إلى أن يكون لدينا تعليم عالمي المستوى بلغة صغيرة جداً، وتساعدنا التكنولوجيا هنا بشكل كبير، وأعتقد أن اللغات الصغيرة يمكن أن تبقى على قيد الحياة في زمن العولمة بمساعدة التكنولوجيا وهذا مهم جداً برأيي.
وأوضحت أن التكنولوجيا أيضاً تبسط مهام المعلم، لذلك يمكن القيام بالكثير من التقييم والتغذية الراجعة بواسطة نماذج الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" على سبيل المثال، يمكن للمعلمين استخدام الوقت لتطوير المهارات المعرفية العليا بدلاً من القيام بهذه المهام الروتينية، مشيرة إلى أن إستونيا منفتحة للغاية على السماح للذكاء الاصطناعي بالدخول في العملية التعليمية.
وحول ما إذا كان هناك ضرر يمكن أن ينتج عن استخدام التكنولوجيا من ناحية جعل الطلاب أقل تفكيراً وأقل ذكاء؛ قالت الوزيرة الإستونية : هذا يحدث عندما نستمر في التدريس بالطريقة التي كنا نتبعها في القرن الماضي، حين نكرر الصيغ الرياضية فقط لنتعلمها عن ظهر قلب، أو نكرر بعض النصوص ونتعلم القراءة بسرعة بدلاً من فهم ما نقرأه، هذا لن ينجح، لأن التكنولوجيا أفضل بكثير منا في هذا الصدد، لذلك يحتاج البشر إلى الانتقال إلى مستوى مختلف، إذ يحتاجون إلى تطوير مهارات معرفية جديدة مثل التفكير النقدي والقدرة على ربط الأشياء ببعضها البعض، وليس فقط المعرفة المتكررة الذي لا فائدة منه، وإذا لم نتطور إلى مستوى أعلى من التفكير، فإن الآلات ستسيطر علينا.
وحول تغييب التكنولوجيا لتجربة البحث؛ قالت الوزيرة : الذكاء الاصطناعي يوفر الوقت، فلا داعي لإضاعة الوقت في البحث عن المعلومات، فالآن يمكن لـ "تشات جي بي تي" تلخيص المعلومات، ولكن يجب أن تكون لديك مهارات التعلم لفهم هذه المعلومات.
وأكدت معالي وزيرة التعليم والبحث في إستونيا، أهمية محاكمة المعلومات والبيانات التي يخرج بها "تشات جي بي تي" فلا يمكن اعتبار إجاباته أمر مفروغ منه، فالمعلومات تحتاج إلى التفكير النقدي، وهذا ما نحتاج إلى تعليمه.
وحول ما نحتاجه لضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي فعال في قطاع التعليم؛ أشارت إلى ضرورة أن نكون منفتحين على تبني التكنولوجيا، وأن نكون مدركين للمشكلات الأخلاقية والتحيزات التي ينطوي عليها الذكاء الاصطناعي.
وأكدت الحاجة إلى أن نكون ماهرين في تطوير مهاراتنا الخاصة إلى المستوى التالي، فالذكاء الاصطناعي يضع البشر تحت ضغط ويحتم علينا تطوير القدرات، للانتقال إلى مستوى جديد، وبالتالي تحتاج أدمغتنا إلى الانتقال إلى مستوى جديد وهذا غير ممكن باعتماد الطرق التي عهدناها في السابق.
وقالت : هذا هو التحدي الذي يواجه البشر مع الذكاء الاصطناعي، وأعتقد أنه يجب أن نقبل هذا التحدي وأن ننتقل إلى المستوى التالي؛ منذ مائتي عام، كانت الثورة الصناعية، والتي وضعت البشر أيضاً تحت ضغط تطوري، وكان هناك حاجة إلى تعلم القراءة والكتابة وفهم النصوص وغير ذلك؛ كان هذا ضغطا تطوريا هائلا على البشر لأنه حتى ذلك الحين لم يكن الجميع يعرف القراءة والكتابة، لكن لقد فعلنا ذلك، وأعتقد أننا سنفعل ذلك مرة أخرى الآن، وسننتقل إلى المستوى التالي في ما يتعلق بتطورنا.

مصطفى بدر الدين/ جورج إبراهيم

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی أن التکنولوجیا الفصل الدراسی إلى مستوى یمکن أن یجب أن

إقرأ أيضاً:

ديل العالمية: الإمارات الثالثة عالمياً في مساهمة الذكاء الاصطناعي بالاقتصاد بحلول 2030

أكد سامر الجيوسي، المدير الإقليمي للذكاء الاصطناعي التخصصي والذكاء الاصطناعي التوليدي في منطقة وسط وشرق أوروبا، الشرق الأوسط، تركيا وأفريقيا لدى "ديل" التكنولوجية، أن الإمارات تواصل ترسيخ مكانتها كإحدى الدول الرائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال نهج إستراتيجي يجمع بين التشريعات المرنة والاستثمارات الطموحة في التقنيات الحديثة.

وأشار الجيوسي في حديثه لوكالة أنباء الإمارات "وام" على هامش قمة عالم الذكاء الاصطناعي التي عقدت في أبوظبي اليوم، إلى أن التقديرات ترجح أن يمثل الذكاء الاصطناعي أكثر من 13% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات بحلول عام 2030، ما يضعها في المرتبة الثالثة عالمياً في هذا الإطار بعد الصين والولايات المتحدة، ويعكس الدور المتنامي لهذه التقنية في دفع عجلة الاقتصاد الوطني.

وأوضح أن منطقة الشرق الأوسط ستستفيد من الطفرة في الذكاء الاصطناعي، حيث من المتوقع أن يساهم القطاع بنحو 320 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة بحلول العام 2030.

أخبار ذات صلة سيف بن زايد: أبارك لجميع الخريجين وأسرهم هذا الإنجاز رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي الكويتية: تجربة الإمارات ملهمة لدول المنطقة

وقال الجيوسي: "إن الإمارات ليست فقط سباقة في المنطقة في تبني وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، بل تعد من أوائل الدول عالمياً التي تبنت سياسات وتشريعات تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي وتدعم الابتكار في هذا المجال".

وأضاف أن الدولة أدركت مبكراً أهمية التوازن بين وضع الأطر التنظيمية للذكاء الاصطناعي ومنح المساحة اللازمة للإبداع، وهو ما جعلها نموذجاً عالمياً في هذا القطاع.

وشدد على أن البيانات تمثل "شريان الحياة" للذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن الإمارات نجحت في بناء بيئة حاضنة للبيانات تتيح تسخيرها بطرق فعالة لدعم التطوير والابتكار.
ولفت إلى أن الدولة تواصل الاستثمار في البنية التحتية الرقمية وتعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لضمان الاستخدام الأمثل لهذه التقنية.

وأكد أهمية المؤتمرات والفعاليات مثل قمة عالم الذكاء الاصطناعي، التي تجمع الخبراء وصناع القرار لمناقشة أحدث الاتجاهات والتحديات في هذا القطاع، مشيراً إلى أن هذه المنصات تساهم في تبادل المعرفة وتعزيز التعاون لتطوير حلول مبتكرة تسهم في تحقيق النمو المستدام.

مقالات مشابهة

  • «الإمارات الصحية» تنظم منتدى الذكاء الاصطناعي
  • 40 % زيادة أعداد المتخصصين في الذكاء الاصطناعي في الإمارات منذ 2022
  • ستوجوكومب. استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات لتحسين رفاهية الأطفال
  • "ستوجوكومب" أول مسابقة في الإمارات لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين رفاهية الأطفال
  • ريد هات العالمية: الإمارات تواصل ريادتها في عالم الذكاء الاصطناعي
  • مكتوم بن محمد: مهمتنا ترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي في التكنولوجيا والابتكار الرقمي
  • ديل العالمية: الإمارات الثالثة عالمياً في مساهمة الذكاء الاصطناعي بالاقتصاد بحلول 2030
  • أبوظبي تستضيف قمة «عالم الذكاء الاصطناعي» 2026
  • انطلاق قمة عالم الذكاء الاصطناعي في أبوظبي
  • الإمارات تحافظ على مكانتها مركزاً للاستثمار في الذكاء الاصطناعي