بـ200 دولار فقط| حيلة ذكية لربح الملايين من الذكاء الاصطناعي.. ما هي؟
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
في واقعة غريبة من نوعها، تمكن ثنائي أمريكي من تحقيق أرباح طائلة بواسطة تقنية الذكاء الاصطناعي ChatGPT، حيث كانت البداية بـ 200 دولار فقط لتتضاعف الأرباح بعدها سريعا.. فما القصة؟
تم إنشاء المشروع في غضون 4 أيام فقط من قبل "سال آيلو" و"مونيكا باورز" بتكلفة أقل من 200 دولار، وفقا لموقع “CNBC”.
بدأ الاثنان بتبادل أفكارهما عبر "ChatGPT"، وهو روبوت دردشة يعتمد على الذكاء الاصطناعي، لاستكشاف السوق، وأدركوا أنهم يعرفون كيفية طرح الأسئلة الصحيحة للحصول على إجابات مفيدة.
آيلو هو مدير تكنولوجيا متمرس في شركات التكنولوجيا الناشئة، في حين أن باورز هي مصممة منتجات تدير شركة تصميم استراتيجي.
قرر الثنائي الأمريكي، مؤخرا، إنشاء أداة بحث تستند إلى الذكاء الاصطناعي تسمى "DimeADozen"، حيث يمكن للمستخدمين تعبئة استبيان حول أفكارهم وتلقي إجابات مفصلة من "ChatGPT" بشكل سريع ومفيد.
بعد عدة أشهر، حققت DimeADozen إيرادات تجاوزت 66,000 دولار، وتم بيع النشاط الجانبي مقابل 150,000 دولار لزوجين يهدفان إلى تحويله إلى مشروع بدوام كامل.
آيلو وباورز سيستمرون كمستشارين للشركة، ويعملان حاليًا لمدة حوالي 5 ساعات أسبوعيًا.
ما هي DimeADozen؟أداة DimeADozen تم وصفها بأنها "آلة طباعة نقود"، حيث تقدم تقارير شاملة بتكلفة 39 دولارًا فقط، وتوفر نتائج في وقت أسرع من وكالات التحليل التقليدية أو محركات البحث.
باورز وآيلو يملكان أنشطة جانبية أخرى وخطط للمزيد، ولكن لم تصل أي منها إلى نجاح DimeADozen حتى الآن.
تعتبر DimeADozen أيضا، أول أداة بحثية مصممة خصيصًا لاختبار أفكار الأعمال باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث تجمع المعلومات المتلقاة وتطرحها على مئات النماذج المعدة مسبقًا للحصول على تقارير مفصلة تتعلق بالمستثمرين والعملاء والمنافسين المحتملين للشركة.
يمكنك أن تفعل الشيء نفسه على "جوغل"، وفقاً لـ "آيلو"، ولكن الأمر سيستغرق وقتاً أطول بكثير وستكون النتائج أقل موثوقية.
تهدف DimeADozen لتخفيف الهلوسة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي عن طريق تحسين المعلمات بشكل سريع وفعال.
ما هو الذكاء الاصطناعي؟الذكاء الاصطناعي هو مجال في علوم التكنولوجيا يهتم بإنشاء أنظمة وبرامج تتمتع بالقدرة على التفكير والتعلم واتخاذ القرارات بشكل مشابه للذكاء البشري.
يهدف الذكاء الاصطناعي إلى تطوير آلات وبرامج قادرة على تنفيذ المهام التي تتطلب ذكاءً بشريًا، مثل التعرف على الصوت والصورة، والترجمة الآلية، والاستدلال اللغوي، واتخاذ القرارات الذكية.
تتضمن تقنيات الذكاء الاصطناعي العديد من المجالات، بما في ذلك تعلم الآلة (Machine Learning)، وتعلم العميق (Deep Learning)، والشبكات العصبية الاصطناعية (Artificial Neural Networks)، ومعالجة اللغة الطبيعية (Natural Language Processing)، وروبوتات الذكاء الاصطناعي.
يتم بناء الذكاء الاصطناعي من خلال تدريب الأنظمة الحاسوبية على البيانات وتمكينها من استنتاج النماذج والقواعد من هذه البيانات. يستفيد الذكاء الاصطناعي من القوة الحسابية العالية للحواسيب الحديثة لمعالجة كميات كبيرة من البيانات واستخلاص الأنماط والمعلومات منها.
يستخدم الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات مثل التكنولوجيا، والطب، والتجارة، والتشغيل الآلي، والروبوتات، وغيرها. يعزز الذكاء الاصطناعي التطور التكنولوجي ويمكنه تحسين الكفاءة واتخاذ قرارات أكثر ذكاءً في العديد من المجالات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي حيلة ذكية جوجل الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي خطر محدق بالكتابة الصحفية
منذ إطلاق الذكاء الاصطناعي أو ما يُعرف بـ«تشات جي بي تي» في ٣٠ نوفمبر من عام ٢٠٢٢م، بواسطة أوبن أيه آي ـ سان فرانسيسكو المُصَمَم على محاكاة القدرات الذهنية للبشر عبر استخدام تقنيات التعلم والاستنتاج ورد الفعل واتخاذ القرارات المستقلة... منذ ذلك الحين غصّْت الصحف التقليدية ومنصات الكتابة الإلكترونية بالمقالات والأعمدة والتحليلات التي لا تنتمي إلا شكليًا للشخص المُدونُ اسمه في نهايتها.
وبقدر ما يُسهم الذكاء الاصطناعي في حل كثير من الإشكالات في حياتنا بما يمتلكه من قدرات خارقة تساعد الإنسان والمؤسسات على تحسين الأداء وحل المعضلات والتنبؤ بالمستقبل عبر «أتمتة» المهام والعمليات، إلا أنه ساهم في تقويض مهارات الكتابة الصحفية كوسيلة أصيلة للتعبير عن الأفكار وطرح الرؤى الواقعية التي تساعد المجتمع على تخطي مشكلاته... يتبدى ذلك من خلال تقديم معلومات غير موثوقة كونها لا تمر بأيٍ من عمليات التحقق ولا تقع عليها عين المحرر.
يستسهل حديثو العهد بالعمل الصحفي وممن لا علاقة لهم بعالم الصحافة كتابة مقال أو تقرير أو تحقيق صحفي، فلم يعودوا بحاجة للبحث والتحضير وتعقب المعلومات وهو المنهج الذي ما زال يسير عليه كاتب ما قبل الذكاء الاصطناعي الحريص على تقديم مادة «حية» مُلامِسة للهمّ الإنساني، فبضغطة زر واحدة يمكن الآن لأي صحفي أو من وجد نفسه مصادفة يعمل في مجال الصحافة الحصول على المعلومات والبيانات التي سيتكفل الذكاء الاصطناعي بتوضيبها واختيار نوع هرم تحريرها وحتى طريقة إخراجها ليترك للشخص المحسوب على الصحفيين فقط وضع صورته على رأس المقالة أو التحليل أو العمود وتدوين اسمه أسفله.
إن من أهم أخطار الذكاء الاصطناعي على العمل الصحفي أن الشخص لن يكون مضطرًا للقراءة المعمّقة وتقصي المعلومات والبيانات ولهذا سيظهر عاجزًا عن طرح أفكار «أصلية» تخُصه، فغالبًا ما يقوم الذكاء الاصطناعي بتقديم أفكار «عامة» تعتمد على خوارزميات وبيانات مُخزّنة.. كما أنه لن ينجو من اقتراف جريمة «الانتحال» كون المعلومات التي يزوده بها الذكاء الاصطناعي «مُختلَقة» يصعب تحري صدقيتها وهي في الوقت ذاته «مُتحيزة» وغير موضوعية تأخذ طرفًا واحدًا من الحقيقة وهو بلا شك سبيل لإضعاف مصداقية أي صحفي.
وتقف على رأس قائمة أخطار الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي في الكتابة الصحفية ما يقع على القارئ من ضرر، إذ لوحظ أنه يواجه دائمًا صعوبة في استيعاب «السياق» وهي سمة يُفترض أن تُميز بين كاتب صحفي وآخر... كما أنه يُضطر لبذل مجهود ذهني أكبر لاستيعاب عمل «جامد» يركز على كمية المعلومات وليس جودتها، فمن المتعارف عليه أن المادة وليدة العقل البشري تتصف بالمرونة والحيوية والعُمق والذكاء العاطفي ووضوح الهدف.
لقد بات ظهور أشخاص يمتهنون الصحافة كوظيفة وهم يفتقرون للموهبة والأدوات خطرًا يُحِدق بهذه المهنة في ظل ما يتيحه الذكاء الاصطناعي من قدرات فائقة على صناعة مواد عالية الجودة في زمن قياسي رغم أن القارئ لا يحتاج إلى كثير من الجهد لاكتشاف أن هامش التدخل البشري في المادة المُقدمة له ضئيل للغاية.
بقليل تمحيص يمكن للقارئ استيضاح أن لون المادة التي بين يديه سواء أكانت مقالة أو عمودا أو تقريرا يفتقر إلى «الإبداع والأصالة» وهو ما يؤكد أن الذكاء الاصطناعي لن يحل في يوم من الأيام محل العقل البشري الذي من بين أهم مميزاته قدرته الفائقة على الابتكار والتخيل والإبداع والاستنتاج عالي الدِقة.
النقطة الأخيرة..
رغم التنبؤات التي تُشير إلى ما سيُحدثه الذكاء الاصطناعي من نقلة هائلة على مستوى زيادة الكفاءة والإنتاجية وتوفير الوقت والتكاليف، إلا أنه سيظل عاجزًا عن تقديم أفكار خلّاقة وأصلية علاوة على المردود السلبي المتمثل في تدمير ملَكات الإنسان وإضعاف قدراته الذهنية.
عُمر العبري كاتب عُماني