RT Arabic:
2025-03-09@17:05:51 GMT

هجمة حماس.. بموافقة إيران أم من دونها؟

تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT

هجمة حماس.. بموافقة إيران أم من دونها؟

سئلت عبر قناتي الرسمية على تطبيق "تليغرام" عما إذا كانت "حماس" قد نسقت هجماتها مع "محور المقاومة" أم لا؟

حقيقة الأمر أن هذا لم يعد يهم الآن من حيث المبدأ، فقد بدأ الانهيار الجليدي بالفعل في التحرك نحو القاع، إلا أن فهم الخلفية يمكن أن يساعد في توسيع منظور الرؤية.

يظن عدد من الخبراء أن هجمة "حماس" كانت تهدف بادئ ذي بدء لأن تكون دموية قدر الإمكان، من أجل إثارة رد فعل قاس من جانب إسرائيل (يمكن التنبؤ بتصرفات إسرائيل بسهولة، فهي معتادة على الرد بإطلاق المدافع مقابل صفعة بكف اليد)، من أجل إثارة أقصى قدر من سخط الرأي العام العربي والعالمي، لعرقلة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وهو ما كان سيتسبب بخفوت كبير في الاهتمام بمصير الفلسطينيين.

يدعم هذه النظرية الاختيار الدقيق للحظة، حيث أن الولايات المتحدة منهكة بالفعل إلى حد ما بسبب الحرب مع روسيا في أوكرانيا، ومنشغلة بأزمة داخلية، حيث سيكون للتمرد الثاني ضد الولايات المتحدة (عن طريق إسرائيل) فرص أكبر بكثير للنجاح.

إقرأ المزيد خبير روسي: لا تصدقوا بايدن وتذكروا صدام حسين!

ولمثل هذا التفكير قدر من الوجاهة والمنطق، إلا أنه لا يمكن ترك أي من تلك الأفكار دون انتقادات وشك، وإليكم الأسباب:

لم يكن بإمكان "حماس" أن تكون على يقين من أن عمليتها سوف تنجح إلى هذا الحد، حيث كان بإمكانها أن تواجه، أو بالأحرى كان عليها أن تتوقع مواجهة مقاومة أكثر جدية في كل مرحلة من مراحل تنفيذ العملية، من اختراق السياج إلى دخول المستوطنات. وكان من الواقعي الاعتماد على أسر عدد أقل بعدة أضعاف من الرهائن، وموت عدد أكبر من مقاتليها، وموت الجانب الإسرائيلي بشكل رئيسي من العسكريين، وليس المدنيين، وبأعداد أقل.

 لا شيء كان يضمن لـ "حماس" هذا النجاح الأعظم من الخيار المعتدل الموصوف أعلاه، وهي غير قادرة على إحداث مثل هذه الصدمة القوية في المجتمع الإسرائيلي، ولا العواقب الإقليمية والدولية واسعة النطاق التي نتجت عن العملية في نهاية المطاف.

وإذا انطلقت "حماس" من ضرورة عرقلة التطبيع السعودي الإسرائيلي والتسبب في حرب إقليمية، فهي أولا، لا تحتاج إلى رهائن من أجل ذلك، بل أن بإمكان الرهائن أن يعيقوا ذلك، ويمكن الحصول على أقصى قدر من التأثير على المجتمع الإسرائيلي وأشد رد فعل بمجرد قتل جميع المستوطنين والمدنيين الإسرائيليين الذين يقابلونهم. فخيار الرهائن معقد إلى حد غير عقلاني من حيث التنفيذ، ومرهق في نفس الوقت وغير فعال، أو على الأقل هو أقل فعالية من حيث التأثير العاطفي من مجرد القتل. ومما يزيد الشكوك شهادات بعض الرهائن الإسرائيليين الباقين على قيد الحياة، الذين يقولون إن مقاتلي "حماس" عاملوهم بشكل طبيعي، وأن المسلحين أرادوا أخذ الرهائن إلى غزة، وأن عددا من الرهائن قتل ليس على يد مسلحي "حماس"، ولكن على يد الجنود الإسرائيليين أثناء محاولة تحرير الرهائن.

ثانيا، أتصور أن الوعد الذي أعقب ذلك لاحقا بقتل الرهائن، ثم رسالة الاستعداد لإطلاق سراح الرهائن مقابل وقف القصف الهمجي على غزة (رغم عدم الثقة في مصداقية الخبر الأخير)، يدل على أن تصور قيادة "حماس" بأن الوضع لا يتطور وفقا للخطة، الأمر الذي يؤدي إلى محاولات فوضوية غير مدروسة ومتعددة الاتجاهات دائما للخروج منه.

 على أية حال، وفي حالة الرد القاسي المفترض من جانب إسرائيل، ليس هناك ضمان بنتيجة إيجابية سواء لـ "حماس" أو للفلسطينيين في غزة. بل على العكس من ذلك، فإن هذا القتل واسع النطاق للمدنيين الإسرائيليين والمشاهد الدموية صدم غالبية سكان البلدان غير المعنية بشؤون الشرق الأوسط، وهو ما أعطى القيادة الإسرائيلية المبرر النموذجي لمحاولة حل القضية الفلسطينية النهائي عن طريق طرد الفلسطينيين أولا من غزة، ثم من الضفة الغربية. والآن يشير كل شيء إلى أن تنفيذ هذا السيناريو بالذات قد بدأ بالفعل، على الرغم من أن الحرب الإقليمية، وخاصة هزيمة إسرائيل، تظل مجرد احتمال افتراضي. إن اللعبة محفوفة بالمخاطر للغاية، بحيث لا يمكن المراهنة عليها بثمن مصير أمة بأكملها.

إقرأ المزيد الخطة الإسرائيلية كما أراها

فلماذا إذن حدث كل هذا؟ أعتقد أنه كان هناك ما يسمى بـ "إفراط التنفيذ" من الجانبين.

لا توجد خطة واحدة واسعة النطاق ومعقدة تسير كما هو مخطط لها. فلا كانت بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا كذلك، وليست هجمات حماس استثناء من القاعدة، حيث اندفعت المواجهة الثانية من الأشخاص ذوي التسليح الضعيف إلى الفجوات التي حدثت في السياج، ولم يكن من الواضح لمن كانوا تابعين، ومن يمثلون. ويبدو لي واضحا أن الجيش الإسرائيلي لم يخطط لمثل هذه الضربة لصورته وهذا التأثير الدولي الانتحاري الذي نتج عن القصف الإسرائيلي لوقف سيارات المستشفى الأهلي. ووفقا لبعض الخبراء، كان الإسرائيليون يتعقبون أرقام هواتف قادة "حماس" الجرحى، وربما سعوا إلى القضاء عليهم دون أن يدركوا أن هذا العدد الكبير من المدنيين متجمعون هناك.

بطريقة أو بأخرى، غالبا ما يخطط القادة لشيء ما، وينتهي الأمر بشيء آخر. وهذا الشيء الآخر في هذه الحالة لا يمكن وصفه بالصدفة، بل على العكس من ذلك، هو نتيجة لعمليات طويلة لنضج التاريخ الحقيقي، وهو نتيجة لقوانين الجغرافيا السياسية التي يحاول السياسيون الواثقون من أنفسهم إخضاعها لإرادتهم أو إلغائها أو قمعها أو توجيهها في اتجاه مختلف. وفي لحظة فقدان السيطرة، تفرض قوانين الجغرافيا السياسية نفسها من جديد، وتخضع جميع المشاركين في الأحداث.

باختصار، لا أعرف كيف حدث هذا على أرض الواقع، ولكن في الوقت الحالي، أميل إلى الاعتقاد بأن احتمال قيام "حماس" بأعمال غير منسقة مع "محور المقاومة" هو 70%، و30% فقط هي أعمال منسقة. وفي رأيي المتواضع أن "حماس" كانت على الأرجح ستقتصر على احتجاز الرهائن لمبادلة رفاقهم في السجون الإسرائيلية. وكان الهدف من الهجمات الصاروخية في هذا السيناريو هو تشتيت انتباه الجانب الإسرائيلي وتسهيل العمليات على الأرض.

من كل ما سبق، يمكن استنتاج أنه إذا ما لم يتم تنسيق هجمة حماس مع إيران، ولم تكن ضمن خطتها، فإن الحرب الإقليمية ليست حتمية. إلا أنه، وفي الوقت نفسه، لا يمكننا قول العكس، إن الحرب الإقليمية غير مرجحة. يعيدنا ذلك إلى أشهر مقولة عن الحرب العالمية الأولى لباربرا تاكمان من كتابها عن أسباب تلك الحرب: "لم يكن أحد يريد الحرب، إلا أنها كانت حتمية". أعتقد أن هذه الكلمات مناسبة تماما للحرب الإقليمية التي نقف الآن على أعتابها. يبدو أن للحروب العالمية أنماطها الخاصة.

ولكن، بطبيعة الحال، ليس بإمكاننا الحديث سوى عن احتمالات أكبر أو أقل، ولا يمكننا سوى افتراض النظريات.

المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف

رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: ألكسندر نازاروف ألكسندر نازاروف الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة السلطة الفلسطينية الشرق الأوسط القضية الفلسطينية حركة حماس حركة فتح طوفان الأقصى قطاع غزة هجمات إسرائيلية لا یمکن إلا أن

إقرأ أيضاً:

حماس: منع دخول المساعدات يؤثّر على الرهائن

نددت حركة حماس، السبت، بمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدة أن الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في القطاع سيتضرّرون جراء ذلك بدورهم.

وقالت الحركة في بيان إن الحكومة الإسرائيلية "تفاقم الكارثة الإنسانية التي تسببت بها في قطاع غزة بارتكاب جريمة حرب العقاب الجماعي ضد أكثر من مليوني مدني فلسطيني، من خلال التجويع والحرمان من ضروريات الحياة الأساسية لليوم السابع على التوالي".
وأضافت: "تداعيات هذه الجريمة لا تقتصر على شعبنا في غزة بل تشمل أسرى الاحتلال لدى المقاومة، الذين يتأثرون أيضا بنقص الغذاء والدواء والرعاية الصحية".
وبعد نحو 15 شهراً على اندلاع الحرب عقب هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بدأ في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي تطبيق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، تم التوصل إليه بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية. وفد حماس يصل القاهرة لبحث المرحلة الثانية لاتفاق غزة - موقع 24قالت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر إن وفداً من حركة حماس وصل إلى القاهرة، اليوم الجمعة، لبحث إجراءات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ودفع المفاوضات للدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق. وامتدت المرحلة الأولى من الاتفاق 6 أسابيع، وأتاحت عودة 33 من الرهائن الى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.
وسمحت إسرائيل أيضا بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، قبل أن تعلق دخولها في الثاني من مارس (آذار) الجاري.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن المساعدات الإنسانية أصبحت "المصدر الرئيسي لإيرادات حماس في غزة".
ومع نهاية المرحلة الأولى من الاتفاق أواخر الأسبوع الماضي، طلبت إسرائيل تمديدها حتى منتصف أبريل (نيسان)، لكن حماس أصرت على الانتقال إلى المرحلة الثانية التي يُفترض أن تضع حداً للحرب.

مقالات مشابهة

  • المبعوث الأمريكي بولر: يمكن التوصل إلى اتفاق للإفراج عن جميع الأسرى من غزة
  • الضغط الإسرائيلي على حماس قد ينتهي بغزو جديد للقطاع
  • 41 مختطفا إسرائيليا قتلوا في قطاع غزة منذ بداية حرب أكتوبر 2023
  • البيت الأبيض: يمكن التعامل مع إيران عسكريا أو بالتفاوض
  • البيت الأبيض: إيران يمكن التعامل معها عسكريًا أو من خلال إبرام اتفاق
  • رهائن مُفرج عنهم يوجهون رسالة إلى نتانياهو
  • حماس: منع دخول المساعدات يؤثّر على الرهائن
  • صدور أوامر لجيش الاحتلال بالاستعداد الفوري لعودة الحرب في غزة
  • تعطيل الاحتلال الإسرائيلي لصفقة التهدئة وقرع طبول الحرب
  • لأول مرة.. اتصالات امريكية مباشرة مع حماس لبحث ملف الرهائن