إيران تحشد وكلائها لـ"حرب المسيّرات" ضد أمريكا وإسرائيل
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
أكد تقرير إسرائيلي، اليوم الجمعة، أن إيران بدأت بحشد عدد من وكلائها في المنطقة من أجل بدء ما وصفته بـ"حرب المسيّرات" ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية، في عدد من الدول التي تمتلك إيران نفوذاً فيها.
وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن انتهاء العقوبات المفروضة على برنامج الصواريخ الإيراني هذا الأسبوع، زاد شهية إيران لصفقات الدفاع وعزز شعورها بالإفلات من العقاب فيما يتعلق بتزويد الوكلاء بالأسلحة.وأضافت "شجعت إيران وكلائها في العراق واليمن وسوريا على بدء حرب بطائرات بدون طيار ضد القوات الأمريكية وإسرائيل، حيث استهدفت طائرات مسيرة وصواريخ، الخميس، قاعدة عين الأسد في العراق، وهذا هو الهجوم الثالث على الأقل على القاعدة هذا الأسبوع".
فورين أفيرز: لا ضمانات ببقاء الصراع محصوراً في غزة https://t.co/DWchJuGNTd pic.twitter.com/qK9TSrIvEI
— 24.ae (@20fourMedia) October 20, 2023 سياسة قديمة وقالت الصحيفة إن "إيران فعلت ذلك من قبل، حين بدأت الميليشيات الموالية لإيران في العراق باستهداف القوات الأمريكية في عام 2019، واستخدمت في البداية صواريخ 107 ملم من المحتمل أن تكون من أصل إيراني".كما استخدمت ذات السياسة، بعد أن اغتالت الولايات المتحدة، قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس بصاروخ أطلقته طائرة بدون طيار في يناير (كانون الثاني) 2020.
وأشارت إلى أن إيران استخدمت طائرات بدون طيار لاستهداف السفن في خليج عمان خلال العامين الماضيين، كما شجعت إيران وكلاءها في سوريا على استخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار لمهاجمة القوات الأمريكية بالقرب من نهر الفرات.
نشاط متزايد وبحسب الصحيفة، فقد "بدأت إيران حرب الطائرات بدون طيار هذه مرة أخرى، حيث أشارت رويترز يوم الخميس إلى أن طائرات مسيرة وصواريخ استهدفت مساء الخميس قاعدة عين الأسد الجوية التي تستضيف قوات أمريكية ودولية أخرى في غرب العراق، وقال مصدران أمنيان إن عدة انفجارات سُمعت داخل القاعدة".
هددت بالتدخل في حرب #غزة واستهداف المصالح الأمريكية.. ماذا نعرف عن الفصائل الموالية لإيران في #العراق؟#فيديو24
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/PnJnhViTKb pic.twitter.com/5PiupHjhY7
وتستخدم إيران ووكلاؤها طائرات الكاميكازي بدون طيار عادة، وقامت إيران بتصدير طائرات "شاهد 136" انتحارية بدون طيار إلى روسيا، وقال البنتاغون أيضاً إن سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية أسقطت ثلاثة صواريخ وعدة طائرات بدون طيار أطلقت من اليمن.
وقامت إيران بشحن المعرفة التكنولوجية للحوثيين لصنع طائرات بدون طيار وصواريخ باليستية، واستخدمت إيران اليمن كأرضية اختبار لطائراتها الانتحارية بدون طيار، مما أدى إلى إتقان الاستهداف والدقة.
واعترضت المدمرة الأمريكية "يو إس إس كارني"، التي تبحر في البحر الأحمر، تهديداً بطائرات بدون طيار وصواريخ هذا الأسبوع، وفقاً للعميد الجنرال بات رايدر، السكرتير الصحافي للبنتاغون.
وقالت الصحيفة: "يبدو الآن أن حروب الطائرات بدون طيار التي تشنها إيران تتزايد عبر مساحة واسعة من الشرق الأوسط، وهذا قوس من حرب الطائرات بدون طيار يمتد الآن من لبنان عبر سوريا إلى العراق والخليج والبحر الأحمر".
وأضافت "يعتقد أن الطائرات بدون طيار الإيرانية والطائرات بدون طيار التابعة لوكلائها يصل مداها إلى حوالي 2000 كيلومتر".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إيران أمريكا إسرائيل
إقرأ أيضاً:
إيران وإسرائيل.. هل ينتقل الصراع من الظل إلى دائرة الحرب الشاملة؟
وخرج العداء بين الجانبين من إطار حروب الظل إلى مواجهات مباشرة وتبادل ضربات محسوبة بعناية، آخرها الغارات الجوية الإسرائيلية على أهداف داخل إيران أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومع ذلك يرى خبراء أن استمرار الأعمال العدائية لا يعني بالضرورة اندلاع حرب شاملة، وفقا لفيلم عرضه برنامج "للقصة بقية".
ويرى يزيد صايغ الباحث الأول في مركز كارنيغي للشرق الأوسط أن السيناريوهات تعتمد على ما إذا كانت إسرائيل ستعمل على خلق ظروف تمكنها من استهداف البرنامج النووي الإيراني بمفردها، أم أنها ستنتظر الضوء الأخضر من الولايات المتحدة.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4عراقجي: سنرد على إسرائيل ومستعدون لاستئناف مفاوضات النوويlist 2 of 4الحرس الثوري الإيراني يتوعد إسرائيل ويجدد دعمه لمحور المقاومةlist 3 of 4لماذا لن يعود ترامب أبداً إلى سياساته السابقة في الشرق الأوسط؟list 4 of 4ترامب يسعى لإفلاس إيران باعتماد سياسة الضغط الأقصىend of listوتزامن تصاعد الخطاب الإسرائيلي مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فقد صرح وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس بأن إيران أصبحت أكثر عرضة من أي وقت مضى لضربات تستهدف منشآتها النووية.
وردّت إيران بوعود انتقامية قاسية على الهجمات الأخيرة، لكنها في الوقت ذاته أظهرت تراجعا في حدة خطابها، مع صدور دعوات للحوار مع الإدارة الأميركية المقبلة.
وتشير التوقعات إلى تباين السياسات المنتظرة لإدارة ترامب، وبينما يرى البعض أنه لن يمنح إسرائيل شيكا على بياض لتصعيد ضد إيران فإن الأسماء المرشحة للمناصب الرئيسية تكشف عن توجهات داعمة لإسرائيل ومعادية لإيران.
جذور العداء
وسلط برنامج "للقصة بقية" في حلقته بتاريخ 2024/11/18 الضوء على جذور العداء الإيراني الإسرائيلي ومساراته المحتملة، كما ناقشت مع ضيوفها مشروع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لإعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط والتغيرات في الإستراتيجيات الدفاعية للطرفين.
ويتجاوز الصراع بين إيران وإسرائيل الخلافات المباشرة، إذ يرى المستشار العسكري لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط سابقا عباس دهوك أن البلدين ليس بينهما عداء تاريخي أو نزاعات حدودية، ولكن إيران تعتبر إسرائيل كيانا غير شرعي وتسعى إلى طرده من المنطقة، في حين تعتبر تل أبيب البرنامج النووي الإيراني تهديدا وجوديا.
بدوره، يوضح مدير مشروع إيران في مؤسسة الأزمات الدولية علي واعظ أن التنافس بين الطرفين يتمحور حول الهيمنة الإقليمية، فإيران -التي تعد أضعف عسكريا- اعتمدت منذ الثورة عام 1979 على استغلال قضية فلسطين لإبراز قوتها، حسب واعظ.
ومنذ الثمانينيات تبنت إيران سياسة دفاعية ترتكز على تطوير الصواريخ الباليستية والاعتماد على وكلائها الإقليميين كوسيلة للدفاع غير المتماثل.
وأشار واعظ إلى أن هذه الإستراتيجية هي جوهر الأمن القومي الإيراني في ظل غياب بدائل إستراتيجية كشراء طائرات أو أنظمة دفاع حديثة.
وعلى الجانب الآخر، تتبع إسرائيل مبدأ "بيغن" الذي ينص على منع جيرانها من امتلاك التكنولوجيا النووية، ونفذت هجمات استباقية ضد منشآت في العراق وسوريا، بالإضافة إلى استهداف مواقع وقادة إيرانيين.
تحولات طوفان الأقصى
وشهدت المواجهات تحولا ملحوظا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ قررت إسرائيل التحرك مباشرة نحو إيران بدلا من استهداف وكلائها، في حين أوضح صايغ أن هذه الإستراتيجية رفعت مستوى التوترات بشكل غير مسبوق.
من جهته، توقع أستاذ الدراسات الإستراتيجية فؤاد إيزادي أن تصاعد الضغوط سيجبر إيران على اتخاذ خطوات استباقية لمنع استهدافها تدريجيا، في حين يرى وزير العدل الإسرائيلي الأسبق يوسي بيلين أن المواجهة المباشرة قد تكون مكلفة للطرفين دون تحقيق نتائج حاسمة.
وفي هذا السياق، أكد عباس عبدي -وهو صحفي إصلاحي إيراني ومحلل سياسي- أن سياسة إيران الخارجية تضعها في موقف صعب، إذ يعتبر التراجع تكتيكا ممكنا إذا أحسن تنفيذه.
وفي حديثه للبرنامج يرى مدير عام صحيفة الوفاق الإيرانية مختار حداد أن المواجهة بين إيران وإسرائيل قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كانت تجري في الخفاء عبر عمليات أمنية وهجمات سيبرانية ولم تكن مواجهة عسكرية مباشرة.
من الخفاء إلى العلن
وأضاف حداد أن عملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من إبادة جماعية ضد الفلسطينيين جعلت المواجهة أكثر وضوحا واتساعا، إذ شهدنا ردودا عسكرية مباشرة من إيران، مما يفتح بابا لمواجهات واسعة النطاق بين الطرفين.
واعتبر حداد أن إيران -بناء على عقيدتها العسكرية- كانت دائما على أهبة الاستعداد لمواجهة الكيان الصهيوني باعتباره العدو الأول للجمهورية الإسلامية منذ قيام الثورة، لافتا إلى أن الردود العسكرية المباشرة أصبحت جزءا من إستراتيجية إيران الجديدة.
وفيما يتعلق بالعقيدة النووية الإيرانية، أوضح حداد أن الحديث عن تغيير هذه العقيدة لا يعني نية إيران صنع قنبلة نووية، مؤكدا أن هناك فتوى دينية تحرم استخدام أسلحة الدمار الشامل.
بدوره، رأى آدم كليمنتس المستشار السابق في وزارة الدفاع الأميركية والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لم تنجح في إنهاء النزاع بين إيران وإسرائيل، وأن الإدارة المقبلة قد تواجه ضغوطا جديدة لاحتواء الأوضاع.
وأوضح كليمنتس أن إدارة ترامب القادمة قد تسعى إلى إيجاد حلول للصراعات في المنطقة لتحقيق مكاسب سياسية، لكن ذلك سيعتمد بشكل كبير على السياق الدولي.
علاقة ترامب ونتنياهو
وأشار كليمنتس إلى أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو قد تشكل عاملا مهما في تحديد السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، لكن الضغط الخليجي لاستعادة الاستقرار الإقليمي سيكون له تأثير كبير.
وأكد أن التعيينات في الإدارة الأميركية الجديدة -والتي تميل لدعم إسرائيل ومعاداة إيران- تشير إلى تشدد في المواقف تجاه طهران، لكنه لفت إلى أن التغيرات السياقية قد تدفع الإدارة القادمة إلى إعادة تقييم أولوياتها في ظل التحديات العالمية.
بدورها، قالت الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات الدكتورة فاطمة الصمادي إن السياقات السياسية الحاكمة للصراع بين إيران وإسرائيل لم تتغير، مشيرة إلى أن عملية "طوفان الأقصى" جاءت ردا على ممارسات إدارة ترامب التي عمقت الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وأكدت الصمادي أن سياسة ترامب المستقبلية تجاه إيران ستتمحور حول الضغط الأقصى والسعي لاتفاق جديد ينهي البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل بما يتماشى مع مطالب إسرائيل.
وأشارت إلى أن إسرائيل تشعر لأول مرة بتهديد وجودي حقيقي، وهو ما يفسر "التوحش" في عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين، مضيفة أن هذا الشعور بالتهديد انعكس على إستراتيجياتها الدفاعية التي تواجه تحديات غير مسبوقة مع تزايد قدرات محور المقاومة في المنطقة.
18/11/2024